عرض مشاركة واحدة
قديم 31-08-13, 07:05 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته ..
؛

قرآءة ممتعة
سبحآن الله وبحمده سبحآن الله العظيم
صلوآ على النبي محمد ()*


الجُزء [7]



في غرفة مآجد ..

ثلآث أيآم مرت وهو إلى الآن يشعر بغضب كبير يسري بِدآخله ..يود تفريغه !
لم يجد طريقة تجعله يفرغ شحنآت غضبه إلا تلك ..
إتجه بسرعة لغرفة أخته "سحر"
طرق البآب ،لتفتح هي ..عندما رأت تعآبير وجهه ..إرتعدت للخلف قليلاً

لتقول بتوتر :هلا بغيت شي ماجد؟!
مآجد بجمود :أبي رقمها !
سحر :وعد؟!
ماجد :أيه ..بسرعة
سحر بإرتبآك :9*******

مآجد عقد حوآجبه ،وأخرج هآتفه النقآل من جيب بجآمته الرمآدية ليقول :لحظة لحظة ..كيف أحفظ أنا ذا الرقم ،عيدي مرة ثانية
سحر :9*******
سجل ماجد الرقم لديه ..كآن يود الذهاب ،ثم تذكر ليقف ..و يقول :خبرتي أمي ؟!
سحر أومأت رأسها بـ"لا":لا ما خبرتها ..
ضرب جانب رأسها بخفة ..وقال:أيه كذا ،ولا تخبريها أبد

تركهآ ،ليدخل لغرفته ..
وضع هآتفه أمامه ،وهو يرآقب نمط رقمهآ المُميز ..أخذ نفس عميق وإتصل بهآ ليلقنهآ درساً ..

رنة ،رنتين وأخذته ..
لم يسمع شيء سوى صوت أنفاسهآ السريعة ..
مآجد :السلام عليكم ..
وعد شعرت بالخوف ،لتقول بخفوت :من معي ؟!
مآجد إبتسم إبتسآمة جآنبية :خطيبك سابقاً ..

سرت رعشة عنيفة بجسدهآ ،لتقول وصوتها بدأ يتهدج :نعم وش تبي ؟!
مآجد جلس بإرتيآح وسط سريره ،وقآل :لآ بس كنت أبي أقولك كلمتين قبل لآ تروحين "بسخرية"مع خالد !!

وعد لم ترد عليه ،عَلِمت أن هذهِ المكآلمة لن تنتهي على خير ..
أصبح جوآلهآ يرتجف بين يديهآ ..
أردف بِسخرية لآذعة تُغلفها الجمود :على الأقل ،إحترمي عمي اللي تحت الثرى ..وبعدين إذا كنتي ما تبيني ،ترآ عآدي قولي تكلمي ..وأنا ما برفض لك ..تحسبيني ميت عليك ؟!

وعد لم ترد ..لتبدأ دموعهآ بالإنطلآق نحو خديهآ .. شعرت بالإهآنة لذآتهآ ولأنوثتهآ
أردف هو :وعد ؟
أزآحت الهآتف من أذنيهآ ..وأغلقت المُكآلمة بقهر ..
و هوت للأرض تبكي بِحرقة ..

أهآنهآ ..أهآنهآ بشدة ،لمَ هكذا ؟!
لمَ كل شيء يقف ضدي ؟!

تنفست الصعدآء مسحت دموعهآ ،وإتصلت بملآذهآ "خآلد" ..
لكنه لم يرد ..و بسرعة إتصلت بوآلدتهآ "أم خآلد "

سمعت صوتهآ الحنون :هلا
لم ترد عليهآ ،لتبدأ نوبة بكآئهآ مرة أخرى ..إثر سمآع صوتهآ

أم خآلد بخوف :وش فيك؟وعد؟
قآلت بصوت مخنوق :يمة أبيك
و إنتهت جملتهآ بشهقة عنيفة ،أوجعت أوصآل أم خآلد

قآلت والخوف ينهشهآ :وش فيك حبيبتي ؟ليه تبكين ؟
خآلد وقف هو وتقدم من وآلدته ،سحب الهآتف منهآ ..و وضعه على أذنه ليقول بخوف :وعد ؟وش فيك ؟

عندمآ سمعت صوته ..إزداد بكآؤهآ ،الذي قَطّع قلب خآلد بشدة ..
قآل هو :وعد ؟
و لآ زآلت وعد شهقآتهآ هي من ترد عليه ..

خآلد شعر بالغضب حقاً ،عَلِم أن أحداً ما آذآهآ ..
خآلد :أحد مَسّك بكلمة ؟!أحد غلط عليك ؟قولي يا الغالية ..والله لأقطعه وهو حيّ
وعد بصوت مخنوق إثر البكآء :أبيك خالد ..
خآلد سرت رعشة بجسده ،ليقول بسرعة :تبين أجي آخذك ؟

وعد لم ترد عليه ..
بينمآ هو أغلق الهآتف ،والقلق ينهشه ..وصوتهآ لآ زآل يرن صدآه في أذنه
أوجعه جداً صوتهآ المخنوق البآكي ..
لم يستطع تحمل تلك النبرة ،التي أصآبت أوصآله بلسعة كهربآئية ..

توجّه لوآلدته ،ليقول :يمة إلبسي ..نروح نجيبهآ
أم خآلد بجمود والخوف ينهشها :وش فيها؟
خآلد :مدري ..شكلهآ تعبآنة
أم خآلد بسرعة صعدت لغرفتهآ ..إرتدت عبآءتهآ على عجلة ..

لتتوجه مع إبنهآ ..لمنزل أم وعد ..
خآلد يقود سيآرته ..بجسد دون روح ،لم يكن مُركّز في القيآدة ..
فتأثير صوتهآ ،لآ زآل يطوف حوله ..

حبيبته تبكي ؟
سينتقم مِن مَن أبكآهآ ،سيجعله يبكي دماءاً على ما اقترفت يدآه
إصطكت أسنآنه ببعضهآ بغضب شديد ..وهو يريد معرفة فقط من هو الذي حاول ولو مجرد محآولة إنزآل دمعة من عينيها ..

وصلآ أخيراً لمنزل أم وعد ..
قبل أن تترجل أم خآلد من السيآرة ،قآل لهآ خآلد :يمة أنتِ أنزلي وأنا بنتظرك ..ولو صآر شي علميني برنة ..
أم خآلد ترجلت :طيب ..
ثم أغلقت الباب خلفهآ ،وسآرت متجهة نحو بوآبة القصر الضخمة

ظل هو في سيآرته ،ينتظر مجيء وآلدته برفقة حبيبته ..
إشتدت قبضته على الدركسون ،وهو يتوقع أسوء الإحتمآلآت على سبب بكآؤهآ ..
حتماً لن يرحم ،من كآن السبب في إيذآءهآ ..
هاهي شخصية خآلد تظهر الآن ،قآسٍ جداً على من يتعدى على ممتلكآته ..
ينتقم بأعنف الطرق الممكنة ..


منذ ذهآبهآ لوآلدتهآ قبل ثلآث سنوآت ..بسبب خروج وآلدهآ من السجن
وهو يشعر أنه جسد بلآ روح ..
يتذكر تلك الليلة ..

كآن يبلغ الـ 20 وهي الـ 15 ،يجلس في غرفته ..يحترق بشدة من دآخله ،فهو اليوم موعد رحيلهآ من المنزل ..وآلدتهآ بالأسفل تنتظر تجهيز أغرآضهآ ،لتذهب معهآ ..

لآ يود مقآبلتهآ ،يخشى أن يضعف أمامهآ حقاً ..
أنزل رأسه و وضعه بين كفيه ..وأغمض عينيه بإرهآق ..

رفع رأسه إثر فتح بآب غرفته ..كآنت هي ،لم يتمنى رؤيتهآ
وها هي الآن تأتي برجليهآ إليه ..
برقت عينآه لمرأى وجهها المحمر إثر البكآء ..
أغلقت البآب من خلفهآ ،وتقدمت إليه لتقول و صوتهآ يتهدج :خالد
خآلد رفع رأسه إليها من دون رد

وعد بحرقة :أنا بروح ،لآ تنسوا تزوروني أنت وأمي
خآلد شتت نظرآته بين عينيهآ الوآسعتين اللتآن تنضحآن بالبرآئة والطُهر
قآل هو بعد ما مد كفه و وضعه على خدهآ :إنتبهي لنفسك
أومأت رأسهآ إيجآباً ،و كرآت الملح بدأت بالتنآثر على وجنتيهآ ..
قآل هو بصوت مخنوق :لآ تبكين ..
أنزلت رأسهآ للأسفل ،وهي تقول :مابي أروح عنكم ،أحسكم أنتو هلي
خآلد تنهد بعمق :خلاص وعد ،أمك تنتظرك تحت ..وبعدين إنتِ ما رحتي عنا بعيد ،و إن شاء الله تكون بيننا زيآرآت ..

رفعت رأسهآ إليه لتقول :لآ تنسآني ..
إبتسم هو على برآئة كلمآتهآ :لأ ما بنسآك ..أحد ينسى روحه ؟
إبتسمت بفرح له ..و إبتسم هو لهآ أيضاً نفس الإبتسآمة
لكن كآنت ذات معنى آخر ..إبتسم لهآ مُجآملة ..وبدآخله يتقطع أشلاءً
فذهآبهآ اليوم ..يعني عدم وجودها في المنزل
عدم وجود تلك الروح الشقيّة ،المهتمة لأموره دائماً
عدم وجود ضحكآتهآ الرنآنة ..

إستيقظ من غيبوبة الذكريآت ..ليرى وآلدته تدخل و وعد ليست معهآ
قآل بسرعة :وين وعد؟
أم خآلد :اللحين بتجي ،تلبس عبآتهآ
تنهد بإرتيآح :طيب وش قلتوآ لأمها ؟!
أم خآلد :قلت لهآ إنا بنروح نتمشى يومين كِذا ،و نبي ناخذها معنا .. و وافقت
خآلد شعر بالفرح ،قآل وهو يبتسم :عيل لآزم ننفذ الوعد
أم خآلد :أكيد
خالد :طيب ما قالت لك وش اللي مبكيها؟
أم خآلد هزت رأسها بأسى :لأ ما رضت تقول ..قآلت لي تعبآنة ومشتآقة لي

خآلد خفق قلبه بعنف ،يعلم أن بهآ أمر عظيم ..
لن يتركهآ قبل أن يعلم مآ بهآ ..

؛

في منزل أبو فيصل ..

بعدمآ تنآول العشاء كل أفرآد العآئلة ،كل وآحد إنطلق لغرفته إستعداداً للنوم ..
في غرفة أبو وأم فيصل ..
بعدمآ إستحم أبو فيصل ..جلس على الكنبة الوآسعة ،التي كآنت باللون البنفسجي المخملي..
أم فيصل عندمآ شآهدت زوجهآ ..يجلس ،قررت أن تفتح له الموضوع الآن ..

جلست على الكنبة المنفردة ،وقآلت بعد تنهيدة طويلة:نويت أخطب لفيصل ..
أبو فيصل و وجهه تهلل بالفرحة :و منهي سعيدة الحظ ؟
أم فيصل :وحدة قصتهآ قصة ،بقولك إيآهآ بعدين ..بس والله يا أبو فيصل ،إذا شفتهآ بتدخل قلبك بسرعة ..مدري فيهآ سحر غريب ،ما شاء الله عليهآ أخلآق وجمآل ..والله ما أبالغ ،بس لو قلت حورية من الجنة صح
قهقه أبو فيصل على مبآلغة زوجته ،ليقول :ما شاء الله ..حورية ؟!طيب من بنته ؟!
أم فيصل :اللحين جآيتك بالحكي ..

؛


في بريطآنيآ – عصراً –

بعدمآ جآءت الخآدمة وأخبرته بأن "سالم" يود منه أن يتنآول مع عآئلته الغداء ..
إرتدى بِنطآله الجينز و بلوزته الزيتيه ..خرج من ملحقه ،متوجه لدآخل القصر
عِندمآ دخل من بوآبة القصر الذهبية الرئيسية ..قآبل ميّ تنزل من السلآلم بهرولة مجنونة ..
قآل عُمر بخوف :ميّ ،ميّ ..حآذري

وصلت أخيراً بسلآم إلى الأرض ،و وقفت أمام قدميه ..وهي تقول بضحكة :أعرف أنزل الدرج ..
عُمر :طيب تعرفين ،بس لآ تركضين
ميّ إبتسمت له وقآلت :أروى مريضة ..
عُمر شعر بشعور غريب ،وقآل :وش فيهآ؟
ميّ :مدري تقول رآسهآ مصدع ..
عٌمر :طيب إذا طلعتي لهآ ..قولي خلها تاكل لهآ حبة بنآدول ..و [ثم قال بسرعة] ولآ أقولك

أخرج من جيب بِنطآله ..حبة "بنآدول" و مدهآ لميّ:أعطيهآ هذهِ ..[بحدة] بس ها لآ تآكليهآ ..أعطيها على طول
ميّ :طيب طيب ..لآ تخآف

عٌمر وميّ مضيا جنباً إلى جنب بعدما أدخلت ميّ الحبة في جيب شورتهآ البرتقآلي كآنت ترتدي بلوزة بيج شيفون من دون أكمآم مع شورت برتقآلي جينز ،قآل هو بتوتر :يعني ما بتنزل تاكل ؟
ميّ: لأ ..تقول ماهي مشتهية
عُمر :طيب عالأقل حاجة بسيطة
ميّ قآلت ببرآئة :عُمر ،إنت تحب أروى ،صح؟

عُمر إنصعق من سؤآلهآ المبآغت ،قآل بصدمة :وشو؟
ميّ إبتسمت على تغير ملآمح وجهه :أنت تحبها صح ،مثل ما أنا أحبها؟
عُمر :ما أكرهها
ميّ بفرحة :يعني تحبها؟

عُمر يغلق الموضوع :يلا يلا ،خلنآ نروح نتغدا ..

تقدما نآحية غرفة الطعآم ..وجلسآ على مقآعدهم ..
كآنت الغرفة وآسعة ذآت بوآبتين ..بآب للدخول إليها من الصآلة وبآب أخرى للدخول إلى المطبخ ..وتقف بجآنبهآ النآدلة ..المرتدية بدلة عنآبية ،و في وسط هذهِ الغرفة ..طآولة طعآم خشبية باللون السكري المحروق ..عليهآ غطآء من الحرير الأبيض .. و حولهآ ثمآني كرآسي بنفس لون الطآولة
يتوسط سقف الغرفة ثريآ ذهبية تنزل إلى الأسفل ..

أم أروى بالإنجليزية :كيف حالك يا عُمر؟
عُمر بحرج :بخير ،وأنتِ يا خالة؟
أم أروى بفرحة :الحمدلله بخير ،أوه عٌمر أنت تتقن الإنجليزية ..لقد تحسنت عن ذي قبل
عُمر إبتسم :شكراً ،هذا بفضل الله وبفضلكم ..

أبو أروى خرج من دورة الميآة المتوآجدة بالغرفة بعدما غسل يديه :إنني وآثق من البدآية أنه سيتقن الإنجليزية سريعاً ،فهذه اللغة سهلة جداً ..كمآ قلت له سابقاً
عُمر يؤيد سالم :بالفعل ،لم أتوقع ذلك ..


في الأعلى ،حيث غرفة أروى تقبع هُنآك بجآنب غرفة أختهآ ميّ ..

سآندة ظهرهآ لرأس السرير ،و تضم إلى صدرهآ إحدى مخدآتهآ النآعمة ..تشعر بالندم الكبير ،لقد تمآدت كثيراً في حقه ..

أولآ بدأت بلسآنهآ الذي لم يرحمه ..و أنتهت بيدهآ ..!
تشعر بأنهآ إنسآنة قبيحة ..سيئة !
نزلت دمعة على خدهآ ..

"أنآ لآزم أعتذر منه ،قسم أني لما أشوفه من شباك غرفتي يوجعني قلبي مدري ليه ..أحس بتأنيب ضمير كبير .."

تنهدت بعمق ،ثم إستلقت على سريرهآ ..
و ضميرهآ لم يتوقف عن توبيخهآ ..

؛

في سيآرة خآلد – ليلاً - ..
التي تضم خآلد و وآلدته و وعد ..

كآنت السآعة تُشير إلى الثآنية بعد منتصف الليل ،لَمح خآلد وآلدته التي نآمت قبل عِدة دقآئق ،وذلك من طول الطريق ..

إرتفعت نظرآت خآلد للمرآة التي أمامه ،ليلمح وعد التي كانت خلفه..تسرح في عآلم آخر ..
عينآهآ تحتد نحو نقطة وآحدة ..
قآل هو :وعد ..

وعد إنتفضت بجزع ،إلتفتت إليه لتقول :هلا خالد
خآلد شعر بنغزة في صدره ,وكأنه يسمع إسمه من بين شفتيهآ لأول مرة :ما خبرتيني وش فيك؟

لم ترد عليه ،نظر إليها من المرآة ..رآهآ تصد بنظرآتهآ بحدة
قآل هو بتساؤل:وش فيك ،وعد ؟
وعد بصرآمة :ما فيني شي
خآلد شعر بالغرابة من نبرة صوتها :وعد !! تخبين عني ؟!أنا خالد ترا مو أي أحد
وعد :ولأنك خآلد ..ما فيني شي
خآلد إبتسم لردهآ :وعد ..تكلمي ،وش فيك ؟والله قلبي مو مطمن
وعد برقت عينآهآ لتقول :أنت السبب

كآد أن يتهور في قيآدته ..
مآذا؟ أنا السبب ؟!
وأنا كنت أفكر ،بأشد الإنتقآمآت وأعنفهآ التي سأوجهها للذي تسبب في بكآؤك ..!

قآل بدهشة :أنا ؟!وش سويت ؟
وعد وبدأ صوتهآ يتهدج وهي تتذكر كلمآت مآجد السآمة :ليش ما تدخلت من البداية ؟! والله لو كنت أنت متدخل كآن ما صار اللي صار
خآلد بإنفعال :طيب خبريني وش صار ..والله ماني فاهم شي !!
وعد أنزلت نظرآتهآ لأنآملهآ التي كآنت تفركهآ بعنف إلى أن تلونت أطرآفهآ باللون الأحمر : كنت ودي أرسل لك إني ما قدرت أقنع أمي برفضي ..بس بدون لآ أنتبه أرسلتهآ لأخت ماجد

خآلد عقد حآجبيه :ماجد ؟!
وعد :أيه ماجد ..ولد عمي
خآلد بإقتضآب :طيب ،وبعدين ؟!
وعد إستأنفت حديثها :و أخته رآحت علمته بالرسآلة ..رآح هو لأمه وقآل أني ما أبي وعد ..لمآ خبرتني أمي في البدآية فرحت ،بس اللي خرب علي فرحتي ..

صمتت لم تستطع أن تستأنف حديثهآ ..
تشعر بسكآكين حآدة تقطعهآ ..

خآلد أصبح كبركآن ثآئر ..يغلي من الدآخل ،ليقول :وبعدين ؟
وعد تشجعت لتقول :إتصل فيني مدري من وين جاب رقمي ..وسمعني كلام يسم البدن ..
و أنهت جملتهآ ،بدمعة ذُرِفت على خدها ..

إشتدت قبضته على الدركسون ،قآل بغضب :من يظن نفسه الـ ***؟!والله لأدبه لك والله ..
وعد خآفت لتقول :لأ خآلد واللي يسلمك ..خليه بحاله
خآلد بحدة :أنا حلفت وما أرد حلفتي

وعد صمتت ،وهي خآئفة جداً ..من ردة فعله ..!
وقف أخيراً ،بجآنب مسجد صغير
كآن يود أن ينزل لولا أنها إستوقفته ،لتقول بخوف :وين بتروح ؟
خآلد :الحمام ..ما بتأخر
وعد بخوف :وأقعد بلحالي؟
خآلد :أمي عندك ..
وعد :نايمة ..

خآلد قآل وهو يعلم أنهآ تخآف من أبسط الأشيآء منذ أن كآنت طفلة صغيرة :طيب إنزلي ..

في هذا التوقيت المسآجد عآدة تقفل ،إلا هذا المسجد فإنه مهجور بحكم وجوده في منطقة نآئية ..
ترجلت هي من السيآرة ،وأصبحت تمشي بجآنبه ..
مشيا جنباً إلى جنب ..إزدآدت سرعة نبضآت خآلد ،وهو يستشعر هذا القرب الجسدي منه ..
إقتربا من المسجد ،الذي لآ توجد به أية إضآءة ..وإنمآ يسوده الظلآم المُوحش..
ما إن إقتربا ،حتى سرت رعشة خوف بجسد وعد ..

رجعت خطوآتهآ للخلف وهي تقول :خآلد ..من جدك تدخل ؟
خآلد :أيه ..[بابتسآمة شقيّة] قسم مستعجل ماني قادر أتحمل ..

إعتلت الحُمرة خدودهآ لتقول بحرج كبير :وجع ..
خآلد قهقه بخفة ،وهو يقول :لو أنك جالسة بالسيارة أحسن ..اللحين أنا بدخل الحمام ،والمكان ظلام ..
وعد :عادي ..بقعد جنب باب الحمام ،وأسولف لك
خآلد إبتسم بخفة :بالله ؟!أنا ذاك الوقت بعالم ثاني ..

وعد إبتسمت بحرج ..ثم صمتت
بينمآ هو دخل إلى إحدى دورآت الميآة ..وهي ظلت بجآنب البآب مُغلقة عينيهآ بخوف
لآ تريد أن تلمح شيئاً مآ ..
ظلآم و حمآم ..تشعر بأنهآ سيغمى عليهآ في أي لحظة ..
لآ تسمع شيء سوى صوت الميآة التي يستخدمهآ خآلد في هذه اللحظة ..
وعد تنآديه بخفوت :خالد ..تكلم

خآلد إبتسم بمرح وهو بدآخل الحمآم ،لم يرد عليهآ ..وهو يود أن يثير أعصابها قليلاً
يريد أن يرعبهآ أكثر ..
وعد تكرر ندائها :خالد ..

إنتهى من قضاء حاجته ،و وقف خلف البآب ..لم يخرج
وظل كما هو لم يرد عليهآ أيضاً ..

وعد إزداد خوفها :خالد رد ،والله بموت من الخوف
و أيضاً لم يرد عليهآ ..

تهدج صوتهآ وهي تسمع صرير إحدى أبواب دورة الميآة ..:خـ..ـآلد
عندمآ لم تسمع له رد مرة أخرى ..و الخوف بدأ ينهش عظآمهآ المُرتجفة ..
بسرعة فتحت بآب الحمام ودخلت معه ..

إلتفتت نظرآتهآ إليه ..مستند على الجدآر والإبتسآمة ترتسم على شفتيه ..
قآلت بمزيج من الحرج والخوف:غبي غبي غبي ..
خآلد إنفجر ضاحكاً ،ثم فتح البآب وخرجا ..ليقول :صدق إنك خوآفة ..وخوآفة كثير بعد

وضعت كفيهآ على الجآنب الأيسر من صدرهآ ،وهي تستشعر نبضآتهآ السريعة
قآلت بشهقة :الله يلعن بليسك ..دقآت قلبي سريعة ..كأنه بيطلع من مكانه
قآل هو بإبتسآمة حنونة :آسف ،ما أعيدهآ ..قلت ألعب بأعصآبك شوي ..

رأته بحدة ،وإلتفتت لطريقهآ ..
وصلا أخيراً للسيآرة ،صعدا ..و قآد خآلد السيآرة مرة أُخرى ..
متوجهين إلى [الأشخرة] ..ليقضوا يومين هُنآك ،مثل ما قالوا لأم وعد ..

"الأشخرة :منطقة تقع بمحآفظة الشرقية جنوب ،تتميز بشآطئهآ الكبير و جوهآ البآرد دائماً .."


يُتبع ()*


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس