عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-13, 02:31 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

11 -

دلفت(سارة)إلى غرفتها القديمة في بيت والديها وأغلقت الباب خلفها في رفق وهي تتسلل على أطراف أصابعها كي لا توقظ زوجها الذي استغرق في نوم عميق_أو هكذا بدا لها_ على فراش شقيقتها السابق.
وما أن تجاوزت الفراش في طريقها إلى فراشها هي حتى سمعته يقول في هدوءـ"أنا لم أنم بعد، خذي راحتك."

شهقت في فزع وهي تحدق في الظلام الذي شقه ضوء أبيض بهر عينيها للحظات قبل أن تدرك أنه المصباح الموضوع بين الفراشين فهتفت بزوجها محنقة ـ"لقد أفزعتني، أتعلم أنني كدت أصطدم بحافة الفراش في الظلام لأني لم أرد إضاءة الغرفة وإزعاجك."

إبتسم مشاكساً إياها وقال وهو يعتدل جالساً ـ" هل نسيت إحداثيات غرفتك بهذه السرعة؟ ليتني ارتديت قناعاً مخيفاً أو وقفت خلف الباب لأفزعك بحق، ولكن قلبي الرقيق لم يطاوعني."

وضعت كفيها في خاصرتها وقالت تتحداه ـ"جرب أن تفعلها وسأجعل أبي يتصرف معك."

رفع حاجبيه بدهشة مصطنعه وقبل التحدي قائلاً بسخرية ـ"هكذا؟! أريني ماذا ستفعلين الآن."

قالها وهو يثب بخفة من الفراش ليعتقلها من ظهرها بين ذراعيه وهي تطلق ضحكات خافتة محاولة التملص منه، إلا أنه شدد قبضته عليها وهو يسألها بلهجة تحد مماثلة للهجتها ـ"ماذا ستفعلين الآن؟"

قالت بنفس التحدي وهي مازالت تحاول الفكاك من أسر ذراعيه ـ"سأصرخ لأنادي أبي وأمي."

سألها ـ" وماذا ستقولين لهم؟"

إلتفتت لتواجهه ودقت صدره بقبضتيها قائلة ـ"سأقول لهم أغيثوني..انجدوني.. إنه يعذبني بنظراته الساحرة وإبتسامته العذبة وينام على فراش شقيقتي تاركني أنام وحدي."

قال بمرح ـ" سأقول لهما أنني تركتك كي تتذكري طفولتك وشبابك على فراشك القديم دون إزعاج."

أحاطت عنقه بذراعيها قائلة بدلال ـ"وأنا أريد تذكرها معك."

تأمل ملامحها الهائمة للحظات قبل أن يقول فجأة ـ"ذكريني حينما نعود إلى لندن أن أشكر(بروفيسور انجلز) بنفسي، لقد صرت(سارة) أخرى، خالية من التعقيدات."

أراحت رأسها على صدره قائلة ـ" لقد جعلني أدرك كم هي قصيرة حياة المرء كي يضيعها دون أن يستمتع بما أحله الله له فيها، كما جعلني ألحظ شيئاً آخر."

أجلسها على طرف فراشها وركع هو على ركبتيه أمامها وهو يسألها في حيرة ـ"أي شيء آخر؟"

طافت عيناها بوجهه قبل أن تقول بتردد ـ"لقد لاحظت إهتمامك وحبك البالغين لـ(مروان) ابن شقيقتي و(أحمد) و(محمود) ابني(بسمة) شقيقتك. لقد إبتعت لهم لعباً وملابس من لندن، واليوم صحبتهم في نزهة... كل هذا لا يعني سوى شيء واحد، إفتقادك لطفل من صلبك."

إحتوى وجهها براحتيه قائلاً بتأثر ـ"حبيبتي...هل قلت ذلك يوماً؟"

تنهدت في عمق قائلةـ"أنت لم تقل شيئاً، لكني رأيت السؤال في عيني(بسمة) شقيقتك وفي أعين أسرتي قبلها. كلهم يقولون نفس السؤال’متى ستحملين طفل(باسل) بداخلك؟‘"

إبتسم بهدوء كعادته وقال وهو يداعب شعرها الناعم ـ"وما هي إجابتك؟"

تناولت كفيه من على شعرها وضغطتهما قائلة ـ" إجابتي هي أنني أتمنى مجيء ذلك اليوم، بعد إرادة الله عز وجل."

إتسعت إبتسامته وهو يهمس ـ"أنا أيضاً أتمناه مثلك، لكن ليس الآن".

رمقته بنظرة دهشة وقد اتسعت عيناها بشكل مضحك فتابع مبتسماً ـ" لا تنظري إلي هكذا كما لو كنت معتوهاً وأجيبيني بصراحة؛ هل يمكننا تربية طفل التربية السليمة ونحن نعيش على هذا النمط؟ أنا لست موجوداً أغلب الوقت وأنت مشغولة بأبحاثك ودراستك.. فمن سيعتني بطفلنا؟ من سيعلمه أن يحبنا ويحب وطنه لو وُلد بالخارج؟ في الفترة الحالية لا نستطيع تحمل مسؤولية طفل، وهذه حقيقة لا جدال فيها. وعلى أي حال إرادة الله فوق كل شيء."

هزت رأسها قائلة ـ"ونعم بالله."

شد على كفيها قائلاً بجدية ـ"أريد أن أطلب منك شيئاً، رغم أنه طلب صعب بالنسبة لي فهو يهمك. حاولي الإنتهاء من رسالتك في أقرب فرصة ممكنة، حاولي إستغلال كل وقت متاح لك في غيابي وبشكل مكثف، فأنت تعرفين جيداً أن بقائي في إنجلترا معتمد على ساقي كلاعب. أي حادث_لا قدر الله_سيجعلني أترك الملاعب وأعود لمصر، وحتى على أفضل الفروض قد أنتقل إلى فريق آخر في بلد آخر ووقتها سيصبح من الصعب عليك الإنتهاء من رسالتك."

حدقت في وجهه بذهول وهي تسأله بصوت مبحوح ـ"لماذا تفعل كل هذا؟ لماذا تريدني أن أنجح؟"

سألها بابتسامة جانبية قائلاً ـ"أتسألينني الآن؟ لأني أحبك، ولأني أريد أن أراك أفضل إنسانة في العالم، ولأني لا أعرف لماذا أحبك...ألا تكفيك هذه الأسباب؟"

جذبته من كفه ليجلس إلى جوارها وهمست وعيناها لا تفارق عينيه ـ"أنت رجل عظيم يا(باسل)...أنا فخورة بك وبأنني زوجتك، حقيقي أنا فخورة بك."

قبل جبهتها في حنان قائلاً ـ"هذا يسعدني، تماماً مثلما يسعدني فخري أنا الآخر بك؛ إلا أن سعادتي ستزيد حينما أسمع كلمة أخرى من بين شفتيك."

رفعت عينيها إليه وهي تدرك جيداً مغزى كلامه، إلا أنها قالت بشقاوة ـ"أية كلمة تقصد؟"

داعب طرف أنفها قائلاً ـ"لا أستطيع إملائها عليك، يجب أن تقولينها بنفسك."

تحركت لتجلس على ركبتيه ثم أحاطت عنقه بذراعيها في دلال قائلة ـ"على الأقل ساعدني."

مد يده يخلع عن عينيها نظارتها الطبية ثم تسللت أصابعه داخل شعرها لتزيح ربطته المطاطية وتبعثره على كتفيها بلا نظام وهمس مبتسماً ـ"هل تكفيك هذه المساعدة؟"

إستكانت رأسها على كتفه وهي تهمس بدفء ـ"لا تكن بخيلاً."

أثارته أنفاسها الدافئة على رقبته خاصة حينما طبعت قبلة دافئة عليها فإحتواها بذراعيه وأخفى وجهه في شعرها يلثمه برقة قبل أن يزيحه برفق ليلثم عنقها بشغف و(سارة) تزداد التصاقاً به وأناملها تداعب مؤخرة عنقه. وفي شقاوة دفعت جسدها بعيداً لتسقط على الفراش إلى جواره وعلى شفتيها ابتسامة خبيثة، فابتسم بدوره وهو يتأملها قبل أن يتكئ على مرفقه إلى جوارها هامساً ـ"لا تقولي بخيلاً، ولا تنسي أنني خليفة(حاتم الطائي)."

ضحكت في رقة قائلة ـ"لا تخف، لم أنس."

مال بوجهه عليها وفتح شفتيه ليقول شيئاً ما إلا أن صوت قرقعة عنيفة جعله يعقد حاجبيه متسائلاً في قلق ـ" ما هذا الصوت؟"

رفعت(سارة) أحد حاجبيها قائلة ببطء ـ"إذا لم أكن مخطئة، أعتقد أن الفراش سيسقط بنا أرضاً."

هم بقول شيء مستنكراً وهو يرفع جسده عن الفراش، إلا أن هذا الأخير سبقه وإنهار أرضاً مصدراً صوتاً عالياً طغى على صوت ضحكات(سارة) و(باسل)الذي فوجيء بنفسه فوق زوجته فقال من بين ضحكاته ـ"أهذه طريقة فراشك في الترحيب بنا؟ يبدو أنه لا يطيقني."

دمعت عينا(سارة) من كثرة الضحك وهي تقول ـ"لقد أغضبته عندما استلقيت على الفراش الآخر وتركته، أو ربما كان يهدف إلى غرض آخر في نفسه..."

قالتها وعيناها تشيران إلى وضعه الحالي، فما لبث أن منحها ابتسامة صافية وهو يهمس قائلاً ـ" ولقد أفلح."

وفي بطء إقترب بوجهه من وجهها حتى سمعها تهمس بخفوت ـ"أحبك."

حينها تنبهت كل حواسه فرفع رأسه يتأمل ملامحها الحالمة وهو يسألها في دهشة قائلاً ـ"ماذا قلت؟"

رددت الكلمة ثانية في بطء وابتسامتها تملأ وجهها قائلة ـ"أحــبــك."

تهللت أساريره وإتسعت ابتسامته وهو لا يصدق ما سمعه بأذنيه للتو، فقال بسعادة ـ"أعيديها على مسامعي ثانية أرجوك."

ضحكت في رقة وهي تعيدها على مسامعه وهو يغرق وجهها بقبلاته الدافئة ويهمس قائلاً ـ" وأنا أحبك وأحب فراشك هذا، أنا حتى أحب الفيزياء الحيوية. أحبك، أحبك، أحبك."

أحاطت عنقه بذراعيها وقبلت وجنته قائلة بدلال ـ"أصلحه إذاً ما دمت تحبه"

تحامل على نفسه لينهض من بين حطام الفراش وإنحنى ليحملها في رفق قائلاً بحماس ـ" أصلحه فقط؟! أنا على أتم الاستعداد لإصلاح فُرُش المنزل كلها. أنا اليوم أسعد إنسان في الدنيا."

إلتقت عيناها بعينيه للحظات فهمست وهي تغوص في بحارهما العميقة ـ"وأنا أسعد زوجة."



وكان هذا هو شعورها الفعلي في تلك اللحظة.



*******************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس