عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-13, 08:00 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الأخير




نزع أسامة قبعته التي هي جزء من زي الشرطة النظامي الذي يلبسه ،

و أطلق تنهيدة ثقيلة

وهو ينظر من نافذة السيارة إلى الطريق،

قبل أن يغمغم :

_لقد كان يوما متعبا !





هز بسام الذي كان يرتدي زيا مماثلا رأسه ، وهو يقود السيارة و قال :

_صحيح لكننا أنجزنا الكثير .. قبضنا على لصوص المصرف..

و على القاتل الفار..

و كذلك حصلنا على طرف الخيط للإمساك بمهربي الممنوعات !





قال أسامة متذمرا :

_و كأنك لا تعلم أن الضابط المسؤول عن هذه القضايا سينسب كل الفضل اليه.

نحن نبذل الجهد وهو يحصل على التقدير !





ابتسم بسام بسخرية و قال :

_هل بدأت تسأم ؟

نحن لسنا سوى شرطيين في بداية الطريق فماذا تتوقع ؟





ابتسم أسامة وهو يقول :

_أعلم ذلك و لكن .. ألا يحق لي أن أتذمر بين الحين و الآخر ؟!

أنت تعلم أن ذلك ليس عدلا.





أومأ بسام برأسه إيجابا و اكتفى بالقيادة صامتا.

أخذ أسامة يحدق فيه مستغربا ،

حاول بسام تجاهله و حين لم يفلح سأل بإنزعاج :

_ماذا ؟ لما تحدق في هكذا ؟!





ابتسم أسامة قائلا :

_لا شيء .. أنا فقد لا أستطيع فهم كيف تكون أنت .. بسام متفانيا هكذا في عملك كشرطي .. أن هذا يبدو غريبا ؟!





رشقه بسام بنظرة سريعة ، فغمغم أسامة :

_أنا لم أقصد الإهانة !





ظل بسام ينظر إلى الطريق بصمت للحظات ثم قال أخيرا :

_أفكر في التعويض عن الماضي و التكفير عما فعلت ،

و هذه الفكرة هي .. دافعي !





هز أسامة رأسه بتفهم.

أوقف بسام السيارة فنزل أسامة منها.

أطل من النافذة قائلا :

_هل ستذهب إلى منزل كمال ؟!

اليوم عيد مولد ابنته و قد دعا الجميع للحضور.





أجاب بسام :

_أجل .. كدت أنسى ، قد لا أستطيع الذهاب فلدي مناوبة هذه الليلة !





سأل أسامة بدهشة :

_مناوبة ليلية .. لماذا .. ما الذي فعلته ؟!





تنحنح بسام و أجاب :

_بعض المشاكل مع الضابط المسؤول !





ضحك أسامة بصوت عالي وهو يهتف :

_و أنا الذي أتحدث عن تفانيك و إخلاصك في العمل ، كنت واثقا بأن هذا ليس من شيم بسام.





عقد بسام حاجبيه و قال :

_لم يكن ذلك بسبب تقصيري في العمل ،

بل بسبب خلاف في الآراء بيني و بينه لا تعجبني طريقته في التعامل.





ضحك أسامة من جديد و قال :

_قررت أن توقفه عند حده ، لكنك نسيت أنه أعلى منك رتبة !





غمغم بسام :

_كفاك ضحكا .. هيا غادر الآن أراك لاحقا !





قال أسامة وهو يبتعد عن السيارة :

_إلى اللقاء أيها الشرطي المثالي.





و راقب السيارة و هي تبتعد.

صعد أسامة إلى الشقة ،

فتح الباب و ما إن خطى إلى الداخل حتى أسرعت اليه رنا فرحة بعودته و كذلك فعل ماجد.

توجها معه إلى الصالة.

كانا يحبان الاستماع إلى تفاصيل عمله في سلك الشرطة ،

كان عمل الشرطي بالنسبة لهما بطوليا دائما.

و كان أسامة يشاركهما حماسهما و يروي لهما ما يعتقده مناسبا.

أطلت أم أسامة من باب الصالة و ضحكت من هدوء ولديها عندما يحدثهما أسامة.

قالت :

_هيا .. العشاء جاهز !





قال أسامة :

_حسنا .. هيا لتناول العشاء أنتما الاثنان.





صاح رنا و ماجد بصوت واحد :

_حاضــــــــــر !





و راحا يتسابقان إلى المطبخ.

ابتسم أسامة لوالدته و قال :

_سأغادر الآن.





هزت رأسها و قالت :

_ألست متعبا ؟





أومأ أسامة برأسه إيجابا و قال مبتسما :

_بلى و لكن لا بأس ، و كأني سأقوم بأي مجهود ،

سأهنئهما و أتمنى عاما سعيدا للصغيرة ريم ثم أعود من فوري.





ابتسمت أمه و قالت :

_أبلغهما تحياتي.





هز أسامة رأسه و قال :

_سأفعل.





راقبته أمه وهو ينصرف ، ابتسمت وهي تدعو بأن يحفظه الله و يرعاه على الدوام.



¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــــ¤





صاح زياد :

_و لكن يا كمال ..





قاطعه كمال نافيا :

_مستحيل يا زياد .. إنسى الأمر.





هتف زياد :

_و لكن الجميع يفعلون ذلك صدقني ،

هيا لا تكن عنيدا .. مرة واحدة فقط !





أومأ كمال برأسه نفيا.

فغمغم زياد :

_رجاءا يا كمال .. لا داعي لهذا العناد .. الأمر ليس بذلك السوء.





صمت كمال لبرهة يتظاهر بالتفكير ثم صاح :

_لا .. أبدا .. مستحيل !!





زفر زياد ثم حمل ريم الصغيرة و وجهها مقابل كمال في محاولة لإستعطافه و غمغم :

_هيا يا كمال من أجل ابنتك الصغيرة .. هل ستقول لا لهذا الوجه البريء ؟!





عقد كمال حاجبيه بغضب و قال :

_هلا توقفت عن ذلك يا زياد !





ضحكت ليلى و قالت ممازحة و هي تأخذ ابنتها من يدي زياد :

_أبقيا صغيرتي ريم خارج نزاعاتكما.





ثم جلست إلى جانب كمال و إنهمكت بإطعام ريم الصغيرة.

تنهد زياد و قال :

_اسمع .. حتى بسام لا يمانع القيام بذلك.





ثم إستدار إلى بسام وهو يسأل :

_أليس كذلك يا بسام ؟





نهض بسام واقفا وهو يقول :

_اعذرني يا كمال علي الذهاب الآن فلدي عمل.





ابتسم كمال و قال :

_لا عليك شكرا لمجيئك.





التفت بسام إلى زياد و ابتسم بسخرية قائلا :

_بالمناسبة يا زياد .. جوابي هو لا !





ضج الحاضرون في الضحك في حين عقد زياد ذراعيه بغضب.

قال رامي :

_لما لا تستسلم يا زياد ، ما من طريقة قد تقنع بها كمال بإرتداء هذه القبعة السخيفة.





صاح سالم :

_كف عن هذه التصرفات يا زياد ألا تظن بأنك يجب أن تتصرف بنضج.





نظر زياد إلى قبعة مبهرجة الألوان صنعت من الورق المقوى ، مخروطية الشكل ، كالتي يضعونها في حفلات أعياد الميلاد ، كانت بين يديه.

صمت قليلا ثم قال لكمال بإصرار :

_هيا يا كمال .. حتى أني غيرت رأيي و لن ألتقط أي صور !





هتف كمال بإندهاش :

_أكنت تنوي إلتقاط الصور ؟!





ضحك زياد حين أدرك زلة لسانه تلك و قال :

_حسنا بما أني فضحت نفسي فسأقول الحقيقة ،

كنت سألتقط لك صورة بهذه القبعة .. كان ذلك ليكون أمرا نادرا و تاريخيا ،

كنت لتتوج مهرجا على سبيل التغيير.





ابتسم كمال وهو يأخذ القبعة من يده ،

ثم وضعها على رأس زياد و قال :

_بل هكذا يا أخي الصغير تتوج أنت مهرجا للعائلة بحق !





زفر زياد بحنق وهو يرفع القبعة عن رأسه ،

في حين ضحك الجميع منه.

غمغم زياد مقطب الجبين :

_هذا ليس مضحكا !





جلست ندى إلى جانب ليلى و قالت و هي تتأمل طفلتها :

_إنها جميلة جدا .. تشبهك يا ليلى.





ابتسمت ليلى و قالت :

_أحقا .. يظن الجميع أنها تشبه والدها أكثر.





ابتسمت ندى وهي تلاعب الصغيرة و قالت :

_ربما تشبهكما كليكما معا !







انقضى ذلك المساء سريعا و حين همت ندى بالمغادرة تطوع زياد لإيصالها إلى البيت.

سارت السيارة بالإثنين في الطريق بهدوء ، كان هناك موضوع واحد يشغل بالهما لكن أي منهما لم يفصح عنه.

قرر زياد أخيرا أن يقطع ذلك الصمت ،

فتنحنح مغمغما :

_إذا .. هل حدثك السيد رمزي بموضوع ما مؤخرا ؟!





شعرت ندى بالإرتباك وهي تسأل :

_موضوع مثل ماذا ؟!





صمت زياد لحظة و إحتار فيما يقول ،

تمتم أخيرا :

_موضوع يخصنا نحن الإثنين.





أجابت ندى بصوت خافت :

_بلى .. لقد فعل.





سأل زياد بعينين متشوقتين :

_و ماذا كان ردك ؟!





انتظر أن تجيبه ،

راحت ندى تنظر إلى يديها لبضع لحظات ثم قالت :

_ألم يخبرك السيد رمزي ؟!





هز زياد رأسه نفيا ،

فإبتسمت ابتسامة صغيرة و غمغمت :

_أنا .. قلت أني موافقة !





أشرقت عينا زياد وهو يسأل :

_حقا .. أنت جادة ؟!





بقيت ندى صامتة و أطرقت رأسها بخجل.

ابتسم زياد وهو يحول عينيه إلى الطريق و قال :

_أنا سعيد بقرارك هذا !





غمغمت ندى :

_أنت تدرك أن عليك انهاء دراستك أولا .. أليس كذلك ؟





أجاب زياد :

_بالطبع .. سننتظر حتى أصبح عضوا فعالا في شركة السلام .. تحت إدارة شقيقي بالطبع ،

سمعت أن كمال صارم في ما يخص العمل .. قد نقضي وقتا عصيبا أنا وهو !





ضحكت ندى و قالت :

_ستتوصلان إلى حل ما بالتأكيد ، عليك أن تكون جادا في عملك فقط.





ملأت صدمة مصطنعة وجه زياد حين إستدار إليها و راح يهتف :

_ها أنت تشككين في قدراتي مسبقا ، كيف يكون ذلك عادلا ؟!

أنت من جهة و السيد كمال من جهة أخرى !





ضحكت ندى ، فما كان منه إلا أن ضحك هو الآخر متخليا عن قناع الغضب.

ابتسم زياد بسرور وهو ينظر من خلال زجاج السيارة إلى الطريق الممتد.



إلتمعت نجوم تلك الليلة الصافية أكثر من العادة ،

كانت غاية في الجمال..

بدت كلآلئ تزين السماء..

كما تزين الضحكات و اللحظات السعيدة حياتنا حين تنجلي الهموم..

و تنقضي ليلة صقيعية باردة يليها نهار ربيعي دافئ..

لتعلم يقينا..

أن


" الثلوج مصيرها السيول"









_النهاية_


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس