عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-13, 05:10 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


8 -



دخل سالم البيت منشغلا بالتفكير بأمر القضية.
تناهى إلى مسامعه صوت رامي و صوت شخص آخر لم يعرفه فتقدم ليرى هوية الزائر الغريب.
رأى كمال جالسا على الأريكة و رامي إلى جانبه يحدثه عن أمور كثيرة لم يكن كمال يسمعها لشروده. تقدم سالم نحوهما و القى التحية ثم سأل ابنه مبتسما :
_رامي من ضيفك ؟


ابتسم رامي و قال :
_في الواقع إنه ضيف زياد و صديقه و زميله في العمل.


ابتسم سالم و قال :
_أنا والد زياد اسمي سالم ، سررت برؤيتك.


ابتسم كمال بدوره و مد يده صوب الصوت قائلا :
_و أنا كمال تشرفت بمعرفتك سيدي.


صافحه سالم وهو يشعر باستغراب من طريقة تحريك كمال لعينيه فقد كان لا ينظر إلى بقعة تماما.
لمع في ذهنه أنه قد يكون اعمى فهز رأسه مشفقا وهو يجلس على الأريكة الأخرى أمامه.
قال سالم في محاولة لتبديد ما اعتراه فجأة :
_و أين زياد ؟


أجاب رامي :
_لقد قال أنه لن يتأخر كثيرا.


تمتم سالم بشيء من الإمتعاض :
_لا يصح أن يترك صديقه و يخرج هكذا.


ابتسم رامي قائلا :
_لا تقلق أنا أتولى مهمة تسلية كمال.


سأل والده ضاحكا :
_و كيف تسير الأمور معك ؟


أجاب رامي :
_جيدة ،
لم يحاول كمال القضاء علي حتى الآن مع أني فعلت ما بوسعي.
حتى أنني أخبرته قصة الأفعى المطاطية مرتين على أمل أن أراه غاضبا و لكنه لم ينزعج.
شخص لطيف حقا !


هتف كمال مدعيا الغضب :
_هكذا إذا ،
كانت تلك ثرثرة متعمدة لمضايقتي ،
و أنا ظننت أن جنون زياد يجري في العائلة.


ضحك سالم من كلامه ،
فتنبه كمال لوجوده و غمغم معتذرا :
_أنا آسف لم أقصد الإهانة.


هز سالم رأسه نفيا و قال :
_لا عليك ليست مشكلة ،
و لكني أتسائل ما نوع العمل الذي تقوم به أنت و زياد ؟


بدا الارتباك على كمال فلم يعرف كيف يشرح كونه زميل عمل لزياد وهو أعمى ،
لقد غاب ذلك عن ذهنه ، قال مستدركا :
_أنا لا أعمل مع زياد تماما.


قال سالم بحيرة :
_و كيف هذا ؟!


تمتم كمال بإحراج :
_إنه .. مرافق لي يساعدني في أموري الخاصة.


هز سالم رأسه متفهما ،
في حين كان كمال يتوعد بينه و بين نفسه بأن يجعل زياد يدفع الثمن لوضعه إياه في هكذا موقف ،
خطط لأكثر من طريقة لمعاقبته.
ساعده التفكير في ذلك على تبديد الحرج الذي شعر به حين تحدث عن عجزه.
هتف رامي و كأنه تذكر شيئا :
_يقول زياد بأن لديك منزلا فخما يبدو كالقصر ،
أنت غني أليس كذلك ؟


هز كمال رأسه إيجابا و غمغم :
_تقريبا !


سأله سالم باهتمام و قد بدأت تعتريه بعض الشكوك :
_بماذا تعمل أسرتك يا كمال ؟


أجاب كمال :
_في الحقيقة .. لقد توفي أفراد أسرتي ،
و لكن كانت لدينا بعض الشركات.


سأل سالم من جديد :
_ماذا تقصد بقولك كانت لدينا ؟!


أخفض كمال رأسه مغمغما :
_أرجو المعذرة سيد سالم لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال.


هز سالم رأسه و قال :
_لا بأس لك الحق في ذلك ،
اعذر لي تطفلي يا كمال و لكن هلا أخبرتني باسم عائلتك ؟!


أجاب كمال وهو يشعر بالحيرة :
_ادعى كمال عدنان الفارس.


هب سالم من مقعده كالمصعوق و غمغم :
_غير ممكن .. أنت كمال عدنان الفارس !؟


هز كمال رأسه إيجابا و بدا قلقا من رد فعل سالم هذا.
ضاقت عينا سالم بشحوب وهو يتمتم :
_ غير معقول !


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ¤




عقد الطبيب رمزي ساعديه ،
و أخذ يدق قدمه على الأرض بحركة متوترة ،
وهو ينظر إلى الشبان الثلاثة بتمعن بعد أن أنهوا شرحهم.
كان تصديق شيء كهذا غير ممكن بالنسبة اليه.
قال رمزي محاولا الاستيعاب :
_دعني أعد ما فهمته !


و أشار إلى أسامة و قال :
_أنت .. اسمك أسامة صحيح ؟
تعمل لصا لعصابة مجرمين و هذا لتجني مالا كافيا من أجل علاج والدتك ،
و تزعم أن بسام زعيم العصابة قد هدد بقتل أخويك إن لم تقنع زياد بالعودة إلى العصابة من جديد ،
هل أهملت تفصيلا ما ؟


هز أسامة رأسه نفيا ،
فانتقل رمزي ببصره إلى زياد قائلا :
_و أنت يا سيد زياد كنت عضوا بارزا في العصابة ،
و ذلك كان قبل أن تلقي الشرطة القبض عليك في إحدى المرات ،
و ينتهي بك الأمر في السجن.
عندها انفصلت عن زملائك لعامين و صرت غير راغب بالعودة اليهم ،
صحيح ؟


غمغم زياد :
_في الحقيقة .. أجل !


إستدار رمزي أخيرا إلى بسام و قال :
_و أنت كنت الزعيم للجميع ،
تأمرهم بالسرقة و الترويج للممنوعات.
و تعمل لدى مجرم يدعى صفوان ،
هو نفسه الذي حقنك بالمخدر.
تزعم أنك و من أجل الإفلات من قبضة صفوان هذا ،
أردت جلب زياد ليحل محلك في العصابة ،
و كنت مستعدا لقتل طفلين بريئين لتحقيق غايتك هذه ،
كم هذا تصرف حقير !


قال العبارة الأخيرة و قد علا وجهه تعبير غاضب و خائب.
ابتسم بسام بلامبالاة و قال :
_كنت مستعدا لإجبار زياد على قيادة العصابة فعلا.
أما بالنسبة لتهديد أسامة ،
فأنا لم أكن جادا. كنت متأكدا من أن التهديد وحده يكفي ليصدق أن اخويه في خطر حقيقي
هذا بفضل تلك السمعة التي أوجدها لي صفوان ،
لم يكن قتلهما ضمن خياراتي مطلقا.


صاح أسامة بغضب :
_أنت تكذب !
لقد جئت إلى بيتي و حين لم تجد أحدا حطمت كل شيء فيه ،
و لو كان أخواي هناك لما نجيا منك أبدا.



نظر بسام إلى أسامة ،
هز رأسه نفيا و تمتم :
_لم أفعل.


هب أسامة واقفا ، يستشيط غضبا و صاح :
_كيف تجرأ على الانكار ؟؟
أين تلك الثقة التي كتبت بها تلك الرسالة ،
و خطت عليها توقيعك ، لماذا تنكر كل ذلك الآن ؟؟


كان صوت بسام لايزال واثقا هادئا وهو يغمغم :
_لم يسبق لي أن أنكرت شيئا فعلته ،
و ما من سبب يدعوني إلى الكذب.
لقد تركت العصابة في اليوم الذي عقب ليلة تهديدي لك ،
و مذ تلك اللحظة لم أعد مهتما بخطتي لإحضار زياد إلى العصابة.


صمت برهة ثم تطلع إلى أسامة و قال :
_لست الفاعل !


عقد أسامة حاجبيه بغضب ،
كان غير قادر على تصديق كلمات بسام ،
و لكنه لم يكن قادرا على تكذيب عينيه و لا الثقة التي يتحدث بها.
كان أسامة قد بدأ يقتنع حين جلس على مقعده بجانب زياد.
و ما الذي يدفعه للكذب ؟
هكذا راح يفكر.
صمت لحظة قبل أن يطرح سؤاله على بسام :
_و من فعل هذا إذا ؟!


هز بسام رأسه بهدوء
و قد قفزت إجابة هذا السؤال إلى ذهنه مثلما حدث مع أسامة فقالا بصوت واحد :
_عامر !


نقل زياد بصره بينهما مستغربا و سأل :
_عامر ؟! أتقصدان ذلك الفتى المزعج ؟؟
و ما الذي يجعلكما واثقين هكذا ؟!


قال رمزي :
_جانح آخر كان معكم في العصابة ؟


قالها بنبرة من يقرر أمرا لا من يطرح سؤالا.
ثم توجه إلى باب الحجرة ،
تمهل وهو يمسك مقبض الباب و إستدار صوبهم. قال بصرامة :
_اسمعوني جيدا أيها الجانحون ،
لن اسمح لكم بمغادرة هذه الغرفة في الوقت الحالي ،
سأجري بعض الاتصالات الهاتفية و أعود ،
و حتى نحل مشكلتكم هذه مع العصابة ستبقون هنا.
لا أريد أن أغامر بخروج أي واحد منكم و أولائك الأشرار يتربصون بكم ،
لذا ستبقون هنا ..
هل كلامي واضح ؟


قال أسامة :
_و ماذا عن أخوي ؟
لا يمكنني تركهما هكذا.


أجاب رمزي :
_لقد كلفت إحدى الممرضات بالعناية بهما سيكونان بخير.


هتف أسامة معترضا :
_و لكن ..


صاح رمزي بصرامة :
_من غير لكن ! لعلكم تفضلون التعامل مع رجال الشرطة !


عقد أسامة ساعديه بغضب و هز رأسه بصمت.
نهض زياد واقفا و قال :
_سيد رمزي ، أقدر قلقك و ما تحاول القيام به ،
و لكن علي العودة إلى البيت فهناك مشكلة من نوع آخر علي حلها.
ثمة شخص علي مساعدته.


عقد رمزي حاجبيه و قال بنبرة حازمة ليغلق باب النقاش :
_لا .. !


لكن زياد لم يتوقف ، هتف محتجا :
_ و لكن سيد رمزي أنا لا علاقة لي بهذا كله ،
لقد تركت العصابة و كل ما يتعلق بها.
علي فعلا العودة للبيت ، ذلك الشخص في حاجة إلي !


عقد رمزي حاجبيه قائلا :
_لا يمكنك القول بأنه لا علاقة لك بالأمر ،
هل نسيت أنهم يبحثون عنك أيضا ؟
لا يمكنني تركك تخرج ،
ماذا سأقول لوالدك لو أصبت بأذى.


صمت لبرهة ثم قال :
_إن رفضت أن تبقى فسأشرح كل شيء عن العصابة لأبيك ،
هو قادر على اقناعك بعدم التهور و الحفاظ على حياتك ، ما قولك ؟


غمغم زياد مقطب الحاجبين وهو يعود للجلوس :
_لا .. لا داعي لازعاجه أبدا ، سأبقى !


تنهد رمزي و قال :
_جيد ، لا أريد أي مشاجرات ،
تذكروا أنكم في مستشفى ،
لن اتأخر سأعود و معي حل لهذه الكوارث التي سببتموها.


و خرج بعد أن أغلق الباب وراءه.
تراجع زياد في مقعده ،
الذي كان بجانب أسامة و أمام سرير بسام ،
زفر بسخط وهو يقول :
_رائع .. و الآن ماذا علي أن أفعل !


تنهد أسامة و قال :
_بل ما الذي سنفعله ،
ماذا تتوقع أن يفعل ذلك الطبيب ؟
هل سيخبر الشرطة ؟
لست قادرا على تخيل رد فعل أمي حين تراني خلف القضبان !


صاح زياد منزعجا :
_و هذه هي المشكلة يا صاحبي ،
أنا سبق و كنت هناك و سددت ديني للمجتمع ،
و الآن و بفضلكما أصبح من الممكن جدا أن أعود إلى ذلك المكان الذي لم اشتق اليه أبدا !


عقد أسامة حاجبيه وهو يهتف :
_أتحملني مسؤولية ما يحدث هنا ؟!
إن كان ثمة من مذنب فهو زعيم الحمقى هذا بالتأكيد ،
كل ما يحصل هو خطؤه وحده !


و رمق بسام الجالس أمامهم بنظرة غاضبة ،
لكن الأخير اكتفى بابتسامة ماكرة.
هتف أسامة بغضب :
_على ماذا تبتسم ؟! أنت المعني بهذا الكلام.


هز بسام رأسه و قال :
_عجبا ! لقد صرت وقحا للغاية.


ثم عقد حاجبيه بغضب وهو يقول :
_اسمع .. لعل شيئا من الغرور أصابك لإعتقادك أنك فزت بالجولة الأولى من قتالنا ،
و لكن سرعان ما تندم إذا استمريت باستفزازي هكذا !


صاح أسامة بثورة :
_ماذا قلت ؟؟


أجاب بسام :
_أظنك سمعتني جيدا ،
أنت لست ندا لي فلا تستفزني !


احتقن وجه أسامة بشدة وهو يهتف :
_أيها المتعجرف !
هيا أثبت كلامك !
أنهض و واجهني في الحال !!


قال زياد :
_أسامة ..


قاطعه أسامة :
_لا تتدخل أنت يا زياد !


نهض بسام من سريره و قد علت وجهه ابتسامة مستثارة.
و استعد كلاهما لجولة إضافية حاسمة.
تنهد زياد وهو يضع يديه خلف رأسه و يستند على المقعد ، غمغم :
_لن أتدخل ، إفعلا ما يحلو لكما.


و فجأة و دون سابق إنذار ..

انهمرت المياه من مكان ما على رؤوسهم ،
اتسعت أعينهم و هم ينظرون إلى ندى الواقفة أمامهم مع إبريق الماء الذي كان على الطاولة ،
صاحت بغضب :
_يا لكم من حمقى !


و قبل أن ينطق أي منهم ،
خرجت من الغرفة و صفقت الباب وراءها.
ساد الصمت في الغرفة للحظات ،
غمغم بسام :
_كان بإمكانها أن تستعمل طريقة أخرى.


قالها وهو يحاول نفض الماء عنه ،
عاد أسامة للجلوس من جديد ،
و سأل زياد الذي كان متوجها لباب الغرفة :
_إلى أين ؟


أجاب زياد :
_سأعود فورا.


و خرج بسرعة. جلس بسام على سريره و قال :
_أرى .. أن قتالنا لا جدوى منه ،
إن كنا سنقاتل فعلا ،
فعلينا بأولائك الأوغاد و على رأسهم عامر !


تطلع اليه أسامة بإستغراب لحظة و سأل :
_هل أنت تطلب هدنة ؟!


ابتسم بسام بسخرية و قال :
_هدنة ؟! لم افكر في الأمر هكذا و لكن لما لا ؟


ثم هز رأسه و أردف :
_أعتقد أن عدوك الآن هو عامر.
و أنا أيضا أريد النيل منه ،
لن اتركه يستخدم اسمي و ينجو بفعلته ،
و من خلاله سأصل إلى صفوان و لكنه لن يكون وحيدا ،
سيكون معه أفراد العصابة.


تمتم أسامة :
_دافعك غير مقنع و لكن أعترف أني لن أستطيع النيل منه وحدي ،
سأحتاج إلى مساعدة بالفعل إن أردت إزاحته عن طريق أسرتي.
سأتعاون معك و لكن بشرط ،
عليك سحب كل كلمة قلتها عني.


زفر بسام و قال :
_إسحب أنت أيضا كل اهاناتك.


هز أسامة رأسه إيجابا و قال :
_لقد رددت لك دينك و نحن متعادلان ، أنا موافق.


تمتم بسام :
_جيد ، لا داعي لأن أذكرك بعدم أخبار أحد !


قال أسامة :
_أجل لا داعي.


و وثقا تحالفهما بمصافحة سريعة.

¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ¤



_يتبع...........




؛




؛


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس