تلك هي طبيعة شخصيته. عديم التفكير وغير مسؤول، ولكن ليس غليظاً عن عمد.
وعندما تلقت المكالمة الهاتفية البعيدة من شخص غريب ذي صوت حسن يطلعها فيها على إصابة أخيها بطعنة في عراك في الشارع، لم يفاجئها ذلك على الاطلاق. إلا أنها حزمت حقائبها فوراً، وتركت المحل برعاية زوجين متقاعدين كانا يقدمان لها المساعدة أحيانآ، واستقلت أول طائرة إلى فانكوفر.
أقلعت الحافلة، وألقت نظرة قلقة على ساعتها. . . ثم أدركت أن وقت النهار ليس له أهمية. أما ما كان يهم فهو أن مايكل، الذي أصبح الآن معافى على طريق الشفاء، يجب ألا يرى الصحيفة قبل أن تصل هي إليه.
كان مايكل جالسآ في فراشه، ينظر من وراء ميزان حرارة بإعجاب إلى ممرضة جميلة سوداء الشعر. استندت برونوين إلى إطار الباب، وقد شعرت بالوهن. وخالجها شعور بأن مايكل لايمكن أن يغازل الممرضات بعينيه لو أنه سمع للتو أن شقيقته قتلت.
"برونوين!" صرخ متعجباً، عندما كانت الممرضة الشابة تسحب ميزان الحرارة من فمه، ولمح وجه زائرته الأبيض، وقال: "ماخطبك؟ إنك تبدين بحالة أسوأ من حالتي."
ألقت برونوين نظرة على تنورتها وكنزتها. كانت ملابسها أنيقة بدرجة كافية، برغم الحرارة القليلة التي اتسم بها المناخ بعد ظهر هذا اليوم من شهر أيار. لذلك لابد أن مايكل قد أشار إلى وجهها.
قالت بسرعة: "إنني بخير. فقد صدمت بعض الشيء، ذلك كل ما في الأمر." ووضعت كرسياً إلى جانب فراشه وراحت تروي له الخبر الذي جاء في الصحيفة. وعندما انتهت من ذلك، ألقى مايكل برأسه القاتم إلى الوراء وأطلق ضحكة.
وقال: "يا للدهشة." وجفل لأن الضحكة شدت قطب جرحه.
"إنني أعجب كيف حصلوا على هذا الخبر."
"لست أدري على الاطلاق. يجب أن أنزل إلى دائرة الطوارئ وأحملهم على نفيه. فهناك ابتدأت المشكلة على ما أفترض."
ابتسم مايكل وهو يقول: "سوف تدهشينهم. إنني أرهن على أنه لا يحدث في كل يوم أن تأتي إحدى جثثهم لتطاردهم."
دمدمت برونوين بالموافقة، وهي لم تكن متأكدة كفاية من أنها قد استوعبت فكرة موتها الطريفة. "وعلى ذكر الجثث، إنك تبدو اليوم أفضل كثيراً، يامايكل. وأظن أنك ستغادر إلى البيت في وقت قريب." |