لا شيء بداخلك يانديم سوى الخواء ..
خسارة تلو أخرى جعلت من روحك صحراء يكافح العود الأخضر فيها من أجل الحياة ..
ها أنت يانديم تقف صغيرا خائفا أمام مشاعر آدمية وقد بدأت خسائرك الجديدة تتوالى متتابعة ..
تعاقب فارديا لذوبانها وإستمتاعها .. ترا فيه هزيمة لك كما هو هزيمة لها ...
طبعا .. أنت تكره نفسك .. تكره نديم .. ولهذا على فارديا أيضا أن تكرهك ..أن يكون إنكسارها بعيد عن شخصك وذاتك ... أمرك عجيب !
هي المرة الأولى لحديثك .. ومع هذا لم تتمكن من الوصول لبوابات روحي ..
مازلت رافضة لك .. لأفعالك .. لجنونك .. الأمر فلت منك .. لم يعد ثأر تقتصه من عائلة النجار بل هو شيء قبيح لا اجد له مسمى ..
حقا بحثت لك عن مبررات لكني حتى الآن لم أجد ..
الآن هناك صحوة سببها إنهيار فارديا ... لكن .. كم ستدوم صحوتك الغادرة لضميرك المغيب خصوصا إذا ظهر صلاح في الصورة ..
فارديا من أحلها من حبلها .. هل هي غريزة البقاء دفعت في شرايينها طاقة للتحرر والتشبث بالحياة .. أم كان هناك من ساعدها ..
من حديث نديم مع نفسه هو يعرف غابته كما يعرف كفه ..
أي أنه واثق من عدم وجود وحوش .. فقط وحوش الخوف والرعب التي تدفعنا لتخيل ماهو غير موجود فعلا ..
وربما هذا ماحدث للعمة المجنونة أماني حين فقدت عينيها ...
ساري .. لقد إستطاعت أسما التغلغل لما تحت جلدك ..
باتت لك وسواسا يؤرق يقينك بعدم وجود نساء عفيفات ..
وأنت الآخر كما نديم بدأت خيوط اللعبة تفلت من يدك ..
ولهذا أصبحت طريقة عقابك لأسما هي فقط بتقبيلها .. بوحشية .. وأنت تعلم أنك إنما تعاقب نفسك ...
حوار غروب ونديم .. حوار ألغاز فهمه كل منهما بلا إيضاح .. وكم بدت غروب عملاقة ونديم قزما ... شعرت بأن حزن غروب قد أغرق الفصل وطغى على حزن فارديا ولوتس ...
أشعر أنها ستلجأ للطبيب حمزة .. وأنها ستوافق على خطبته .. وحينها يالها من مواجهة بينها وبين نضال أعمى البصيرة ...
صلاح .. إختلاجاته أعادتني لـ(مرت من هنا) وما أروع لحظاتها ..
لم يسأل لوتس عن هويتها ؟ بل كان سؤاله عن إسمها ..
بإنتظار لقاء الجبابرة ...
راااائعة كعادتك بلو .. أمدك الله بالصحة وغزارة الإلهام