عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-13, 08:21 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع عشر
" العتمة......في كل مكان!"

واستمرت أحوال لوسي بالتدهور.....واختفت تلك الشعلة الرائعة التي كانت تنبعث من عينيها...وتشعر الناظر اليها بأنها تملك الدنيا......
لا حظ والداها ذلك........لكنهما لم يعرفا لذلك سبباً.............
" لوسي ما الامر؟؟"
رفعت رأسها عن طبقها الذي كانت تقلب محتوياته دون ان تتناول منه شيئاً......
" هل قلتي شيئاً أمي؟"
" ألا يعجبكي الطعام حبيبتي؟؟" تساءلت والدتها برقة...
" لا..لا..بل هو ممتاز....لكنني فقدت شهيتي!" قالت وهي تدفع بالطبق بعيداً..وتحاول النهوض...
" أرى بأنكي تفقدين شهيتك كثيراً هذه الايام!! ألم تلاحظي بأنكي فقدتي الكثير من الوزن مؤخراً؟؟"
قال والدها بلهجة حازمة.....
لم تكن بحاجة لسماع اي محاضرات او مواعظ الآن....فوجدت نفسها تقول بابتسامة
" انها حمية جديدة احاول اتباعها..ويبدو انها نجحت!!"
علقت والدتها:" حمية؟؟حبيبتي لقد كان جسمكي رشيقاً ورائعاً...لطالما كان كذلك....!"
" حسناً أمي.....هذا بالنسبة اليكي...لكنني كنت سمينة!"
" والآن....أنتي هزيلة كالمومياء....أهذا ما تريدينه؟" تساءل والدها.....
" آه...ما بالكما أنتما الاثنان؟؟ لم لا تتركاني وشأني؟؟؟" قالت بحنق....
" حبيبتي نحن قلقان عليكي.....تبدين متعبة دائماً وتعيسة....لا نستطيع ان نراكي هكذا..ونقف مكتوفي الايدي!!"
" يا الهي كم تضخمان المسألة!! أنا بخير وبصحة جيدة.....نهاية النقاش!" وهي تحاول وضع حد لهذا الحصار.....نهضت عن المائدة لكن صوت والدها استوقفها للحظة....حينما قال....
" أنتي ممنوعة من الذهاب الى الشركة....ابتداءاً من الغد!"
التفتت اليه غير مصدقة.....ثم ابتسمت باستنكار:" ماذا تقول؟"
قال وهو يرتشف الحساء ويعيد الملعقة الى الطبق...." سمعتني!"
" لابد أنك تمزح!"
نظر اليها..وقد بدا جاداً كل الجد...." أمزح؟" تساءل باستنكار.....
حينها فقدت اعصابها:" لايمكنك ذلك!!"
" آه يمكنني ويمكنني ايتها الشابة.....سألغي التوكيل الصادر باسمك...وينتهي كل شيء!!"
انسابت دمعة من عينها:" لم تفعلان هذا؟؟ لم لا يتركني الجميع وشأني!!"
" حبيبتي نحن نريد مصلحتك..كما أن قرار والدك هذا مؤقت....فقط كي تأخذي قسطاً من الراحة...أنتي تحتاجينها ولاشك!" علقت والدتها بحنان...وهي تتبادل مع زوجها النظرات....
" لا أحتاج راحة....لماذا تقررون عني؟؟أنا لم أعد صغيرة..متى تفهمان ذلك؟؟؟آه...أتعلمان؟؟لم أعد أهتم...افعلا ما تريدانه..وسأبحث عن عمل منذ الغد!!!"
قالت ذلك وخرجت كالاعصار.........
" ألا تظن بأننا قسونا عليها قليلاً عزيزي؟؟تبدو على حافة الانهيار...اه يا الهي ...لا استطيع رؤيتها بهذا الشكل!"
امتدت يده لتشد على يد زوجته...وهو يقول بعطف:" ستتحسن....أعدك بذلك!"
ابتسمت....وهي تربت على يده بتفهم......
*******************************
عادت حانقة......وهي تلقي بحقيبتها على الكرسي بانزعاج.......بينما رفعت والدتها رأسها عن القطعة التي تقوم بتطريزها....وقالت بصوت رقيق
:" مابكي حبيبتي؟؟لم تبدين منزعجة؟"
كانت تذرع أرض الغرفة كنمر غاضب...ثم مالبثت ان قالت بحنق:" آه..ألا تعرفين أمي؟؟ألستما شريكين في كل هذا؟؟"
" لا أفهم شيئاً مما تقولينه حبيبتي...!"
" آه يالهي!!كيف بامكانه فعل ذلك بي......؟؟ كيف بامكانه الطلب من جميع الشركات بعدم توظيفي؟؟؟"
" من فعل هذا؟" تساءلت الام بحيرة.....
" أبي أمي....ومن غيره؟؟؟ لقد أخبروني ذلك صراحة...وبأنهم لايستطيعون تحمل اي توتر بين شركاتهم وشركات والدي.....بل ان البعض تطاول وطلب مني استرضاء والدي...وطلب الصفح منه!!! لم يعرفوا بأنه هو من تخلى عني!!!"
وضعت والدها التطريز جانباً:" حبيبتي تعلمين أن والدكي لم يتخل عنك.....وبأن هدفنا في هذه الحياة هو اسعادك.....لكنك تقتلين نفسك....ولن تتوقعي ان نصمت على هذا!! حبيبتي...أياً كان سبب حزنك.....فاعلمي أنه لا يستحقك..ان كان كدركي بهذا الشكل!!"
شعرت بأنها ستنهار قريباً:" لم يهجرني أي أحد أمي..ان كان هذا ما تلمحين اليه.....بل في الحقيقة...أنا التي فعلت!!!"
وخرجت ...تاركة والدتها تعاني أثار صدمتها......

وفي المساء....................
تسمع طرقاً على باب غرفتها....فتصرخ قائلة...." لا أريد أن أرى أحداً!"

لكن الطارق تجاهلها على مايبدو لأن الباب فتح فجأة......رفعت رأسها بعصبية وهي تستعد لخوض مشاجرة حقيقية مع هذا الذي لا يحترم حتى خصوصيتها.....لكنها ما ان فعلت ذلك...حتى لم تصدق عينيها......وتبدلت ملامح السخط الى الفرح والسعادة.....والقليل من الحزن............




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس