عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-13, 08:13 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العشرون


كبرياء السيد دارسي


كانت إليزابيث جالسة بمفردها في الصباح التالي تكتب إلى جاين, بينما خرجت السيدة كولينز وماريا إلى القرية. سمعت قرعا على الباب وكانت تضع الرسالة جانبا عندما فتح الباب, ولدهشتها العظيمة, دخل السيد دارسي الغرفة.

بدا مدهوشا أيضا حين وجدها بمفردها, فاعتذر قائلا أنه اعتقد أن كل السيدات في المنزل.

ثم جلسا وبدا لهما خطر الصمت التام. فكان من الضروري جدا التفكير في شيء ما يقولانه. وأخيرا قالت إليزابيث: "كم كانت مغادرتكم نذرفيلد مفاجئة في تشرين الثاني(نوفمبر), يا سيد دارسي. آمل أن السيد بنغلي وشقيقتيه كانوا على ما يرام عندما غادرت لندن".

"أنهم في أفضل حال ـ شكرا لك".

لم تتلق أي جواب آخر ـ فأضافت بعد توقف قصير: "سمعت أن السيد بنغلي لن يعود إلى نذرفيلد ثانية".


"لم أسمعه أبدا يقول ذلك. لكن من المحتمل أن يمضي وقتا قصيرا هناك في المستقبل, لن أستغرب إن هو ابتعد عنها".


وعندما لم يكن لدى إليزابيث ما تقوله, فقد صممت على أن تترك له مشقة البحث عن موضوع. ناقشا موضوع الرحلة من لونغبورن. وانتهى النقاش بدخول شارلوت وشقيقتها. أدهشهما وجود دارسي بمفرده مع إليزابيث. فشرح السيد دارسي الخطأ الذي ارتكبه, ثم غادر بعد أن جلس لدقائق قليلة من دون قول الكثير لأحد.



قالت شارلوت عندما رحل: "ماذا يمكن أن يعني ذلك؟ لا بد أنه واقع في حبك يا عزيزتي إليزابيث, وإلا لما قام بالزيارة على هذا النحو".


لكن عندما تحدثت إليزابيث عن صمته لم يبد ذلك محتملا. وبعد عدة تخمينات اتفقن أخيرا على أنه أتى لأن ليس لديه ما يقوم به. فالرجال لا يمكنهم ملازمة البيت دائما. كان من الواضح لهن أن الكولونيل فيتزوليم أتى لأنه استمتع برفقتهن. ذكرت إليزابيث بالشاب المفضل لديها سابقا, جورج ويكهام. كان أقل جاذبية من ويكهام, لكنها شعرت بأنه يتمتع بذكاء أفضل.




أما مجيء السيد دارسي المتكرر إلى البيت فكان من الصعب أكثر فهمه. لا يمكن أن يكون بسبب رغبته في الرفقة, طالما أنه غالبا ما جلس هناك لمدة عشر دقائق من دون أن يفتح فمه. إنه نادرا ما بدا أنه يمتع نفسه. وقد سخر منه الكولونيل فيتزوليم وقال أنه لم يكن متبلد الحس عادة. ومالت السيدة كولينز إلى الاعتقاد بأنه يحب إليزابيث, لكنها لم تستطع أن ترى أية إشارة على ذلك على الرغم من أنها راقبته عن كثب. فقد نظر طبعا إلى صديقتها كثيرا, لكن غالبا ما ساورها الشك بوجود أي إعجاب في نظرته.



وأكثر من مرة التقت إليزابيث السيد دارسي صدفة أثناء تنزهها في المنتزه. بدا من سوء الحظ أن يظهر دائما, وحاذرت أن تدعه يدرك أنه مكانها المفضل. لذلك كان غريبا أن يحدث ذلك مرة ثانية, وحتى مرة ثالثة. لم يقل الشيء الكثير, ولا هي تحملت مشقة الكلام أو الاستماع إليه.



وذات يوم عندما كانت تتمشى, وهي تقرأ رسالة جاين الأخيرة وتقلق بشأن بعض الملاحظات التي تشير إلى أن جاين لم تكن سعيدة, فاجأها هذه المرة الكولونيل فيتزوليم بدلا من السيد دارسي. فاستدارا وسارا في طريق العودة إلى البيت.


قالت: "هل ستغادر كنت يوم السبت بالتحديد؟"

"نعم _ إن لم يؤجل دارسي ذلك مرة ثانية. فهو يرتب الأمور كما يشاء".

"لا أعرف أي إنسان يستمتع بالعمل كما يشاء أكثر من السيد دارسي".

"إنه يحب أن يعرف طريقه جيدا. وهو قادر على ذلك أكثر من معظم الناس لأنه ثري".

"أتساءل عما إذا كان السيد دارسي لن يتزوج حتى يكون لديه شخص ما مستعد دائما لفعل ما يحلو له. لعل شقيقته تفعل ذلك جيدا في الوقت الحاضر. وطالما هي تحت رعايته, فهو قد يسألها أن تفعل ما يشاء".

قال الكولونيل فيتزوليم: "كلا, بل تلك مشيئة يتقاسمها معي. فأنا أشاركه في الوصاية على الآنسة دارسي".

"هل أنت حقا كذلك؟ هل تسبب لك الكثير من القلق؟ فالسيدات الصغيرات في مثل سنها هن أحيانا غير طيعات".

وفيما كانت تتكلم, رأته ينظر إليها بحدة, وقد أقنعها الأسلوب الذي سأل به بسرعة لماذا ظنت أن الآنسة دارسي يمكن أن تسبب له القلق بأنها اقتربت كثيرا من الحقيقة.


فردت في الحال: "ليس عليك أن تخاف. فأنا لم أسمع بما يسيء إليها. فهي المفضلة لدى بعض السيدات اللواتي أعرفهن, مثل السيدة هارست والآنسة بنغلي".

"أنني أعرف القليل عنهما. فأخاهما هو صديق حميم لدارسي".


قالت إليزابيث: "أوه, نعم. إن السيد دارسي لطيف إلى أبعد حد مع السيد بنغلي ويعتني به كثيرا".

"يعتني به! أجل, إنني أعتقد حقا أن دارسي يعتني به من بعض النواحي. ربما كنت مخطئا, لكنني متأكد تماما من أن دارسي كان يتحدث عن بنغلي".

"ما الذي تقصده؟"

"إن ما أخبرني به دارسي كان هذا فحسب: لقد سر لأنه أنقذ صديقا منذ عهد قريب من زواج غير متعقل. لم تذكر أية أسماء, لكنني أظن أن الشخص لابد أن يكون بنغلي لأنهما أمضيا الصيف معا".

"هل قدم لك السيد دارسي أسباب تدخله؟"

"فهمت أن هناك اعتراضات قوية على السيدة. وقد أخبرني فقط بما أخبرتك به الآن".


لم تعط إليزابيث أي جواب, بل تابعت السير وهي تتفجر غيظا, إلى أن وصلا إلى البيت. وهنالك, منعزلة في غرفتها, استطاعت أن تفكر من دون مقاطعة في ما سمعت. فهي لم تشك في أن دارسي قد تورط انفصال السيد بنغلي وجاين. لكنها ظنت دائما أن الآنسة بنغلي كانت المسئولة الرئيسية. وإذا كان دارسي هو حقا من فعل ذلك, لقد هدم لفترة كل أمل بالسعادة لأرق وأنبل قلب في العالم.



لقد قال الكولونيل فيتزوليم: "هناك اعتراضات قوية على السيدة". يستحيل أن يكون هناك أي اعتراض على جاين نفسها. فهي تتمتع بالمحبة والطيبة والذكاء الممتاز والأخلاق الساحرة. كما لا يمكن أن يقال أي شيء ضد والدها. كانت متأكدة من أن كبرياء السيد دارسي مرتبط بالمركز الاجتماعي أكثر من الذكاء. ولا بد أن السبب في اعتراضه الأقوى على جاين هو أن عما لها لم يكن سوى محام ريفي وآخر كان رجل أعمال في لندن.




تسبب شقاؤها ودموعها بإصابتها بالصداع. وهذا المر, وعدم رغبتها في رؤية السيد دارسي, جعلها تقرر عدم الذهاب إلى روزينغز لتناول الشاي بعد الظهر, على الرغم من أن السيد كولينز لم يستطع إخفاء خشيته من أن الليدي كاثرين ستشعر بالاستياء من غيابها.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس