عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-13, 05:43 PM   #2667

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
:jded:

الفصل الثاني والعشرين


ليلـة زفـاف رهيبـة



إهداء إلى الصديقة الغالية bessoum




الجزء الأول



ضغطت أطياف على زر التشغيل الأخضر بتلقائية ودون أي تردد.
- أهلا باسل ..

أظلم وجه علي في وجوم ونفر عرق في جبينه، فك ربطة عنقه بضيق وفتح زر قميصه الأعلى متأففاً بصوت عالي، راح يذرع الغرفة ويحوم حول أطياف يتأملها بعينين ضيقتين كنمر يعاين فريسته، مصغياً لحوارها الهاتفي مع باسل.
- الحمد الله أنا بخير.. الوقت عندنا !.. لا .. ليس متأخراً كثيراً ..


رغم تركيز علي ونظراته النارية لم تستطع كبح نفسها من لهفة الاطمئنان بعفوية على باسل بصوت خافت :
- هل تعتني بنفسك ؟.. لا تهمل الدواء.. تذكر أخذه بانتظام وفي موعده...

أجفلت عندما هوى علي بقبضته على باب الخزانة في حركة غاضبة. عضت شفتيها وأشاحت بصرها متمتمة بهمس:
- أجل أعلم أن بعض المشاكل أخّرت انطلاق أسطول الحرية فأنا أقرأ مقالاتك وأتابع جميع تحقيقاتك الصحفية..


تأفف علي بضجر نافذ الصبر .
- شكراً باسل على اتصالك ومباركتك..
أردفت وهي تضع يدها حول الهاتف قائلة بصوت يكادُ لا يُسمع :
- انتبه لنفسك وطمئني عنك دائماً.. كن حذراً بتنقلاتك.. اعلم أن الأعمار بيد الله .. بأمان الله ورعايته إلى اللقاء.


ساد هدوء مريب بعدما أنهت المكالمة، انتشرت في الأجواء شحنات كهربائية من التوتر لم تحتملها أطياف، بادرت بالحديث تنفي تهمة لم ينطق بها علي الذي راح يرمقها بامتعاض. حاولت أن تجعل صوتها طبيعياً رقيقاً لعلها تمتص غضبه:
- أراد أن يقدّم التهنئة .. تنقّله بين مطارات ومدن العالم جعله لا يحسب بدقة فارق التوقيت.. من بيروت إلى دبي ثم اسطنبول ولندن.


بقي علي واقفاً كمارد مكتِّفاً ذراعيه فوق صدره يحدق بها دون أن ينطق بكلمة مصغياً لثرثرتها الفارغة.

أدركت أن ردّها المتسرع على المكالمة الهاتفية لباسل لم يكن سلوكاً صائباً، تصرفها العفوي أثار شيطان علي..

ندمت لأنها نسيت إغلاق هاتفها، وتمنت لو تجاهلت الرنين، تسلل القلق لنفسها.. أطرقت رأسها للأسفل، حدسها أنبأها أن ما سيحدث لن يسر أي منهما، لم تقوَ على رفع عينيها إليه لمواجهته... عندما قال أخيراً بلهجة هازئة:
- لا تهمل الدواء !.. كن حذراً !.. انتبه لنفسك !...

ازدردت ريقها بصعوبة، رغم حرصها يبدو أن علي التقط بسمعه المرهف حوارها الكامل مع باسل دون أن يغفل عن كلمة.. صوتها بدا مبحوحاً مختنقاً:
- لا تفهم الأمر خطأ .. باسل رفيق .. ما جرى بيننا لم يؤثر على صداقتنا.

لم يبعد بصره عنها عندما قال بخشونة :
- أنتِ تعرفين تماماً أني لا أحمل عقداً ذكورية بالية.. لستُ متعنتاً وأفهم جيداً معنى الصداقة..


كادت أطياف تتنفس الصعداء لكنها اختنقت عندما أردف:
- لي صديقات ورفيقات وزميلات لكني لم أكن متزوجاً بإحداهن. ولو كنتُ فعلت ذلك ما رددتُ على اتصالها ليلة زفافي بحجة أنها تود تهنئتي.. هل كنتِ تتقبلين ذلك لو حدث؟.


علي يرد لها الصاع صاعين، وضعها باختبار مع حالته، افترستها الغيرة بلا رأفة ونهشت قلبها، لم تجبه، تابع بغيظ:
- ما رأيته وسمعته شيء آخر يا زوجتي الحبيبة ليس له علاقة بالصداقة.

دافعت عن نفسها بثقة :
- علي.. الحقيقة مغايرة لظنونك .. أنت الذي قلت أن الماضي لا يعنيك.

أخذ يدعك جبينه وقد امتقع لون وجهه بشحوب :
- صحيح لا يعنيني ما حدث في الماضي .. الماضي أطياف، ولكن ما جرى قبل لحظات لا يدل على أنه جزء مضى .. كنتِ تحدثينه بطريقة تثير جنون أعقل العقلاء..


بقيت عاجزة أمام طوفان انفعالات عليّ الذي قال بعصبية:
- كدتِ تقولين أنكِ اشتقتِ إليه. ناسية وجودي!!.. قبل الاتصال كنتُ واثقاً أن حبكِ لي لا مثيل له في الدنيا كلها, وأني وحدي الذي سكن قلبكِ. لكن اكتشفت الآن وهمي الكبير.


ارتسمت على وجهها ملامح الارتياع ، هبت واقفة بذعر :
- وهمك الكبير!!.. سألتني يوماً في منزل يارا ما إذا كنتُ أحب باسل وأجبتك أنني فعلاً أحبه.


شد أنفاسه كمحاولة للسيطرة على نفسه من أي تصرف لا يحمد عقباه، شعر بحاجة مرعبة إلى أن يحطم شيئاً، غضبه بلغ مداه وأفزع أطياف التي ارتعشت من نظراته الحارقة وارتدت للخلف خطوة بلا وعي قائلة بنبرة لا تخلو من العتب:
- علي أرجوك لن نتشاجر في ليلة زفافنا .. لا تفعل .


بنبرة الواثق وبكلمات غير قابلة للجدال قال بحسم:
- لن نتشاجر فأنا الآن زوجك .. وعلاقتكِ بالمدعو رفيقك هذا ستنتهي من هذه اللحظة.


استفزها فاستقامت بوقفتها بصلابة تتحداه بعنفوان :
- لسـت سـيدي لتأمرني.


تقلصت عضلات وجهه مُصرّاً على موقفه وقد تفجرت عيناه شرراً :
- لن تحدثيه بعد الليلة .. أنا أمنعكِ .


حواسها اشتعلت كبرياءً، بقيت صامدة بكل شجاعتها :
- أنت لا تملكني لتمنعني.


أخذ الموقف يزداد تعقيداً واحتداماً ، حوارهما يخرج عن السيطرة، شحب لون علي عندما تفحصت عيناه بارتياب ملامحَ أطياف الجادة، مضت في عنادها تقدم له الألم شامخة الرأس:
- سأتحدث لباسل وألتقي به حال عودته من السفر.. إذا ظننت أنه من السهل التحكم بي فأنت مخطئٌ كثيراً لستُ سهلة الانقياد.


أجفل علي مذعوراً من قوة تحدي أطياف له.
- عواطفي لباسل ليست عادية لن أنفيها ولن أتنكر لها.


كاد ينفجر من ضعفه أمام حبها الذي انغرز في قلبه كخنجر مسموم، أحس بصدره يضيق وقد استنزفت أعصابه طاقته، اندفع إلى الشرفة باحثاً عن الهواء يداري ارتجاف أوصاله وحالة الغضب التي تكتنفه من نفسه الملتاعة المتيّمة .
حاول الاستعانة بألفاظها التي تدور في رأسه ليطفئ نار حبها المتأججة بأعماقه، ذلك الحب الذي يجعله يرتضي المهانة والذل.
أخذ يعيد تقييم الأمور واعياً لخطرٍ يهدد مصير علاقتهما إذا ما بقي معارضاً إرادتها.. منذ لقائه الأول أدرك أنه يحتاج إلى أكثر من ألف عام ليكشف خباياها.
أطياف أنثى استثنائية مجبولة بالكبرياء والاعتداد بالنفس.. أولم تبهره بغرورها واحتيالها بالكلمات.؟!




يتبع ...


دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس