عرض مشاركة واحدة
قديم 26-05-13, 10:55 PM   #2

زهرة نيسان 84

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية زهرة نيسان 84

? العضوٌ??? » 297166
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,229
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » زهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني

تم وضعي بغرفة معتمة تفوح منها رائحة الرطوبة ، المقعد يقسم ظهري لنصفين و أمامي طاولة خشبية مليئة بالشظايا ، لازال قلبي يهدر بعنف و أنفاسي تقاتل للدخول و الخروج من صدري ، أغلقت عيناي مرةً تلو الأخرى ،عسى أن تنمحي صورة جسده و دمائه من أمامي و لكنها أبت أن تفارقني ، و رائحة دمائه عالقه بي تُأكد أنه رحل .
**************
جلستُ الى جانب الأستاذ وليدبسيارته الرياضية و أنا أتمنى بسري لو أنني تبعته بسيارتي ، خاصة بعد اصطدامي المحرج به و سقوطي على صدره كحمقاء لم تتعلم المشي ، أشعر بأن رائحة عطرهِ علقت بي ، و لازلت حائرة بنظراتهِ تلك !!! لِما كان يحدق بي بهذهِ الطريقة ؟؟ لم تكن بنظرات عادية و لا حتى متعجرفة ، لقد كان ينطق بهما بأمرٍ مخيف و غامض ، لا أشعر بالراحة معه ، إنهُ يخيفني حقاً .
نظرت ناحيتهُ بطرف عيني ، يا لها من بداية ليومٍ تخيلته مميزاً.. شجار مازن مع أبي ، و تلك ال هلاالمتعجرفة و الآن الأستاذ الوسيم الذي يعتقد بأنه ملك العالم ، حتى هو لم يتنازل بتعريفي عن نفسه ، قليل الذوق !!
نظرتُ ناحية النافذة بجانبي أتشاغلُ عنه ، أخذت أفكر بعشاء الليلة المقام على شرف بسام، حاولت أن أستجمع ذكرياتي عنه ، لقد غادر منذ ستة سنوات للولايات المتحدة ، لا أذكر الكثير عنه ، فقد كان دائم الغرق بالدراسة ، أعتقد أنه بلغ ٣٠ عاماً الآن، درس الطب هنا و تخصص بأمريكا و الآن يعود كطبيب لجراحةِ الأعصاب، خالتي قالت أن المشفى بأمريكا و مشافي أخرى قدمت له عروض عمل مغرية ، لكنه طلب بعض الوقت للتفكير و العودة للوطن .
عُلا إبنة خالتي الثانية و منذ الطفولة متيمة به ، كانت تلاحقه كظله ، لن أنسى بكائها الجنائزي يوم سفره ، هي الان تعمل كصحفية ، لقد تغيرت شخصيتها كثيراً ، و لكن حبها ل بسامبقي الحقيقة الثابتة المعروفة للجميع ، و موضوع زفافهما يتم طرحه بكل تجمع للعائلة .
فجأة …. شعرتُ بالسيارة تكاد تُقلب رأساً على عقب بعد أن قام وليدبضرب المكابح بصورة مجنونة ، تمسكت بمقعدي خوفاً و جزعاً و صرخة الرعب تصدح من حنجرتي .
حدقت بوجهه معقودة اللسان و هو يجمع ملفاته و قد أظهرت إبتسامته الساخرة أنه قد قصد إيقاف السيارة بهذهِ الطريقة ، أخذت أجمع أغراضي بصمتٍ و يداي ترتجفان أتمسك بالرداء الأسود كيومي ، لكن لا ، كيف يمكن أن تمر دقيقة واحدة بسلام مع هذا المجنون .
-أتركِ هذا الرداء الذي تجرينه خلفك ، لن تستعمليهِ قبل ستة أشهر ، و أشك أن الأستاذ عمادسيسمح لكِ بالترافع أمام المحكمة ، العذر منكِ ، لكن أنتِ لا تبدين جديرة بالثقة .
حدقت به بذهول ، لا أفهم سبب معاملتهِ الجافة تلك ، أنا لم أتعرض له بكلمة ، هو حتى لم يسمع صوتي حتى الآن ، لم أشعر بالغضب كما الآن ، أرغب بدق عنقهِ ، قلتُ بصوتٍ حاد و أنا أوشك على انتزاعِ إبتسامته الساخرة بيدي :
-توقف توقف هل أنت فاقد العقل و الأدب ، كيف تتجرأ على معاملتي بهذهِ الصورة الوقحة ، تتكلم معي بطريقة تليق بزميلة مستقبلية لك ، أو على الأقل كإنسانةٍ يجب عليك احترامها ، أنا لم أطلب منك أن تدربني و لو علمت أن مصيبتي ستكون معك ، لطلبت التسجل بمكتبٍ فاشل بدلاً من هذا العذاب
شعرت بأن صوتي قد جرح من شدة الغضب و التوتر ، لكن هو لم يهتز ، بقي ينظر إلي بذات النظرة الساخرة ، لكن فجأة اقترب بجسده مني و قد أجبرتُ على التراجع حتى التصقت بالباب خلفي ، قال و هو يميل رأسه قليلاً :
-إذاً أنتِ تمتلكين لساناً و لسان طويل حاد كالسيف ، اسمعيني صغيرتي، المحامي الحقيقي يحسن الدفاع عن نفسهِ و عن غيرهِ بكل هدوء و اتزان ، و يقابل استفزاز غيره ببرود و عدم مبالاة ، لا تسكتي عن حقك لكن لا تغضبي .
حدقت به بفمٍ مفتوح ، لا أصدق هذا الرجل !!! هل كان يهدف بتصرفاته هذهِ تلقيني درساً ما ، ما هذا الأسلوب المجنون ؟؟!!!! لو كنت أحمل سلاحاً لقتلته !!
مدّ سبابته ناحية فكي يغلق فمي قائلاً بتهكم :
-لكن أعطيكِ بعض النقاط لعدم بكائك.
خرج من السيارة و أنا أحاول كبت دموعي ، ممنوع علي البكاء أمامه مهما كان السبب ، أردت أن أخرج و لكن تفاجأت به يفتح الباب بجانبي يقبض على ذراعي بقسوة جعلتني أتألم بشدة ، دفعني بعنف ناحية السيارة و هو يصفق الباب دون أن يحرر ذراعي ، أمسكت كفه أحاول إبعاده عني :
-أُترك ذراعي ، كيف تجرأ على لمسي يا ….
قاطع كلماتي و هو يقول بصوتٍ أجوف جعل قلبي يتوقف للحظة :
-صوتك هذا لا ترفعيهِ بوجه أستاذك مرة ثانية ، هل تفهمين ؟؟
حرر ذراعي و هو يخطو ناحية المحكمة و قد تركني خلفهُ أحاول السيطرة على ارتجافي و على دموعي التي حبستها بمعجزة ، حدقت بظهره و هو يبتعد عني ، أسرعت الحق به و أنا لا أفهم ما يحدث !!! لما دخلت المحكمة خلفه كنت أعدو عدواً حتى لا أضيع منه ، و كل حماستي تكسرت على صخور قسوته و تصرفاته التى لا أفهمها .
رحلةُ العودة كانت صامتة ، لم أرفع عيني ناحيته للحظة و أنا أفكر بالإنسحاب من كل هذا ، إنه شخصٌ غير سوي .. مجنون ، هل يفعل كل هذا لإجباري على ترك مكتب الأستاذ عماد !!!
لا ، لا يمكن ، و لكن لما ؟؟ لما ؟؟
وصلنا الى المكتب أخيراً ، و قد توهمت أن رحلة تعذيبي قد انتهت ، دخل هو لمكتبه الخاص و بقيتُ واقفة بوسط مكتب السكرتارية كالبلهاء ، و نظرات هلاالساخرة تزيد من مقتي
أطل وليدمن باب مكتبه ليقول بصوتٍ عالي جعل كل من في المكتب يراقب وقوفي المثير للشفقة:
-أنتِ لا تنتظري مني دعوة خاصة لكل تحركاتك؟!! أدخلي
إنصاعت قدماي لِأمره لأدخل مكتبهُ سريعاً دون تفكير وقفت أمامه و قد عاد ليجلس على مقعده الجلدي خلف مكتبه الفاخر يطالع ملفاً بين يديه ،يتجاهل وجودي تماماً
فكرتُ بأن بقائي هنا ضرب من الجنون ، لما لا أرحل و لينتهي كل شيء بهذه اللحظة ، سأتصل بالأستاذ عمادو أخبره بأنني لا أرغب بالتعامل مع هذا الوقح ، إستدرت لأغادر و لكن لا أعلم متى نهض ذلك المتخلف من مكانه و سدّ طريق الباب علي بجسده الضخم يستند عليه داساً يديه بجيبه كما لو كان بجلسة تصوير
-لا أصدق أنك أنتِ سلمى أحمد يوسفالتي أثارت إعجاب الأستاذ عماد، هل تستسلمين من اليوم الأول لكِ ؟
تمسكتُ بحزام حقيبتي أنشد بعض القوة و أنا أقول بحزمٍ خائب :
-إبتعد من أمامي الآن ، أريد المغادرة .
تقدم ناحيتي و هو يرفع يديه ناحيتي قائلاً بأسلوب مسرحي :
-هل أنتِ سلمي أحمد يوسف ذاتها ؟؟ ، الأولى على دفعتها ، و التي حققت مراكز متقدمة بمسابقات الجامعات بأبحاثها المتميزة !!! هل هي أنتِ حقاً ؟؟
وقف أمامي تماماً و قد أصبحت قدمي كطودٍ مثبت بالأرض غير قادرة على الحركة ، هو يعرفني و قد طالع سيرتي الذاتية التي قدمتها للأستاذعماد، عدتُ أقول له بضعفٍ و قد أصبحت دموعي أقوى من مقاومتي و أنا أهرب من عينيه أحدق بصدره الذي يسد طريقي :
-دعني أذهب ، أرجوك
-لقد علمت أنك ضعيفة الشخصية ، و هذا المكان لا يناسبك أبداً .
أصبح بكائي ضرورة لا مفر منها بدلاً من أنأتسبب لنفسي بسكتةٍ قلبية أو جلطة بالمخ ، غطيتُ وجهي بكفي و قد انحدرت دموعي بخزيٍ و عجز و حقيبتي سقطت أرضاً و قد تبعثرت محتوياتها ، سمحت لقدمي أخيراً بالإنهيار على الأريكة خلفي .
بكيتُ بصمتٍ و جسدي يهتز مرغمة ، كيف يمكن الآن أن أواجهه من جديد ، تباً له هو السبب بهذا الموقف المخزي ، سأنهض من مكاني و أخرج دون أن ألتفت إليه للحظة
-خذي هذا و امسحي دموعك
شعرت بشيءٍ خفيف يلقى على حضني ، أنزلت كفي عن وجهي أحدق بمنديلٍ قماشي أخضر اللون مثل الذي كان جدي يستعمله ، رفعت عيني بحرص لأجد وليدقد انحنى أرضاً يُمسك حقيبتي يجمع ما تناثر من أغراضي على أرض المكتب ، مجنون !! كيف يمكن أن ينقلب من النقيض للنقيض بجزءٍ من الثانية .
رفع عينيه فجأة لأعلق بعينيه العسليتين ..نعم هما عسليتان صافيتان ، كيف توهمت سوادهما عندما اصطدمت به صباحاً و عندما أمسك بذراعي أمام سيارته !!!
حاولت الفكاك من نظراته التي أصبحت أكثر رقة و حناناً ، أكد أقسم بأنه نادم على ما فعله معي ، هو يعتذر مني بعينيه !!!! و شيء ثاني هو هو هو ماذا ؟؟ أنا لا أفهم !! ما الذي يريده مني .
إرتفع رنين هاتف مكتبه ليقطع هذه اللحظة التي طالت ، أسرع ينهض عن ركبته واضعاً حقيبتي على طاولة المكتب يجيب الهاتف و أنا أسرعت بمسح وجهي بمنديله القادم من حقبةٍ مختلفة ، من ثم وقف أمام الباب يقول بتوترٍ هارباً من عيني :
-يمكنك استعمال حمامي الخاص لتغسلي وجهك ، سأطلب لكِ فنجاناً من القهوة بعد أن أتحدث للأستاذعماد، لقد طلبني
غادر سريعاً كما لو أن الهروب أصبح دوره الأن ، وقفت و أنا أشعر بالضياع ، هذا أغرب يوم عشته ، لن أصادف يوماً مثله ، ذلك المتخلف ، دخلت الحمام لأُصدم بمنظري و قد ساح الكحل ملطخاً وجهي كدب الباندا .
غسلت وجهي سريعاً و خرجت خاطفة حقيبتي و قد غادرت المكتب دون أن أنظر خلفي



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 01-03-17 الساعة 09:59 PM
زهرة نيسان 84 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس