عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-13, 12:29 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع عشر




أتجه الى غرفة امه ويطرق الباب بهدوء ويدلف الى الداخل
__ هل نمتى امي ؟
__ لا حبيبي تفضل
تقدم اليها وقبل يدها وراسها
__ اجلس ياسين اريد محادثتك
__ نعم امي كلي اذان مصغيه
__ ارى انك سعيد
ابتسم :نعم المقابلة كانت جيده
__ الا تنوى ان تفرح قلبي بزواجك
اتسعت ابتسامته : قريب امي ان شاء الله
نظرت اليه بدهشه ممزوجة بفرح : حقا ياسين ، متى؟
ضحك بخفه : عندما استقر على العروس سآتي اليك واقول لك اريد ان تخطبي لي امي
__ حسنا سأتركك لتنتقي عروسك بنفسك وتعلم دائما انه يوم المنى لي يوم ان اخطب لك
هز راسه بسعادة : نعم امي اعلم ، ها ما الموضوع الذى تريدين به؟
__ ما رايك في العائلة التي التقينا بها في فرح ساره
__ ايهم ؟
__ عائلة المهندس عمر
__ اه ، انهم عائله محترمه ومرموقة اجتماعيا ، انهما احفاد اللواء اسماعيل عبد الرحمن صديق بي ، تتذكريه ؟
__ اه طبعا اتذكره
__ انه جدهما من الام
__ ان نهى وعمرو اشدا بهما ايضا وعمرو اشاد ايضا باهل خطيبة عمر
__ اه ، لما تسألي امي؟
__ اريد ان اخطب نور ليوسف
فتح عينيه من الصدمة وتحشرج صوته: ماذا تقولي أمي ؟
__ الم تسمعني ؟
اريد ان اخطب نور ليوسف ، لقد شعرت انه يعاملها بطريقه مختلفة عن الاخريات من الممكن انه يحبها فهي كانت زميله له في الجامعة وكانا يحبا بعضهما ، فهو اصر ان اتعرف عليها وعلى عائلتها ولا تنسى اصراره على الحصول على باقة الورود واهداءها لها غير ان سنهما متقارب واكيد متفاهمين فهما زميلان في الدراسة والعمل
امتقع وجه وهو يتذكر كلام يوسف عنها وطريقة معاملته لها ورنت كلماته منذ قليل عن العمل والشركة حينها ضحك عليه لم يثمن كلماته ولم يعطها اهميه الان يفهمها انه مشتاق لنور سيعيد بالعمل لأنه سيراها
نبهته امه : ياسين انت لا تسمعني
رمش بعينيه وهو يرسم على شفتيه ابتسامه باهته :معك امي ، انا معك
__ حسنا ما رايك؟
رد بهدوء وتعب: لا اعرف أمي، افعلي ما يحلو لكي

قام لينصرف الى غرفته بخطوات ثقيلة وهو يشعر ان قلبه هوى بين رجليه فزادهم ثقلا كان يشعر منذ قليل انه يحلق في سماء السعادة ليصحو من حلمه ويرتطم بارض الواقع المرير ، لا يستطيع ان يكسر قلب اخيه او يسرق سعادته وحبه القديم
كلمات امه ترن بإذنيه لتزيده الما وتجعله يعيش في كابوس جديد ، ولكنه كابوس من ارض الواقع سيضطر للتعامل معه كل يوم وهو يرى نظرات الحب بينها وبين اخيه ، في تصرفات اخيه ومعاملته لها ، في ابتسامتها الدافئة وضحكتها مع اخية ،كيف سيتعامل معها بعد ان تصبح ملكا لأخيه قلبا وعقلا وجسدا
رمى جسد على الفراش بإهمال بعد ان انهكه تفكيره وهو يشعر بتعب شديد انه يشعر بقلبه يشتعل وجوفه النيران تعبث به لتزيده سقما ، يريد ان يصرخ ولكنه لا يستطيع ان يفعل أي شيء متعب ومنهك للنخاع وامامه ليالي كثيره يقضيها جسد بلا روح في كابوس من ارض الواقع




******************************************






جالسه في حديقة منزلها امام حوض زهورها المفضل في جو ربيعي ، نسمات الهواء تتخلل شعرها تجعله يتطاير حول وجهها ، رات احدى الفراشات تطير حولها مظهرها خلاب هب الهواء مرة اخرى جعل شعرها يطير اكثر ويجعلها تحرك راسها في سعادة واستمتاع ، فالجو جميل والهواء عليل
هب الهواء مرة اخرى بقوة اكبر محملا بالأتربة فأغمضت عينيها لتفتحها وتجد السماء تحولت الى اللون الاحمر والفراشة الطائرة احترقت امامها مما ادى الى انزعاجها واضطرابها فهذا التحول المفاجئ اخافها حولت نظرها الى حوض الورود فرات الفراشة المحترقة تسقط به لتضرم فيه النيران وتتركه مشتعلا هو الاخر ، هبت واقفه والخوف بعينيها غير قادرة على الصراخ دارت بصرها الى الحديقة لتجد النيران تعبث بجوانبها ركضت هاربه من النيران التي تلم ما حولها لتتعثر وتسقط بصرخة مدويه
__ نور ،نور ما بك؟
فتحت عينها بصعوبة لتجد عمر جالس على ركبتيه ارضا بجانبها ، نظرت حولها خائفة لتجد نفسها على ارضية غرفتها وعمر ينظر اليها والخوف يطل من عينيه
بت على خدها بخفه : نور أنت بخير
هزت راسها بنعم
__نور أرجوك اجبيني ، ما بك ؟ لم كنتي تصرخين
ردت بصعوبة : لا شيء ، مجرد حلم لا اكثر ولا اقل
نظر اليها محاولا الدخول الى راسها ليتنهد قائلا : اذن ، قومي ستتأخرين على عملك
__ حسنا
قامت بصعوبة من الارض وهى تشعر بانزعاج من حلمها ، فهي لا تستطيع تفسيره ولكن رؤية حديقة منزلها جعلتها تشعر بالخوف على اخيها الوحيد و سدنها و المتبقي من عائلتها
رن المنبه بإزعاج ليجعلها تنتبه الى الوقت فقامت لتجهز وتذهب الى العمل



*************************************************




استيقظ على صوت امه وهى تناديه
__ ياسين افق بنى ، ان الساعة تجاوزت الثامنة
فتح عينيه وهو لا يستطيع الرؤية: أمي
__ نعم حبيبي، استيقظ ستتأخر على الشركة
لا يستطيع الوقوف انه نام البارحة بعد الفجر، بعدما تعب من كثرة التفكير
سالته امه : لم نمت بملابسك؟
تذكر ملابسه فلم يستطع ان يقوم من مكانه ليغير ملابسه ويرتدى احدى مناماته ليتنهد بضيق : لا شيء أمي
__ هل انت متعب ياسين ؟
__ لا امي ، شكرا لكى لإيقاظي
عرفت من لهجته انه يريد الاختلاء بنفسه، فقامت لتنصرف بهدوء
وقفت على باب الغرفة :ياسين انا انتظرك لتتناول معي الفطور
__ لا أمي ، لن استطيع تناول الفطور فقد تأخرت بما فيه الكفاية اليوم ، سأرتدى ملابسي واذهب الى الشركة على الفور
هزت راسها وهى تخرج من الغرفة ، لقد تأكدت انه ليس على ما يرام فهو مختلف عن البارحة كليا ، شعرت بالخوف عليه وفكرت في الاستعانة بنهى فهي اقربهم اليه ومن تستطيع الكلام معه ومعرفة ما به



تنهد بتعب بعد خروج امه من الغرفة وجر نفسه من الفراش ليقف امام المرآه ليرى ملابسه التي انتقاها البارحة بعنايه شديدة ، لتندفع الاحداث في ذاكرته كالشلال ، نفض راسه من الافكار ليحاول السيطرة على مشاعره ، وهو يؤكد لنفسه انها لا تناسبه فهي حب اخيه وهو لن يستطيع كسر قلب اخيه



