عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-13, 11:09 PM   #778

**روووح**

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية **روووح**

? العضوٌ??? » 271570
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » **روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم...


السلام عليكم يا أجمل قراء...

أولاً أشكركم جزيييل الشكر على دعواتكم الجميييلة...و ربي يستجيب دعوة كل مسلم يااا رب...
صراحة و كما توقت تمااااااماً الكل كان له نفس التوقع وهو أن من داهم الزواج هو فهد و لا يوجد شخص غيره و لكني أقول لكم (المفروض تكونوا تعودتوا على الأحداث الغير متوقعة في هالرواية) ...و تطلعوا شوية بتفكيركم عن المألوف...فيه وحدة بس هي اللي قربت من التوقع الصحيح...بس خلونا نقرى و نشوف شنو صار..
و أما عن موضوع مرضية و خالد...فكل شئ حيحدث بطريقة صادمة و مثل ما قلت غير متوقعة...
أما عن كتابة روح في المنتدى فهي لغرض معييييييين ما حيظهر إلا في البارتات القادمة و اللي حيكون صادم للكل...بس خلونا نترقب و نشوف...





الطية الثامنة و الثلاثون...
رِيحٌ عاتِيَة...


الحياة تفاجئنا أحياناً...
تباغتنا..!!
بأحداث تعصف حياتنا كالريح العاتية...
و نبقى محاصرين بين خيارين...
إما الإنحناء ولو اضطُرِرنا...
أو البقاء ولو كُسِرنا...!!









لا تحبي...اعشقي

لا تنفقي ...أغدقي

لا تصغري ....ترفعي

لا تعقلي ....افقدي عقلك

لا تقيمي في قلبه...بل تفشي فيه

لا تتذوقيه ..بل التهميه

لا تكوني امامه....بل خلفه

لاتكوني عذره ..بل غايته

لا تكوني عشيقته ..بل زوجته

لا تكوني ممحاته ...بل قلمه

لا تكوني واقعه...ظلي حلمه

لا تكوني دائماً سعادته...كوني أحياناً ألمه

لا تكوني مُتعته...بل شهوته

كوني أرقه وأميرة نومه

لا تكوني سريره كوني وسادته

كوني بين النساء اسمه ذكرياته ومشروعات غده

لا تكوني ساعته كوني معصمه ولا وقته...بل زمنه


تقمصي كل امرأة لها قرابة به وكل أنثى يمكن أن يحتاج إليها وكل شيء يمكن ان يلمسه وكل حيوان أليف يداعبه و كل ما تقع عليه عيناه كوني ابنته وشغالته وقطته ومسبحته وصابون استحمامه ومقود سيارته كوني أريكة جلوسه ومسند راحته وشاشته كوني بيته كوني المرأة التي لم يرى قبلها امرأة ولن تأتي بعدها امرأة ....بل مجرد إناث!!!!

من أجمل ما خطت \أحلام مستغانمي...









تمشي و ترجع ذهاباً و إياباً في الغرفة و هي تحس بالتوتر الشديد...تفرك يديها ببعضهما و هي لا تعلم حقاً ما الذي يحدث في الخارج...أحست بأنها ستوشك أن تخرج للمجلس لتعلم ما الذي يحدث...قالت لها والدتها وقد وصلت حدها من التوتر...\صبا..اهجدي وش هالحالة اللي انتي فيها...الحين بيجي خالد و بندري عن اللي صاير...؟!
لم تجب والدتها بأية كلمة...تأملت صغيرتاها و هما نائمتان على السرير في إرهاق شديد بعد كمية الجهد الذي بذلتاه في اللعب...أيحتمل أن تكون الملكة قد ألغيت؟!...أيحتمل ذلك؟!...و لكن ما الذي سيلغيها؟!
تتمنى من كل قلبها حدوث ذلك و ستكون هذه إشارة لها من الخالق أنها لن تتزوج بعده أبداً...و ذلك لأنه لا يمكن لأحدٍ أن يملأ مكانته في قلبها...
و لكن ما الذي قد حدث...؟!
كانت كل من رجاء و الجدة تتأملان في ارتجافة يدها و حركتها المستمرة و التي وترتهما أيضاً معها...و لم يكن هنالك أي شخص معهما..فنور قد رجعت لمنزلها فجأة و دونما أية مبررات و هي تعتذر بتأخر الوقت...!!
سمعوا طرقاً على الباب لتلتفت صبا بكل إنتباهها على الباب و هي تترقب من يكون هذا الطارق تتمنى من كل قلبها ألا يكون خالداً و بحوزته ورقة العقد...فتحت رجاء الباب ليظهر عبدالرحمن وهو يجر كرسيه المتحرك...توجهت نحوه كل الأنظار...من الجدة رجاء و تلك التي تحس أن قلبها سيُقتلَع من مكانه...و لكن وجهه لم يحمل أي نوع من التعابير...

سألته الجدة بلهفة..\ها وش صار؟!

قال بهدوء محكم وهو يجر كرسيه حتى وصل إلى منتصف الغرفة...\يمة لو ممكن تطلعون و تخلوني بروحي مع صبا...
قالت رجاء بهلع..\يابو يسار...وش اللي صار طمنا؟!!
قالت الجدة و هي تستند على تلك العصاة الخشبية...\عبدالرحمن!!!!...خرع� �نا؟!..طمنا يا ولدي؟!
صمت لوهلة وهو يتأمل أرضية الغرفة...رفع نظره ثم قال بنفس هدوئه وهو يكتف كفيه ببعضهما..\ما صار إلا الخير يمة...أرجوكم خلوني بروحي مع صبا...أبيها بروحها...
لم تطعه أياً من أولئك النساء...
و ذلك لأن قلب النساء رقيق ...و القلق هو صديقهن الصّدوق...!!
التفت لرجاء ثم قال لها بلهجة آمرة...\رجاء...خذي أمي و طلعوا...
علمت من نبرته أنه يجب عليهما أن تخرجا...توجهت لجهة الجدة و تحركت معها لتخرجا من الغرفة و تغلقا باب الغرفة...

أما تلك فقد كانت صامتة ...ثابتة...دونما أية حركة...تحس و كأن قلبها قد توقف عن النبض...خائفة مما سيقوله و خاصة بعد إصراره على خروج الجميع من الغرفة...
اقترب عبدالرحمن منها...قال لها بهدوء..\جلسي يا صبا...
جلست ثم تأملت ملامحه و هي تحاول أن تخرج بأي تحليل منها...و لكنها لم تجد شيئاً...و خرجت فارغة اليدين...قالت بقلق..\عبدالرحمن؟!...شنو فييه؟؟؟!
قال لها بهدوء..\العقد لسة ما تم...!!
توقف لوهلة وهو يتأمل ملامحها المنتبهة بكل حواسها معه...قالت في لهفة..\ها؟
أردف بنفس هدوئه...\و صار متوقف على رايك..!!
اعترى وجهها علامات الإستغراب التام...فرأيها قد تم أخذه من قبل...فما الجديد في الموضوع..؟!!

قالت لتحاول إنهاء هذه الأحجية...\وش اللي صار يابو يسار؟!

أكمل و بنفس هدوئه..\ قبل لا يتم العقد دخل أخوه للمرحوم...


عقدت حاجبيها في استغراب و تعجب أكثر...\أخو مين؟!


أجابها..\أخوه لفهد رحمة الله عليه و قال هالزواج ما بيتم..صمت لوهلة و أردف..\و لو نبيه يتم هو بياخذ بنات أخوه معاه و وقتها نقدر نتم الزواج...لأنهم ما بيرضون بناتهم يتربون مع رجال غريب...
صمت لوهلة أخرى وهو يتأمل تبدل ملامحها الظاهر له... و من ثم أردف...\خالد عصب وايد و قال له ان الزواج بيتم بس هو أصر و قال لو تم بياخذهم بالمحكمة و أكيد المحكمة بتعطيهم البنات بعد زواجك...خالد أصر إن الزواج يتم بس محمود طلع رجال عاقل و قال إن العقد ما بيتم إلا بعد ما نخبرك و تقولين رايك و اللي تبينه بينفذ...

صمت لوهلة ليتأملها...

كانت مصدومة و بشدة مما كان يهذي به عبدالرحمن من كلمات...فلم تتوقع و لا في أحلامها أن تظهر هذه الشخصية في حياتها...
ما الذي تحس به الآن؟!!
لا تعلم؟!..فهل يمكن أن يقال أنها...

غاضبة...

حانقة...

مقهورة...

نعم هي حانقة مما حدث...قالت و كأن أفكارها قد أصبحت مسموعة له..\عمهم؟!!...عمهم؟!!...وهو بأي حق يجي و بكل جرأة يقول إنه عمهم؟!...ها؟!...كيف يتجرأ و يقول كذا؟!...متى كان عمهم؟!...متى سأل عنهم؟!...بناتي ما لهم عم و لا جد و لا جدة ..مالهم أهل غيركم...بأي جرأة يقول إنه عمهم..و كمان..كمان...صمتت و قد امتلأت عينيها بدموع ممزوجة بالغضب..الإستنكار..و كل هذه الأحاسيس مختلطة ببعضها البعض...قامت من مكانها و هي تحس بأنها ستنفجر لا محالة من الغضب...قالت و هي تحرك يديها في حركة تعبيرية غاضبة..\و كمان يقول بيقدر ياخذهم مني؟!...ياخذهم مني أنا؟!...هذا وش قاعد يقول...انجن فراسه ولا شنو؟!..هذا...
قاطعها عبدالرحمن بهدوء وهو يقول...\صبا...يا بنتي...هو في الشرع و في الحكم بيصير عمهم..و انتي ما بتقدرين تغيرين هالشي لو شنو صار...بس أنا بيك تتخذين قرار..و اللي بتقرريه أنا بنفذه و ما بيهمني الناس وش يقولون ..ما يهمني شي غيرك إنتي و بناتك...
حاولت أن تتحلى بالهدوء في موقف كهذا..و هي تحس بأن رأسها سينفجر حتماً...قالت له...\كيف تخيرني بين بناتي و زواجي من غريب ما عرفه...كيف تسألني هالسؤال...أكيد بختار بناتي...أنا مقدر أحتمل فكرة بعدهم عني ثانية وحدة...أنا من البداية كنت رافضة هالزواج بس إنتم اللي غصبتوني...أنا من البداية كنت رافضة المبدأ...بس..
قال لها وهو يحاول تهدئتها...\خلاص..الحين ما صار شي...و إذا تبين نلغي هالزواج تم هالموضوع..و أعتقد محمود إنسان متفهم و يقدر يحترم قرارك...

قالت و بدون أي تفكير...\طبعاً تلغي هالزواج...!!


****************************


في بقعة أخرى بعيدة كل البعد...

توضأت لصلاة القيام...خرجت من الحمام و هي تسرع لكي تدخل غرفتها..فهي متأكدة من أن ذلك الآخر لم يعد للمنزل بعد...و حتماً سيأتي وهو يترنح..و لا تعلم ماذا سيفعل لها...
و لكنها كانت محقة فيما اعتقدته...لأنها ما أن خرجت من الحمام و مشت لخطوتين حتى توقفت فجأة و شهقت لتحاول أن تسرع و تدخل غرفتها و لكن تلك اليد قد كانت أسرع منها لتوقفها و تلصقها بذلك الحائط...شهقت و هي تغمض عينيها و أنفاسها تتعالي...قالت و قد بدأت عينيها بالدموع..\ضاحي...ترجيتك تبعد عني...
اقترب أكثر وهو يمرر اصبعه على ملامحها و يزيح تلك الخصلة المبتلة بماء الوضوء عن ملامحها المرتجفة..\و إذا ما بعدت؟!

انكمشت على جسدها أكثر...وضعت يديها على صدره وهي تحاول أن تبعده منها...لتسمعه يقول بنبرة هامسة..\تدرين إني أقدر أسوي اللي أبيه فيك..و مافيه شي بيمنعني؟!
قالت بقوة لم تعلم من أين أتتها...\فييييه...ربي اللي بيمنعك..!!!
استغرب من ثقتها القوية في الله..فكيف بأنثى و هي في هذا الحال أن تكون متيقنة بحفظ الله لها...ابتعد خطوة للخلف وهو يقول..\لا تحاولين معاي بهالطريق..صدقيني...مليت منك و من كلامك الماسخ...اقترب مرة أخرى ليلصق جسدها بالحائط...و يقول بفحيح..\أنا أبيك...و اقترب ليدفن وجهه في حنايا عنقها و تتسرب لشعبها الهوائية رائحته المقرفة...
قالت وهي تحاول دفعه بقوة و بإرتجافة..\ترجييييتك..بس اعتقني..اعتقني لوجه الله...و أخذت تجهش بالبكاء بصورة هستيرية...توقف عما كان يفعله و تأملها و الدموع تنهمر من عينيها..قال لها بهمس...\تكرهيني لهالدرجة؟!

لم ترد عليه ليتراجع خطوتان للوراء ليترك لها الفرصة لتفر هاربة منه و من تصرفاته...هي عندما أحست بنفحة الهواء التي أمامها و الدالة على اطلاقه لسراحها..ابتعدت عدة خطوات بعرجتها لتتوقف...و تقول له...

\ما أكرهك يا ضاحي...
بس أكره تصرفاتك...تغير و ووقتها أشياء كثيرة ممكن تتغير...!!


**********************


بعد عدة أيام...

ارتشف القليل من ذلك الكوب ليضعه أمامه و هو يتأمل تلك الأوراق لحالة جديدة من حالاته...توقف لوهلة و رمى تلك الأوراق على الطاولة بتعب...رجع ليتكل ظهره على الكرسي و تخرج تلك التنهيدة القوية من صدره...
مستغرب هو مما حدث في هذه الأيام القليلة...و كيف حدث كل هذا؟!
فقبل هذه الأيام كانت بين يديه طفلة لطالما وهبته كل ما لها...
ما حدث تلك الليلة قد كان صادماً له لحد ما...لم يتوقع و لا في أسوأ كوابيسه أن يتم إلغاء العقد من أجل شئ مفاجئ كهذا..فبعد أن ضمن موافقة صبا لم يتوقع ولا أدنى توقع أن يحدث شئ كهذا...فما حدث قد كان بمثابة صدمة له...!!
و لو كان رهناً عليه لطرح ذلك الرجل أرضاً و أنهال عليه بالضرب..فمِن أين له الحق أن يأتي بهذه الطريقة و يتحدث بهذه الطريقة و بهذه العجرفة...و كيف له أن يقرر مصير زواج بأكمله لكونه عم أولئك الفتيات؟!...

و لكنه أكبر من ذلك و أعقل...فهو يعلم علم اليقين مدى تعلق صبا بصغيرتيها...و إن حدث و تزوجها و بدأت في مشاكل في المحاكم مع أنسبائها فهي من سيطلب منه الطلاق من أجل صغيرتاها...فكان لابد له من إتخاذ قرار حكيم في هذا الخصوص...
تمنى لو كان بإمكانه التحدث لصبا و أن يقنعها بأنه سيحميها هي و الصغيرتان..و لكن هل يعدها بما ليس في يده؟!..فهو متأكد من أن أهلهما لهم الحق في أخذهما...
و ها هو يعود لينهك نفسه بالقوة في العمل...لانه لا يود التفكير في الموضوع...و يحاول التهرب من لقاء خالد..فهو يعلم أن خالداً يحس بالذنب الشديد جراء ما حدث...و لكن شيئاً كهذا و بالتأكيد لن يؤثر على علاقته بخالد..فهي أقوى و أعمق من ذلك...

أما تلك الأخرى...

فهو يؤمن حقاً أن ما حدث هو عقاب له من الله على ظلمه لها..نعم.!!
فهو قد ظلمها و بشدة...ظلم روحها البريئة معه و مع أنانيته..
و لكنه..حتماً لن يتخلى عنها و إن هي طلبت ذلك...


**************************


بعد يومين...
القاهرة...

رمى تلك الورقة التي بين يديه لتخرج تلك التنهيدة من صدره و يرجع بظهره للخلف...تأملته تلك الجالسة بقربه و هي تطعم ذلك الصغير الذي بين يديها...قالت بقلق..\وش فيك؟!
قال وهو يمسح وجهه بيده بتعب..\ها..لاه مافي شي...بس شوية تعب..
نادية \متأكد مافيه شي؟!
سياف \أيه...التفت عليها ليقول...\على فكرة بعد كم يوم بسافر...
قالت له و هي تمسح وجه ذلك الصغير من الأكل..\سياف سفراتك كثرت...و بعدين لوين بت..و لكنها صرخت بقوة و هي تتأمل تلك الصغيرة..\هديييييل لا تمسحي الأكل على التي في...
تفاجأ سياف من جملتها...أسرع ليمسك بيد تلك الصغيرة و يخطف منها الأكل...حملها بين يديه و أجلسها على حجره..\انتي وش فيك؟!
قالت نادية بقهر منها..\مدري بنتك هذي وش فيها؟!...مدري طالعة على منو؟!..قالت و هي توجه الكلام لها..\تبين تمسحين الأكل في التي في؟!!!
قالت تلك الصغيرة و سياف يمسح لها يديها الصغيرتان بالمناديل..\و فيها إيه..خليه ياكل هووووا كماااان..يعني انتو وحدوكوا اللي تاكلوااااا؟!!

ضحك سياف بقوة على جملتها...ليحاكيها...\آآآآه نحنا وحدنا اللي ناااكل...لتقول نادية و قد وصلت حدها منها...\هذي وش فيها؟!! بنتك الظاهر عليها انخبلت فراسها؟!!...
قال لها سياف ممازحاً...\هههههههههه...هو مين اللي جابها أنا ولا إنتي عشان تقوليلي بنتك؟!!...قرص أنفها بخفة ليقول..\الظاهر كان مفروض أسميكي انتي يسار مو هذا المسكين...الله يرحمه لما كان صغير كان شيطان مثلك و كل يوم مسوي مصيبة فبيتهم و بنتهي أنا اللي مضروب على راسي...
قالت نادية..\تبي تسمي بنتي بإسم ولد؟!!..
قال وهو يقرص أنفها للمرة الثانية...\ههههههه...و الله هذي أرجل من ألف ولد...
تأففت الصغيرة و وقفت على حجره لتقرص هي أنفه و تقول..\وحدة بوحدة..!!
ضحك سياف بقوة على جملتها لتقول نادية بتعجب...\هههههه..القادر الله!!!!...من وين جاية هالبنت؟!
سياف..\ههههههه...إسألييي نفسك...هههههههههههههه...


*********************
قال وهو يعتدل في جلسته..\اسمعني...بكون صريح معاك..البنت ما تبي غير الطلاق..
محمود بإصرار \و أنا مارح أطلق...تنحنح في مكانه ليردف..\أنا ما تزوجت..و الزواج اللي هي تبي الطلاق عشانه اتلغى...
عبالعزيز \بنتي و أنا اعرفها..ما رح تتراجع عن قرارها...و لو اتلغى الطلاق..أنا ما يهمني السبب...أنا يهمني بنتي و بس...ولو تنازلت عن قرارها و رجعت لك..بتظلمها مرة ثانية و هذا شي ما رح وافق عليه...
محمود \عمي أنا غلطت و لقيت جزات غلطي...و مستعد أصلحه مهما كلفني...
عبالعزيز \يا ولدي..فيه أغلاط ما بتتصلح..و اللي اتكسر ما عاد يرجع...
محمود \بحاول...
أخرج تلك التنهيدة القوية من صدره...\استغفر الله العظيم و أتوب إليه...اسمعني...إنت رجال كبير و ما يصير اللي قاعد تسويه..البنت مصرة على شي..خلاص سويه لها و كلٍ يروح في سبيله..
محمود \خليني أتكلم معاها مرة ثانية...
عبالعزيز \مقدر...
محمود \هي زوجتي و يحق لي أتكلم معاها..
عبالعزيز \ماضمن النتايج اللي بتصير لها...و ماني حِمل مستشفيات..
توقف محمود عن الحديث..اقترب في جلسته من عبدالعزيز ليقول له وهو ينظر له في عينيه..\أرجوك يا عمي..

صمت لوهلة وهو يفكر..أخرج تلك التنهيدة القوية من صدره ثم قال..\خير..



بعد عدة دقائق أتاه عبدالعزيز ليقول له أنها جالسة في غرفتها...

قادته الدادة لها ليطرق الباب و يسمع صوتها..\أدخل..

دخل ليجدها ممسكة بتلك الفرشاة و تقوم بتسريح شعرها...توقف لوهلة وهو يتأملها...أيقن في تلك اللحظة أنه و لطيلة فترة زواجهما لم يتأملها بطريقة جذبته لها...لم يتأمل كل تفصيلة فيها...
أما هي فقالت دون النظر لجهته..\دادا بابا تحت عشان أبيه ي...و لكنها توقفت عن الكلام عندما رأته..تفاجأت و بشدة...فهي لم تتوقعه أبداً...و لم تتوقع هذه الردة منها..فهي لم تصرخ..و لكنها كانت هادئة..نعم هادئة و بصورة غريبة.!!

جرت كرسيها المتحرك لتبتعد قليلاً و تتوقف في منتصف الغرفة...قالت له و بهدوء..\وش اللي جابك؟!
قال وهو يدخل يديه في جيوب بنطاله... و لكم كانت تعشق هذه الحركة منه...اقترب ليجلس على ذلك الكرسي المقابل لها في الغرفة...\جيت عشان نتفاهم..

قالت و هي تبعد نظرها عنه..\ما بينا تفاهم..!!

محمود \و أنا طلاق ما رح طلق..!!

صمتت لوهلة...ثم قالت له..\كفاية...خلاص كفاية ظلمك لي...انت ما تبيني يا محمود و ما تحبني و لا عمرك حبيتني...فلا تظلمني أكثر من كذا و طلقني...
محمود \لا تتخذين قرارات و تبنين تحليلات من نفسك...
روح و بألم...\هذي التحليلات يا أستاذ يا الدكتور النفسي..ماهي من راسي..هذي من مواقف..من حياتي معاك لثلاث سنوات ...ثلاث سنوات أنا ما لقيت فيها منك شي غير البرود...ما حسستني بشي غير البرود...و كأنك متزوجني لمجرد الشفقة و لا غير...متزوجني عشان تحس بروح البطولة و إنك ساعدت طفلة معاقة...أشفقت عليها...و ياليتها لو كانت شفقة زي الخلق و الناس...لا هذي شفقة بنكهتك انت و بس...

شفقة بنكهة البرود..!!!

صمتت لوهلة لتردف...\ و شفقتك أنا مابيها..ماني ناقصة شي و الحمد لله...
قال لها بإصرار..\أنا ما تزوجتك عن شفقة يا روح...و لا تتكلمين عن شي انتي ما تدرينه؟!!
قالت له و بقهر لا حدود له...\ شنو اللي أنا مدري عنه؟!...قولي؟!..فهمني يمكن أكون غلطانة فشي؟!...
صمتت لوهلة ثم أردفت وسط شهقة كانت تحاول جاهدة كبتها...\
محمود...من قبل لا تتزوجني و انت ما تحبي..بس كنت متأكد مية بالمية إني أحبك و أموت فيك..كنت واثق من هالشي...كنت تاخذني دايماً على إني طفلة صغيرة متعلقة فيك...و تعاملني على هالأساس...و هذه غلطتي احتمال لأني من يوم يومي شفافة و اللي على قلبي يكون ظاهر و واضح وضوح الشمس...

تعاملني كني قطعة أثاث فهالبيت..تدري..أنا قبل زواجي منك كنت طفلة بريئة و ساذجة..إيه كنت ساذجة...

بس كنت مرتاحة...كنت مبسوطة...كنت فرحانة..

بس الحين..؟!!

صمتت لوهلة ثم أردفت...\ تدري...أي واحد حياته قبل الزواج بتتغير تماماً بعده..و بيغير إشيا كثيرة عشان اللي معاه...بس انت قبل الزواج مثل بعده..و ما كلفت نفسك إنك تغير ولا شي فنفسك عشاني.ما حطيت لي أي حساب فحياتك...أنا كنت مجرد شي هامشي...بيجي في الترتيب بعد حياتك و شغلك...
تأمل أرضية الغرفة...قال لها بهدوء..\خلاص..خلصتي كلامك..

هنا قد وصلت حدها منه..!!

و من بروده..!!

و من تعامله الجاف معها..!!

قالت و بصرخة..\لااا تقوووولييييي خلاص..لا تقولي خلصتي لأني لو ظليت أحكي عن ظلمك لي ما رح أنتهي لين ما ربي يستلم أمانته...لا تتصرف معي بهالطريقة...بهالبرود و كنك تتكلم مع مريض في عيادتك..أنا مااااني مريضة عندك...أنا إنسانة لها حقوق علييييك !!
و هالحقوق بتنتهي...بس تطلقني...و تروح تقضي زواجك أو أي شي يخصك..
قال وبنفس هدوئه المستفز...\الزواج ما تم و ما رح يتم...
تفاجأت من جملته...كانت تريد أن تستجوبه أكثر في هذا الخصوص...

ما الذي قد حدث؟!
و لماذا؟.!
و هل يكذب عليها فقط؟!
و لكنها فضلت ان تحجب نفسها عن كل هذا...قالت و بغضب...\و أنا وش بسوي بهالمعلومة...ها؟!!..قولي وش بسوي؟!..مفترض أفرح و أقولك خلاص..مدام الزواج ماتم فكل شي تمام بينا..

محمود \روح..هالأسلوب ماهو أسلوب للكلام..
روح \وش هو الأسلوب اللي تبيه؟!...
محمود \متى تعلمتي هالأسلوب الإستهتاري؟!!
روح \تعلمته منك يا أستاذ...
تأملها لوهلة ثم قال..\صرتي لابسة ثوب ماهو لابق لك...
روح..\كذا أريح لي...التفتت للجهة الأخري...\لو سمحت...مالي كلام ثاني معاك...!!


*****************************


في اليوم التالي...
القصر...
المجلس..


قال بصوت فخم يحمل من القوة و الهيبة ما يحمل..!!
...\يا أبو يسار...حنا أهل البنات و لنا حق فيهم مثل ما هي لها...
صمت قد حل بين الرجلين اللذان كانا يشاركانه الجلسة...أحدهما حانق لظهور هذا العم المفاجئ للبنات..
و الآخر كان هادئاً نوعاً ما...قال وهو يمرر تلك المسبحة على أصابعه...\بس انتم من يومكم ما سألتوا عن البنات..وش اللي يخليكم تبونهم الحين؟!
اعتدل في جلسته ليقول بهدوء محكم...\الوالدة توفت قبل لا تشوفهم...و الوالد يبي يشوف أحفاده قبل لا يفارق هو كمان..و ماهو من حقها تمنعهم من جدهم...
قال خالد بضيق..\اعذرني يابو محمد...بس توكم تذكرتوهم؟!!..ولي...
و لكن قاطعه عبدالرحمن بهدوء وهو يحاول أن يوقف هذا الجدال الذي كان على وشك أن يبدأ..\خااالد...الراي الأول و الأخير بيكون رأي أمهم...هي اللي بتقرر..روح يا خالد ناد على أختك..
توقف خالد لوهلة وهو يحس بأن غضبه يتزايد أضعافاً أضعافا و لكنه كان يحاول جاهداً كبته...ليكرر عبدالرحمن طلبه..\خالد...روح ناد أختك..خلينا نسألها...


********************


في نفس الوقت...
القصر..
الطابق العلوي...

مررت يديها بخفة على شعر تلك الصغيرة الجالسة على حجرها...لتقول بإبتسامة..\خلاص الحين صار شعرك يتقابل...بعد ما كنتى عافسته وكنه صايرة فوقه حرب...الحين ممكن تتفرجي على المسلسل...
أطاعتها تلك الصغيرة وهي تمسك ضفيرتاها بيديها لتتوجه و تجلس بالقرب من أختها ملك على الأرضية أمام التلفاز..لتقول لهما صبا..\بنااات قوموا و اقعدوا زي الناس على الكرسي...لا تقعدوا قدام التي في كذا...بتعموا..
قالت لها ملك بعناد..\ما رح نعمىىى...نبي نتفرج على سبونج بوب...!!
قالت لها صبا بتحذير..\مللللللك...لو ما قمتوا رح أقفله...
لم تعيراها أي انتباه لتقوم من مكانها و تقترب من التلفاز لتضع اصبعها على ذر التلفاز...و بنبرة تهديدية...\واااااحد...اثنييي� �ين...ثل...و لكن قبل أن تكملها قامت الصغيرتان بسرعة و هما تصرخان..\خلااااص...خلااااص...� �ا تقفليه...

ابتعدت عنهما لتجلس على الكرسي البعيد و هي تتأمل فيهما...و ها هي ترجع لأفكارها مرة أخرى...

كيف...و متى..و من أين أتى هذا...

السطّام..!!


آخر مرة قد سمعت عنه فيها لا تكاد تذكرها...ربما قبل سنوات عديدة..فعلاقته بفهد لم تكن جيدة..علاقة فهد بجميع أهله لم تكن جيدة و ذلك لعدم رغبتهم بالزواج منها...لم تكن لهم أية علاقة بها أو ببناتها فلماذا يودون أن يقحموا أنفسهم في حياتها الآن؟!
و ما السبب؟؟!!

فقد مضى على وفاة فهد أكثر من خمس سنوات...
أتذكروا الآن فقط أن لهم أحفاداً؟!
أتذكروهما الآن؟!
و بكل وقاحة يهددون بأخذهما؟!!
لن تسمح لهم بمجرد التفكير في الموضوع...ولو اضطرت لفعل أي شئ..أي شئ أياً كان...
فعندما يصل الموضوع لصغيرتاها فبإمكانها فعل أي شئ من أجلهما...
تأملتهما لوهلة ثم انتقلت بنظرها لصغيرة خالد..وجد..

سمعت صوت طرق على باب جناحها...قالت وهي تعتدل في جلستها..\أدخل..
دخل خالد ليقف عند الصغيرتان ليقبل كلاً منهما و هو يقول بإبتسامة..\كيييفهم حبيبااات خالهم...
أسرعتا لتحتضناه و تقولا..\بخيييير..و رجعتا بسرعة لتتابعا مسلسلهم المهم جداً في نظرهما..
هذا الموقف لوحده جعلها تشتاق ليسار و بشدة...!!
فليس هنالك من يعرف التعامل معهما أكثر من يسار..و لكم أتعبتاها في السؤال عنه و في كل مرة كانت تختلق لهم عذراً جديداً لغيابه...دون ذكر السبب الذي يؤلمها و بشدة...مع أن خالد لا يقصر أبداً معهما و يحاول فوق طاقته...
اقترب خالد منها ليقول..\عبدالرحمن يبيك في المجلس...
قالت و بإستغراب..\في المجلس؟!...ليش؟!
خالد بهدوء وهو يتوقع ردها جيداً...\أخوه للمرحوم...تحت و يبي يتكلم معك بخصوص البنات..
قالت بغضب..\أنا ماعندي كلام..و ما عندي شي أقوله..
قال لها خالد بتفهم..\صبا أنا فاهم موقفك و كل شي بس انتي لازم تعطين الرجال فرصته...وهو عمهم مثل مانتي أمهم..

صبا بحزم \خالد تصرفوا معاه انتم و خلوه يروح..
خالد \عبدالرحمن يبيك تقولين رايك قدام الرجال...تأملها و هي تنقل بصرها لصغيرتاها بخوف..يعلم مدى خوفها في هذه اللحظة..و يعلم مدى تعلقها بصغيرتيها...اقترب منها و أحتضن كتفها بذراعه و طبع قبلة خفيفة على رأسها في محاولة منه لطمأنتها..\لا تخافين..ما بيصير إلا الخير و اللي ربك كاتبه...ابتعد عنها و قال..\يلا البسي و انزلي...

[/


**روووح** غير متواجد حالياً