عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-13, 03:07 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الجزء السابع..

:

:

جمرة غضى .. أضمها بكفي
أضمها حيل . .
أبي الدفا .. لو تحترق كفي
وأبي سفر لليل
بردان أنا تكفى .. أبي احترق بدفا
لعيونك التحنان .. فعيونك المنفى
جيتك من الإعصار .. جفني المطر .. والنار
جمرة غضى
والله الجفا برد .. وقل الوفا برد
والموعد المهجور ما ينبت الورد
ياحبي المغرور .. ياللي دفاك اشعور
رد القمر للنور .. واحلى العمر .. في وعد
بردان .. بردان أنا تكفى.. أبي احترق بدفا
يا أول الحب .. شفتك أنا مره
واهديت لك قلب
ورديت لي جمرة
ومن يومها كان الرحيل
وليل الشتا .. القاسي الطويل
وآه يا الحنين
لليل باب له حارسين
برد وسحاب

.................................................. .....

.................................................. .......................

كانت تجلس بجانبه في السياره قريبه هي منه كجسد نائيه عنه كروح ....

رفعت عينها من كتاب كانت تقرأه تمهيدا لتدريسه ..

تأملت كثبان الشمال الرمليه ...اوكار من مطر الاسبوع الفائت وبوادر ربيع ..وغيوم تغطي شمس الشتاء..

:

:

كان الجو مغرم بالارض ..ألتفتت اليه ..تتأمله يقود سارحا ...الا يعيش الا سارحا هذا الرجل ..لم تراه يوما يعبر ولو بنظره عن جمال ما امامه او قبحه ..فارغ هذا الرجل تماما عباره عن اهدار هواء ..

:

:

11 سنه ولا زالت لا تستيغه ابدا ..

:

:

شدها الفضول تماما ماللذي يؤرقه حتى يأتي من الرياض ..الى سكاكا الى القريات ويعود في يومان فقط ..ربما كنت مخطئه لربما يحمل في داخله شيء..او شعور واحد فقط يسيره لان يعيش..

:

:

راقبت يده بالكاد تلمس المقود لكنه متحكم فيه ..هو هكذا ..مجرد التفكير بالسيطره في عقله يجعله مسيطرا على كل شيء..فكيف بافعاله ..

:

:

ايضا هو مهووس بالكمال ..بل يجعل من الكمال هدف حياته ..

.....................

.......................................

ايضا الصمت ..لو كان الكمال هدف حياته ..فالصمت حياته ..غريب فياض ..لا يتبادل الحديث مع احدهم ابدا يوقن هو بأن لن يوازي عقله عقل ..

:

:

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

عدل بأبهامه اليسار خاتما على بنصره لايفارقه ابدا ..حتى في نومه ..نزع نظارته الشمسيه ....ودلك جفنيه بخفه ..

يبدو بأن العدسات ألمته ..الكمال موجع فهو لا يرتدي نظارته الطبيه امام احدهم سواها ..

..

:

::::::::::::::::::

لم تبادره بالحديث ولن تحدثه تفضل الصمت عليه حتى وصلا الى البيت الكبير..

رغم ذلك ممتنه هي له بتعليمها العالي ..فلو بقيت في بيت ابيها رحمه الله لكانت لم تكمل ابدا ...كيف وهي دكتوراه في فيزياء الجوامد ..من بولندا اخذتها مرافقه له ..

:

قبل ان تفتح الباب لتنزل احاطها علما ..."انا رايح للندن 8 شهور ....تامرين شيء............."

:

:

هزت رأسها بأعتياد..."سلامتك ......."

:

:

نزلت تكمل خطاها ..وكأنه قال لها سأغيب لنصف ساعه ..ليس غريبا منه ابدا ...قرين الغياب هذا ..

:

:

لمحت احدى الخادمات تتجه الى المجلس الكبير ...غريبه ..لاتتوجه الخادمات الى هناك الا في حال المناسبات الكبرى ...

:

نادتها ...متسائله ..عندها اخبرتها تلك بوجود ضيوف منذ الامس ..

:

:

ناولتها حقيبتها للسفر ...جلست على كرسي قريب وهي تعدل هندامها ..

اخرجت مرآه من حقيبتها..

فتحت شعرها الكثيف الاحمر القاني الواصل لمنتصف ظهرها نثرته وعدلت مقدمته..واعادت على احمر شفاتها الفاتح ...وخط الكحل الذي يسبح على اطراف عينها بعشوائيه ...

فتحت عبائتها لتكشف فستانها الزرعي القصير الذي يحدد مفاتنها باغراء..

امرأه في اوج فتنتها في اول سنوات الثلاثين ..نسيبه القمر ..واخت الثريا ...طويله ..بجسم كما يجب ان يكون وبشره فاتحه جدا ..ملامحها صغيره مقارنه بعينها الواسعه ..لها من الجمال حظا وفير تظنه انه سبب لقلة او انعدام حظها في غيره ...

:

:

اخرجت دبلتها و اسوارتين ..تزينت بها ..وخلخال ذهبي فوق كعبها الاسود..

:

:

وقفت وهي تتأكد من ترتيب شعرها ..

:

توجهت للمجلس تتمايل بغنج اقترن بها ..

:

كانت عمتها وسلفتها واثنتين يجلسان في اقصاه بالقرب من المشب ..

اقتربت اكثر ..وبثقتها المعتاده رفعت صوتها ....."ماشاء الله وش عندكن فيذا ...؟؟"

:

:

لا اردايا تعلقت عيناها بسلطانه وكميه الشبه التي تسرقها من اختها الكبيره جازي ..بينما نظره شزر توجهت لها من كادي ..فهي تكره هذه الاشكال ..المتعجرفه المتكبره ..

دارت عليهن تبادلهن السلام ...نظره ناريه منها حرقت كادي ..وملامحها ..

عندما لم تقف لها ...مدت عذبى يدها بأهمال ..

:

طرقت تلك برأسها بعدم راحه ..

:

:

جلست مبتسمه ...وهي ترد شعرها عن وجهها وبمرحها المعتاد وانسياب حديثها ...عذبى لها قلب طيب الا ان شخصيتها القويه تغلبها احيانا ...وهوسها بسلوم وعلوم البدو...يجعل منها متزمته احيانا..

:

:

اخذت نفسا ..."تصدقين ياشما من اليوم وانا اراعيا .."قالتها وهي تشير على سلطانه ...."تقل اخيتي جازي ..جماهوو= اليس كذلك...؟؟

..

..

لديها طريق كلام غريبه ترفع احد حاجبيها وتلوي طرف شفتها السفلى ,,,تبدو مخلوقه من الكبر ..

:

:

تدخلت ام زوجها هنا ...وشرحت صله القرابه.."يا مسودنه ايه وربي ..اوما بنت خالت امتس ..."=يامجنونه امها ابنة خالة امك

:

:

تفاجئت تلك ..."أي وربي ...ياجعلا الجنه ..تذكرتا اللحين ...ياربيه ,,ام عبد الرحمن ولا ...."

:

:

هزت سلطانه رأسها بأبتسامه ..."ايوه هاذي امي الله يرحمها ..."

..

..

ترحم الجميع ...فتعذرت بخفه دمها المعتاده تبعد الجو الحزين .."ترين نعسانه ...فياض ..جاء وانا منجضعه ابي انام ...وقال قومي يامره سكاكا ..تراعينن انود بالطريدز ..اصلا ماعرفتا كيف تسفتتا بالسياره ..والباب أجفته ما صكيته ..ويومني صكيته ولا على شليل عباتيا ..."

:

:

ضحكن شما وعمتها تحت استغراب الفتاتين ..

دخلت جمالا فأمرتها عذبى ..."جمالا ...دونتس الفيد بشنطتي اللي توي عطيتس هاتيا ..."=جمالا اتيني بالشيء الذي في حقيبتي

..

توجهت لهن بالحديث .."ياهي هاك الكليجا ..شغل اوميمتي ...يذبح ..."

:

:




عندها توجهت كادي لجاملا بالحديث متجاهله من حولها .."جاملا ...ميري مدد كي جي ..."=ساعديني ياجاملا...

.

.

قالتها وهي تقترب من طرف طاوله بجانبها وترتكز على طرفها ..

:

أستغرب الكل اللغه التي تحدثت بها رغم ان جاملا هرعت تسحب كرسيها المتحرك من مكانه وتفتح طياته ...

:

كتمت دموعا حتى انعدمت رؤيتها وهي تستقيم جالسه على كرسيها ..

أستأذنت دون النظر اليهن ..

::

غطى الحرج عذبى..وكيف انها لم تقدرها وارسلت لها نظرات مشمئزه ...من جلوسها متمدده القدمين اما نساء اكبرمنها

:

:

راقبت شما الحسره على وجه عذبى فأنتشلتها .."هاذي بنت اخوي كادي .."

:

أبتسمت عذبى بحزن .."سبحان من كملها ..."

:

:

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

خرجت ..من المجلس تدفعها جاملا ..تأملت المكان ..كان في كلمه واحده اخضر ...اخضر حتى البهجه ...وتماثيل مائيه متوزعه بأتقان تزيده جمالا ...

:

وجهت حديثها لجاملا.."موجي يهام شورا دو ...."=اتركيني هنا ..

:

:

دفعت كرسيها بهدوء فوق الممرات المرصوفه ....حتى لمحت سدرة كبيره ...رصف ماتحتها بعنايه فجعل منها مكانا مناسبا للجلوس..تجاهلت مقعدا جصي ...واوقفت كرسيها بوضع يؤمن لها السريه والوحده ..

اخرجت كتابها الذي كانت تحتفظ به في كرسيها ..واكملت حيث توقفت ..

..

ومعها قلمها الرصاص تزخرف كلمات اعجبتها ..

بل تميل اكثر الى كلمات تصف حالتها الان ..حيث ..حزن ..الم ..موجع ....

:

:

عكس ظلا قريبا على كتابها رفعت عينيها لتجد عمتها الجديده ..

أبتسمت لها بأمومه ...وبادلتها اياها بخجل ..

:

:

جلست بجانبها شاركتها الصمت لوهله ..لكنها سألتها اخيرا .."كادي ..لو قلت لك انك راح تمشين قريب ...وش شعورك ..؟؟"

:

:

صمتت للحظه ...ثم اكملت بعدم اهتمام .."كأني اقولك انتي اللحين جالسه بس راح توقفين بعد شوي .....شيء مو مهم بالنسبه لي ...اميل الى الاعتقاد بأني ولدت مقعده ..."

:

:

سكتت تتأملها بصمت ...سبحانه ..من يراها لا يرفع عينه ابدا .."تتكلمين الهنديه بطلاقه ..ماشاء الله .."

:

:

أبتسمت تعدل مقدمه شعرها بخجل...كم تحب الحديث عن الماضي ..وكانها تعيش فيه ..."انا وامي ما كنا نتكلم مع جتي الا كذا ...."ابتسمت مكمله بحبور ..."اسم جدتي شاندراموخي ...وامي بالهندي اسمها مهامانجا ...بس بالعربي اسمها مها بس...انا اسمي بوهولاكادي ..."

شاركتها شما الابتسامه ..تغيرت ملامح وجه كادي تبدو تماما وكأن الحنين قد حملها الى مكان بعيد..عندما فاضت بسرها لعمتها التي تريح الناظر اليها ..."من عمري 5 سنوات كي دادي علمتني اداء بهاراتاناتيام...جدي رفض ..لكنه قالت له احترمتك لمن قلت لي لاتعلمين مهامأنجا انت دورك تحترمني في رغبتي تعليم حفيدتي تراثها ...هنا جدي كمان غار .."ضحكت بسعاده قديمه ..."كانو كبار وبس يتهاوشون ...وتقعد جدتي تقول توم بقل هيه نهي ادب هي نهي مطلب هي ..قصدها انه انت غبي مو مؤدب ومامنك فايده ...عاد جدي كان مكاوي وحمقي ...يقولها هيا انقلعي ياعجوزه ياخرفانه ..."

شاركتها شما ضحكتها ...أكملت ضاحكه تتذكر طفولتها .."هنا علمني جدي على العود ...والمقامات ..بما انو ابوي سني وجداني صوفيين ..حتى امي كانت متسننه ...جدي ماعلمني الموشحات ..رغم اني حافظتها منه ..امي هنا غارت وعلمتني اهوى الكتب..ابوي الوحيد اللي ماغار ..و كان يلبي لي كل شيء برحابه صدر كان همه الوحيد اني ما انجرف تماما ناحيه جداني في مكه وانسى جداني في المدينه ..."

هزت رأسها ..كانها تتحسر على الماضي .."فجاءه تفقدين قواعد حياتك الاربعه ..اول شيء امي بعدين جدي بعدين جدتي بعدين ابوي ...جدتي ماتت في كشمير ...بعد وفاة جدي راحت هناك ..كانت تتمنى انها ترجع وفعلا اخذها ولد اختها هو سياسي هناك ..ماتت في احمد اباد محل ولادة امها ..."

:

:

اكل حنينها الحزن فأكملت بروح اخرى..."عالمي انهار ...ماكنت متعوده على عمتي سلطانه وجدي طلال ...وفوق هذا كانت اعاقتي جديده ..تركت الدراسه وانا عمري 16 ...اكتفيت باللي تعلمته منهم والتزمت بيت جدي ...بعدها بسنتين مات جدي ...و ضلينا انا وعمتي لحالنا ...هي تكدح وتتعب وتروح وتجي وعمرها بس 24 ..وانا اجلس اقلب في الماضي لوحدي في البيت ..انا سعيده ...سعيده بقسمتي من الحياه ...والحمد لله والعجز عن علاجي مو بيدي "

:

:

اخذتها عمتها يدها من فوق الكتاب وقد هالها كمية ايمانها ..."كادي ....تعرفين انو انا كل يوم في حياتي عمر جديد وكل يوم كمان اخر يوم ..انا حاليا ..بما اني اعرف انه ماراح اصوم رمضان...جالسه اوزع هدايا على الغالين على قلبي روحيه هي اكثر ..تقبلين هديتي ياكادي .."

:

:

تقوست شفتي كادي بحزن وهي تهز رأسها بالأيجاب ...

:

اكملت شما مبتسمه بأيمان .."بعطيك ...هبة المشي خاصتي ...انا لسى في اماكن مازرتها ..واشياء ماسويتها ..اذا اعطيتك هبتي في المشي ..بتكملين عني صح ...ماراح ترفضيني ولا ..؟؟"

:

:

دمعت عينها وهي تحدق في عمتها ...ثم انهالت لتتحول الى نشيج مبحوح ...

ضمتها شما بضعف وهي تهدئها ..

"قريبا راح يبدأ علاجك .....اقصد اني اعطيك هبتي ..."

:

:

رفعت رأسها من حضن عمتها وهي تمسح دموعها محاوله انهائها ..بأناملها الطويله ..واساورها تصطدم ببعضها بلحن جميل ..

:

:

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::

بعد الغداء قبيل العصر في غرفة الفتاتين ..

انتاب كادي خجلها المعتاد وهي ترفض .."لا عمه ..مرا شكرا انا مالي في هالحركات ......"

:

:

اصرت عمتها عليها بحنان ..."كادي انتي زي بنتي ...هذا مو هجيه هذا شيء انا اعطيك اياه وانتي توافقين غصبا عنك .."

::

نظرت الى الهاتف الذكي الفخم في يد عمتها .."بس يعني ..لو جبتي لي كتاب مو احسن .."

:

سحبت يد كادي ووضعته بداخلها ..."حطي عليه الكتب اللي تبن ..انا جسار شراه لي ..وانا مالي بالهحركات ...يعني لكم انتوا الشباب ...."

:

:

ازداد خجلها وهي تمسكه بيدها ..."شكرا ياعمه ..."

:

:

طرقت عذبى الباب وهي ببيجامه حريره سوداء ...تزيد من حده بياضها وحمرة شعرها ..."عادي اتستفت فيذا ...."

:

:

هجرت الراحه كادي ...بينما ابتسمت لها شما ..."بسك ياعذبى بناتنا مايفهمن حكيك تكلمي مثلك في الجامعه ..."

:

:

ضحكت ..وهي تدخل وبيدها صندوقا خشبيا ...

.

:

وكعادة شما التي لاتستغرب بساطة روح عذبى .."اوه اشوف جايبه شغلك معاك ...."

:

ابتسمت وهي تنظر لكادي.."اي والله بوريا البنات ...."

توجهت بحديثها لكادي..."غوايشتس من اليوم اراعيا ....ياحلوها ..."

.

:

:

نظره استغراب علت وجه كادي ...فضحكت عذبى تقترب منها ...وبيدها صندوقها تفتحه ..."أقصد بنجارتس حلوه اعجبتنيا ..."

:



:

أبتسمت لها كادي لربما اخطأت الحكم ...مدت لها صندوقها كان محملا باكسسورات يدويه الصنع ...وكان يجري في دم فتاه ذات عروق سنديه ...حبها لهذه الاشياء ..

:

:

بادرت عذبى بالاعجاب ..."ماشاء الله مره حلوه ..."قالتها وهي تتناول سلسالا ذهبيا ...بتعليقه سوداء خلابه ..

:

بحماسه ..."والله ..اجل ماتبخل عليتس ...."

لم تترك لها مجالا وهي تسحبها من يدها .."هاتي ..."

فتحتها وقلدتها اياها ....

عادت تدفن رأسها في صندوقها ....."سويت مثلها فيونكه للشعر .....هو كبك لفياض جدعو وانا اخذته .........."

:

:

مدت يدها بالفيونكه السوداء المخمليه لكادي ..."هاك يالمزيونه.."

:

الا انها قطعت تأمل كادي فيها ..فأنتاب كلتيهما الخجل ..حاولت التبرير ...

"بس ماشاء الله مدري كيف جاتك الجرأة تصبغين شعرك هاللون ...

مسكت خصله من طرفها وبوجع حاولت ان تخفيه ....."تغيير عن الروتين .....بس برجعه لونه الطبيعي الشهر الجاي ......"

:

:

كانت شما قد انسحبت من بينهن بهدوء ..انظمت لهن سلطانه ..راقبت كادي عمتها وتغيرها ...توتر يعلوها حتى في محاولتها الفاشله في مجاراة عذبى وحديثها ..

:

لمرة بعد شهور طويله تدخل غرفته ...كان قد يقف امام مكتبه ...الملحق بها ...ويرصف اوراقا ويتخلص من اخرى ..

أبتسم لها ..."فديت نورتس ..."

:

:

شاركته الابتسامه وهي تجلس على اريكه ملحقه بمكتبه ...

"

راقب حديثا في عينها ....همس لها من بين اوراقه ..."أسمعتس .."

.

.

مسحت محياها بكفيها واخرجت تنهيده ..

"ثلاب .....أأأ ...كيف اقولها ....."

:

:

رفع عينه ومازال رأسه مطرقا بين اوراقه ..." شما وشوله هالتوتر....قولي فديتس ..."

:

:

أخذت نفسا عميقا ثم تنهدت ..."ثلاب انا عارفه انك بعدي راح تتزوج ..."

:

توقف عن الحركه ...تاركا اوراقه من بين يديه ...

حينها اكملت ..."ثلاب انا عارفه الزواج بالهمنطقه من المملكه مثل شربة المويه ....."

فرك جفنيه بتعب ....

:

:

"شما انا موب رايق لمثل ذا الحكي ...عيالي بعمر زواج افكر فيهم اولى ..."

:

تأملته متشاغلا باوراقه ..."امك وفياض ..وعيالك هم من بيغصبونك على العرس ..."

:

:

رفع رأسه واستند على ذراعه ....وبملل ..يحاول انهاء الحديث المزعج ..."شما ...حكيتس موب مريحن ....انجزي ..."

:

:

اخذت نفسا عميقا لما ستلقيه......"اختي ....ان رحت ماراح تتأمن حياتها ...ولنكن على بينه هي زوجها القديم تعرض لها قبل وتحرش فيها ....وانا ماراح اتركها بعدي بيد واحد انا ماعرفه ...وانا اعرفك زين واعرف من انت ....وعارفه انك مارح تردني لو طلبتك .."

:

:

أستشاط غضبا ..."شما ....البنت عمرا 24 ....يعني ولدت يومي معرس على ام جسار .....بزر ...بزر ..."

:

:

تنهدت ..."ثلاب لاتكون سلبي ..."مسكت رأسها تحارب وجعا ...

"ممكن تهدا بأقنعك بمنطق ..."

:

:

:

:

اكمل غاضبا ..."بعدين كيف تخططين وتجزمين والبنت حرامن علي انت اختا على ذمتي ...."

:

عندها رن باقتراح اغضب شما ..."بزوجا ...جسار ...."

:

دلكت طرفي رأسها بتعب ..."جسار مو بأنت ...انا ابيك انت تتزوجها دون غيرك ...وبعدين كلنا عارفين اني شهرين بالكثير ومودعه....حرام عليك ثلاب ...ابي اطمن انا ...عليها وعليك ..وعلى الكل ...وجود سلطانه بحياة جسار اكبر غلط ..وكلنا عارفين جسار وتفكيره وعناده ...واخر شيء ابيه شما ثانيه ..اخت زوجها مب زوجته ........اختي تعبت كثير انت بعد تعبت كثير .........."

:
:

نظرت الى العناد في عينيه وسطوة الرفض ..

:

:

عندها عرفت كيف تلوي ذراع هذا الشمالي العنيد العتيد .."ثلاب .........طلبتك ...انخاك ياولد معتاد......."

:

:

وقف من مقعده ...في صدمه الرفض ...وصدمه النخوة والطلب ...كيف يرفض وهو من لم يرفض رجلا فكيف بأمرأه ...وكيف يقبل بها زوجه وهي بعينيه طفله...

:

:

تحشرج صوته بضيق .....اطرق برأسه تعبا من سطوة الفكر.........وبخفوت الانكسار..

"لتس ماطلبتي يابنت طلال ........"

..

..

أبتسمت له براحه موادعه ........"ثلاب ..ادري انك ماتضيم احد ...واختي انضامت كثير ...انا عندها ولا شيء وهي بزر عقولتك ...لكنها سنعه عطاها الله ورضيت ...كن لها سند....مثل ماكنت لي.."
:

لايعلم مالذي يحدث حاليا كل الذي يعرفه انه يمر بعصف ذهني مؤلم ..كل الذي يعلمه ان هذه الصغيره لن تكون له يوما ...شما كانت اجازه طويله مقابلة مؤجله له مع النساء ..فتره نقاهه منهن ..لدرجه انه نسيهن...

:

:

:::::::::::::::::::::::::::::::::

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::

مر الشهر بسلام..الا من اختفاء ثلاب ..عن الانظار وعن الالسنه ايضا ..

سلطانه يمارسها الفرح بعنف حتى ان قلبها يؤلمها من شدته ..

لازالت كادي منطويه قليلا تدعي الراحه وهي العكس ..

عذبى لديها سطوه بساطه ملفته تجعل من الحجر صديقا ودودا ..

ودواخلها عوالم قسوه لاتنتهي...

:

:

اتت الخادمه تطرق الباب خجله ..

فتحت لها سلطانه اعتبارا بنوم كادي ..

أمرتها بخفوت ..."مدام شما يبا انتي ...."

:

:

هزت رأسها بالأيجاب ..

وهي تعدل من وضع بيجامتها البنفسجي امام المرأه ..

توجهت للمره الاولى لغرفه ..شما ..في اخر الرواق ..

هالها ما رأته كان عباره عن مشفى مصغر ..

طوال الفتره الماضيه لم تكن تتوقع ابدا بأن هذا حال اختها الوحيده ..وان كل هذا الالم الجسدي يعتريها ..على سريرها العملاق كانت تستلقي بتعب وقد شحب وجهها ..وهزل جسدها ..واشتدت عليها الحمى ....مدت يدها لها بضعف ..

تقدمت سلطانه تجر الخطى جزعه ..واستوت بجانبها على السرير متلقفه يدها ..همست ......."شما ..ليش وجهك كذا ؟؟تحسين شيء.....؟؟"

:

أبتسمت لها مربته على خدها ..."سلطانه ....انا لي رضا عليك ..."

:

:

تقوست شفتيها .."افا بس والله رضاك من رضا الوالد الله يرحمه....."

:

حاربت جفاف حلقها ..."تذكريهالكلام زين ياسلطانه ...انو انا لي رضا عليك ........"

:

:

تقوست شفتها اكثر والتمعت عينيها بالحزن الذي الفته ........."شما لاتقولين هالكلام والله انتي طيبه ...."

:

:

حركت شما رأسها بالايجاب وهي تتلقفها بضعف كي تستلقي في حجرها ...

أستجابت لها كادي بخنوع وهي تدخل اكثر في حضنها ..مسحت على شعرها بحنان امومي افتقدته تلك ..

اخذت يدها وحاوطتها بها ..

واسترسلت كلتاهما في نوم عميق ...عوضا عن ايام قديمه مؤلمه لاتزال تخدش القلب...

كانت تسقي نفسها بعبير شما الحنون ..رغم ارتفاع درجه حراره جسمها ..تسرب الى مسمعها ..صوت أذان بعيد ينادي لنفي النوم وتركه ...

:

:

رفعت جسدها كان جنبها الايسر متأثر بحراره نجمه ..

جالت بنظرها حول المكان ...باحثه عن مقياس الحراره وجدته اخيرا على طاوله غريبه ..كانت حراره شما تصل لاربعين درجه ..

هلعت وعينانها تسقط على جهاز استدعاء كما في المستشفيات ضغطته بقوه تنفس عن توترها ..

:

لحظات ودلفت الممرضه مسرعه .."أيه في ايه مالها...؟؟"


:

:

بلعت سلطانه ريقها بهلع ...."حاره مرا زي النار اربعين درجه حرارتها ......."

:

:

تغيرت ملامح الممرضه ..وانتابها حزن عملي اعتادت عليه ..

وهمست بقل حيله .."دي حاقه طبيعيه ..الرجه دي مش حتتغير ابدا مهما حاولنا .....لوعندك حاقه عايزه تؤليها ليها ...استعقلي ...مش حتطول كتير ..."

:

:

سكتت لوهله تتأمل وجه الممرضه ببصدمه ...حزن ..فقد اخر ...وتباشير ألم قادمه من بعيد ...

رائحة ابي القادمه من الجنه ...سترحل عما قريب ..

:

:

جثت على ركبتيها على طرف السرير الايسر..تلقفت يد شما وقبلتها ..كما لم تقبل يد احدهم قط ...

مسحت على رأسها بحنان ينم عن كل من فقدتهم شما في حياتها وارادوا حقا ان يكونوا بجانبها ..

صعدت على السرير بهدوء ..وهي ترفع رأس نجمه وتضعه داخل حضنها ..لاتدري لماذا واو ماللذي اعتراها ..في قدوم يوم جمعه جديد محمل بفرج وبأسى ..

:

:

قرأت بصوتها الخافت سورة الكهف التي تحفظها عن ظهر قلب ..

ودموعها تنهمر حتى بللت غطاء رأس شما تقريبا ..

قرأت وقرأت حتى غفت ..

فاتتها الصلاة ..كانت الممرضه تراقب اخر لحظات حياة احهمكما راقبت من قبل اول لحظات احدهم ..

:

:

أخرجت هاتفها من جيب بذلتها الورديه ..

طلبت رقمه ...

وبعمليه .."ألو مستر تلاب ...انا مش عارفه أئولها أزاي بس اتوقع وقودك انت واللي بتحبوها حوالي ادي الؤتي ...هي محتاقتكو ...عايزه تروح خلاص ..."

:

:

كان يصعد الى غرفته عائدا من صلاه الفجر بعد اسبوع عمل شاق ...لقد تجنب ملاقاة شما طوال اسبوعين سةى من لحضات عابره تجمعهم...

:

كاد الهاتف يسقط من يده الا انه شدد عليه بكل قوته ...حتى تصدعت احد اركان شاشته ...

:

اول شخص خطر على باله امه ..

نزل عائدا الى غرفتها فتح الباب وجدها لازالت على سجادتها ترفع يدها ..

لم ينتظر لها ردا او انتهاء مما تفعل القى عليها قنبلته ...وبصوت ينم عن ألام بطل ميثولوجيا قديم ..."يمه ...دقي على العيال .....خللهم يجون ضروري .....شما .........."

:

:

وتلك العجوز من فقدت 3 من ابناءها ....من فدقت زوجا ..اخوان ..ام واب ....اعتادت على سماع الموت ..من المسلمات قد اصبح ..

ابنها عياد ..وابنها كساب..وابنها ظافر...ابوهم معتاد ..واخوتها الاربع ..

الموت اصبح لطيفا ..وجاهزه هي لتسمع خبر زيارته لأي احد ..

:

:

هزت رأسها بأستسلام ..."ان لله وان اليه راجعون ...بدق عليهم ...وانا امك .....الحمد لله على كل حال..."

:

:

أستيقضت على صوت الممرضه ..."لو سمحتي قوزها عايز يشوفها .."

:

لم تستوعب ....عندها فقط تذكرت بأن بين يديها اخت تحتضر ..

:

مسحت دموعها بظاهر كفها ..وسحبت يدها بهدوء من تحت رأس اختها ..وهي تقبله ..

عدلت من غطاء رأسها الذي يغطي مقدمته ..

رتبت هندامها ..تلقفت ماء من جانبها ومسحت به وجهها ..

:

:

خرجت بهدوء حتى وصلت غرفتها ..أغلقت الباب ..لتنهار باكيه ..متشنجه ...

سمعت صوت كادي يتسأل بهلع ..

"عمه ....اش فيك .."

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

تنحى في جهه من الدرج لا يراها فيها ..الا ان وجعه ازداد اضعافا عند سماعه نحيبها قبلان تغلق الباب بلحظه ...

:

:

خرجت عند دخوله الممرضه ..كانت تلك تستلقي بهدوء..

جلس صامتا ..امامها تأبين لها ..تقديرا على ايامها القديمه معه....

تلقف يدها ..وهمس لها ........"الله يرضى عليتس ياشما ....الله يرضى عليتس .."

تنهد محاولا محي الحزن ..حديث كثير يجول في خاطره ..وعود واشياء كان ينبغى له قولها ........اعتذارات ....نذور ........واشياء جميله اخرى اكثر من الحزينه ...مدين هو لها بالكثير من الحديث بالكثير من الشكر ...

نهض ..وأستلقى على السرير بجانبها ..

مرته الثالثه هذه في مشاركته لها السرير طوال 14 عام شاركها السرير لمرتين فقط ...

:

:

ادخلها في حجرة ...وهمس لها ..."ادري ياشما انتس عجزانه عن الحتسي ..لكنتس تسمعيني ...كل اللي بخاطرتس وبتقولينه لي عارفه ...واللي تبينه يسير بسويه ...ارقدي وامني فيذا يالغلا ..."

:

:

ردد لها بنبرة يائسه الا انها توعدها بشيء غريب.."أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ....."

:

:

رددها كثيرا ..

حتى رفعت سبابتها بضعف .

:

:

أحس بحراره جسدها تخفت تدريجيا ..حتى تحولت لصقيع ..

::

::

.........................................

هنا فتحت الباب بهلع ...

وهرعت لأختها ..

الا انها راقبت احدهم يبتعد عن السرير مقبلا جفنيها ..

ويرفع الغطاء على وجهها ..

::

هنا صرخت به ..."وقف ....وقف ...

لا شماا ...."

ركضت تستلقي فوق خصر اختها الحنون اللتي لم تعرفها سوى مؤخرا ..

من بين بكائها رفعت كفيها تحاوط بها محيا شما المرتاح اخيرا... .

اصبحت تتوجه لها بعبارت غير مفهومه ..."شما ...شما تكفين قومي ...لسى ياشما مو اللحين مو اللحين باقي ماقلت لتس كثير"

..

قبلت محياها بشوق ..

هنا لم يستطع ..حاوط خصرها بذراعه ..ورفعها بسرعه ...

محاوله فاشله منها ..أن تفك اسرها من ذراعه ..

وبين نحيبها .."أبـــــــــــعد ...أبعد ...ابي اكلم شما ...اصحي ياشما..."

:

:

ابعدها عن صدره ولازال متحكما بها في يده وغطى محيا شما الابيض ..

:

:

محاوله فاشله منها لتحرير نفسها تكللت بأنه حاوطها بكلتا يديه ..

:

محاوله اخرى فاشله ...واستغرقها بكاء موجع ..

دفنت رأسها بين يديها ....ودخلت في حجره اكثر ...كانها تقول له ..احتويني انا احتاج الاحتواء حاليا ولو من صخر ...

شدد بذراعيه اكثر عليها ..رفع بظاهر كفه رأسها وطرقه على كتفه ..مالت اكثر للدخول في حجرة ..

جلس على الارض ولازالت في حضنه ..ترتجف ..راقب جسد شما ..على سريرها للمره الاخيره .

:

راقب ذكريات ..مواقف ..ارواح تنسل مع شما للبعيد ..

وجسد تلك في حضنه يرتجف كل لحظه ..

:

:

حقا لو تأملها اكثر كان سيدمع ..وان ادمع لن ينسى هذه اللحظه مهما حيي..

دفن رأسه مابين رقبه وكتف تلك اليسار ....

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

متحاشيا النظر الى وجهها ...رفعها من حجره ..وحملها ..لغرفه جلوس ملحقه بغرفه شما ..

وضعها على الاريكه الواسعه ..وعاد ادراجه ..

طلب ممرضتها ..واخرج هاتفه ليقوم بأجراءات وداعها

:

:

يوم الجمعه الصباح ..خبر وفاة شما انتشر ..

لا حاجه لوصف الموت كلمته تكفي ..

:

:

أكثر المتأثرين كانت سلطانه حتى انها الحقت بمشفى خاص بحالة انهيار عصبي ..

:

:

صلوا عليها المغرب ..وأبتدأت الوفود ..

ألتزمت كادي بغرفتها ..

الموت يخنقها وقد التقت منه مايكفي ..

حاربت كل شيء بالنوم..

...................................

جسار اتى متأخرا لم يحضى برؤيتها ..لقد كان يفتقدها كثيرا التحاقه بجامعة الامير نايف تجعل منه مغيبا دوما........

:

:

حتى فياض سيعود غدا ..

...

استيقظت بعد العشاء ..كانت ممرضه شما تلازمها ..

تأملت المكان الابيض بحزن ...

غطت وجهها بكفيها ..في طرف كمها رائحه تذكرها بأحدهم ..

في اقسى لحظاتها كان يلازمها كالجسد ..

لم ترى وجهه شعرت بعرض منكبيه فقط ..

لم يكن لديها وقت لينتابها خجل ..

حدثت الممرضه بتعب..وحلق جاف"مويا......."

:

هرعت تلك تساعدها ...

بعدما شربت كادت ان تغص بعبرتها ..حتى الماء ثقيل عليها..

وجهت لها امرا ......"بارجع البيت ...خليهم يكتبون لي خروج......."

:

في محاوله يائسه من الممرضه ان تقنعها ..

ردت بحزم .."انا مافيني شيء ومافحالي اناقش ...ردوني للبيت ..."

:

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

دخلت المنزل المكتظ بسيارات ...وجموع تقدم العزاء..

:

:

جمعت عبائتها الرأس تحت ذراعها الايسر ..ولازالت تلف حجابها ..

التعب قفز بها سنوات عجاف للأمام ..شحوب وانكسار يغطي وجهها ..

:

تقدمت بصمت لتجلس على مكان فارغ بجانب ام عياد بعد انا بادرتها بالعزاء ..اسندت رأسها على كفها فوق مسند الاريكه ..

:

:

همست لها عذبى التي احمرت ملامحها من اثار البكاء ..

"سلطانه ..ماودك ترتاحين اليوم ياعين ابوي .."

:

هزت رأسها بالنفي ..."كادي وينها ...؟؟"

:

:

الا ان قطعت عذبى احد النسوة تقدم تعزستها لسلطانه بعد ان عرفت عليها ام عياد ..

:

راقبتها تبتعد ..."توني مارتن عليا نايمتن المسيكينه ..حيل تأثرت ..."

:

:

هزت رأسها بالايجاب ..."كلها يومين ونرجع للمدينه ...سكاكا بعد شما ..."قالتها وهي تحارب دمعه ..الا انها انحدرت بعناد..

:

هنا ضمتها عذبى بأقوى ماعندها وهي تهمس .."ياريحة الغاليه ...."

:

:

تفرقت الجموع ..ولا الت شما غائبه تلك المرأه التي لم يخلق مثلها في حكمتها ووصلها وروحها وكرمها ..

:

:

صعدت لغرفتها متعبه ..القت نظره على باب غرفة شما بحزن ..

:

:

دلفت الى غرفتها ..

كانت كادي تفتح مصحفها تتلوه بهدوء ..

رفعت عينها ستحدثها ..

أشارت لها بيدها أن كفى ..

تفهمتها كادي ..التي احمرت اطراف جفنيها من كثرة مسحها للدموع..

دخلت الحمام بعبائتها ..

خلعت ماترتديه خارج حوضالاستحمام ..

ودخلت تحت هدير الماء الساخن ..

هنا فقط ..أرعدت في الخارج واضطربت السماء ..كانها تواسيها بالبكاء..

راقبت ضوء البرق ينعكس على زجاج نافذه الحمام الكبيره المرتفعه ..

حبات البرد ارتطامها يحدث صدى في قلب سلطانه الحزين ..

لفت جسدها بمنشفه بيضاء..

خرجت بشعرها يتقطر ماء ..لاتقوى حتى على تجفيفه ..

فتحت خزانتها ..واخرجت ثوبا شتويا غامق اللون ..لبسته وسحبت المنشفه من تحته ..

استلقت على سريرها ببللها ..

..

..

هنا طرق الباب عدة مرات لم تفتحه وتجاهلته ..وهي محدقه بسقف الغرفه ..

رن هاتفها بجانبها ملح ..

شاركته هو ايضا التجاهل ..

هنا اقتربت كادي بجسدها ..وتقلفته من الكمدينو بجانب عمتها ..

ردت عليه ..

كانت ممرضه شما تطلب عمتها ..

قالت لها بعجز .."افتحي الباب وادخلي ......"

:

:

دخلت مرتديه عبائتها وتحمل حقيبتها ..

وبحزن ..."ست سلطانه انا مروحه خلاص ...مهمتي هنا انتهت ..انا كنت بحب الست شما أوي ..كانت طيبه ...هي تركت عندي وصيه ليكي ئالت يوم مانا اروح اعطيها لاختي .."

:

:

نظرت اليها سلطانه بحزن ....مقدره وفاءها .."شكرا ..يا نرمين ..."

:

:

وضعت نرمين الظرف بجانب سلطانه ..

وهمست لها "ألائيكو على خير ان شاء الله ......."

:

:

ودعتها كادي بدماثة خلق ..عوضا عن عمتها التي لاتبدي أي تفاعلا..

:

:

مدت يدها للظرف الابيض تفتحه ...الا انها احست بأنامل شما تمسكه..

هنا تركته ...

وغطت في نوم عميق

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::

و إن غدا لناظره قريب....

:


لامارا غير متواجد حالياً