*******************************************




بعد ان اوصلها عمر الى الشركة صعدت درجات السلم بهدوء لم تستخدم المصعد فهي تحاول تفريغ شحنة التوتر المسيطر عليها من الحلم المزعج الذى تعرضت له
دخلت الى المكتب بهدوء لتستقبلها سناء باسمه
__ صباح الخير نور، كيف حالك ؟
ردت بهدوء :صباح النور ، بخير الحمد لله
__ نور ما بك ؟ وجهك واضح عليه الشحوب
__ لم انم جدا
__ آها اذن سأوصى لكى بكوب من القهوة لتبدأ يومك
اخذت تفكر في معنى الحلم الى ان رات يوسف بوجه الضاحك واقف مستند على الباب بكتفه
__ صباح الخير على نور الشمس الساطع
ابتسمت بتوتر: صباح الخير يوسف
تقدم الى الداخل : ما بكى؟ وجهك شاحب كالأموات
__ لا شيء ولكنى متعبه قليلا
__ تريدين أي مساعدة
__لا اشكرك
__ ابتسم بهدوء : نور انت غاضبه منى اليس كذلك؟
__ لا لم تقل ذلك؟
اتسعت ابتسامته : لأنكى تجيبيني من بين اسنانك
__ يوسف انا متعبه ولا قدرة لي على النقاش
تقدم ليجلس على الكرسي الموضوع امام مكتبها : اذن انت بالفعل غاضبه
__ لن استطيع التخلص منك اليس كذلك؟
رد بهزه من راسه وابتسامته تزداد : هيا قولي لما انت غاضبه؟
__ انا لست غاضبه ولكنى مستاءه منك ، فانت لم تخبرني انك اخ المهندس ياسين
ضحك : لم اريد ان تتعاملي معي بطريقة مختلفة وتتخذي منى موقفا اذا علمتي انني من اصحاب الشركة
رددت بذهول : اصحاب الشركة
__ نعم انها شركة والدنا رحمة الله عليه
__ رحمة الله عليه ، اذن يا استاذ لما لا تشغل منصبا اداريا مرموقا
__ لان اخي العزيز يؤمن بارتقاء السلم درجة درجة
ابتسمت بإعجاب فهي تكتشف صفه جديدة مميزة في ياسين تجعلها ان تشعر بانه فريد من نوعه
__ ها الا زلت غاضبة؟
__قلت لك من قبل انا لست غاضبه
ضحك : حسنا يا انسه لست غاضبه كرر كلمته مقلدا صوتها
ضحكت على مزحته :اليس لديك عمل تقوم به ؟
__ اه انت تطرديني
__ لا لكنى متعجبة من تسكعك هنا وهناك
__ ان اخى العزيز لم يأتي بعد ، تصوري منذ بداية عمله لم يتأخر ولا مرة عن موعده
سالته بلهفه : اهو مريض؟ كان البارحة على ما يرام
نظر لها بدهشه وقال مبتسما : البارحة ، اين رايته البارحة؟
__ اه نعم كان عندنا بالمنزل كان يتفق مع عمر على عمل او شيء من هذا القبيل ،وتناولنا العشاء معا
رفع حاجبيه مدهوشا فهو اخر مكان كان يتوقع عودة اخيه منه مفعم بهذه الكميه من السعادة ليتذكر المشهد الذى راه في حفل الزفاف بينه وبين نور عندما كانت امه تسلم على السيدة خالده لتتسع ابتسامته وهو يعلم من الذى سرقت قلب اخية
دخلت سناء وهى حاملة لأكواب القهوة
__لقد جئت بالقهوة
لتردف :اهلا اهلا بالعضو الخاص بمكتب مديرنا العظيم
ضحك بصوت عال : اهلا بكى مدام سناء
__ ماذا تفعل هنا ؟
مد يده ليأخذ احدى الاكواب : لي نصيب بهذه القهوة
ليردف بأدب : شكرا لكي يا استاذه سناء على منحتك الجميلة جاءت في وقتها
ضحكت سناء : حسنا اذهب الى مكتبك الان حتى لا يأتي السيد عبد العزيز ويحيل نهارنا جحيما
وضعت الكوب الاخر امام نور لترفع لها راسها : و انت سناء
__ لا تقلقي سأقول لعم صابر ان يأتيني بكوب اخر بدلا من الكوب الذى استولى عليه يوسف بك
جلجلت ضحكته في الكتب ليقل وهو يقلد صوت يوسف وهبي: هل تشبهيني بيوسف بك وهبي
ضحكت نور على اثر ما قاله ليفاجئوا به واقف امامهم بطوله الفارع والضيق ظاهر على ملامحه




************************************************** ****





دخل الى مقر الشركة و ركب المصعد وعند اول توقف له خرج منه شارد الذهن فهو يفكر مليا فيما سيحدث وكيف سيكون موقفه من التي ستصبح زوجة اخية ،رنت الكلمة في راسه ليشعر بقلبه يتمزق سيخبر امه انه يحبها لن يستطيع فهو لن يسمح بكسر قلب اخيه حتى لو مات من الالمه
افاق من شروده على صوت يوسف الضاحك وضحكتها الجميلة تنطلق من احدى المكاتب ليكتشف انه في طابق الشئون القانونية شعر بان راسه ستنفجر والصداع يخيم عليه عند رؤية يوسف يتوسط المكان وهى تتكلم معه وتضحك على ما يقوله بعذوبه وجمال
لتصمت عند رؤيته وتقف باضطراب

نظر لها مطولا ، فهو يودعها يودع حلمه الذى مات وليدا
نقل عيناه الى اخيه ليقول بهدوء : ماذا تفعل هنا يوسف؟
تنحنح يوسف فوجهه لا يبشر بالخير ويظهر عليه الارهاق : لا شيء ، سأذهب الى مكتبي الان
التفت الى سناء : اين السيد عبدالعزيز ؟
__ نظرت الى ساعتها لتجدها تجاوزت التاسعة تلعثمت : انه لم يأت الى الان؟
رفع حاجبه: سأذهب لأسال السكرتيرة
خرجت من الغرفة مسرعة
لينقل نظره الى يوسف ليخرج هو الاخر من الغرفة متجها الى مكتبه



واقفه خلف مكتبها منتظرة ان يكلمها الى ان شعرت بنظراته تحرقها لترفع عينيها اليه مستفسرة لترتعد من نظراته لم تكن دافئة كما توقعت وكما راتها قبل ذلك البارحة او في السيارة بل كانت باردة قاتمه وتشوبها الكثير من الحزن
راعها التعب الواضح عليه لتقول له برقتها المعهودة : تفضل اجلس الى ان تأتى الاستاذة سناء


انتبه انها تكلمه ليضيق عيناه فلم يستمع الى ما قالته ليقول بحده: ماذا تقولي ؟
تلعثمت وهى تعيد ما قالته: تفضل بالجلوس الى ان تأتى السيدة سناء
نطق باقتضاب : شكرا لا اريد الجلوس
نظر اليها نظرة اخيرة ليوليها ظهرة ويغادر الغرفة تاركها في حيرة من امرها

**********************************************

غادر مسرعا وهو في عاصفة مشاعر متضاربة لا يستطيع الابتعاد عنها ولا يستطيع الاقتراب منها
فهي اصبحت كالتفاحة المحرمة يشتهيها ولا يستطيع تذوقها ، اراد ان يعود لها فهي احتلت كيانه وتفكيره
تنهد ليوبخ نفسه على طريقة معاملته لأخية ، فهو لم يستطع السيطرة على الغيرة وهى تنهشه عند رؤيته بقربها
تمنى ان يكون في مكان اخيه ليتكلم معها وتضحك على نكاته ولكن من الظاهر أنها امنية صعبة المنال


دخل الى مكتبه دون القاء التحية على السيدة عبير
رفعت عيناها والدهشة ترتسم على وجهها لتلفت الى يوسف
__ ما به ؟ لماذا غاضب؟
ابتسم بهدوء: لا اعلم ، انه كان يسال عن السيد عبدالعزيز
تمتمت بخوف : ربنا يستر
اتاها صوته جافا امرا من جهاز الاستدعاء
__ اطلبي السيد عبد العزيز ليأتيني حالا ، وابلغي الاستاذ يوسف انى اريده
__ سيدى البريد هل اتى به اليك؟
__ ليس الان
رفعت عينيها ليهز راسه موافقا ليتقدم الى مكتب ياسين وهى تردد : ربنا يستر



*******************




رفع نظره الى اخاه و قال امرا بحده : اجلس
نفذ يوسف الامر على الفور ليكمل ياسين : الم اقل لك من قبل ان تدع مشاعرك جانبا ووقت العمل اعطيه بأكمله الى عملك ؟
نظر اليه يوسف بتعجب وعقد حاجبيه بتفكير وردد كلمته : مشاعري ، عفوا لا افهم ، ما الذى تقصده؟
نظر له نظرة ثاقبه : يوسف ، لن اكرر كلامي مرة اخرى لا اريد رؤيتك تتسكع هنا وهناك
قال الجملة الاخيرة وهو يشير الية بيده في انحاء الغرفة
اجلس بمكتبك والتزم بعملك، مفهوم
ردد يوسف بهدوء: مفهوم
__ ستذهب الان للاتفاق على مناقصة بناء المجمع التجاري مع المهندس طارق والسيد عبد العزيز
يوسف اريدك انت من تضع العقود فالسيد عبد العزيز سيكون الى جانبك فقط ، وخذ حذرك فانا غير مستريح لهذا العمل
__ حاضر ياسين ، لا تقلق
نظر له مؤنبا ليرد بهدوء :حاضر يا استاذ ياسين
أي اوامر اخرى
__ لا تستطيع الانصراف

اتاه صوت السيدة عبير : المهندس طارق سيدى
__ سيقابله الاستاذ يوسف
نادى اخاه : يوسف فلتقابله انت
__ حسنا ، بعد اذنك



************************************************** **


واقفه في مكانها متسمرة لا تستطيع الحركة مشتتة الذهن محتارة من امرها تحدث نفسها : ماذا حدث له؟
حدسها ينبئها بشيء حدث معه ولكنها لا تعلم ما هو
دخلت سناء و اخذت تتكلم معها و هي لا ترد عليها نظراتها مثبته مكان وقفته
هزتها سناء بخفة : نور ما بكى ؟ انا اكلمك
انتبهت لترمش بعينيها اكثر من مرة : اسفة سناء ، ماذا تقولين ؟ لم اسمعك
__ السيد عبد العزيز لم يأت الى الان ،وانا لا اعرف ماذا افعل ، فهذا المهندس الصغير كالديك الرومي المعتد بنفسه ماذا سيفعل اذا علم ؟
__ اين السكرتيرة؟
__ غير موجوده هي الاخرى
__ ابلغي مكتبه بان السيد عبد العزيز لم يأت بعد
انتهت من جملتها لترى السيد عبد العزيز بالردهة خارج المكتب لتهتف لسناء الممسكة بالهاتف
__ لقد وصل السيد عبد العزيز
وقفت سناء لتخرج اليه : سيدى المهندس ياسين سال عليك
تقدم السيد عبد العزيز الي داخل المكتب
__ صباح الخير يا سيدى
ضحك بخفة : صباح النور يا نور ، هل أنهيت العقود التي طلبتها منك يوم الخميس
__ انهيتها سيدى ، ولكن يوجد جزء صغير خاص بالمواصفات سيادتك قلت انه لابد من اخذ رأى المهندس ياسين به
__ حسنا احضري العقود واتبعيني
__ حاضر سيدى



حضرت العقود وسارت برفقة السيد عبد العزيز الى مكتبه القابع بالدور العلوي وهى تتناقش معه في بنود العقد
تقدمها السيد عبدالعزيز ليحي السيدة عبير
__ صباح الخير عبير ،كيف حالك اليوم ؟
__ صباح النور يا استاذ ،اين انت ؟ انه يبحث عنك ، انا بخير الحمد لله ولكنه ليس على ما يرام
فهو غاضب و وجهه متجهم ولا اعرف ما به
تنهد السيد عبد العزيز : اشكرك لإبلاغي
واقفه نور بينهما مندهشة من الحديث الدائر وهى تفكر اذن هو غاضب من الجميع ليس هي بالتحديد
انتبهت اليها عبير: اهلا بكى ،من انت؟
اجابها الاستاذ عبد العزيز : انها الأستاذة نور محامية لدينا بالإدارة ، السيدة عبير مديرة مكتب المهندس ياسين والسكرتيرة الخاصة به ايضا
__ اهلا وسهلا نورتي الشركة
ابتسمت نور: اهلا بكى سعيدة بمعرفتك والشركة منورة باهلها
__ عبير أيوجد اح بالداخل ؟
__ لا
__ حسنا ، من فضلك ابحثي عن المهندس طارق هو ويوسف وابلغيهم اننى اريدهم هنا
__ انهما هنا بالفعل عند الاستاذ يوسف
__ حسنا سأنتظرهما بالداخل
هزت راسها بنعم ليلتفت الى نور: هيا بنيتي




************************************************** **




جالس على مكتبه لا يستطيع التركيز و يشعر بالشياطين تقفز امام عينية فمزاجه مقفول والصداع يسبب له الجنون
اتاه صوت السيدة عبير :السيد عبد العزيز سيدى
__ دعيه تفضل
تحامل على نفسه و وقف منتصبا ليستقبل هذا الشخص العزيز على قلبه و يرحب به


دخل السيد عبد العزيز و نور من خلفه ولكنه لم يلاحظها لصغر قامتها المخفاة وراء بنية جسد السيد عبد العزيز
صافح السيد عبد العزيز بود ملحوظ وقال بلهجة هادئة : تفضل يا أستاذي
__ كيف حال مديرنا الصغير
ضحك بهدوء حدثت نفسها انها ضحكة فاترة لم تشعر بها ولم تمس حواسها ليس كضحكته الرائعة التي رنت بمنزلها
__بخير تفضل
التفت اليها السيد عبد العزيز : تفضلي بنيتي



رفع عينيه بسرعة ليرى من التي يكلمها السيد عبد العزيز ليفاجئ بحضورها الذى يجتاح كيانه واقفة بجوار الباب
بهدوء ورقة مذيبه لمشاعره
__ الاستاذة نور هي من وضعت العقود وقلت من الافضل ان هي من تقوم بمناقشتها وتفسيرها لك
هوى جالسا على كرسيه فلم يستطع هذه المرة السيطرة على اعصابه فان كابوسه بدا للتو
رد وهو يحاول السيطرة على نفسه و صوته لتخرج كلماته مبعثرة : اه بالطبع ، بالتأكيد ، تفضلي قالها بنبرة منخفضة
تقدمت الى داخل المكتب
ليفاجئ بدخول يوسف وطارق خلفها ليشب الحريق في جوفه وتستعر النيران في صدرة فلن يستطيع التعامل الان مع مواقفها هي ويوسف
سلم كلا منهما على السيد عبد العزيز وياسين ليلتفت اليها طارق وهو يمد يده اليها
__ اهلا بكى انا المهندس طارق هل انت عملية لدى شركتنا؟
رد السيد عبد العزيز بضيق واضح : الاستاذة نور ، محامية بالشئون القانونية
رفع حاجباه بإعجاب: حقا
ادار عيناه عليها من راسها الى اخمص قدميها بتفحص : ان مستواكم في اختيار وتعيين الموظفات ارتقى الى اعلى الدرجات
نظرت الية في حدة لتتجاهل يده المدودة لها ليردف :تشرفت بمعرفتك نور
رفعت اليه حاجبها الايمن في غضب من طريقته في تأملها لتتكلم من بين اسنانها : الاستاذة نور من فضلك
كتم يوسف ضحكته فملامح ياسين لا تبشر بالخير وتعلن عن انفجار بركاني قريب
اتاهم صوته حادا امرا : اجلس انت وهو بالخارج الى ان اناقش هذه العقود مع الاستاذ عبد العزيز
قاطعه السيد عبد العزيز :لابد من وجودهما فالمهندس طارق هو من سيباشر امر المناقصة والاستاذ يوسف سيستلم العقود وسيباشرها
زفر بضيق فهو لا يحتمل وجودها بجانب اخاه حتى يأتي هذا الطارق ويغازلها علنيا امام عيناه
وافق على مضض حتى لا يلفت انتباههم
__ حسنا لنجلس الى الطاولة
اسرع طارق ليقدم الكرسي الى نور لتشعر بغضب عارم يجتاحها من وقاحته و تنظر اليه غاضبة
السيد عبد العزيز : تعالى بنيتي اجلسي بجانبي
تجاوزته لتجلس بجانب السيد عبد العزيز ليكتم يوسف ضحكته مرة اخرى ويجلس بالكرسي الذى يمسك به طارق ويقول هازئا: اشكرك طارق على تهذيبك واخلاقك الراقية
ضرب ياسين يده على الطاولة بحدة ويقول بصوت هادر: الن ننتهى من لعب الاطفال هذا ، اجلسا
ارتعدت نور من غضبة الكاسح ووجه المنتفخ من الغضب ،وكادت ان تضحك على وجهيهما وهما مرتعبان منه
خيم الصمت على الغرفة ليسيطر على اعصابه قليلا : تفضل يا أستاذي
التفت اليها عبد العزيز : تفضلي يا نور اشرحي العقد وبنوده
بدأت نور في الكلام بصوتها الجميل الهادئ في شرح العقود بمنطقيه وذكاء وهو ينظر اليها متعجبا ومبهورا بها
بدا يوسف يتناقش معها في بعض البنود باحترافية ومهنية بحته ليتوصلا الى بعض البنود الجديدة واخيرا الى شكل جديد من العقود ليهتف السيد عبد العزيز : هذا نموذج ممتاز نستطيع العمل به الان ولاحقا ايضا ، ما رايك ياسين؟
__ انه ممتاز بالفعل
عبد العزيز : هل الممت بالمواصفات المطلوبة طارق
__ نعم بالطبع
__ اذن فلنتفضل نحن
قام من مكانه هو ونور ليساله ياسين : الن تذهب معهما أستاذي
__ لا ان الاستاذ يوسف لا يحتاجني معه فسيصل الى اتفاق افضل من اتفاقي معهم
هز راسه متفهما وواثقا ايضا من اخاه فمناقشته مع نور اثبتت اليه تفوق اخية وانه يستطيع الاعتماد عليه
لملمت اوراقها لتجهز بالانصراف
اقترب منها يوسف : العقود ممتازة نور ، انت بارعه حقا
ابتسمت بهدوء : شكرا لك ، سأذهب الى مكتبي
__ حسنا اعدى العقود الجديدة واتى بها الى المهندس ياسين ليمضيها
__ حاضر همت بالانصراف
ليعترض طريقها : الن تسلمي على ؟
نظرت الية باشمئزاز واستياء واضح لتتخطى جسده وتنصرف مسرعة من الغرفة


انفجر ضاحكا فلم يستطع هذه المرة التماسك ابتسم السيد عبد العزيز برضى : سأنصرف انا ياسين
غادر الغرفة ليتبقى هو معهما ، لا يطيق النظر اليهما سواء اخيه او طارق و خصوصا هذا الاخير فهو يشعر بانه يريد الانتقام منه على وقاحته معها ومغازلته لها امامه



هتف طارق مبهورا :من هذه الحسناء ، انت تعرفها يوسف اليس كذلك؟
ضحك يوسف : نعم انها زميلتي من ايام الجامعة والان تعمل بالشركة
__ لقد لاحظت انها تعمل معنا بالشركة ، اريد ان اعرف من هي؟
رد بهدوء والابتسامة ترتسم على شفتيه : انها ليست من نوعك المفضل
ابتسم بثقة : سأكون انا من نوعها المفضل




يراقب حديثهما الدائر وهو يشعر بحرارته تزيد وعقله يصل الى درجة الغليان الى ان استمع الى جملة طارق الاخيرة المملؤة بالثقة لم يستطع الصمت اكثر من ذلك ليقول بغضب : طارق ، لن اسمح لك بممارسة اسلوبك هذا بالشركة
التزم حدود الادب من فضلك
__ ياسين الم تراها ؟ انها جميلة جدا ، لا استطيع منع نفسى من الاقتراب منها
ضم كفيه بغضب وهو يكتم غضبة ، انتظر ان يهب يوسف في وجه طارق ويمنعه من هذا الحديث ليجد ابتسامة يوسف
الدائمة مرسومة على شفتيه وينطق في هدوء: لن تسمح لك هي بالاقتراب، فلا تحرج نفسك معها
كاد ان يجن من اخيه وبروده فهو يكاد ان يقتل طارق وهو يرد علية بهدوء وابتسامة وكان الامر لا يعنيه
نطق بصعوبة : خلا ص ،انتهينا من هذا الموضوع
طارق لا تدعني احذرك ثانية ، هيا اذهبا حتى لا تتأخرا على الموعد
__ حسنا ، سأعود لأعلمك بما حدث
__ حسنا سأنتظرك




انصرفا ليتركاه في حيرة من امره يفكر فيما حدث امامه وهدوء يوسف العجيب وبرودة لم يلاحظ على وجهه أي معالم للغضب من طارق او أيا من ملامح الغيرة التي تؤجج صدرة ، أمعقول انه لا يحبها واستنتاج امه خاطئ
استعاد الحديث الذى دار بينه وبين امه البارحة لم تأتى على ذكر انها رغبة يوسف فكر قليلا
ليمسك الهاتف بسرعة ويتصل بأمه: السلام عليكم
__ وعليكم السلام حبيبي، كيف حالك ؟ لم يعجبني حالك في الصباح
__ انا بخير الحمد لله ، أمي اريد سؤالك عن موضوع خطبة يوسف
__ تفضل ما به ؟
__ سأقابل عمر واريد ان اعلم هل يوسف تكلم معك بهذا الشأن لاتفق مع عمر
__لا ياسين فانا سأتكلم مع اخاك اولا و لكنني انتظر الوقت المناسب
__ اذن يوسف لم يقل لكى انه يريد ان يخطب نور
__ لا
__ حسنا أمي سأتكلم انا معه
اغلق الهاتف مع والدته وهو يعتزم ان يفاتح اخاه في الموضوع ليتأكد من موقفه حيال نور وهل هي تهمه ام لا



************************************************** ********** *


دخلت الى مكتبها كعاصفة هوجاء تجتاح كل ما في طريقها
سالتها سناء : ما بكي ؟ لما انت غاضبة؟
__ انسان وقح
رفعت حاجبيها بدهشة وسالت باستنكار : من ؟المهندس ياسين
ردت على الفور : لا طبعا ، بل هذا المدعو طارق
ضحكت سناء ضحكة طويلة لتنظر اليها مندهشة
قالت بضيق : ما الذى يضحكك ؟
ردت والضحك يتخلل صوتها : انت التقيت بطارق
__ نعم ما المضحك في لقائي به
__ لا يوجد شيء مضحك في لقائك بك ، ولكنى اضحك لمعرفتي بسبب غضبك
__ نعم ، ماذا تقصدي ؟
__اقصد انه وقح بالفعل وخذي حذرك منه ،فهو لا يكل بسهولة و خصوصا من الجميلات امثالك
تعجبت من تحذير سناء ، نفخت بضيق فما كان ينقصها الا هذا الطارق لتبدا بإعداد العقود الجديدة



*************************************************
تتجول هي وبسنت في احدى الاسواق ليرن هاتفها بنغمته المميزة لتبتسم بسعادة
ردت ليأتيها صوته مليء بالحب والشوق : السلام عليكي حبيبتي كيف حالك؟ ماذا تفعلين؟
ردت مبتسمه : وعليكم السلام ،انا بخير الحمد لله ، اتجول في الاسواق لشراء الجهاز
__ حسنا حبيبتي سامر عليك في الثامنة مساءا استعدى لننزل لشراء الشبكة
قالت بدلال: سأنتظرك
__ علياء حبيبتي
احمرت خجلا لتشعر بخجلها بسنت وتبتعد قليلا ، قالت هامسة : نعم
اجابها برقة : وحشتيني
تلعثمت لتقول : وانت ايضا
رد بخبث : انا ماذا
قالت بصوت منخفض : وحشتني
ضحك بسعادة: بحبك
ارتبكت: سأنتظرك لا تتأخر
__ لا استطيع ان أتأخر حبيبتي ، سلام
اغلقت الهاتف لتجد بسنت تنظر اليها مبتسمة تأبطت ذراعها : ارى انكي اصلحت الامور بينكما
__ نعم ، نفذت نصيحتك
__ ربنا يتمم لكم بالخير ولا تأخذي منه موقفا بعد ذلك الا ان تتأكدي مما سمعتيه
__ ان شاء الله سأفعل
__ هيا لنكمل تسوقنا



************************************************** *********


جالسة على مكتبها منهمكة في اعداد النسخة الجديدة من العقود ليدخل عليها السيد عبد العزيز
__ ها يا استاذة هل انتهيت ؟
__ نعم سيدي
اخذ النسخة من بين يديها : حسنا ،هذا جيد ،من فضلك اذهبي بها الى ياسين ليمضيها ثم اتيني بها
هزت راسها موافقة لتأخذ الاوراق وتمضى الى مكتبه وهي تفكر في احواله المتقلبة واختلافه الجلي عن الشخص الذى تعامل معها برقة وتهذيب رائع قررت ان تساله عن سبب تغيره فهو كما قال لها من قبل من المفترض انهما صديقين
اذن ستتصرف على هذا النحو ، حدثت نفسها الا تكون متطفلة عليه في هذا الوضع
رد عقلها سريعا لا ابدا سأتعامل معه كما اتعامل مع يوسف او عمر او حتى علياء
سالت نفسها مرة اخرى لما هي مهتمة به وبأحواله
لترد سريعا انه صديقي وانا من طبيعتي ان اهتم بأصدقائي وذكرت نفسها انه من سعى لصداقتها فلا يوجد شيء مخجل عند سؤالها عن احواله
اكتشفت انها تخطت غرفة مكتبه لتعود اليها مرة اخرى
دخلت الى مكتب السيدة عبير لتجده فارغا وقفت قليلا تسال نفسها :ماذا تفعل الان ؟
ما الضرر سأطرق الباب وادخل انا اتية بأوراق مهمة اريد امضائها
طرقت الباب بهدوء لم تجد ردا لتطرق بقبضات اكثر قوة ، لا يوجد رد
تنهدت بترقب لتطرق الباب طرقات سريعة وتفتح الباب لتطل بعينيها الى الداخل لتتأكد من عدم وجوده
لكنها وجدته جالس على كرسيه الوثير وظهره الى الباب ووجهه الى النافذة كانه ينظر منها الا انها تأكدت من شروده
عندما خطت الى الداخل ولم يشعر بها
تنحنحت بقوة لتتكلم من بعدها بصوت عال : ياسين
التفت وهو جالس بقوة على صوتها حتى كاد ان يقع ارضا ليتمالك نفسه ويتمسك بالمكتب بقوة وينظر اليها في حدة





جالس بهدوء يفكر كيف سيفاتح اخاه في موضوع الخطبة ، وماذا يفعل اذا كان يوسف بالفعل يريد ان يتزوجها
انزعج من الفكرة بشدة لدرجة شعر ان دماؤه تفور و تغلى وعقلة سيصبح عجينه لينه من كثرة التفكير
لم يستطع العمل اليوم ففكره مشغول بها فهي النور الذى اضاء حياته ليشعر بأحاسيس لم يختبرها من قبل
لا يريد ان يتركها لكن امام قلب اخيه سيرضى بالألم ولا يرضى ان يتحطم اخيه الصغير
استفاق على صوتها بنغمته المميزة تنطق اسمه بسهوله ويسر ليتلفت بشدة حتى يتحقق انه لا يحلم
كاد ان يقع من قوة الالتفات ليشعر بالغضب من نفسه ،والتوتر يسيطر عليه جراء وقوفها امامه بحضورها الذى يأخذ انفاسه

اسرعت اليه لتحاول انقاذه من عدم الوقوع وهى تتمتم: اسفة ، لم اقصد اجفالك
نظرته الحادة جعلتها تتسمر مكانها لتبدا في شرح ما حدث وانها لم تجد السيدة عبير وانها اتية ليوقع العقود
خرجت الكلمات غير مرتبه امام نظرات عيناه الثاقبة
لتنهى كلامها :وكنت اريد ان ابلغك انى بالغرفة ،ولكن من الواضح ان صوتي كان عاليا
خيم الصمت عليهما لفترة بعد ان انتهت من شرحها للموقف لم تستطع ان ترفع نظرها اليه
يتأملها بوضوح وهدوء يبتسم لإرباكها وحيائها مما فعلته ليقول امرا بصوت رخيم محبب : اجلسي
رفعت نظرها بدهشة من نبرة صوته لتذهب وتجلس على الكرسي المقابل للمكتب
لينهض بخفة ورشاقة ليجلس امامها على الكرسي المقابل ناولته الاوراق ليوقعها
اخذ الاوراق ليقرأها بعناية وعلى الاقل ان يبعد عقلة عن التفكير بها
تذكرت انها تريد سؤاله عن سبب غضبه اليوم وتغيره في المعاملة معها
رفعت راسها لتقول برقة لم تقصدها : ما بك اليوم ؟
انتفض عقلة من سؤالها وذابت مشاعره من رقتها ليرفع نظره اليها بهدوء و شبه ابتسامة ترتسم على شفتيه
__ عفوا ، لا افهم قصدك تعمد الخبث في ادارة الحديث فهو يريد معرفة لما فكرت في السؤال عنه
__ انت غاضب اليوم ، وانا اسال عن السبب ؟
__ لما تسألين ؟
ارتبكت لتقول :من المفترض اننا اصدقاء وان نسال عن احوال بعضنا ، الا تتذكر ؟
رمش بعينيه ليقول ساخرا : اصدقاء ، وهل تهتمين بكل اصدقائك هكذا
__ نعم ، فاذا لاحظت تغير احد أصدقائي ، اساله عن السبب ،وانت كعمر او يوسف
توتر فكة بغضب عندما ساوته مع اخيها ، لتضرم النيران في صدره عند ذكرها ليوسف
رفع عيناه بغضب : سبب غضبى ليس من شانك ، وتذكري يا انسة اننا بالشركة وانا المدير وانت مجرد موظفة
اكمل جملته بلهجه حادة جافة جعلت البرودة تزحف من اطرافها الى باقي جسدها
ليردف بحدة: مفهوم
ردت براسها موافقه والغضب يتملكها ، ناولها الاوراق ليقول امرا : تفضلي
نهضت من مكانها وهى تصر على اسنانها وانطلقت خارجة من مكتبه والغضب يمتلكها




مشت بسرعة وعقلها يلومها على ما فعلته والدموع تترقق بعينيها تمنعها من الرؤية الجيدة
تشعر بألم شديد في صدرها لا تعرف مصدرة ، لأول مرة تشعر بان روحها تنشطر الى نصفيين
ارتطمت بجسد قوى لتغمض عينيها من الالم ، ثم فتحتها على صوت ذكوري رقيق : المعذرة سيدتي انا اسف ، لم ارك
فتحت عينيها بصعوبة لترمش برموشها مرة بعد اخرى ، لا تستطيع الكلام وتشعر بالدوار
هزت راسها حتى تفيق و ترمي هذا الدوار الذي بدا يخيم على راسها
لتهوى ارضا بين يدين هذا الشخص الغريب






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس