عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-13, 05:47 PM   #2668

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
:jded:

الجزء الثاني





تناهى له وقع خطواتها تقترب منه ، وقفت وراءه، شعر بارتباكها، تغلغل صوتها بأعماقه.
- علي يجب أن تعرف أني ما كنتُ قبلتُ الزواج منك لو لم أحبك.



بسخرية مريرة قال دون أن يلتفت إليها :
- انتظرتُ طويلاً أن أسمع منك هذه الكلمة .. تريدين أن اقتنع بها ببساطة بعد كل الذي قلتِه؟



استدار نحوها واضعاً قناعاً من القسوة.
- هل تشك بحبي لك ؟

زمجر باستهزاء :
- حبكِ لي !!..

تهدج صوتها عندما باحت له بهدوء.
- ما أحببتُ غيرك يوماً .

هدر علي بصوت خشن :
- من تخدعين أطياف ؟..

عضت أطياف شفتيها تمنع صرختها عندما شد علي بقبضته القوية كتفيها وهو يزأر بحدة :
- أجيبي؟.. أخبريني الحقيقة لقد اكتفيت..



أحس بجسدها يجفل .. رأى دمعةَ ألمٍ عنيدة متحجرة في مقلتيها تأبى الانهمار، تلك الدمعة العصية جعلته ينتفض وكأنما أيقظته من حقده المدمر فندم على تصرفه ..
لم يكن يوماً رجلاً عنيفاً ضد الأنثى، ولطالما احتقر من يمارس هذا السلوك، أفلتها من بين يديه، وابتعد عن ذبذبات قربها، تهدج صوته مختنقاً:
- ما حدث بينكما في الماضي القريب آلمني بشدة لكني تجاوزته بحبي الكبير لكِ .. حبي الذي يعلو ويسمو عن أي شيء.

باحت بأنفاسها لاهثة :
- علـيّ .. أحب باسل لكن بشكل مختلف عما تفكر به .. حباً روحياً خالصاً كما لو كان أبي أو أخي.. حباً لا يجعلني ارتعش و.. واشعر بالدوار مثلما يحدث لي معك.



انقبضت يديه بعصبية، ضاقت عيناه المشتعلتان بلهيب ناري حارق قائلاً:
- قبلتِ الزواج منه .. كنت ِزوجته .

قالت مرهقة :
- لأنني معه أشعر بالاطمئنان بالراحة والأمان.

هتف بصوت ينبض بالألم:
- كفى .. كفى أطياف .

أغمض عينيه محاولاً ضبط أعصابه المشدودة إلى أقصى حد.
- أنتِ تعذبيني عندما تتحدثين عنه.



أطياف خشيت عليه، بخطًى وئيدة اقتربت منه متمتمة بنعومة واستحياء:
- لا يجب عليك ذلك فلم يحدث بيننا ما يعذبك.



ابتلع ريقه بصعوبة محاولاً استيعاب كلماتها. سؤال لاح في عينيه فباحت له تعترف بالسر الدفين.
- لم يحدث شيء ..

ارتسمت أمارات الحذر في وجه علي وعيناه تتأملانها بغموض:
- كيف لم يحدث شيء ؟؟.. هل تستهزئين بي ؟

أسبلت أهدابها هامسة :
- إنها الحقيقة.



اتسعت حدقتاه قبل أن تضيقا ، أرعد بقسوة :
- أي حقيقة أطياف ؟؟.. هل تعتبرينني غبياً إلى هذا الحد؟.. كنتِ حاملا منه وأجهضت الجنين .
أشهقت مفزوعة :
- من قال لك ذلك ؟..
- الأمر كان واضحاً أم نسيتِ كيف أغمي عليك بين ذراعي؟.. والتقينا بعدها بيومين صدفة بالطريق عندما كنتِ خارجة من عيادة الطبيب مع يارا التي أكدت أكثر من مرة حملك.. كما أني سمعت حوار أمي وأختي عن انهيارك ومعاناتك من فقر الدم.



بدت أطياف شاحبة كالأموات :
- يا إلهي أشعر الآن أنه سيغمى علي ... ذلك اليوم رافقت يارا لعمل صور أشعة لذراع نسيم المكسورة.. ولطالما عانيتُ من فقر الدم وهبوط ضغطي لقلة تناولي الطعام... فهمت الأمر خطأ.. لم أكن حاملا أبدا..



اعترفت بصوت حاسم يقطع أي أوهام تراوده :
- لم يلمسني رجل في حياتي ..

تسمّر علي جامداً بمكانه يتفرس في قسماتها:
- أطيـاف !!!!!!!!

أومأت برأسها إيجابا :
- صدق أو لا تصدق هذه الحقيقة.



قطب جبينه قائلاً بصوت بارد:
- لماذا آثرتِ الصمت ؟
- كنتُ أرغب أن أخبرك في الوقت المناسب.



ارتجفت وقد تخضب وجهها بالحمرة عندما رمقها علي بنظرة متمعنة يسألها بلوم:
- متى ؟؟.. ليلة زفافنا !..



ردت فعله أصابتها بخيبة موجعة لم تتوقع أن تكون بهذا الشكل، تمتمت بارتباك :
- ظننتُ ستكون مفاجأة مفرحة لك !!!

ابتسامة ساخرة لاحت فوق شفتيه قبل أن تختفي قائلاً بنبرة حزينة مليئة بالأسى:
- مفاجـأة مفرحـة !!.. هي بالفعل مفاجأة مفرحة لو أخبرتني بها من قبل لكنك تركتيني أعاني أمامك الغيرة والألم طوال الوقت .. الغيرة مرة.. ومرارتها مدمرة.. أخفيتِ عني حقيقة هامة متعمدة.. لا أصدق أطياف أن تفعلي بي كل ذلك.. مهما كانت دوافعك وغايتك لا يبرر استهتارك بعواطفي.. أردتِ أن تفاجئينني!!.. لو كنتِ تحبينني حقاً ما ارتضيتِ لي العذاب.



بوجه مكفهر ولهجة جافة قاسية بها رنة عذاب عميق أردف بوحشية:
- لقد استعملتِ مهارتك الفائقة بالاحتيال والمراوغة.. تحملتُ ألاعيبك حتى الثمالة وفاضت كأسي...



بحثت في ملامح وجهه العابس عن بارقة أمل، لكنه استدار مبتعداً عن يدها الممدودة لذراعه مولياً ظهره محدقاً في فضاء الليل. هتفت:
- يا إلهي .. علي ماذا يحدث؟؟.. سنحطم بعضنا .. كيف تحولت ليلة زفافنا إلى كابوس رهيب؟..



ضغطت بأصابعها على جبينها النابض بصداع مؤلم. عليٌّ الرجل الذي عرفته فائق الرقة والحنان بعواطفه بدا كصخر الصوان جامداً متعالياً:
- لا أصدق .. تشك بحبي لك !!.. لقد تحديتُ لأجلك الدنيا وبتُّ منبوذة من مجتمعي.. تمسكتُ بحبك وراهنتُ عليك بعمري كله وبعد كل هذا تشك بحبي لك!.



وقفت أطياف محنية الأكتاف متمتمة بإعياء شديد:
- علي.. لا معنى لأن نكون معاً ولا نملك قدرة التفاهم؟.. هكذا لن ننجح بزواجنا.. أنظر ماذا فعل كل منا أمام أول خلاف بيننا.. لا نستطيع الاستمرار وسط تحديات كثيرة تنتظرنا بالمستقبل ما دمنا نتجادل ولا نتحاور بعقلانية..



تأرجحت أطياف بوقفتها، علاقتها بعليّ اكتظت بسوء الفهم والتفاهم فوقفا كغريبين عن الحب .. بصوت مرهق غمغمَت:
- يبدو أننا أمام مفترق طريق!..



لم يتكلم ، لم يتحرك، تركها غارقة بالتكهنات والهلوسات، لسعتها البرودة واخترقت عظامها، شعرت بثقل فستان الزفاف الذي تهدّل وفقد رونقه.. بدا الليل مظلم السواد بلا نجوم.. صمت رهيب مربك..



همست بنبرة ناعسة مستسلمة تثير الشفقة:
- لطالما أتقنتُ فن التأقلم, وخصوصاً مع ما لا يطاق, لكني الآن لم أعد اكترث لشيء.. تعبت .. تعبت ولم أعد أحتمل المقاومة.. أريد أن أنام.. يا ليتني أنام إلى الأبد.. جاهزة لاستقبال الموت.



اختلجت عينا علي من الصدمة وتقلصت أصابعه فشعر بخاتم الزواج الذي يحيط أصبعه، خاتم نقش عليه اسم محبوبته...



اتكأت أطياف على أقرب مقعد في الشرفة متسائلة في نفسها إذا كان من الأفضل أن تنزلق في غيبوبة كاملة على مواجهة واقع قتل حبهما..





نهاية الفصل الثاني والعشرين



لا تجعلوني انتظر طويلاً رأيكم وتعليقاتكم

فأنا انتظرها بشوق وشغف
دمتم في حفظ الله ورعايته


دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس