عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-13, 04:03 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



جلست ام عساف على المقعد الحجرى وراحت تحدق بالمياة الرقراقة العذبة المتدفقة من ميزاب عين الحلوة

وغرقت ام عساف فى لجج الذكريات الافلة البعيدة المدى العميقة القرار واخذت الدموع تترقرق فى عينيها وقد عصفت بها تلك الذكريات المؤلمة الرهيبة فاثار دمعها دهشة الصبايا الباسمات الهانئات واستغربهن
فتساءلن : ما بها ام عساف ؟؟؟؟؟؟ ماذا دهاها ؟ ولماذا يترقرق الدمع فى عينيها !. . . . . .

وخيل اليهن ان الشوق الى ابنها عساف المعين فى النوى والبعاد اهاج حنينها ودفع بالدموع الى عينيها فاحطن بها
يسالنها : مابك ياام عساف ؟؟؟؟؟؟؟؟ . . . . انك لتبدين شديدة الاسى , بعيدة الالم عميقة العذاب

وهى تمسح الدمع المترقرق فى عينيها بكفيها : لقد عادت بى الذكريات الى تلك السنين الافلة البعيدة البعيدة البعيدة فتذكرت يوم كنت فى عمركن ويوم كان هذا المكان العامر اليوم بالحياة حقلا قفرا اجدب لا ماء فية ولا نضار ولا خضار يومذاك لم يكن ثمة هنا عين اسمها " عين الحلوة " ولم تكن هناك فى القرية حدائق وجنائن وبساتين يومذاك كانت قريتنا عطشى وكنا فى القرية نتوق الى نقطة ماء نبلل بها شفاهنا

فلمعت الدهشة فى العيون الناعسات وتساءلن : الم تكن قريتنا تنعم بروعة الجنائن الخضراء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ام عساف : لالالالالالالالا
فعدن الى التساؤل : وهل كانت القرية تفتقر الى المياة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ام عساف : اجل ياحبيباتى لم يكن ابناء القرية يومذاك منذ سنوات بعيدة قد توصلوا الى العثور على المياة فى هذا المكان المشرف على القرية

قالت احدى الصبايا الحميلات : وكيف توصل اجدادنا ابناء القرية الى العثور على المياة واقامة عين الحلوة هنا فى هذة الارض الباسمة الخضراء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فاجابت ام عساف : قصة عين الحلوة قصة طويلة مؤلمة دامية ؛ قصة تنطوى على كل مافى الارض من تضحية وبذل وعطاء
فاقتربت احدى الفاتنات من ام عساف متسائلة : وما هى قصة " عين الحلوة " هذة ياستى ام عساف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قالت العجوز ؛وهى تمسح الدمع المترقرق فى عينيها : قصة عين الحلوة يا ابنتى هى قصة الحب والوفاء والاخلاص ؛ قصة الالم والشوق والتضحية والدموع
قالت صبية جميلة : هل لك ان تقصى علينا هذة القصة ياستى ام عساف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فعادت ام عساف تمسح الدموع التى بدات تتاهب للانحدار على وجنتيها لتقول : منذ امد بعيد؛ منذ سنين طوال لم يكن عندنا فى هذة القرية ماء تروينا وتروى ارضنا العطشى ولم يكن فى الضيعة جنائن خصبة ولا بساتين خضراء وارفة الظلال ؛ ولا كان لدينا مواسم كرز واجاص وخوخ ودراقن وتفاح
فهمست احدى الفتيات : وكيف كان ابناء القرية يكسبون رزقهم ؟؟ . . . . واى مواسم كانت مواسمهم ؟؟؟
قالت ام عساف : كان موسمنا الوحيد ؛ موسم الحرير .
كانت ارض الضيعة مغروسة كلها باشجار التوت . وهى اشجار لا تحتاج الى المياة ؛ وكان موسم الحرير ؛ موسم القز ؛ يكفى ابناء القرية ويزيد ؛ الا انهم بحاجة قصوى الى المياة
احد الصبايا : الم يكن ثمة نبع او جدول او عين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ام عساف : لا . لا ياابنتى لم يكن لدينا نقطة ماء
احد الصبايا : ومن اين كان ابناء القرية يستقون ؟؟؟؟؟؟؟؟
ام عساف : فى فصلى الشتاء والربيع كنا نستقى من البئار . كان ثمة فى القرية بئار عدة . فى كل حى من احياء القرية كانت هناك بئر ؛ وخلال فصلى الصيف والخريف ؛ كنا نحن صبايا القرية نحمل جرارنا ونسير زهاء ساعة لنملآ الجرار من " عين الشير " فى القرية المجاورة
فازدادت الصبايا دهشة واستغرابا ؛ لقد كانت صبايا القرية منذ عشرات السنين يسرن زهاء ساعة ليملآ جرارهن من " عين الشير " فى القرية المجاورة . يالهن من تعيسات بائسات . . . . . جداتهن شقين وتعذبن وعانين مرارة التعب والارهاق ؛ اما هن ؛ صبايا القرية اليوم ؛ فينعمن بالراحة والهناء . مالهن الا ان يسرن دقائق قليلة ليلصلن الى عين الحلوة ويملآن جرارهن . . . هذا فضلا عن ان مياة الرى تغمر جميع انحاء القرية وتحول ارضها الطيبة المعطاء الى جنائن نضرة ؛ وبساتين مثمرة ؛ وجنائن غناء

وعدن الى ام عساف يسالنها ان تقص عليهن قصة عين الحلوة ؛ ويلححن فى السؤال ... الا ان ام عساف لم تجبهن الى سؤالهن .......
قالت : قصة عين الحلوة قصة طويلة يا حبيباتى ...... لن استطيع ان اروى لكن تفاصيلها فى دقائق قليلة
قالت احد الصبايا : ولكن الا تستطيعين ان تخبرينا الان كيف اصبح للقرية عين مثل هذة العين العذبة المياة اسمها " عين الحلوة "
فنظرت العجوز الشمطاء الى الافق البعيد من خلال الدموع المترقرقة فى عينيها وهمست : اصبح للقرية عين اسمها عين الحلوة ؛ بفضل الحلوة . . . . بفضل " نجلاء " الحلوة التى ضحت وتعذبت وتالمت و ..............

وخنقتها العبرات ؛ وبدات الدموع تتدحرج على خديها المجعدين اللذين حفرت السنون فيها اخاديدها ؛ وهى اخاديد كالسطور تنطوى على اساطير وخفايا واسرار
وادركت الصبايا ان هناك ماساة وراء قصة عين الحلوة ؛ فازددن رغبة فى الوقوف على تلك القصة .

واقتربت احداهن من ام عساف هامسة : يبدو ان قصة هذة العين مؤلمة دامية يا ام عساف
فاومات ام عساف براسها مشيرة بالايجاب ؛ وهى تمسح الدمع المنهمر على خديها
وهمست : كلما استعدت فى مخيلتى ذكريات تلك الايام الافلة البعيدة اهاجنى الحنين ؛ وهزنى الشوق واثار فى الالم ليدفع بالدموع الى عينيها . لذلك فانا احاول دائما الابتعاد عن تلك الذكريات الرهيبة
وعدن الى الالتفاف حول ام عساف هاتفات : نريد ان نقف منك يا ام عساف على قصة عين الحلوة
ام عساف : الان؟؟؟؟؟؟؟؟؟........... لا ............. ساروى لكن هذة القصة يوما . . . . . .
ولكن ليس الان وهمت ام عساف بالوقوف حاملة ابريقها لتعود بة الى منزالها القروى ؛ الا ان احدى تلك الصبايا اقتربت منها هامسة فى اذنيها : الست " كنتك " اى عروسة المحروس عساف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. . . . .
فتمتمت ام عساف بلهجتها القروية : " تسلمى كنتى "
....... : وهل ترضى ام عساف بان تكون كنتها على غير علم بقصة عين الحلوة ؟؟؟؟؟ . . . . . .
ام عساف : يا ابنتى . . . . . . . انا ساروى لكن قصة عين الحلوة
....... : متى ؟؟؟؟؟ . . . . .واين ؟؟؟؟؟؟ . . . .
ام عساف : غدا . . . . . غدا فى المنزلى
....... : لا . . . . . نريد ان نقف الان على هذة القصة
ام عساف : ولكنها قصة طويلة ؛ قد يحتاج سردها الى يوم كامل ؛ وربما استغرق اياما
....... : لا باس . . . . . فلنبدا الان بالاستماع الى هذة القصة . ثم تكلمين لنا سردها غدا
وارغمتها على الجلوس
فجلست على المقعد الحجرى
وراحت تحدق بالافق البعيد وكانها تريد ان تقرا فى صفحة الافق البعيد المدى ؛ الفسيح الارجاء ؛ تفاصيل قصة عين الحلوة
وساد الصمت ارجاء المكان ؛
وعلقت عيون الصبايا الجميلات بالعجوز الشمطاء يرقبن الاستماع الى القصة الدرامية وطال صمت ام عساف ؛
وطال معة انتظار الفتيات حتى كاد صبرهن ينفذ
وكان نسيم الصباح العليل يداعب اغصان الاشجار الوارفة الظلال ؛ فنبعث منها خفيف اشبة بهمسات العشاق المتيمين ؛
ونغمات المياة الصافية المتدفقة من ميزاب العين على قوة واندفاع ؛ تقع فى الاذان كانات الناى ؛
واشعة الشمس التى بدات تبزغ من وراء الجبال تكسب ذوبها على شعر الصبايا كحفنات من الذهب اللامع فتزيدة فتنة وجمالا
واخيرا . . . . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وبعد صمت طويل بدات ام عساف تروى " لكناتها " الجميلات قصة :
" عين الحلوووووووووووووووة "



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس