عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-13, 07:42 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





النفق


منذ ((ليلة السكاكين الطويلة )) ترسخت لدينا قناعة وفكرة الهروب وعرفنا انه لا خيار امامنا انهم

يراهنون على سقوطنا

وتلاشينا لكن لا والف لا لن نسمح لهم ان ينالوا منا بعد اليوم .


بعد الاف المناقشات (التي تمت طبعاً من الثقوب التي في الجدران ) قررنا ان نحفر نفقاً في

الزنزانة المعتمة المحاذية لنا

حيث هذه الزنزانة تفضي الى حقل بور حيث لم نسمع يوما ً أي صوت يصدر منه او ضجة او حياة

ومن المؤكد ان السجانين كانوا قد ضغطوا على مالكه لكي يهجره .




أمي ورؤوف مهندسا الفريق هما اللذان وضعا تصميما للمشروع الذي تم تنفيذه في الزنزانة المظلمة

حلل رؤوف التراب الذي ارسلته له وشرح لي كيف يمكننا ان نتعرف على طبقات الارض

الصلصال يعني أنني وصلت الى الأساسات , وعندها يجب متابعة الحفر بشكل عمودي .

كان يغلي من حنقه لأنه لايشاركنا بنفسه ,كان يروح ويجي في زنزانته مثل الوحش الهائج في قفصه .



في 27 يناير 1987

في ذلك اليوم قررنا أن نبدأ ما اعتزمنا به نزعنا الاسمنت ورفعنا البلاطات وذلك كان بملعقة ومقبض

وسكين وغطاء علبة سردين .

عندما اقول نحن فانا اقصد انا وماريا وسكينة أما ميمي فكانت ضعيفة ولكنها فعالة فيما يتعلق

الأمر بتنظيف الأرضية من أثار الركام

قمنا كذلك بتوسيع الثقرات التي أحدثتها الجرذان في الجدران والتي عمل الحرس على سدها

بالاسمنت وأعدنا فتحها مجدداً

حيث كنا نرطبه بالماء كي لايشتد ويقسو .

في اليوم الذي نجحنا فيه اخيراً من نزع البلاطات المطلوبة وبشكل صحيح انتقلنا الى الخطوة التالية

وهي حفر ثغرة تصل الى مستوى الأساسات

في اليوم الأول من الحفر واجهني حجر بضخامة الصخرة كان من المستحيل متابعة الحفر ونقلت

هذا الخبر السيئ

الى رؤوف فقال لي بلهجة آمرة :

- اعملي على اقتلاعه

- ولكن اين سأضعه؟؟

- تدبري أمرك . تريدين الهرب ام لا ؟؟


في زنزانة أمي وعبد اللطيف علية مرتفعة عن الأرض يتم الوصول اليها عبر سلم خشبي كانت تضع

فيها أمي حاجياتها

ولكن بعد ليلة السكاكين الطويلة قام الحراس بنزع السلم وسدوا الفتحة .

بعد ان خرج الحراس , سارعت أمي ببعد نظرها , الى رفع عبداللطيف فوق كتفها ويعيد انتزاع

إحدى اللبنات بسرعة قبل أن يجف طينها ويصبح من المستحيل تحريكها من مكانها .

ايضا ً كنا قد حفرنا حفرة ضخمة تحت سريري بين زنزانتنا وزنزانة والدتي .

صنعت أمي من سراويلنا البالية مساند مستطيلة مختلفة الأحجام كنا نملأها بالتراب الذي الذي

كنا نخرجه

والاحجار التي كانت تعترضنا ونحن نحفر النفق فكانت تحزمها أمي في هذه المساند ومن ثم

تحمل عبداللطيف على اكتافها كي يرميها في العلية والبعض منها نعيده الى النفق .


كنا نعمل كفريق وبشكل آلي



كنت في الحفرة املأ صفيحة زيت قديمة تزن خمسة ليترات بالتراب ثم أشد الحبل فتنتبه أخواتي

في الأعلى أن رفع الصفيحة قد حان فيرمين الفائض من التراب داخل الزنزانة ثم يخلطنه بالماء

ويعجننه وكانه خبز بمساعدة حليمة وعاشورا اللتان تتسللان الى زنزانتنا من كوة قد شقت في

الجدار الفاصل بيننا وكان عبداللطيف يتسلل بدوره من الكوة التي كنا قد حفرناها بين زنزانته هو

وامي وزنزانتنا كي يشاركنا ايضا في تنفيذ المشروع




بعد ليالي من الحفر بلغنا الأساسات فتبدل لون التراب من الأحمر الى الرمادي حينها شرعنا نحفر

بشكل أفقي حسب نصائح رؤوف .


حيث كنا نتواصل معه عن طريق الكوة فنسرد له تباعا ما انجزنا





كنا نحفر انا واخواتي الى الساعة الرابعة فجرا ً بعدها نتوقف عن العمل ونحاول إعادة الأمور الى

حالها فنغفل النفق ونسد الكوات بين زنزاناتنا


خلال النهار كنت أتابع قصة سرد مشروعنا كنا لانأكل شيئا ً تقريبا ً وننام ساعات قليلة ونعيش

على اعصابنا .........



قراءة شيقة . . . . . .








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس