عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-13, 07:38 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





خلال تلك السنوات الرهيبة كنا نتحادث من خلف الجدران بدون ان يرى بعضنا بعضا

اكتشفت اهمية الصوت ,كنت استشف حالة أمي النفسية من خلال نبرة صوتها


كنا نرهف الأسماع علنا نلتقط صوتا او حركة لتعرف أحدانا ما تفعل الأخرى داخل زنزانتها

ولنطمئن انها لازالت حية لم تمت .



اننا ندين بالكثير لاخي عبد اللطيف لم يعرف في حياته الا السجن كانت حياته عبارة عن سلسلة


من العذاب المتواصل كان وهويمشي يستخدم مايعرفه ليخترع ماكنا نفقده ونحتاجه .


لقد اكتشف مثلا انه يمكننا اعادة شحن البطاريات الفارغه التي كنا نستخدمها للمذياع

بوضعها تحت الشمس الحارقه اوغمسها في الماء المغلي .


كانت ماريا وسكينة تلوذان الى سريري وتختبئان بين ذراعي وتطرحان علي شتى انواع الاسئلة

وكل مالا تتجرآن على إخباره لامي كانتا تخبرانني به .


في مثل سنهما نشعر بالرهبة من امهاتنا فكيف اذا كان يفصل بيننا وبينها جدار سميك ........




حاولنا استخدام فن المناوره والمراوغه ولم يكن النجاح حليفنا دائما


اطلقنا على اضخم عملية في مقاومتنا ((الاعداد والتجهيز)).


تلك العملية ادت الى كسر الطوق الذي كان محكما ً من حولنا فقد ازلنا بعض الحواجز الاساسية

التي تعيق حركة التواصل بيننا


اذ نجح رؤوف بنزع بلاطة من تحت سريره بمساعدة ملعقة وسكين حيث اخفى داخلها مذياعنا

بعد ان غلفه بمنديل قديم لحمايته من الرطوبة .

وفي الليل يخرجه ليستعين به على وحدته المدمره


ثم راودته فكرة ان يستخدم الميكرفونات وشريط المسجل الكهربائي لتمديد شبكة توصل

من زنزانة الى اخرى .


لجانا الى استعمال قضبان السرير المعدنية بدل الموصل ونربطها ببعضها البعض بشكل

مستقيم ومدها عبر ثغرات موجودة في الجدران


كنت كذلك استعين بطرف انبوب ماء كنت قد نشلته من الباحة مستغلة تحول انظار الحرس عني .

انجزت به خط(( تلفون )) يخترق الحائط المشترك بيننا.

خلال النهار كنت اخفيه في سرير ميمي حيث ان الحراس لا يتجرؤون على الاقتراب منها

وتفتيشه بسبب نوبات الصرع التي كانت تنتابها اذ كانوا يعتقدون ان الجن يتلبسها .



بواسطة هذه الوسائل البدائية والشحيحة ولكن فعلة تمكنا من التواصل مع بعضنا البعض

طوال الليالي .


كانت الأيام تمر ببطء لاينتهي عدونا الرئيسي كان الوقت ,كنا نراه ونشم رائحته , ونشعر به

ونلمسه لمس اليد , انه وحش مخيف وخطير

أحيانا ً من الملل نتابع بنظراتنا تحركات الصراصير الكثيرة وهي تنتقل من زاوية الى أخرى

أصبحنا جثثا ً متحركة خالية من الروح

نعرف ان النهار قد ولى من تغير الضوء لقد احتضارا ً بطيئا ً لايعرف قرارا ً

لكن الموت مازال بعيد المنال وكلما لاحت طلائعه ,عاد واختفى ,حتى الموت أصبح ضنينا ً .

فقدت الأشياء دلالتها واختلطت الصور والأشكال والأصوات

نسينا الضجيج في المدن والساحات وتدفق البشر ,نسينا كيف يتحدثون ويتسامرون ويضحكون

تبلدت أحاسيسنا وتخدرت كمريض خرج لتوه من غرفة الجراحة .





قراءة شيقة ...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس