عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-13, 11:07 PM   #135

lossil

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة في قصر الكتابة الخيالية

alkap ~
 
الصورة الرمزية lossil

? العضوٌ??? » 82178
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,367
?  مُ?إني » ajaccio_france
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » lossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond reputelossil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
لا تفكرفي المفقود كي لا تفقد الموجود.لماذا عندما تغيب الحاء ويبدأ الألف يتحول الحلم لألم؟
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مقدمة : إمرأة من الماضي ...



القمرشاحب الليلة،...والسماء مظلمة،...غريب لا نجوم فيها،...إنها باهتة ،ضائعة ،والمدينة الكبيرة البعيدة تسبح في صمت رهيب،...ومن شرفة غرفتها وقفت تراقب ذالك الهدوء الذي لا يدوم سوى ساعات الليل،...رياح دافئة تهب من الجنوب ،...
وحيدة متأكدة أن الكل نيام ولا أحد يراقبها،...أغمظت عينيها تستمتع بجمال الليل وغموضه ،...تستمتع!!...ياللغرابة إنها مجرد كلمة أخرى من تلك الكلمات الغريبة النادرة التي لا معنى لها في حياتها،...لأنه وببساطة من مثلها لا يعرف المتعة ،...لا يضحك،...ولا حتى يعيش لمجرد الحياة.

دقت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل،...لبست روبها الحريري الأسود،...فكت جدائلها السمراء التي بدأ الشيب يتخللها ثم خرجت من غرفتها على أطراف أصابعها،...نزلت الدرج بحذركي لا توقظ أحدا ثم وبنفس هدوءها السابق خرجت من القصرالضخم الذي تعيش فيه كسجينة،... مجنونة في النهار،...وكإمرأة ينبض قلبها بالحياة ،...بالحب ،...بالشوق ليلا...

سارت في الحديقة الكبيرة المزروعة بأشجارالليمون يتبعها حفيف روبها ودقات قلبها،...كانت كلما إزداد قربها من مَقصدِها كلما إزداد الحنين بأعماقها إلى أن وصلت،...توقفت قليلا أمام الكوخ الخشبي القديم الذي تزداد حالته سوءا يوما بعد يوم،...لمست أكرة بابه المتهدل بحنان ثم رفعته قليلا قبل أن تدفعه بكل قوتها لتدلف داخله بخطواتها الواثقة التي تعلمت حفظ كل شبر فيه رغم ظلامه،...لتقف في مكان معين،...أخرجت كبريتا من جيب روبها،...أشعلته لتضيئ القنديل الصغيرالموجود على الطاولة الخشبية القديمة ككل شيئ في ذالك المكان المقفر...ثم أطلقت العنان لدموعها وهي تجول بنظراتها الحزينة في كل ركن من أركانه،...في كل زاوية ،...وفي كل جزء منه ...
في أحد الأيام ،...أيام مضت قبل سنواتٍ طويلة،...كان ذالك المكان ينبض بالحياة ،...بالحب ،...بالسعادة وكانت تعيش فيه عائلة فقيرة نعم لكن طيبة ،...قانعة...،راضية ،...عائلة ستتذكرها دائما لأنها هي من إحتوت طفولتها التائهة، المهملة،...عائلة علمتها الحب والعطف ومنحتها الأمان،...عائلة توارت خلف التراب بسببها هي،...
تحركت مجددا باتجاه أريكة ضخمة ،ممزقة ويغطيها التراب ،...أبعدتها بشيئ من الضيق ثم جثت على ركبتيها لتحفربلهفة تحتها وبعد ثوانٍ ظهرلها منديل أبيض ،مطوي بعناية ،...فتحته بسرعة لتخرج منه كنزها،...أخرشيئ يشدها للحياة،...نفضت يديها من التراب قبل أن تبدأ بفرزمحتوياته العبارة عن مجموعة من الصوروالأوراق التي بدت مهترئة وعلى وشك التمزق ،...قبلتها،...حضنتها ،...بكت معها،...شهقت وزفرت ثم أعادتها لمكانها حيث تنتمي...في الكوخ القديم ومع الذكريات القديمة...قديمة نعم ،...ماضية ربما ،...لكنها ستظل حية بقلبها للأبد بل وتدخر كل نفس من أنفاسها فيها ومن أجلها كي تحيا مزيدا من الوقت ،...كي تعيش لها وعليها.

(من يراها في تلك اللحظة تسيرفي أشجارالليمون التي إمتدت على طول ألاف الهكتارات هائمة على وجهها بدون هدف سيقول عنها شبح ضائع ،شارد ،...ومن يقترب منها فيتبين هيئتها البشرية الخالصة سيقول مجنونة القصرفرت من عِقالها مجددا،...لكن في الواقع المُرْ ...لا هي شبح ولا حتى مجنونة ،بل هي كغيرها ،...قلب وروح وجسد ،...قلب حطمته الأقدار وعبث به الزمن ،...روح غدرت بها الدنيا وبعثرتها الأيام،...وأخيرا جسد غررت به السنون وأكل عليه الدهر وشرب .

(مشت ومشت إلى أن أتعبها المسيرفعادت أدراجها كما فعلت ملايين المرات ،...عادت حيث حُكم عليها أن تعيش في عذاب أزلي،...عادت لتحلم ولتؤمن بأن الدنيا تدوروتدورفكما ظُلمت بالأمس سيأخذ ظالِمُها جزاءه غدا باكرا وكما هي مجنونة القصرستغدو يوما ما أسطورته وغداً لناظريه قريب.


lossil غير متواجد حالياً  
التوقيع
احلى هدية من احلى سما في الدنيا
رد مع اقتباس