عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-13, 08:19 AM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس عشر
" حدث سعيد؟....أم حزين؟!"

تقرر لوسي الخروج في نزهة بمفردها....في الصباح الباكر...عل هواء الريف العليل يشفي قلبها ويذهب ضيق صدرها....فهي لم تذق طعم النوم أبداً ليلة الامس....ولم يكد يطلع النهار...حتى قفزت من سريرها....وبدلت ثيابها وخرجت تتمشى في الطرقات والمزارع الواسعة....
لفح النسيم وجهها وأطار بعض خصلات شعرها...فدمعت عينيها من السعاده....!!! كل هذا السكون...والجمال...يثير مشاعرها الى ابعد حد!! ويجعلها هشة...ضعيفة...سريعة العطب!!
مسحت عينيها..وهي تجبر نفسها على الابتسام...
" لابأس لوسي....سيكون كل شيء على مايرام! فقط..تمتعي باللحظة..وانسي أمر الغد!!فما من احد يعرف.ماهو مخبأ؟؟صحيح؟؟"
ابتسمت بسعاده وهي تقول بصوت مسموع هادئ:" صحيح!"
وبينما هي كذلك..
" مرحباً أيتها الجميلة!"
التفتت لوسي الى مصدر الصوت...لترى تيد يقف وهو يحمل بيده مجرفة.....بدا وكأنه يعمل منذ الصباح الباكر.....ومع أنه كان وسيماً جداً...وفراشات الاعجاب...تتطاير من عينيه....الا أنه لا يقارن بأندرو.....فذاك شخص آخر...بل عالم آخر!!!
" أهلاً تيد....كيف حالك؟؟"
" بخير!! ولكن ماذا تفعلين في هذا الوقت المبكر؟؟لم أكن أظن بأنكي من الفتيات اللاتي يصحون قبل الشمس!!"
ضحكت من ملاحظته:" ولماذا؟؟ ألأنني ابنة المدينة المستهترة؟؟"
بدا الارتباك على وجهه:" لم ..أقصد هذا لوسي!اعذريني ان بدت كلماتي .."
قاطعته وهي تبتسم ابتسامتها الرائعة:" لا عليك!! انني أمازحك فقط!!"
ابتسم هو الاخر براحة أكبر....واقترب منها..بينما اردفت هي:" أتعمل دائماً مبكراً هكذا؟"
" أجل! فالمزرعة كبيرة...وليس لدي الكثير من العمال!!"
" ولم لا؟" تساءلت بحيرة....
قال بسخرية:" لسنا جميعاً بمستوى السيد أندرو ماير.. لوسي!!"
ومع أن لوسي تضايقت من لهجة تيد وأسلوب حديثه عن اندرو..لكنها عادت لتبدل الموضوع وهي تقول باسمة
:" اذاً..ألن تأتي لزيارتنا تيد؟لقد استمتعنا حقاً بالامس!!"
عاد ليقول بحب:" أود ذلك كثيراً ....لكنني..لا أظن بأنه مرحب بي!!"
قالت وهي تلمس ذراعه:" لا تقل هذا! بل أنت أكثر من مرحب بك!!"
لمس وجنتها باصبعه :" أنتي لطيفة ورقيقة جداً لوسي...لهذا لا تشعرين بما يجري حولك!"
أجفلت من لمسة اصبعه..فأبعدت رأسها..لتصطدم عينيها بعينين حادتين كالرصاص....
لم تدر لم أحست بالذعر الى هذا الحد...؟ ليس لأنه طلب منها..بل أمرها أن تبتعد عن تيد....تكون بهذا مخطئة ان اقتربت منه!
بل هي لم تفعل شيئاً سوا أنها ردت عليه التحية....وهل عليها أن تكون قليلة التهذيب..لترضيه؟!
فليذهب الى الجحيم اذاً!!
" تيد! " قال اندرو بنبرة قاسية..وهو يلمس طرف قبعته...
ولم يكن تيد أفضل حالاً:" أندرو!" وهو يومئ برأسه مجبراً......
ثم التفت الى لوسي..ليصب نظراته النارية كلها عليها....وكانت قد صهرتها وصهرت دفاعاتها..والجليد الذي غلفت به ملامحها منذ قليل!!
" صباح الخير لوس!" قال بحنق...
" صباح الخير !" قالت بتوجس.....
لكنه عاد ليتابع:" أكره أن أقاطعكما حقاً...ولكنني مضطر لاصطحابكي للمستشفى!" ومع ان جملته لم تخل من سخرية...
الا أن ملامح وجهه تبدلت في الحال..حينما تعلقت لوسي بذراعه وهي تقول بعينين تلمعان فرحاً...
" أماندا؟؟هل؟؟؟"
لم يستطع منع نفسه من الابتسام وهو ينظر الى عينيها ملياً:" أجل...لقد جاءت الصغيرة أخيراً!!"
صرخت لوسي بتأثر وهي تقفز معانقة أندرو.....مما لم يعجب تيد.....ولاحظ اندرو ذلك....
لكن لوسي تقطع حربهما الباردة.....وهي لاتملك ادنى فكرة عن كل هذ!ا.....تشبثت بذراع اندرو..وهي تجذبه نحو السيارة قائلة:" وماذا تنتظر اذاً؟؟؟هيا بنا بسرعة.....!! "
" حسناً..حسناً!" وهو يضحك....ويسير معها....
" أراك لا حقاً تيد!!" قالت على عجلة.....
لكن تيد كان متضايقاً الى ابعد حد..ومع هذا قال بابتسامة عذبة..موجهه بالطبع الى لوسي..ولكنه رمى كلماته.. بدون شك...في وجه اندرو:" هذا مؤكد لوسي!"
نظر اليه اندرو بتحدي...وبدا واضحاً بأن رسالة تيد لم تعجبه....لكنه لم يعلق...بل اكتفى بايماءة بسيطة....
وهو يجذب لوسي بعيداً عن تيد باتجاه سيارته.....
وما ان ابتعدا.....
حتى القى تيد مجرفته على الارض بعصبية......وغادر على الفور..!

وفي السيارة......
كانت لوسي لا تستطيع الانتظار..وهي تفكر بالطفلة..وملامحها....وكيف تبدو؟؟؟ كانت تضم يديها الى صدرها..وهي سارحة بافكارها....وتخيلاتها.....
نظر اليها اندرو...الذي كان يغلي منذ قليل بسبب تيد!! لكن نظرة واحدة الى حبيبته...تنسيه كل الدنيا....
ابتسم وهو يلمح سعادة الاطفال تشع من عينيها الخلابتين...........
عاد لينظر امامه...وهو يقول:" لقد اقتربنا كثيراً.....!! ومع هذا أرى بأن الفضول سيقتلكي!!"
نظرت اليه ...وقالت بحماس لم يره فيها منذ وقت طويل....." لا أستطيع الانتظار حتى أرى الطفلة!! يا الهي اندرو....انه لشيء رائع.....!! (وهي تعود لتنظر الى السماء).. تخيل بأنها ستناديني بعد عدة أشهر بالعمة لوسي؟؟؟ آه يالهي....لا استطيع الانتظار.....!!"

ضحك اندرو من شدة حماسها........:" ربما ستكونين حينها العمة لوسي التي فقدت عقلها!! اهدأي قليلاً!!"
وضحك مجدداً..حينما قالت بحنق:" أندرو ماير ...أنت عديم الاحساس!!!"

كانا قد وصلا المستشفى......وما ان وصلا غرفة اماندا......حتى كانت العائلة كلها تقف في الاستراحة.....
دخلت لوسي الى الغرفة برفقة اندرو بهدوء......رفعت اماندا رأسها..وما ان رأت شقيقها وصديقتها العزيزة.....حتى تهلل وجهها بالفرح.....قائلة:" لقد أتيتما أخيراً!"
اقتربا منها.........." تهانينا!!"
" أشكركما!"
نظرت لوسي الى الطفلة بعدم تصديق.....ولم تستطع منع دمعة من الانسياب.......
" لوسي؟ أرجوك لاتبكي....ستدفعين بي للبكاء كذلك....أتريدين هذا؟؟"
شعرت لوسي بيد اندرو تستريح على كتفها.....وصوته القوي الدافئ يهمس في اذنها:" اهدأي لوس!!"
مسحت عينيها بسرعة..وهي تبتسم.....وتحدق في الصغيرة....
" ألا تريدين حملها ؟؟" تساءلت اماندا بحنان.....
ارتبكت لوسي وهي تنقل نظراتها بين اماندا واندرو:" أنا؟؟ لا أعلم..ان كان بامكاني.....انها صغيرة..وأخاف أن أوقعها..."
" بل تستطيعين!! تعالي..لاتخافي!!"
" أوه..أماندا...لست واثقة حقاً!!"
وهنا تدخل اندرو:" ستكونين بخير لوس....هيا أيتها الجبانة!!"
نظرت اليه بتحدي....لكنها ما لبثت ان ابتسمت.....فقد فهمت ما يرمي اليه....انه ببساطة يتحداها ليدفعها لفعل ما يريده.....
حسناً...انها تريد ذلك ايضاً! بل انها تتوق للامساك بالصغيرة وحملها........
اقتربت أكثر....وأمسكت بالصغيرة من ذراعي اماندا.....وحملتها برفق....وهي تنظر الى ملامحها الصغيرة....غير مصدقة....وتبتسم بعذوبة.......
" آه أماندا....!! انها جميلة جداً.....وتشبهكي كثيراً!!!" قالت وهي لا تستطيع ازالة عينيها عنها.....
وبدأت تلاعبها......
كان اندرو ينظر اليها..وهو يكاد يلتهمها بعينيه......لقد كان منظرها مع الطفلة مؤثراً جداً...وأثر في نفسه كثيراً!! كم مرة حلم بهذا المنظر في يقظته..وفي منامه....ولكن الفرق الوحيد...بأن الطفل الذي كانت تلاعبه...كان طفله هو........منه هو!!!
شعرت أماندا بما يعتمل في صدر شقيقها....وهي تنقل بصرها بينه وبين لوسي........
وقطعت لوسي هذا السكون بضحكتها الرائعة المندهشة:" انها تضحك!! تضحك لي أماندا!! أرأيت ذلك أندرو؟؟؟؟؟ هذه الجميلة....قد تعرفت الي!!"
ضحكت اماندا..وهي تقول محاولة مساعدة شقيقها الذي بدا التجهم يغزو وجهه:" أرأيتي لوسي؟ انكي أم بالفطرة!! وواجبكي يحتم عليكي ضرورة الاسراع في تحقيق ذلك!! كما أنني لا اريد ان يكون هناك فرق في العمر بين طفلتي وطفلتك..أو طفلك!!! أريدهما ان يكونا اصدقاء....مثلنا تماماً!!"

ارتبكت لوسي من كلام اماندا..وبخاصة في وجود اندرو....الذي بدا وكأن شياطين العالم تحوم فوق رأسه....فاعتذر وغادر غاضباً........
أطرقت لوسي.....بينما تساءلت اماندا بحيرة:" وما الذي قلته؟؟؟"
ابتسمت لوسي وهي تهدأ أماندا:" لا عليكي حبيبتي.....سيهدأ بعد قليل....لقد اصبح عصبي المزاج مؤخراً...ربما لكثرة اشغاله في المزرعة الجنوبية!!"
وهي تعيد الطفلة الى جانب والدتها.....
لكن اماندا لم تترك الموضوع:" أو ربما بسبب حبيبته التي لا ترغب ان يجتمع شملهما اخيراً!!"
توترت لوسي.....ولكنها قالت" ربما هو لا يحبها بشكل كافي اذاً!!"
"صحيح بأنهما انقطعا لفترة من الزمن......لكنني اؤكد لكي بأنهما يعشقان بعضيهما الآن!!وأكثر من ذي قبل!!!!"
ارتبكت لوسي ولا أظنها فهمت ما قصدته اماندا... بالطريقة الصحيحة!!
تمالكت دموع اليأس...وأطرقت قائلة:" فهمت!"
وما الذي فهمته.....؟؟؟؟؟ أه أيتها الحمقاء لوسي.....كل هذه المدة وأنتي مغرمة بشخص لا يبادلكي الحب؟؟؟بشخص متعلق بغيرك؟؟؟ وماذا تريدين دليلاً أكثر من كلام أماندا؟؟؟ كان يحبها قديماً..ثم انقطعا....وعادا الآن لبعضيهما وبشغف أكبر؟؟؟؟؟

ولم تدر لم تذكرت الآن...قول جوزي....حينما سألتها عن اي اخبار سعيدة بخصوصها واندرو....فأجابت بأن لوسي تستبق الاحداث!!!
يالحمقها!! تستبق الاحداث؟؟؟لا أظنها تفعل ذلك الآن....بل انها لن تتعجب ان خرجت من الغرفة...ووجدت بأنهما أعلنا خطبتهما!!!! فعلى مايبدو بأن الاخبار السعيدة معدية!!!

استأذنت لوسي...لتترك اماندا ترتاح قليلاً.....وما ان خرجت من الغرفة....حتى رأت ما كانت تحاول جاهدة تجاهله!!!
كان أندرو في الممر....معطياً ظهره لها...بينما كانت جوزي تقترب منه لتهمس شيئاً في أذنه....وما ان رأت لوسي....حتى تعمدت عناقه... بل وأخذت تداعب خصلات شعره بيدها.......
التفتت لوسي مسرعة.. قبل أن تدرك رد فعل اندرو...الذي جذب جوزي بحدة عنه......وتمتم بكلمات.....ليتها سمعتها....لتمحو الشك من خيالها وعقلها......
لكنها كانت بكل بساطة قد غادرت!!!



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس