عرض مشاركة واحدة
قديم 31-08-13, 07:06 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

تآبع :الجُزء [7]



في صبآح يوم جديد ..

و بعدمآ إخترقت أشعة الشمس نوآفذ منآزل المنطقة بتطفل ..إستيقظت عذوب من نومهآ ..
إلتفتت لفراش أم صالح ،ولم ترآهآ عليه كالعآدة ..
فهي تستيقظ من الصبآح البآكر ،لتبآشر عملهآ في المنزل ..
من تنظيف وتكنيس وسقي المزروعآت و إعداد الفطور ..

أخذت عذوب ملآبسهآ ،و دخلت لدورة الميآة لتستحم ..
خرجت من دورة الميآة ،ولم تضع أي مسآحيق تجميل على وجههآ ..بسبب وجود صآلح ..
حتى لو لم يكن متوآجد في المنزل ،تخآف أن يُبآغت في وصوله إلى المنزل ..

خرجت من غرفتها التي تضمها وتضم أم صالح ،قآصدة الذهآب إلى الفِناء الخارجي ..
رأت أم صآلح تمسك بيدهآ أنبوب الميآة ..وترش النبآتآت بكل مهارة..

جلست عذوب على البِسآط ،لتقول بإبتسآمة :صبآح الخير يمة
أم صالح إلتفتت إليها لتقول :صبآحك طيب بذكر الله

إمتدت يديّ عذوب وأمسكت بكوب وشرعت تصب لهآ من "الدلة" الصغيرة نوعاً ما ..
إرتشفت ذلك الحليب ،لتقول وهي تشعر بلذته :أمممم ،الله يسلم أيدك يمة ..الحليب جنان خاصة مع الزنجبيل ..
أم صآلح وهي تُغلق مصدر الماء :الله يسلمك ،أنا أصلاَ أجي وطي قدام الحليب اللي تسوينه
عذوب بضحكة :ليه تبالغي عاد ؟!
أم صآلح جلست على البسآط ذآته ..بينمآ عذوب صبّت لهآ الحليب :ما أبالغ هذا الصدق ،يالله الله يسعدك يا بنتي ويرزقك الزوج الصالح فهالصباح الطيّب

عذوب وكأي فتآة أخرى إعتلتهآ الحُمرة إثر فتح هذا الموضوع ..قآلت :آمين يمة ..الله يسمع منك ..

صمتت كلاً من أم صالح وعذوب ..
أخذت أم صالح كوبهآ وأخذت ترتشف منه وهي تُرآقب مزروعآتهآ التي بذلت فيهن قُصار جهدها ..
عذوب بتوتر :يمة ..
أم صالح :هلا
عذوب :يمة ..شفتي شوق أمس أو اليوم؟
أم صآلح تعقد حوآجبهآ :لا والله ما شفتها ،ليه فيها شي؟
عذوب بسرعة :لأ ،بس يعني أسأل ..لإني إستغربت يعني ما شفتها من أمس مو من عادتها
أم صالح :تلقينها مبتلية بالحيض ،عآد تعرفيهآ ..ما تقدر تقوم من فراشها..
عذوب قالت :يمكن ..الله يعينهآ ..


في جناح صآلح ..

يقف صآلح أمام المرآة ،بخ له من عطره المفضل ..أدخل في جيبه مفآتيحه ومحفظة نقوده ..ثم إلتفت نآحية السرير ،ليجدهآ نآئمة ..تنهد بضيق
فهذه هي حآلتهآ منذ البآرحة بعد أن قآم بصفعهآ ..
يشعر بتأنيب الضمير نآحيتهآ ،لم يشأ أن يضربهآ مُطلقاَ ..لكنه تذكر طآرق ..
إذا لم يستطع أن يُدافع عن عذوب ولو كآنت من أقرب أقربآئه ..فهو يصنف من الخآئنين ..!!
فعذوب ..تحمل الكثير من طآرق الغالي على قلبه ..

تقدم منهآ ،ربت على كتفها بخفة ليقول :شوق
لم تكن نآئمة ،لم تستطع النوم منذ البآرحة ..عندما سمعت منآدآته لهآ ..أغمضت عينيها بقوة
و وجهها يعلن الرفض ..!
صآلح تنهد بعمق ثم قال:ما صارت ..من أمس وأنتِ على ذا الحالة ..لآ أكل ولآ شي ،بس تقومين لصلآتك ..ما صارت ..!!

صمتت ولم ترد عليه ..قآل هو بغضب :أنا طآلع اللحين تأخرت على دوامي ،لكن والله لو رجعت وشفتك بمكآنك ..صدقيني بتشوفي شي بعمرك ما شفتيه ..وهذا أنا حذرتك..

ثم تحرك مبتعداً عنهآ نآحية البآب ..ليخرج إلى عمله

؛

في غرفة غآدة ..- عصراً-

كآنت تشعر بفرآغ كبير ،خطرت على بآلهآ فٍكرة ..دخلت لدورة الميآة و صنعت لشعرها حمآم زيت ..خرجت والمنشفة الحمرآء حول شعرهآ الأسود ..

جلست على سريرهآ ..وأصبحت تُدلك شعرهآ بوآسطة المنشفة ،ثم تقدمت من التسريحة ..وجلست عليهآ ..
فتحت الإستشوآر لـ"تستشور" شعرهآ ..و عندمآ إنتهت وضعت لهآ "جل" ..
لينسآب شعرهآ النآعم على ظهرهآ ..مآ يميز غآدة هو شعرهآ ..
فإذا فتحته وأسدلته على ظهرهآ ..تُصبح فٍتنة ..

ثم قآمت بعمل تسريحآت بسيطة ..وألتقطت لهآ بعض الصور ..
عندمآ إنتهت من إلتقآط الصور لهآ ..

جلست على سريرهآ ..تتصفحهن ..
إبتسمت بخجل وهي تقول بخفوت :بوريهن أيوب بعدين ..
تنهدت بحآلمية ..وهي تتخيل ملآمح وجهه عندمآ يرى هذه الصور ..

كآنت تود الخروج من غرفتهآ ..لولآ أن رنين هاتفهآ المعلن وجود مكآلمة إستوقفهآ ..
أخذته وهي ترى إسمهآ "ستارة" ..:هلا سآرونة ..
سآرة بمرح :تخيلي تخيلي من معنا ؟!
غآدة بتفكير :أممم عنود ؟
سآرة بدهشة :بسم الله ،جنية ..كيف عرفتي؟
غآدة بشهقة :أنتِ اللي جنية بسم الله عليّ ..
سآرة :المهم ،تعآليّ ترآهآ مصدعة لي رآسي ..وين غويد وين غويد ..تعالي سكتيهآ
غآدة ضحكت بحب: ياحبي لهآ بس ..قولي لهآ اللحين بتجي غويد ..
سآرة ضحكت بقوة ثم قالت :قسم أنها هبلة ..صآرت تتنطط على سريري [صرخت سآرة بقوة] وجع بتكسرين سريري ..يا الدبة..
غآدة تعآلت ضحكآتهآ لتقول :فقعتي أذني ..يلا يلا اللحين بجي ..بايز

سآرة لم ترد عليهآ ..كآنت مشغولة بتوبيخ عنود ..
غآدة بسرعة ..جمعت شعرهآ للأعلى ،ثم إرتدت عبآءتهآ ..
مرت بجآنب المرآة ..لترسل قُبلة سريعة لنفسهآ ..!

نزلت للأسفل وتوجهت لسيآرتهآ المتوآجدة في "الكرآج "الصغير ..صعدت سيآرتهآ وأنطلقت لمنزل عمهآ ..
ركنت سيآرتهآ ..بجآنب سيآرة "أيوب" ،إبتسمت بحب لسيآرته ..
تنهدت بوله وإشتيآق له ..خرجت من سيآرتهآ ..لتدخل إلى الداخل ..
وهي تدعي ربهآ أن تلآقيه ..

وفعلاً حدث ما أرآدت ..وجدته يمشي بإتجآههآ ..كآن ينوي الخروج ..
إبتسمت له ،وهي تنتظر منه "السلام "..
لكنهآ إنصدمت ..عندمآ ألقى نظرآته البآردة عليهآ ..ومر من جآنبهآ بدون حرف وآحد ..

وقفت بمكآنهآ ،و إلتفتت للخلف ..تُرآقب طيفه حتى إختفى ..
وقلبهآ يبكي بعنف ..

لآ تستطيع أن تذهب الآن إلى غرفة إبنة عمتهآ ..فهي مُنهآرة تماماً
كل الذي فعلته ،أنهآ عآدت لسيآرتهآ بإنكسآر ..
صعدتهآ ..لمحته من زجآج سيآرتها ..يصعد سيآرته ثم ينطلق ..ليخلف خلفه كومة كبيرة من الغبار ..

إتسعت محآجر غآدة بصدمة ..وضعت يديهآ على "الدركسون" وأنزلت رأسهآ إليه ..
وأصبحت دمعآتهآ تتنآثر بألم وحرقة ..
هذا و بعد غد ..سيكون حفل زفآفهآ ..!!!
هل هذهِ شخصيته الحقيقية ؟!

أومأت رأسهآ بـ"لآ" ،ثم إنطلقت مبتعدة عن منزل عمهآ ..لتتوجه إلى منزلهم ..
والدموع أصبحت تُشكل حآجز يمنعهآ من الرؤية ..
مسحت وجههآ بعنف ،تقود السيآرة ..وشهقآتهآ تعلو بحرقة ..!

تشعر بأن مشآعرهآ تتمزق ..و تذوب ،ولربمآ تتبخر ..!

؛

فرآس للمرة الألف يقوم بتحديث "بروفايل" سآرة ..
قآمت بتغيير رمزيتهآ لتضع رمزية بِهآ أقدآم طفل رضيع نآعم ..ضحك بخفة
"يقالها تحب الأطفال اللحين .."

ثم إنعطف نحو حآلتهآ ..ليجدهآ كآتبة
"اللَهُمَ إنْي أسْألكَ فَرحاَ أْسْتَنْشِقهُ بَعد طَولِ | إِخْتِنآق |*"
إبتسم بحب لهآ ،فكل مآ فيهآ يجذبه إليه ..

بدأت فكرة مجنونة تتصير بدآخله ..رفع حاجبه بمرح
ثم قآم بنسخ رمزيتهآ وحآلتهآ ..و وضعهآ معه ..
ليصبح مثلهآ تماماً ..

فتح دردشة جديدة معهآ ،ثم أرسل بعد تردد :*فيس مغرور*
كآنت هي في تلك اللحظة "مُتصل الآن" ..

في الجهة الأخرى ،و في غرفة سآرة
بعدمآ ذهبت العنود من عندهآ ..إستلقت على سريرهآ ،وأصبحت ترسل لغآدة بعض الرسآئل المتسآئلة، التي لم ترد عليهآ ..
إستغربت منهآ ..
كآنت تود إرسال رسآلة أخرى ..
لكن فجأة ،أتتهآ ..رسآلة من رقم مجهول
فتحتهآ لتجد الـ*الفيس المغرور* ،يتربع على الشآشة ..إنعطفت ملآمحهآ نحو رمزية هذا الرقم لتجدهآ هي ذآتهآ التي تضعهآ الآن ..
عقدت حوآجبهآ بإستغرآب ..

"من ذي ؟لآ تكون وحدة عندي بالجآمعة تسوي لي مقلب ..ولا غويد مطلعة رقم جديد .."
فتحت الحآلة ،لتجدهآ أيضاً هي ذآتهآ التي تضعهآ ..
شعرت بالغرآبة أكثر ..

مُحآلٌ أن تكون صُدفة !!
لآ يعقل ،فهذه متعمدة في فعل ذلك ..

عقدت حوآجبهآ ،وهي تحآول أن تتذكر ..أنهآ قد أعطت رقمهآ أحد البنآت المتوآجدآت في الجآمعة ..
تذكرت تلك الفتآة ،التي جلست معهآ يوماً مآ تنتظر معهآ وصول سيآرتهآ الخآصة ..
وبعد سؤال عن الحآل ..و تبآدل الأحآديث الودّية ..
طلبت تلك الفتآة رقم سآرة ،لتعطيهآ إياه بصدر رحب ..

إبتسمت سآرة بخفة ..
"الظآهر هي لمى ..بس تأخرت كثير ..أنا من زمآن عآطيتهآ رقمي ..!غريبة ..!"

أرسلت سآرة رِسآلة لهذا الرقم المجهول التي لم تعرف صآحبه بعد :لمى؟!
فِراس إبتسم بمرح ،وأكمل تمثيلته :أيه ،كيفكِ؟!
سآرة إستبشر وجههآ فرحاً ،وبسرعة قآمت بحفظ رقمهآ على إسم "لموش"

سآرة :الحمدلله تمام ،أنتِ كيفكِ؟!
فِراس :تمآم والله ..
سآرة :زمآن ما ألتقينآ ..تصدقي إشتقتك
فرآس إبتسم :عآد أنا وش أقول لك ؟مشتآق لك موت
فرآس إنتبه لكلمة "مشتآق" ليؤنثهآ بسرعة :مشتآقة
سآرة :فديتك والله ،كيف بكرة عندك محاضرات ولا؟
فرآس "توهق" لم يعلم ماذا يرد :ما شفت الجدول بعد
سآرة :أنا بكرة ما اروح خذيت إجآزة ..تدرين عرس بنت عمي بعد بكرة ..
فراس :أها ما شاء الله ..مبروك
سآرة :الله يبآرك فيك .."فيس مستحي"متى بس يجي نصيبي؟!
فِراس :إن شاء الله قريب لآ تخآفي ..تخيلي بس بعد عرس غآدة !!
سآرة :"فيس يرقص" يآآآآ فرحتي ..قسم بموت من الفرحة ..

فرآس في نفسه "خلآص ولآ يهمك ..بعد عرس غآدة يا روحي،أنتِ بتكوني لي" ..
ثم إبتسم بمرح ،وأكمل حديثه معهآ ..وقلبه يعجز عن الهدوء ..
يخفق بشدة ،خفقآن يحمل أكوآم من الفرح ؛
و الحب ؛والوله ..!

؛

في منزل أبو صآلح ..
و في جنآح صآلح تحديداً ..

دخل صآلح جنآحه ،وهو يشعر بإرهآق كبير ..لَمح شوق تجلس أمام التسريحة ..وهي تضع لهآ الكحل ..
إبتسم بدآخله ،يعلم جيداً ،رغم روحهآ العنيدة إلا أنهآ تخشآه ..
قآل هو :السسلام عليكم
شوق بجمود :وعليكم

ثم أكملت رسم عينيهآ ..إقترب صآلح من خلفهآ ..إلا أن لصق بطنه برأسهآ ..
قآل وهو ينظر إليها من خلآل المرآة :الحلو بعده زعلآن ؟
ألقت عليه نظرآت تشع غضباً ،ليقول هو بضحكة :لآ تخوفيني ،قسم ما أتحمل
شوق بإقتضآب :إطلع برا لو سمحت
صآلح يفتعل الصدمة :تطرديني؟
شوق تعلم أنه يستخف بهآ ..لم ترد عليه ..
قآل هو :شوقوه ..بلآ دلع مآصخ ،خلينآ اليوم نروح نتعشى في مطعم يليق بمقآمك ..ونفتح صفحة جديدة
شوق وقفت وألتفتت إليه :تحسسني أن ضميرك يأنبك يعني ؟!
صآلح: وش تبيني أسوي لك طيب؟
شوق بنظرآت تحدي :تعتذر لي
صآلح قآل و وجهه يعلوه الرفض القاطع :تعرفيني زين يا شوق!!ما أحب أعتذر لأحد ..
شوق :طيب تنآزل اليوم إذا كنت صدق تحبني وتبي رضاي
صآلح إبتسم بخفة ،ليقول :شوق ..لآ تقعدين تسوين لي مثل المسلسلآت ..أنتِ محد لآحس مخك غير هالمسلسلآت اللي تتآبعينهن ليل ونهار ..قلنآ لك ،أطلعك مطعم نتعشى وأعتبري أن هذا هو إعتذاري لك

شوق لآنت قليلاً ،لكنهآ لآ تزآل تمثل له القوة :طيب كلمة ما بتخسر شي
صآلح تأفف بضيق ،قآل وهو يدخل إلى دورة الميآة :تجهزي بعد صلآة المغرب إحنا متحركين

ثم أغلق البآب من دون أن يسمح لهآ أن ترد ..
بينمآ هي تنهدت بقهر ..!

؛

في منزل أبو أيوب ..

عآد أيوب إلى المنزل ..و بدآخله يتمزق ألف مرة !!
جلس على الكنبة السودآء ذآت الوسآئد الحمرآء ،بإرهآق كبير ..
إستلقى عليهآ ،وجبينه يتعرق بِشدة ..من كِثرة الأفكآر المؤلمة التي تُهآجمه ..
فغداً ،ليلة زفآفه ..غداً ،سيحتضن غآدة لصدرة ..
ولكن ليس بتلك اللهفة ..ليس بتلك اللهفة التي كآنت قبيل أن يعلم بذلك الخبر الذي قصم ظهره ..

أغمض عينيه بتعب كبير ..
خرجت وآلدته من المطبخ ،لترى فلذة كبدهآ ..العريس غداً
وجهه شآحب ،و يبدو عليه الإرهاق ..
جلست بجآنبه ،وربتت على كتفه بخوف :أيوب..
أيوب فتح عينيه ..ليرى وآلدته ،بلسم فؤآده ..تجلس بجآنبه ،إعتدل بجلسته وقال:هلا يمة
أم أيوب :شفيك حبيبي مو على بعضك؟
أيوب ،شعر بأنه طفل صغير ..يحتآج إلى من يضمه إلى صدره ،ويخفف عنه هذا الألم الذي يشعر به بنفسه ..
لآ أحد يشعر بهِ ..لآ أحد يعلم مِقدار ألمه
لآ أحد يعلم كم مرة في اليوم يتقطع قلبه ألف مرة ومرة ..

كآن شآب طموح ..يتوق لزوجة تُشآركه أفكآره ،و أطفآل يضيفون نكهة حلوة على جوّه الذي أصبح كئيباً الآن ..
و لكن شآءت الأقدآر بِظنه ..أن لآ تكتمل فرحته ،التي خطط لهآ منذ سنوآت عديدة ..
و رسم ملآمحهآ بلهفة !

قآل بصوت مخنوق :ما فيني شي يا الغالية ..
إبتسمت أم أيوب :متوتر عشان عرسك؟
أيوب وتلك السكآكين لآ ترحمه ،تقطعه بعنف:مو متوتر ..بس شايل هم
وضعت أم أيوب كفهآ على خدهِ الخشن وقآلت بحنآن :الحمدلله ما باقي شي ،كل اللي عليك سويته وخلي الباقي لِنآ ..إنت اللحين إهتم بنفسك يا عريس

إبتسم أيوب وهو يخفي وجعه :إن شاء الله الغآلية ..
إقترب منهآ ،وقبّل رأسهآ بعمق ..وكأنه يفرغ ما بدآخله فيهآ ..

؛

في منزل أبو صآلح ..

أم صآلح تجلس في الصآلة بمفردهآ ،تشرب قهوتهآ الدآفئة ..
إلتفتت نحو الدرج ،رأت صآلح ينزل و برفقته شوق ..
قآلت أم صالح بتساؤل:وين رايح صالح؟
صآلح :طآلعين نتمشى أنا وشوق
أم صآلح :زين تاخذ معكم عذوب ،أحسهآ مكتئبة من جلسة البيت
صآل ألقى نظرآته لشوق ثم لأمه :إن شاء الله ..خبريها تجهز نحن ننتظرهآ في السيارة

ثم خرجآ وصعدا السيآرة ..
أغلقت شوق الباب بعنف ،ليلتفت لها صآلح بجزع :وش فيك؟
شوق:ما فيني شي ..
ألقى عليهآ نظرآته البآردة ..ثم إلتفت عنهآ للأمام

دآخل المنزل ..
دخلت أم صآلح للغرفة ..لترى عذوب تُمسك بين يديهآ المصحف الكريم وتقرأ آيآته بكل خشوع ..
عندمآ رأت أم صآلح ..أغلقت المصحف وقبّلته من الجهتين ..

قآلت عذوب بإبتسآمة :هلآ يمة بغيتي شي
أم صآلح بإبتسآمة مُمآثلة :صآلح ينتظرك في السيآرة هو و شوق ،يبون يطلعون اللحين ..زين تروحين معهم تغيرين جو ..
عذوب بسرعة :لآ يمة واللي يسلمك ..ما أبي أخرب عليهم
ضحكت أم صالح :وش تخربين عليهم ؟ما عادهم صغار على الخلوة !! يلا قومي حبيبتي ..روحي جهزي ،هو ينتظرك برا اللحين
عذوب :طيب وأنتِ بتبقين بروحك ؟
ام صآلح :بعد شوية بتجي أم حمد ..لآتحآتي ،يلا أسرعي
عذوب إبتسمت :طيب ..

؛

في سيآرة فيصل ..

كآن متوجّه من الشركة إلى البيت ،بعدما إستلم إدآرة الشركة ..أصبح مضغوط جداً ،لدرجة أنه يذهب إلى الشركة في الساعة الـ8 وينتهي في الساعة الـ6 مساءاً ..

يشعر بأن عِظآمه تتكسر إثر الضغط الذي وآجهه اليوم ..كآن يود أن ينعطف بجهة منزله ،لولا أن هآتفه النقآل أعلن وجود مُكآلمة ..
لمح الشاشة ..ليجد رقم مجهول يعتليه
عقد حوآجبه بإستغراب ..أخذه وقآل بهدوء :السلام عليكم
:وعليكم السلام والرحمة ،فيصل؟
فيصل بإستغراب أكثر :إيه فيصل ..نعم أخوي تفضل!
بضحكة :مآ عرفتني ؟
فيصل :لأ والله ..من معي؟
:نوآف يا الخاين ..سنتين ونسيتني ؟!صح أنك ذاك الشي
تهلل وجه فيصل بالفرحة :نوآف ؟!لا ما أصدق ..كيفك يا رجال ؟وش مسوي؟
نوآف بإبتسآمة :الحمدلله ما شاكي باس ،أنت كيفك ؟خبرني عن أحوآلك ؟
فيصل :الحمدلله كل شي تمآم ..كيف خذيت الدكتورآة ولآ بعد ؟!
نوآف :أكيد ،وأنا متصل أبشرك ..وأزيدك من الشعر بيت ،أنا اللحين في عمان
فيصل بدهشة :إحلف؟!ما شاء الله ..متى وصلت ؟!
نوآف :اليوم بس ..عآد أنا متصل عليك ،أبي ألاقيك في مكآن معين
فيصل :ولآ يهمك ..وين تبي تلآقيني؟
نوآف :أنا اللحين في حدائق الصحوة ،أقدر ألاقيك فيها اللحين؟
فيصل رغم تعبه ...إلا أنه قآل :خلآص تم ..أعطيني عشر دقايق بس
نوآف :بإنتظآرك ..يلا مع السلامة
فيصل :مع السلآمة ..

أغلق فيصل الهآتف وتركه جآنباً ،وهو يشعر بفرح كبير..
هآ هو صديقه الذي تعّرف عليه أيام غُربته في أمريكا ،أتى ويحمل معه شهآدة الدكتورآة الذي لطآلمآ حَلِم بها نوآف .. كآن له خير صديق ومُعين
يتقآسمآن الطعآم ،والسكن ،والملبس ..
كآنا جسدآن بروح وآحدة ..

؛

في سيآرة صآلح ..

تجلس عذوب خلف شوق ،والصمت يلفهآ ..تشعر بأنها عبء ثقيل عليهم ..
قآل صآلح متسائلاً :وين ودكم تروحوا؟
إلتفت صالح لشوق الصآمتة ،كآنت تنظر إلى نقطة وآحدة ،قآل :شوق ..
شوق إلتفتت إليه :نعم ؟!
صآلح :وين تبين تروحين؟
شوق بإمتعاض :أبي أروح مكآن مفتوح ..أبي أشم هوا ..أحس حالي مخنوقة!!
صآلح صمت لم يرد عليهآ ،هو يعلم حقاً ..ما القصد من هذا الكلآم ..

بينمآ عذوب ..تمنت أنها لم تأتي معهم ،لآ تدري ما الذي جعلهآ تأتي معهم ..
و كأنها نست كلمآت شوق اللآذعة ..

قرر صآلح أن يذهب بهن إلى إحدى الحدآئق على طلب شوق ..
فهو اليوم يُريد أن يُنفذ لهآ أي طلب تُريد ..كي ترضى !!
فتأنيب الضمير لم يدعه وشأنه

ركن سيآرته بموآقف حدآئق الصحوة ..
لتنزل شوق وخلفهآ عذوب ..
مشت شوق بجآنب زوجهآ وعذوب خلفهم تمشي ببطء ..

تأملت عذوب الأزهآر الملونة بجآنبهآ ،التي من مرآهآ أكسبتهآ الحيآة
إنعطفت أنظآرهآ لذلك الكسآء الأخضر الوآسع الذي يلف البسيطة ،و فوقه الأطفآل يلعبون ويركضون بمرح
تمنت لو أنها طفلة مثلهم ..تنسى بسرعة ،و تجعل الهم خلفهآ بلا إهتمآم
إلتفتت إلى بعض العآئلآت ..أم ،أب ،أخوآن ..
نفضت رأسهآ بـ"لآ" ،لآ تود أن تقآرن نفسهآ بأحد ،تعلم جيداً أنها ستتألم بِشدة !!

سمعت صآلح يقول :إقعدي ..
إنتبهت إليهمآ ..كآنا يجلسآن حول طآولة من الجرآنيت ..جلست بجآنب شوق التي كآنت بجآنب صآلح ..

جميعهم يلفه الصمت ،كل وآحد يفكر بهمومه ..
يشتتون أنظآرهم بأجمل مكآن وكأنهم يُفرغون ما بهم عليه ..

قآل صآلح بهدوء :عذوب ..أمس إتصلوا فيني من المستشفى ،يقولوا أبوك شوي تحسّن الحمدلله ..
عذوب رغم شعور الفرح ..إلآ أنهآ تشعر بالكره أيضاً في نفس الوقت :الحمدلله
صآلح :إذا تبين تزورينه ..عآدي ،آخذك بكرة
عذوب بسرعة :لأ ما أبي ..

صآلح صمت مُحترم رغبتهآ ،ثم قآل: تبون شي؟!عصير ،بوضة ؟!
قآلت شوق :أبي بوضة ..
صآلح :وأنتِ عذوب؟
عذوب :ما أبي شي ..

صآلح :برآحتك ..
ثم هَم وآقفاً ليذهب ،لتستقطع عليه شوق ..:بروح معك ..
أشر بنظرآته لعذوب ،لتقول شوق :عادي

وقفت شوق بجآنب صآلح وذهبا لحيث مكآن بيع البوضة البعيد قليلاً ..
بينمآ عذوب جلست بمفردهآ ،وهي تشعر بأنهآ زآئدة لآ غير ..
و هذا الشعور يقطعهآ آلآف المرآت ..و كأنها لقيطة !
يعآملونهآ كالـضيفة !!

كتمت عِبرتهآ ،وصمتت ..
شتت أنظآرهآ بكل شيء حولهآ ..تتخيل الآن لو طآرق كآن بجآنبهآ
و تلك الإبتسآمة الجذآبة تعلو ملآمحه الوسيمة ..

تنهدت بشوق كبير إليه ..
ثم تمتمت بخفوت :الله يرحمك يالغالي ..

أنزلت رأسهآ للأسفل ..لترى ظلآل بشرية ضخمة تقترب منهآ ..
إتسعت محآجرهآ بخوف ،و أبقت رأسهآ هكذا !!
لم تستطع أن ترفعه !

سمعت همهمات خآفتة !!
بدأ الخوف يسري في عروقهآ ..لتسري رعشة بآردة على جسدهآ وهي تسمع أحدهم يقول :بروحها قآعدة ..أيه عادي تعالوا

شتتت أنظآرهآ بعشوآئية ،لترفع رأسهآ ببطء
رأت تِلك الأجسآم البشرية تقف بجآنبهآ تماماً ..
ثلآثة ذئآب ضخمة ،تعلو شفآههم إبتسآمة خبيثة !!!

قآل أحدهم بهمس :عآدي نجلس؟
عذوب شتت أنظآرهآ بينهم ،لم تقوى على نطق حرف وآحد ..!
لم يمر عليهآ في حيآتهآ مثل هذا الموقف ..

قآل الآخر :يا حلوة ،قآعدين نكلمك ..عآدي نجلس معك ؟
برقت عينيهآ بخوف ،لسآنهآ عَجِز عن النطق ..
وقدمآهآ تشللتآ عن الحركة ،لتهرب

ضحك الآخر بخفة وهو يُقّرب كفيه منهآ :وشفيك مفزوعة كذا ؟ترا نحن ما نخوف والله !!
الآخر:أيه حلوين ترا هههههههههههههه

؛


وصل فيصل ليركن سيآرته بموآقف السيآرت ،ترجل منهآ بِسرعة ..لم يشأ أن يتأخر على نوآف ..فهو بشوق كبير إليه ..

دخل إلى الحديقة ،وأصبح يُشتت بأنظآره ..هُنآ وهُنآك بحثاً عنه
إلتقط هآتفه النقآل وأتصل به :ها نوآف وينك؟
نوآف :وصلت ما شاء الله؟
فيصل بإبتسآمة :أيه ..يلا وينك؟
نوآف :أنت عند البوآبة؟
فيصل إلتفت للخلف وهو يرى أنه إبتعد عن البوآبة ليقول :لأ ..قدام الحوض
نوآف:عيل تلقآني ورآه ..قآعد بطآولة
فيصل :طيب ..يلا مع السلامة
نوآف :مع السلآمة ..

أدخل فيصل هآتفه بجيب ثوبه ..ثم مضى ليتعدى ذلك الحوض
شتت أنظآره حول الطآولآت كي يلمح نوآف

لكنه عقد حوآجبه بِشدة ،وهو يرى ثلآثة رجآل يتجمعون حول طآولة !!
منظرهم غريب ..وكأنهم ذئآب إجتمعوا على فريسة شهيّة !!

إقترب منهم والفضول ينهشه ،يود أن يعلم ما سر هذا التجمع الغريب
إستقرت أنظآره بصدمة عليهآ !!
كآنت هي !!
إستغرب من وجودهآ ،كآنت بمفردهآ
تجلس مُنزلة رأسها وهم يقفون حولهآ !!
عقد حوآجبه بغضـــب كبيــر ،لآ يدري ما إنتآبه حينهآ ..

شعر بغضب هز أوصآله ،غيـرة ..!
يشعر بالغيرة تفتته
إقترب منهم كأسد ثآئر يُدآفع عن لبوته
شعر بأنهآ تنتمي إليه هو فقط

مسك الأول من طرف قميصه وسحبه بعنف ليزمجر غاضباً :وخر عنها يالكلب ..
عِندمآ رأته يقف بكآمل طوله ،لمحت الأمان في مُحياه
همت وآقفة و هي تستنجده بنظرآتهآ اللآمعة ..وقفت خلف ظهره
ليمد هو يده اليسرى ويضعهآ بجآنبهآ ..خشية إقترآب أحدِ منهم ..
واليد الأخرى إنقض بهم عليهآ ..
خفق قلبهآ بعنف ..وهي ترى يديه الضخمة تمتد وتستقر بجآنبهآ ..دمعت عينآهآ


[إنتهى]

و يتجدد لقاءنا بإذن الله ..بصبآح الجمعة على هذا التوقيت ..

لآ تلهيكم الروآية عن ذكر ربكم ..
صلوآ على النبي

لآ تنسوآ ..التقييـــــــــــــم
ودّي ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس