عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-13, 05:15 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الجزء الثامن

.........................
اثرها ماتت وماتت كل فرحه في مهدها
والربيع اقفت به اللي كانت التاج لجبينه
جاورت عقب الحدايق حفره ماقسى لحدها
حفره ماني مصدق كيف ضمت ياسمينه
للحزن فيني مثل ماللطهاره في جسدها

خرجت من الحمام لتوها ..تجفف شعرها وتعلن بدايه يوم أسي جديد

..

راقبته يقف أمام المرآه ..وهو يخرج العدسات من عينه بتمرس..

..

ويخرج نظارته من علبتها السوداء ..

لبسها ..رفع رأسه ثم تأملها امامه لوهله ...

بدون أي تعبير ..

رجل اللاشيء...

..

وقفت بجانبه ..نجفف شعرها ..

كانت قد غيرت لونه الصارخ ..للتو قبيل استحمامها بلون طبيعي ..

لحرجها الشديد من نظرات الناس لها في اول يوم عزاء..

كان يفوق طولها بأضعاف ..

راقبها في المرأه تمشطه ..

لايتقن هو سوى تأملها المشكله حتى في تأمله لها لا يراها ..يرى الاشياء عبرها فقط ..

..

..

شاركته نظراته عبر المرآه..

غلل انامله في شعره الرمادي نسبيا واعاده للوراء..

توجه لغرفته الحبيبه تاركا اياها تدخل سريرها لوحدها كما فعلت طوال 11عام..

:::::::::::::::::::::::::::

فتح باب الغرفه بهدوء ...ظلام يحيكها ..وسواد يتلبسها ..

مد يده لمفتاح الاضاءة ..

..

تأمل السرير من مكانه ..كانت الغرفه مكلله يحزن وفقد لايشبه شما ابدا ..

توجع لفكره دخول هذه الغرفه مجددا ...

..

سحب المفتاح من خلفيه الباب ...

اغلق الاضاءه ..اقفل الباب ..

سحب المفتاح ..وادخله من تحت الباب معيده للغرفه ..

...............

في غرفه بعيده في اخر ركن للرواق بباب يكاد يلاحظ من بعده ..

سبح في عوالمه ..و لجاء للكمال الذي عاش ينشده ..

تاركا وراءه عذراء محمله بـ11 سنه نشوز ..

::

فياض ..يا فياض أي الاسرار لديك في هذا الصندوق المنسي ملقيا في ابعد البحور السبع ..

القابع هناك منذ عقودا ..بنى المرجان فوقه مملكات حتى نسي تماما واختفى ..

أي كان مايحدث في داخل ذاك الصندوق ..لقد محي تماما ونفي من جسد صديقنا العزيز ..المكلل بالصمت ..المحجل بالغموض ..

::

::

لم تكن عمتها بجوارها عند استيقاضها ..أبعدت الغطاء عنها ..جمعت ليلها الناعم من حولها ووضعته على كتفها اليسار ..

سحبت كرسيها وفتحته .....بيديها عدلت من وضع رجليها على الارض ..رفعت جذعها والقت به فوق كرسيها ..

كانت الساعه تشير للتاسعه صباحا ..وهي لم تنم الا بعد ان صلت الفجر ..

ينتابها حقا الحزن على فقدانها عمتها شما .....لم ترها الا منذ مده الا انها احتلت مكانا كبيرا من قلبها ..ايضا هي غير مصدقه بأنها لن تراها ثانيه ..

مؤخرا وعد عمتها لها اصبح يتردد بكثره على ذهنها ..

الا ان عمتها ذهبت ..والموتى لا يفون بالوعود...

:

:

اخرجت ملابسها ودخلت الحمام جسدها منهك تحتاج الى حمام ساخن...

:

:

متمدده كانت فوق الاريكه وترفع رجليها على مسندها ..

ابتدأ يومها سيئا بالحمى وبموعد دورتها المضطربه..

برد كوب الاعشاب بجانبها اللتي اعدته لها جاملا..

كانت تلهو بأحد خصل شعرها ..وملامحها قد تغيرت تماما التعب ..وقلة الغذاء وفوقها الألم النفسي الذي تعيش..

:

:

مدت انامها للظرف مجددا ..

كانت تبدل بين اطرافه في يدها بحركه دائريه ..قربته من وجهها كان حقا يحمل رائحه شما ..

:

:

دمعت عيناها جفنيها ومقدمه وجنتيها قد غزتها قروحا ورديه من كثرة البكاء و فوقه حراره جسمها المرتفعه..

تذكرت اخر لقاء لها مع شما ..كان يشاركها فيه احدهم ..

لعنت نفسها كثيرا ..

لكن روحها من حكمتها تلك اللحظه ..

استاعدت ذكرايتها ..

من لحظه دخولها الغرفه حتى سؤال كادي لها ماللذي يحدث ..

كانت تشرح لكادي من بين دموعها ..كادي المسكينه اخذت على عاتقها تهدئه الوضع ولا اضعف منها ..

احست بسكينا تنغرز في قلبها وهي تستمع لكادي تهدئها احست وكان شما رحلت ..لتفتح الباب راكضه نحو غرفتها ..

لم تكاد تصل الى شما حتى سحبها احدهم ..

وكانت اخر ذكرى لها ...

:



:

دفنت وجهها بين كفيها ..وقد حرقت دموعها كل مامرت عليه من محياها...

:

:

لاتعلم هناك شيء يعجز منها لفتح هذه الظرف تشعر بمسؤوليه كبيره داخله ..تجعله ثقيلا في كفها ..

.

.

قررت اخيرا ان تفتحه وكان الله في عونها ..

:

وبلهجه شديده البساطه والحنان كان مكتوبا ...

"السلام علكم ورحمة الله وبركاته ....

اختي الوحيده سلطانه :

رغم انني جامعيه الا انني لست جيده بتصفيف الحديث المنمق,تحدثنا كثيرا في الفتره الاخيره .سعيده انا جدا بذهابي الان اشعر باننا تصافينا اخيرا.اشياء كثيره وعدت نفسي بتحقيقها لك انتي و كادي ..الا ان يبدو بأن الوقت يداهمني .ان قرأتي هذه الورقه الباليه كروحي .فأنا قد انتصفت حفرتي فقيره .لديك الكثير لتحقيقه صغيرتي لازال الزمن امامك .حان الوقت لترفعي كل تلك الهموم القديمه عن عاتقك .صدقيني لا يوجد من يساعد احدانا على تخطي كل الالام سوى رجل ..ولا يصنعها سوى رجل ..لذا اسمحي بخطتي المتواضعه لتأمين مستقبلك انت وكادي ان تتحقق..

كادي سوف تبدا رحلة علاجها قريبا ..اما انتي ستبدا رحله الراحه لك قريبا ستنسي كل شيء ..الضعف .الوحده .الفقر .نايف .مع سيد قومه وجميل الفضائل الرجل الذي اخترته لك ..لانه أب ..لن يضيمك ابدا .الاباء لا يؤذون احدا ..وسيقدرك في حياته مهما اخطئتي او اهملتي ..

كان بأستطاعتي ان اكون لئيمه واشرط ان لا يبدأ علاج كادي الا بزواجك ..الا انني اقدر منح المرء خياراته ..

دعيني اختار عنك هذه المرة ..ان كان لي رضا عليك. عليك ان تقبلي ..بذلك سوف ترتاح كادي بوجودك خلفها في هذه العائله القائمه على علاجها ..والاهم هو ان الامر يصب في مصلحتك تماما ولا احد غيرك ..

دعيني احبك بطريقتي ..احبك وسيطا هو لي ..

ثلاب رجل جيد حقا سيحارب وجودك في البدايه الا انه سيعتادك حتى الادمان ..كوني له ..."

..

..

لمست حروف اختها الشفافه بسبابتها ..كأنها تطمئنها تواسيها على صانعتها اللتي رحلت ..

:

:

تقوست شفتها السفليه تنذر بموجه بكاء جديده ..

رفعت عينها للسماء تمنع سقوط دموعها لتعود الى مقلتيها فتحرقها اكثر ..

احيانا حتى القلوب تعجز عن الحديث..والالسنه تعجز عن مجاراة الروح ..

لان الروح في هذه اللحظه لا تعرف ماللذي تريده ..

اخر ما تحتاجه قيد اخر يكبلها يمتهنها حتى تفقد نفسها من وجودها ..لكنها اشد احتياجا للراحه ...يكفي ما كان من ألم ..

..

..

اراحت جفنيها الواساعه واغمضت عينها ..

ضوء خاطف وذكرى صغيره في طرف العقل ..

نايف و أخر لقاء ..واحدهم يقبل جفني شما ..

لتفتحها هلعه ..

..

..

كانت تلك بكرسيها امامها تستفهم حالها بنظراتها الواسعه ..

تأملت سلطانه جمال كادي كانها تراها للمره الاولى ..تخيلتها تقف يالله ما اجملها ..

أبتسمت لها بحزن رافعه ذقنها أي ماللذي يحدث..

هزت سلطانه رأسها بالنفي ..

:

:

اعادت الرساله الى ظرفها ..

رحماك ياربي على روح اختي ..وكأن وعودها ستتحقق ..مجرد اخت زوجة ابنهم القديمه وابنه اخيها المعاقه ..

وكأنه امر جلل سأنتظر حتى انتهاء العزاء وسأعود للمدينه ..

:

:

في اليوم الثالث ظهرا ..

كانت تلبس فستانها الكحلي الذي اتت به فهو غامق ومحتشم ..

جدلت شعرها على كتفها اليسار ووضعت طرحتها على رأسها ..

اخذت هاتفها معها ..

وهي تلقي نظره اخيره على حقائبها اللتي حزمتها ..

:

أنتهاء الامل كان يكسو كادي الا ان املها كبير بالله سبحانه ..

تحتاج حقا الى العوده للمدينه ..

:

حدثتها بهدوء.."برضك اليوم مو نازله ..."

بنبره تنم عن عدم الارتياح ردت لها كادي .."لا ..تعرفين اني ماحب اتواجد مع اكثر من شخصين ..."

..

..

هزت رأسها بالايجاب .."على راحتك.."

همت بفتح باب الغرفه الا انها عادت ..

كان احدهم يعطيها ظهره متجها للسلم محدثا هاتفه ..

لا ...حقا وجودي هنا صعب ..

::

:




:

حسنة سكاكا الوحيده في نظره كادي هي عذبى وشما ..

كادي ليست بالاجتماعيه مما لاحظنا ..الا انها احبت عذبى جدا لربما هناك سحر خاص بعذبى ولربما كادي كانت تود في دواخلها حقا ان تقيم حياة اجتماعيه طبيعيه مع احدهم غير عمتها ..

:

:

ازاحت الستائر الفخمه عن النوافذ العملاقه وسمحت للشمس ان تتسلل لغرفتها ..

كانت تجلس على الارض في منتصفها ..

وتقلب بيدها كتابا.....

:

:

دخلت عليها الغرفه ..راقبتها قليلا وجلست بجانبها بادرتها الحديث..."تعرفين ياكادي ...انا اخاف من السعاده ...."

:

رفعت كادي رأسها بأستغراب ...

أكملت تلك تتأمل انعكاس الشمس على الطاوله الزجاجيه ..والوان تشبه الارواح تعبرها الى الارضيه الرخاميه ...

"احيانا الحزن باطنه سعاده ...والسعاده باطنها جروح ..عشت ايام جدا جميله مؤخرا معاك ومع سلطانه وشما الله يرحمها ...ما اقدر استغني عنكم ابدا ..تعرفين ابوي كان شديد جدا ...وماعنده غير انا وجازي وراجيه و منى ..انا اصغر العنقود طبعا ..كانن خواتي من يجيهن رجال يزوجهن ..وعاد هن يهجن و لايرجعن للبيت ابد ..كان شديد بمبالغه الله يرحمه ..ويالله يالله وحده منا تنهى الثانويه ببيته ...

اذكر ولد عمتي خطبني وانا باول ثانوي ..خفت انه يعطيني هو ...وماكمل دراستي خصوصا ان ولد عمتي ذا ..على قد حاله يشتغل على سياره ويدرس بالجامعه بس مدري وش كان يدرس حينها ..اللحين من يوم ماتت عمتي ماسمعنا بوه ..المهم ابوي رفض انا هنا تنفست الصعداء ع قولتهم ...الا ما تخرجت من الثانوي وابوي يقولي بعد شهرين عرستس من ولد شيخ القبيله ..انا مدري وش جاني ..لكنه فرح ...باخرج من هاك السجن وافتك ...بعدما خذيت فياض ...احن لذاك السجن تصدقين ..رغم انه طيب مايضيم احد ..لكن الحزن والحرمان احيانا سعاده ............."

..

..

تأملتها كادي وادلت برأيها برزانه ......."فعلا الاشياء الجيده احيانا مؤلمه ...والاحزان هي افراح ما عرفنا نفهمها...."

:

:

هزت تلك رأسها بالأيجاب ..."عاد انا بروح كندا باخذ ماجستير في تخصص ثاني....بجانب الدكتوراه ..ابي انشغل ...ان شاء الله لا رجعتا بزورتس في المدينه ..والله مدري كيف مانيب مقابلتك بعد مره..."

..

..

أبتسمت لها كادي بفخر ..."ماشاء الله ...الله يزيدك ...متى رايحه ؟؟"

..

..

أخذت نفسا عميقا ...تقنع نفسها بالسعاده ...." شهر 4 ان شاء الله باقي معي شهرين فيذا ....بعدها سنتين بكندا ...."

:

:

أبتسمت لها كادي ..نطقت بما كانت تفكر فيه ......."احسدك......."

:

:

أستغربت عذبى ..."وشوله ياحسرتي ......"

أبتسمت كادي بأنكسار ..."تعرفين انا عندي علم ...انا مو جاهله الحمد لله يكفي انه معاي ثلاث لغات...انا تلقيت تعليمي بالبيت ..عن طريق اهلي بعدهم الله يرحمهم كملت انا تعليم نفسي وهذا احسن نوع من التعليم ...اللي هو تلقين الذات ..صح وصلت الين اول ثانوي ...لكن كانت مجرد شهادات شكليه لا غير ..انا كل اللي ابيه ..اني اشارك غيري علمي ..اني اعطيه غيري..علمي لي لوحدي ما ابيه ..."

..

..

نظرت اليها عذبى بأبتسامه .."كادي اقولها لتس صادقه ..انتي راح يكون لك شأن بيوم من الايام صدقيني ....."

في ذاك اليوم المغرب ..

كانت حالتها حقا يرثى لها بجانب انهاك جسدها نفسيتها في تدهور مع قرب العوده للمدينه ..

كيف لا وهي التي حزمت حقائبها في الامس ..

كانت بحاجه لان تغسل وجهها المتعب ..وقفت تسند نسها بيدها على مسند الاريكه و هي تعيد ترتيب حجابها ..

لتقف احداهن عائقا بينها والطريق..

:

:

قدمت لها التعازي ..انتظرتها لتذهب الا انها لازمتها في خطوه خطتها ..

لتفاجئها .."ولو ياسلطانه ماعرفتيني ؟؟..."

توتر علا محيا سلطانه وهي تلتفت حول نفسها متأكد هالا يراقبها احدهم ..

وهي تنهي الشكوك لنفسه لا لغيرها.."لا ما عرفتك ...."

:

:

رفعت تلك حاجبها بتعجب ......."انا مرتو لخالك سند ........"

:

:

جمود كسى ملامحها .."وخير ...من زود الزين الي فيك وفي رجلك.....ياختي ابعدي كل مين بهمه ....."

:

:

قالتها وهي تبعدها عن طريقها اخر شخص تود رؤيته هي هذه الانسانه ..فما فعلته في حق امها ليس بقليل ...

وعالمه هي بطباعها وطباع خالها المزعوم..

وان كانت قد صفحت في حياتها عن اناس كثير ليس امالثها من يستحق الصفح ...

:

:

في المقابل كان هو في مجلس الرجال ...يستقبل العزاء في اخر يوم ..

راقب ذاك يهم بالخروج ..اطرق برأسه موجها الحديث لأبنه عياد ...فهو يلازمه كالظلال .."قول لسند اني ابيه باتسر في مجلسي الضحى ...."

.

:

هز رأسه بالايجاب دون سؤال وهو يتوجه للمدعو سند ..

:

كان المكان شبه خالي..

توجه بالحديث الى فياض بجانبه .."لا تروح لندن لا وانت قايلن لي ..بوه اوراق ابيك تزينهن لي ....."

:

:

ببروده المعتاد وافتقاره لاختلاجات الوجه من تعابير ...هز رأسه بالايجاب ..

:

:

:

وفي الساعه التاسعه مساء من ذاك اليوم الماطر ..

اغلقت هاتفها بعد ان اكدت حجزها لغدا في الساعه الواحده ظهرا ..

كانت تجلس في صاله بعيده عن المكان اللذي استقبلت في العزاء في اختها ..

همت في الوقوف الا ان ام معتاد كانت متوجهة نايحتها ..

استغربت توجهها لها بالحديث كأستغرابها من نظراتها منذ الامس ..

"خلاص راجعتن للمدينه ياوليدي.....؟؟"

::

هزت تلك رأسها بالايجاب..."أي والله ياعمتي خلاص ...يابخت من زار وخفف......"

:

:
قالتها بحنين..."لا والله ..انتن ريحه الغاليه الله يرحمها ......."

ازداد الحزن في محيا سلطانه وهي تهمس ....."الله يرحمها ......"

:

:

اقتربت منها اكثر ..وخفضت من صوتها ...."تعاي ياوليدي ...أبيتس بحتسي في قلبي......."

..

..

وقادتها مع يدها الى احدى الصالونات المغلقه ..واغلقت خلفها الباب ..

لتجلس عنده ..

وقفت سلطانه قبالها وفزعا يتحينها ..الا ان العجوز لم تحدثها ..واشارت لها على قاع المكان لتجلس فيه .

"اجلسي يامتس في ذاك ...علمتس بيجيتس......"

:

:

استغربت سلطانه ..وجلست في مكانها ..

فتحت حجابها ومن بعده شعرها ..وهي تتوجه للعجوز بالحديث .. تخفي توترها بنبره جديه ..

"خير ياعمة ...؟؟وشوله مناديتني .؟؟"

ردت عليه بأن الصبر جميل ..

هنا تلبسها التوتر وغزاها الخوف ..

رن هاتفها ..

رفعته لتجد رقما غريبا ..لقد اعتادت على الارقام الغريبه ..

كانت تهم بالرد ..لو ان لفتها نظرات ام ثلاب لمكان اخر في ركن الصاله الزجاجي ...

رفعت عينها ..

:
:

:

لتتجمد اطرافها وكأنها حبست في قالب ثلجي..اتسعت حدقتيها بصدمة ..وهي تقف مسرعه ..

متجهه للباب ..منعتها ام ثلاب بأن وضعت يدها على مقبضه ..

كان يجلس بجانب الباب الذي دخل منه وملامحه غير واضحه ..وهو متموضعا بجلسته الارستقراطيه ..

:

:

بثوبه الرمادي وغترته البيضاء..

زاحم المكان بهيبته ..عرفت رائحته ..

عرفت سطوته التي اختلستها منه ذاك اليوم ..

:

:

كان يراقب ساقيها بصمت ..وهي ترتدي خلخلا بلون فضي ,,لا يميز الا لمعته ..

كان يبدو وكأنه خلق مع ساقها ..

رفع عينه اكثر ..

ليتجلى له حسن ارض الحجاز بهيبه الشمال..

لطولها لخصرها لجيدها لليلها ..ولعيناها ..

ركز بداخلها حتى ضن بأنه لن يعود أبدا...

:

:

أرتج جسدها بتوتر وهي تبعد عيناها عن ذاك الكهل بملامح وسامه قديمه ..

وارتجف صوتها ..."عمه ابي اخرج...."

حينها نطق يكمل اسطورة سطوه رجولته ...

"اجلسي يابنت الناس بيننا كلام ...."

.

.

ارتجفت اقاصيها وهي تطرق رأسها وتشد على طرف حجابها ...لتكتشف انها كانت تضعه على كتفيها ..

رفعته تغطي رأسها .... وتجلس بتردد تميل جسدها فتعطيه ظهرها ...

:

:

طال صمته ..رجل مثله ..تقاس كلمته ميزانا ..يحتاج لأن يصمت دهر ..كي يتحدث بها ...

:

:

"شما الله يرحما ....وصاتا لي كانت انتي ......وانا رجالٍ ما ارد أحدٍ طلبني ....هي موب وصاة هي طلبه ...."

:

:

رفعت ملقتها تمنع دموعا ..

باغتها ..."أفهم سكوتس رضا ...."

:

:

انتظر حديثها طويلا فلما لم تفصح عن دواخلها ...

"انا يابنت الناس ...رجلن تسبير لي طلبات واجد ولي واجبات علي وعلى قبيلتي منتس ...شما الله يرحما كانت شايلتا على راسا ....يعني ..انا ابي مرة لي ....قلتا لتس انا رجلن تسبير ..تبين تحطينن اول اولوياتس....قلتي تم ...قلتي لا...معرسن عليتس ..هذا وصاة شما وطلبتها ....لكن علمتس يهمني ..انا رجلن موب مثل غيري ابي اجيتس برضاتس ..."

:

:

رفعت رأسها ترمقه بنظره متفاجئه ...ماكان منه الا ان نظر اليها ببرود ...

"كل اخبارتس عندي ...وصاة شما تقول اني اعرس عليتس بعد وفاتا بأسبوع ...

"

وقف ينهيها يحطمها يقيدها ...

"زهبي عمرتس..."

..

..

هب خارجا مع الباب الذي تجلس وامه بجانبه ..خيل لها انه توقف لحظه عندها ..قبيل خروجه ...

:

:

الاعاصير اقترب موسمها ..وجذورها ضعيفه ..وجسدها منهك غض...

:

:

ربتت العجوز على كتفها تؤازرها ..

عجزت قدميها حتى ان تحملها لغرفتها ...

:

شهقت فجأه تمنع بكاءها رحماك ايها المتعالي ما بال قلبي ضعف....

:

:

رمشيها اكتست ببلل ..وخطواتها ثقلت ..

دخلت الغرفه ..كانت كادي تغط في نوم عميق ..

وقفت امام المرآه وقد تسلل نور الصاله للغرفه ..

خلعت حجابها ورمته بجانبها ومن بعده فستانها ..تأملت نفسها لوهله ..

جسدها و اثار معارك قديمه ..

:

:

من مكان قريبا منها ....تلقفت كنزتها الشتويه الطويله وشدتها على بدنها الفاتن ..

:

:

رمت نفسها في الفراش الوثير بجانب ابنه اخيها ..

تفكرت ..الامور سيئه في كل احوالها ...هنا وفي المدينه ..مايميز السوء هنا انه مصحوب برفاهيه...

في الواقع لو احتسبت الامر بعقلانيه فهو يصب في مصلحتها ومصلحة كادي تماما ...

:

:

لكن كيف ...كيف ...لا تستسغ الامر بتاتا...كيف وهي رأته بعينها يقبل شما على جفنيها ..وكيف وهي التي استشعرت حب شما له وتعلقهما ببعضيهما ..رجل مثله يصلح لأن يكون اب ...لا يصلح للزواج ابدا ...

..

غصون شوك احاطت بدنها ..وارتجفت متوجسه قربه منها ..

:

:

في وقت لاحق ..كانت تستمع الى همس حولها ...واشعه الشمس تلبست المكان ..

رفعت الغطاء وغطت وجهها ....

..

عندها انسحب عنها وظهر لها وجه كادي القلق ...

"عمه قومي اللحين الساعه 11 ونص والرحله 1 متى نلحق نلبس ونروح المطار..."

:

:

لا اراديا شاركت عذبى في اخر الغرفه بجانب النافذه نظرات ذات معنى معرف بينهن ..

وكأن عذبى تهمس لها بالنظر ...انا عالمه بما يحدث...

:

:

هنا تداركت عذبى الوضع ..."يووووه ياكادي ...بيقولون 1 وهم من جنبها ...ولسى معاكم وقت قبل الاقلاع ...تعالي بس افطري معي وداعيه ...وخلي عمتس تنام شوي ..."

:

:

انسلت كادي مستغربه ...ونفسها تحدثها بأن شيء حتما يحصل ..

أبتعدت عن عمتها متجهه لكرسيها ...

وهي تتمتم ..."على راحتكم ........"

:

:

سحبت الغطاء فوقها مجددا ..غاصت في الظلام ..وتجلت لها الصور ..

كل مايشغلها حتى في نومها شاركته الحلم ..

هو ذاك الكيان الاشيب المهيب ...

كيف لا وهو في الـ44 من عمره ..له هيبه الكهول المخيفه يزيدها منصبه في الحياة ..

وطريقه نطقه الرصينه ..

:

:

وان غدا لناظره قريب..

:
:



لامارا غير متواجد حالياً