[مواصل وفاصل]

مابين عشية وضحاها...وجدت نفسي في مدينة الرياض
....مدينة الوزارات والدوائر الحكومية...وكان سبب
رحيلنا للرياض لايخفى على احد...الوظائف ,التعليم ,الخدمات
....التي لم تكن متوفرة في هجرتنا...فهجرتنا عتيقة ساكنة
قاحلة ...ليس بها من مظاهر الحضارة والتقدم مثقال ذرة...
الفائدة الوحيدة التي منها انها تلهم الشاعر ... اذا اراد البكاء
على الاطلال واسترجاع ذكرياته ...وماإن وطئت قدماي الرياض
...شعرت بنفسي منجذبا اليها بحواسي الخمس...وعلمت ان
فارق الزمن عشرين سنة ضوئية... بينها وبين العالم السفلي
...عالم القرى والهجر ...كما علمت مرة اخرى في بلاط
الشيوخ ... ان الفرق عشرين سنة ضوئية... بين احياء
الشيوخ واحياء الطبقة الكادحة...كنت صغيرا لم استطيع تمييز
وتفسير عالمنا المادي...وببراءة الاطفال عشت حياتي ...عشت
اللحظة,الثانية ,الدقيقة ...بكل تفاصيلها ...وما ان بلغت الحلم
...بدأت افكاري ومداركي في الاتساع...وبدأت احاسيسي ومشاعري
...تنضج لتصبح اكثر تمردا وشراسة ... وفي ذلك المساء الجميل
...كنت في زيارة لعمي عصويد ...لفتت نظري تلك الفاتنة
المصرية في التلفاز... في احد الافلام (اتحفظ على اسمه واسمها)
...لفتت نظري بشكل لافت ...لم استطع النوم ليلتها...كانت
تلك الفتاة هي المحرك الاولي والاساسي ...لقريحتي الشعرية...
نظمت فيها اول قصائدي في حياتي ... التي عرضتها على
احد الجماعة... اثنى علي ثناء كثيرا ...وتوقع لي مستقبلا
باهرا...كانت تلك الانطلاقة ...انطلاقة طلق في عالم
...الشعر الذي اتاح له مرافقة الوجهاء والامراء ...
والطبقة المخملية
يتبع