عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-13, 02:09 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

7 -


أوقف(باسل) سيارته الرياضية ذات السقف المتحرك أمام منزله في لندن وأشار إليه قائلاً لزوجته ـ"هذا هو عشنا الهادئ.هل يروقك؟"

نظرت(سارة) من خلال زجاج السيارة الأمامي إلى البيت تتأمله في شغف.


كان بيتاً صغيراً أنيقاً لا يختلف كثيراً عن البيوت المحيطة به ويتميز بالطابع الإنجليزي الراقي، يرتفع في طابقين يظللهما أسقف مائلة ذات منظر جذاب وتحيط به حديقة صغيرة منمقة داخل سور خشبي أبيض.
بهرها جمال المنزل فهمست بانبهار ـ"ما شاء الله لا قوة إلا بالله...إنه رائع."

رمقها بنظرة هائمة وهو يهمس هو الآخر قائلاً ـ"وسيزداد روعة حينما تسكنينه."

تخضب وجهها في سرعة كعادتها فقال ليغير الحوار ـ"أرجو أن يروقك من الداخل أيضاً."

قالها ودار بالسيارة ليدخلها المرأب الذي فتح بابه بجهاز تحكم عن بعد قبل أن يخرج كلاهما منها ليتجها سوياً إلى المنزل. وفي خبث شاكسها(باسل) قائلاً ـ"يقولون هنا إنه فأل سيء إذا لم أحملك أول مرة تدخلين فيها المنزل."

إلتفتت إليه في حركة سريعة وهي تقول في حرج ـ"عندنا الفأل السيئ هو ألا تدخل المنزل برجلك اليمنى."

هز كتفيه قائلاً بالإنجليزية ـ"عندما تكون في روما، إفعل ما يفعله الرومان."

تراجعت في حدة والخجل يملؤها وعلى وجهها حرج بالغ فضحك(باسل) قائلاً ـ"(سارة)!! سيبدأ الجيران في مراقبتنا وسيتساءلون لماذا لم أحملك، وفري علينا هذا الإحراج."

أغمضت عينيها وتركته يحملها بين ذراعيه في سهولة_ بعد أن فتح الباب_ ويدخل بها البيت بقدمه اليمنى قبل أن يقول بارتياح ـ"افتحي عينيك الآن يا أميرتي، أنت في منزلك..أقصد مملكتك."

فتحت عينيها وذراعاها ما زالا حول رقبته ودارت ببصرها سريعاً في الردهة وحجرة الإستقبال، ثم رفعت رأسها لتتأمل الدرج المؤدي للطابق العلوي قبل أن تعود بوجهها إلى وجهه قائلة بإنبهار ـ"ما شاء الله، لا أصدق أن هذا بيتنا."

رفع(باسل) حاجبيه في دهشة وهو يتأمل ملامحها الجميلة والسعادة بادية على وجهها قائلاًـ"بيتنا؟! لأول مرة تجمعيني معك في ملكية شيء."

تاهت في عينيه الحنونتين قائلة ـ"لا بد من الجمع، بيتنا وحياتنا و..."

قاطعها هامساًـ"وحبنا."

إزداد خجلها ففكت ذراعيها من حول عنقه لتنزل، وحينها سارت أمامه تتأمل الردهة و أثاثها بتمعن، وراقبها بعينين باسمتين في صمت وهي تتنقل من ركن إلى ركن في خفة قبل أن تستدير إليه قائلة ـ"ذوقك راقي جداً، لا داعي لتغيير أي من الأثاث."

اتسعت ابتسامته وهو يقول ـ"لم أغير سوى أثاث حجرة النوم، بمعنى آخر أصبح لدينا حجرتين، من أجل حالات الطوارئ لا قدر الله."

ضحكت بخفوت فتابع مشيراً إلى حقيبتي سفر كبيرتين ـ"سأحمل الحقائب التي أحضرها(بشر) إلى غرفتنا بأعلى ثم آخذ حماماً دافئاً، فعضلاتي كلها متيبسة من القيادة."

أومأت برأسها قائلة ـ"وسأواصل جولتي في المنزل."

أرسل إليها قبلة في الهواء وهو يحمل الحقائب متجهاً إلى الطابق العلوي، وواصلت هي تجولها حتى وصلت للمطبخ فدارت بعينيها في أرجائه.


كان المطبخ واسعاً تتوسطه طاولة تتسع لأربعة أفراد، جلست على أحد مقاعدها لثوان قبل أن تنهض متجهة إلى باب المطبخ المؤدي إلى الحديقة الخلفية التي تأملتها للحظات، ثم ما لبثت أن استدارت إلى أحد الأركان حيث كان المبرد قابعاً.
وبحركة غريزية إتجهت إليه وفتحته،
ولدهشتها فقد كان الطعام مصفوفاً بداخله في نظام، وتحرك سؤال سريع بداخلها ـ"ترى من أين أتى هذا الطعام؟"

لم تدر كم من الوقت مضى وهي تتأمل حجرات المنزل، حيث صعدت للطابق العلوي ودخلت غرفة نومهما في حذر.
كانت جديدة كما قال(باسل)، حتى لكادت تشم رائحة طلاء الأثاث والحوائط، وكان ذوقها رفيعاً كباقي أثاث المنزل.
لفت انتباهها الحمام الملحق بالغرفة حينما تناهى إلى مسامعها صوت تدفق المياه بداخله، وللحظة شعرت بالإشفاق علي (باسل) المنهك من القيادة لفترة طويلة..لابد وأنه بحاجة إلى حمام دافئ لتفكيك عضلاته المتصلبة.

هي الأخرى كانت بحاجة إلى حمام مماثل للتخلص من أتربة الرحلة في سيارة رياضية مكشوفة

وفي هدوء إقتربت(سارة) من طاولة الزينة والتقطت فرشاة لتمشط بها شعرها وتعيد تنظيمه بعد أن أفسده هواء الطريق.
وبعد أن ملت الجلوس وحيدة في الغرفة فكرت أن تخرج لترى الغرفة الأخرى، غرفة الطوارئ.


ترى كيف تبدو؟!
كيف كان يعيش قبل زواجهما؟!

أثارتها الفكرة فاتجهت صوب الباب، وما كادت تستدير حتى فوجئت بـ(باسل) أمامها في رداء الحمام مغطياً رأسه بمنشفة يجفف بها شعره المبلل فإرتطمت به وإنطلقت من حلقها شهقة ذعر أفزعته فأزاح المنشفة عن وجهه في سرعة ليراها شاحبة الوجه، باردة الأطراف. وفي إشفاق حنون ربت على وجنتيها قائلاً ـ"لا تخافي يا حبيبتي، أنا(باسل)."

دفنت وجهها في كتفه وجسدها يرتجف رغماً عنها، فأحاطها بذراعيه في حنان وهمس في أذنيها قائلاً ـ"لم أقصد إخافتك، صدقيني."

ارتبكت حين شعرت بقربها منه إلى هذه الدرجة، فتمالكت نفسها وهي تبتعد عنه في رفق وتزيح خصلة من شعرها خلف أذنها قائلة بحرج ـ"آسفة، لقد بالغت في ردة فعلي."

رفع حاجبيه في دهشة ثم ما لبث أن قال بإحباط ـ"آه، لا عليك.هل راقك المنزل؟"

ولم يهتم بمعرفة إجابتها، إذ دلف إلى الغرفة وهو يواصل تجفيف شعره بالمنشفة، ولم يندهش حينما نظر في المرآة ولم ير انعكاس صورتها فيها. كان من الواضح أنها خرجت من الغرفة.

وبعد أن أكمل ارتداء ملابسه هبط إلى الطابق السفلي ليجدها جالسة على مقعد وثير فتنحنح حتى لا تفزع ثانية قبل أن يسألها في هدوء ـ"هل أعد لك القهوة معي؟"

قفزت من مقعدها في سرعة قائلة بحماس بدا غريباً عليها ـ"سأعدها معك. بالمناسبة، ما هذه الأطعمة في المبرد؟ هل إنتهت صلاحيتها؟"

عاد إلى طبيعته الحنون وثنى ذراعه لتتأبطها وهو يجيبها بابتسامة لطيفةـ"لا، إنها جديدة. لقد أحضرها(بشر) أمس."

صحبته إلى المطبخ ووقفت تراقبه وهو يعد آلة القهوة ثم اتجهت إلى دولاب الأواني وفتحته لتُخرج قدحين وضعتهما على المائدة وجلست مستندة بذقنها على راحتها قائلة باهتمام ـ"أخبرني كيف تعارفت أنت و(بشر)."

إلتفت إليها ورفع حاجبيه في دهشة حينما لمح الأقداح، فرفعت كتفيها قائلة بابتسامة مرحة ـ"لا تنس أن المطبخ مملكتي، ولا بد أن أعرف كل شيء فيه."

منحها ابتسامة حنون ثم قال ـ"لقد تعارفنا حينما إنتقلت للإقامة هنا. (بشر) يعشق كرة القدم، وعندما علم أن(باسل حسان) جاره أتى للترحيب بي في المنطقة وأخبرني أنه مهندس كمبيوتر مغربي وقدم لي زوجته(مليحة). إنهما ثنائي لطيف للغاية، وصرنا أصدقاء في سرعة. وجودهم معي يشعرني بأنني لست بعيداً عن وطني، ربما بسبب اللغة."

وافقته بإيماءة من رأسها قائلة بحماس ـ"لقد أحببت(مليحة) منذ رأيتها في المطار. لقد رحبت بي وكأنها تعرفني من زمن."

هز كتفيه قائلاً ببساطةـ"إنها تعرفك بالفعل، وتعرف جميع أفراد أسرتي مثلما أعرف جميع أفراد أسرتهم. صداقتنا تعدت حدود الجيرة بمراحل، و إلا ما تركت لهم مفتاح البيت والسيارة في غيابي. لقد أتى(بشر) بسيارتي إلينا في المطار وقادت(مليحة) سيارتهم، ثم أخذا حقيبتي ملابسنا الكبيرتين وأحضراهما إلى هنا، ورتبا المنزل والمبرد. إننا تقريباً أسرة واحدة."

أومأت برأسها متفهمة فتابع قائلاً ـ"ومفاتيح منزلهم وسيارتهم معي أيضاً، لحالات الطوارئ، فقد أنسى مفاتيحي في أي وقت أو قد ينسى(بشر) مفاتيحه. لقد تركوا البيت في عهدتي أيضاً عندما سافرا لقضاء أجازتهما السنوية."

أشارت إلى المبرد قائلة ـ"وهل وضعت طعاماً لهما؟"

عدل ياقة قميصه بحركة مسرحية مصطنعة قائلاً ـ"بالطبع، يا حبيبتي زوجك هنا خليفة(حاتم الطائي)."

همت بمشاكسته حينما ارتفع أزيز آلة القهوة فأجفلت للحظة قبل أن تضحك في مرح للنظرة التي ارتسمت على وجهه واتجهت لتصب القهوة وسمعته يقول ـ"(مليحة) ما زالت في عملها، بعد أن نشرب القهوة حاولي الاسترخاء قليلاً لأنهما سيأتيان لزيارتنا في المساء، إتفقي معها على موعد مناسب لتذهبا سوياً إلى الجامعة."

تغيرت ملامحها وهي تسأله بضيق ـ"ألن تأتي معنا؟"

هز كتفيه قائلاً ـ"لا أعلم بعد. (مليحة) تعمل معك في الجامعة وستكون غالباً رفيقتك في رحلتي الذهاب والعودة اليومية، صحيح هي باحثة في علم النفس إلا أنها تعمل في نفس المكان."

ارتشفت قليلاً من القهوة الساخنة التي لسعت حلقها ولم تنبس ببنت شفة، فإقترب بوجهه من وجهها قائلاً في خبث ـ"هل ستفتقدينني؟"

هزت رأسها نفياً واهتز معه شعرها ليتبعثر حول وجهها بشكل مثير فعقد حاجبيه وهو ينظر إليها في ضيق فقالت بخبث هي الأخرى ـ"كيف أفتقدك وصورتك إلى جوار الفراش وفي الردهة والمكتبة والجوال، والأهم...إسمك حول بنصري. لا تقلق، لن أفتقدك."

رفع أحد حاجبيه ووضع ذراعه في خاصرته قائلاً بعجرفة مصطنعة ـ"أنا أيضاً لن أفتقدك."

رمقته بنظرة نارية مفتعلة جعلت ابتسامته تتحول إلى ضحكة صافية وهو يتأمل عينيها هامساً ـ"كيف أفتقدك وصورتك محفورة داخل قلبي؟ سأقبل دبلة زواجنا كلما تذكرتك وأتخيلها أنت."

تضرج وجهها خجلاً فتابع مغيراً دفة الحوار قائلاً ـ"بالمناسبة، لقد فتحت لك حساباً جارياً بالبنك به عشرون ألف جنيه إسترليني مبدئياً كي تنفقي منه على أبحاثك، وقبل أن ينتهوا سأضع لك مثلهم."

تقلصت عضلات معدتها فجأة وشعرت بحرج بالغ وهي تسمعه، إذ تذكرت فجأة قول أستاذها(فكري). شعرت لحظتها بدناءة موقفها مقابل نبل أخلاقه،

ألم تتزوجه من أجل ذلك؟
وها هو يعطيها من ماله بكل بساطة لأنه يحبها حقاً ويريد نجاحها!!!.

وللحظة ثارت كرامتها وحدثتها نفسها مدافعة ’لقد تزوجته لأنه أنسب لي من غيره، ولأنني من حقي أن أتزوج. صحيح أنا لا أحبه الآن، لكني لم أعرف الحب من قبل، وربما كنت أحبه دون أن أدري‘


طال صمتها مما أثار قلق(باسل) الذي سألها ـ"فيم تفكرين يا حبيبتي؟"

تنهدت في عمق قائلة ـ"لا شيء."

ثم ابتسمت متابعة ـ"لقد تذكرت فجأة أنني نمت في عشرة أيام على أكثر من خمسة أَسِرَة، سريري ثم سرير الفندق في القاهرة ثم الغردقة و شرم الشيخ و دوفر وأخيراً فراشنا الجديد هنا. أرجو أن أعتاد عليه سريعاً لأنني مرهقة للغاية."


************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس