عرض مشاركة واحدة
قديم 31-08-13, 07:11 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

السسسلآم عليكم ورحمة الله وبركآته ..
شلونكن يآ حبيبآت قليبي ؟

إشتقت لكن بشكل مآ تتصورنه ؛
عآد أكيد عيونكن اللحين طآلعة برآ من هول الصدمة ،لإني نزلت البآرت اللحين !
أنآ أقولكم ليش ،الله يسلمكم ..كنت أبي أنزله أصلا قبل لإن البآرت جآهز ومرآجعتنه وكل شي
+شفت رد "حياةة" فديت قلبهآ متشوقة تبي البآرت أنزله قبل ..قلت خلآص يا بنت نزليه ،مآ صآر شي ..
و هذآني نزلته على بركة الله ..


أيه صح وبغيت أقولكم ..هذآ آخر بآرت أنزله في رمضآن ..
يعني بنزل لكم البآرت [9] بعد العيد إن شاء الله ..
بنآت إغتنمن العشر الآوآخر يآ حبيبآتي ..

يلآ هآكم البآرت ..


قرآءة ممتعة إن شاء الله
سبحآن الله وبحمده؛سبحآن الله العظيم


الجُزء [8]



مسك الأول من طرف قميصه وسحبه بعنف ليزمجر غاضباً :وخر عنها يالكلب ..
عِندمآ رأته يقف بكآمل طوله ،لمحت الأمان في مُحياه
همت وآقفة و هي تستنجده بنظرآتهآ اللآمعة ..وقفت خلف ظهره
ليمد هو يده اليسرى ويضعهآ بجآنبهآ ..خشية إقترآب أحدِ منهم ..
واليد الأخرى إنقض بهم عليهآ ..
خفق قلبهآ بعنف ..وهي ترى يديه الضخمة تمتد وتستقر بجآنبهآ ..دمعت عينآهآ

إرتعشت أطرآفهآ ،وهي تراه كيف إنقض عليهم الوآحد تلو الآخر فقط بذرآعيه
لم يستخدم أي عضو فيه ،سوى ذرآعيه ..

عِندما رأتهم يفرون منه كفئرآن وآهنة ..
تنهدت بإرتيآح ،وأبتعدت عنه عدة خطوآت ..إقتربت من حقيبتهآ بإرتبآك كبير لتفتحهآ وتخرج هآتفهآ النقآل وهي تنوي أن تتصل بشوق ..

بينمآ هو ،لآ يزآل تنفسه غير منتظم ..لم يستطع التحكم بنفسه ،بمجرد شعوره بقربهآ هذا ..
كآنت قريبة منه بشدة ،لدرجة أنه شعر بأنفآسهآ المُتضربة تلفح على رقبته من الخلف ..

رآقبهآ ،تطل عليه من خلفه لتقترب من الطآولة ..وتفتح حقيبتهآ قآل بصوت جآمد :وش قآعدة تسوين هنا بروحك ؟

رفعت رأسها ببطء إليه ،كآن وجهه يعلوه الوجوم المُخيف
قآلت وقلبها لم يهدأ للحظة :طالعة مع صالح وزوجته
رفع حاجب وأنزل الآخر :و وينه عنك الفارس الملثم ؟ما شاء الله عليه ،الظآهر رآح يقضي شهر العسل حقه وتركك بروحك ؟!

إستشفت من نبرته السُخرية لآ غير ،لم تفكر بغيرهآ في تلك اللحظة
قآلت بهدوء:بعد شوي بيجون

كآن يود أن يرد عليها ،لولا أنه لَمح صآلح يطل عليه من بين الأشجار ليقترب منه وبرفقته شوق يمسكآن أقماع البوضة

صآلح قآل بدهشة وهو يرآه يقف بجآنب عذوب :نعم أخوي وش بغيت ؟
فيصل وهو يأشر على عذوب،قآل بنبرة يخفي فيها غضبه :هذه البنت مع من جاية ؟
صالح :معي أنا ..ليش؟
فيصل تفجر بغضب :إذا كانت جاية معك صدق ..ما تركتها ،تآركهآ بروحهآ من دون أحد !!
صآلح بإستغراب من عصبيته :طيب ليه معصب ؟

تنفس بصعوبة ،ليزمجر :شكل أمي غلطت يوم حطتها معكم ..ما أنتو براعيين أمانة
صآلح رفع حاجباً بغضب وقآل :أقول إحترم نفسك ،نحن أهل لها قبل ما نكون جيران ..

صآلح شعر بشيء يسيل لذرآعيه ..أنزل نظرآته ليجد البوضة قد إنصهرت على يديه
تركهآ بإشمئزآز على الطآولة ..

عذوب ..لآ تزآل تشتت أنظآرهآ بينهم بعشوآئية ،بتوهآن ..!
كرهت نفسها أكثر وأكثر ..دائماً ما تكون المشآكل بسببها ..
لكنهآ تتسآءل بدآخلهآ ،لمَ هو غآضب هكذا ؟!

فيصل بنبرة آمرة صآرمة :عذوب إمشي قدامي
رفعت رأسها بِحدة إليه ..إتسعت محآجرهآ بصدمة عنيفة !!
طريقة نطق إسمهآ ..كآن لهآ نكهة أخرى ..
و أمره الغريب !! العنيف !!

صالح إشتعل غاضباً :أقول يالأخو ..الدنيا مو لعبة !! من أنت عشان تتأمر عليها ؟!
فيصل كرر وهو يغمض عينيه بِقلة صبر :عذوب إمشي قدامي

عذوب إنحنت نظرآتهآ لصآلح ..تستغيث به ..!
تريده أن يتكلم ..أن يدآفع عنها !!

صآلح تقدم من فيصل و وقف أمامه بتحدي ليقول :أقول هذيك الدرب ..توكل يلا ،أنا مدري وش فيك عليها ..من أنت أصلا ؟وش تكون بالنسبة لها عشان تتأمرعليها بهالطريقة ؟

فيصل ..أصبح يسأل نفسه ..
"صحيح ،وش أكون لها ؟ليه أتأمر عليها ؟وش أكون بالنسبة لها ؟! بس مستحيل حتى لو ،منظر ذيك الكلاب حولها يخليني أتجنن ،تخيلت غآدة مكآنهآ لا أقل ولآ أكثر .."

قآل وهو يحآرب طوفآن المشآعر الذي إنهال على قلبه :المشكلة أنك ....
قطع عليه هآتفه النقآل وهو يشير إلى مكآلمة من "نوآف"
إنحنت نظرآته لهآتفه وهو يرى إسم نوآف يعتليه ..

تذكر الآن ..تركه منذ مدة ..
إبتعد عنهم ..وهو يقول :إنتبه عليها يا الرجـــــــال [ومد آخر كلمة بسخرية لآذعة]

ثم تحرك مبتعداً عنهم ..
بعدما ترك قنتبلته الممقوتة ..التي شطرت صآلح بعنف
إلتفت لعذوب وشوق وقال بغضب :يلا نروح

وقفت عذوب و أوصالها ترتجف ،من الموآقف المُتتالية التي حدثت !
و تلك الكلمة التي رمآهآ فيصل لم تكن بالسهله ..!

مشت شوق بجآنبه وقلبهآ خآئف عليه ،تعلم صآلح ماذا ستكون ردة فعله
لن يترك هذه الكلمة تمر على خير ..!

بينمآ عذوب كالعآدة ،تمشي خلفهم ..
مُنزلة رأسهآ للأسفل ..و تحترق من دآخلهآ ..لتنصهر وتصبح رماداً ..يتنآثر فُتآته حولهآ

؛

في الأشخرة ..

كآنت الساعة تُشير إلى السآبعة مساءً ..ركن خآلد سيآرته في موآقف الفندق الذي أستأجره له ولوالدته و لوعد ..
نزل بعدما سحب معه أكياس العشاء ،صعد للأعلى بوآسطة المصعد ..ودخل إلى جناح والدته و وعد ..الذي كآن بجآنب جنآحه
دخل عليهمآ ،ليجدهما تجلسآن بصمت ..وهما يتركآن جُل إهتمامهما على التلفآز الذي كآن يعرض إحدى الأفلآم الوثآئقية ..

قآل بهدوء :السلآم عليكم
إلتفتا إليه:وعليكم السلآم

ترك أكياس العشاء على الطآولة ..و جلس بكنبة منفردة ليقول :هذا العشاء جبته ..
وعد :جبت لي من ماكدونالدز مو ؟
خآلد بإبتسآمة لهآ ..هذا المطعم هو معشوقها الأبدي منذ أن كآنت طفلة صغيرة :ايه ..
إبتسمت بإمتنان له ..ثم مدت يديهآ للكيس وأخذته ..

خآلد لوآلدته :يمة ما بتتعشين ؟
أم خآلد بهدوء :لأ ..بتعشى بعدين ..
خآلد :طيب برآحتك ..

ثم مد يديه لوجبته من "بيتزا هت" ..
فتح الصندوق المحتوي على قطع البيتزآ ..وأخذ يتنآولهآ وقد إندمج مع البرنآمج المعروض
قآلت وعد وهي ترشف بوآسطة الأنبوبة من "البيبسي" :خالد ..متى نرجع؟
خآلد إلتفت إليها ولآ تزآل قطعة البيتزآ بين أسنآنه ،أزآحهآ ببطء وقآل وهو يعقد حوآجبه :تقريباً بعد بكرة فجر ..
وعد توجست :أها ..

ثم إلتفتت للتلفآز مرة أخرى ..
رن هآتفهآ النقآل الذي كآن بجآنبهآ ،وهو يشير إلى مُكآلمة ما ..
جذبته إليهآ ،وهي ترى نفس الرقم الذي إتصل بهآ ذلك اليوم ..و وبخهآ بشدة !!
إنه مآجد ..

إلتفت خآلد إليهآ ..ليرى عينيهآ تحدق بالهآتف ..
خآلد قال : ما تاخذينه ؟
وعد شتت أنظآرهآ لأم خآلد ..فهم خآلد وقآل بسرعة :هاتيه ..

هُنا وعد خآفت من أن خآلد يتدخل ثم تتحول المشكلة إلى مُشكلة متعرقلة!لآ حل لهآ ..
همت وآقفة والهآتف لآيزآل يهتز بين يديهآ ..
أسرعت لتدخل لغرفة قريبة منهآ لتتفآهم معه بنفسها ..وقبل أن تغلق الباب
فآجئتهآ يد خآلد التي إمتدت ..وفتحت الباب ،ليدخل

سحب الهآتف منهآ ،ثم أخذه ليقول :سلام
مآجد عقد حوآجبه بإستغراب :من؟
خآلد :أنت اللي من ؟
مآجد عَلِم أنه خالد:ما شاء الله ..أشوف حتى جوآلهآ صار بيدك !!
خآلد رفع حاجبه ،ليقول بإبتسآمة ملؤها التحدي :وهي كمان صارت بيدي ..لآ تفكر تقرب منها يا [بسخرية] يا ماجد

وعد جلست على حآفة الطآولة ،خآفت أن تتهآوى إلى الأرض
تعلم أن هذه المكآلمة لآ يحمد عقبآهآ ..

مآجد بسخرية أكبر :أقول ياللي مسوي فيها رجال ..من أول ليه ما خطبتها دامك تبيها وميت عشانها
خآلد قهقه بخفة :وأنت يا الرجال ..البنت أعلنت رفضها لك ،ليه تلآحقهآ بإتصآلآتك؟
مآجد زمجر غاضباً:أقول ..أنا لو إتصلت عليها ،أكون ولد عمها ..مو غريب !
خآلد بهدوء :و إذا ولد عمها؟إعتبر نفسك غريب ..وش تبي متصل عليها ؟
مآجد :أبيها بسآلفة ..
خآلد بسخرية :أحلف بس ! قال سالفة قال ..حبيبي ترآ البنت عايفتك ما تبيك ..بعد تبيها بسالفة ؟!
مآجد :ما شغلك ..عطيني إياها ،أدري أنها جنبك اللحين ..ما شاء الله ،طايبة لكم الخلوة أشوف؟
خآلد :أقول يا عمي .. أنا ماني غريب عنها ،وما بأذيها بشي !
مآجد :المهم بلآ حكي زايد ،عطيني إياها
خآلد إبتسم بسخرية:سلم على الماما ..يلا تصبح على خير

وأغلق الهآتف والغضب يسري بدآخله ..
إنعطفت أنظآره الحآدة الملتهبة إليها ليقول :لو إتصل عليك مرة ثانية ..عطيني إياه أنا أوريه شغله ..
وعد تقدمت إليه لتقول:لو مو قايل له هالحكي ..
خآلد بدهشة :وش تبيني أقول له ؟أقوله إيه حبيبي تفضل هاك وعد ؟!
وعد :لأ ..مو قصدي كِذا !! بس أدري من بعد هالمكآلمة بتصير سآلفة طويلة عريضة والله
خآلد بعدم إهتمام :وخلهآ تصير ..محد يقدر يأذيك ولو بكلمة دآمني معك

إبتسمت برقة ،لتقول بحرج :الله لا يحرمني منك
خآلد بإبتسآمة :ولا منك يا قلبي ..

خرجا من الغُرفة ،و اتجها لحيث أم خآلد تجلس ..قآلت و وجهها يعلوه علامات الإستفهام :وش صار؟
خآلد جلس ،ليقول :ما في حاجة ،بس هذه أم وعد متصلة !
أم خالد بدهشة :وانت وش دخلك؟!
خآلد :كآنت تبي تكلمني
أم خآلد وإزدآدت دهشتها أكثر :وش تبي منك ؟
خآلد :تسأل عن وعد وكلمتني تسألني عن أخباري وأحوالي ..
أم خآلد بإستغراب :وما طلبت تكلمني؟
خآلد :أيه طلبت ..بس قلت لها إنك مشغولة
أم خآلد بعتب :ليه قلت كذا الله يهديك ؟تحسبني زعلآنة منها ولا شي

؛

إفترقا في منتصف الطريق ،إتجه نوآف لمنزله ..و فيصل كذلك ،يقود سيآرته ..ولآ زآلت مرآرة الغيرة تكويه ،يتذكر ملآمحهآ الخآئفة ..و عينيهآ اللتان إستنجدتا بهِ ..و آهٍ من عينيهآ ..تتلألآن بلمعة عذبة ،جعلت أطرآفه تنتفض ..
سحب جميع الهوآء من حوله ،يريد أن يزيل هذا الضيق الذي تكبّد على صدره ..ركن سيآرته بكرآج المنزل ..ثم ترجل ،وهو يشعر بنهك كبير ..
لآ يدري كيف وصل إلى المنزل بسلآم ..دخل إلى المنزل ،وكآن هادئاً ساكناً ..

صعد للأعلى قاصداً غرفة نومه ..دخل لغرفته وأغلق الباب ،ولكن ما إن تقدم من الحمام حتى سمع طرق خآفت يصدح على بوآبة غرفته ..
عقد حوآجبه بإستغراب وتقدم نحوه وفتحه ببطء ..ليجد وآلدته تقف خلف الباب والإبتسآمة تعلو محيآهآ :هلا يمة
أم فيصل دخلت وأغلقت البآب خلفها بهدوء :أهلين حبيبي ..تأخرت الساعة 12 !!
فيصل عَلِم أن وآلدته تود أن تتبآدل معه أطرآف الحديث ..رغم تعبه إلا أنه قال بمحبة :أيه ترا اليوم طالع الساعة 6،وفي طريقي للبيت إتصل فيني نواف إذا تذكرينه ..

أم فيصل وإبتهج صدرها :نواف ولد تركي ؟
فيصل إبتسم :إيه يمة نوآف ..أمس وآصل هِنا وعاد لآقيته وقمنا نسولف وما حسينا بالوقت
أم فيصل بعتب :لو كآن مأجلنها لبكرة ..حرآم ترهق نفسك كِذا
فيصل إبتسم بإرهاق:لا ما عليه ..تعودت أصلاً

أم فيصل إبتسمت له ،ثم صمتت لبرهة ..وهي لآ تعلم كيف تبدأ معه بالحديث ..قآلت بعدما بَلعت ريقها :فيصل حبيبي ..
فيصل رفع رأسه ..كآن مُنشغل بفك سآعته :هلا
أم فيصل :مآ نويت تتزوج ؟

فيصل سرت برودة في جسده ..وصورة عذوب وقفت أمامه مُبآشرة ..نفض رأسه يخرجها من تفكيره ،إبتسم :أكيد خآطبة البنت عاد أنتِ ؟!مو؟
أم فيصل :أفا ،وما أشاورك ؟!
فيصل :ومن نآوية تخطبين لي؟
أم فيصل إبتسمت بحب وهي تتذكر ملآمح عذوب التي أخذت قلبها :عذوب ،البنت اللي خبرتك عنها
فيصل تجهم وجهه ،ثم قال :إيه أعرفها ..
أم فيصل بلهفة :وش رآيك ؟تنآسبك مرة
فيصل :علمتي أبوي؟
أم فيصل :أيه ..
فيصل :وش قال؟
أم فيصل :شكله متقبل الموضوع ،قال لي أشاورك ..

هم وآقفاً ،أغمض عينيه لبرهة ..ليتذكر وجه صالح الذي بغضه أشد البغض ..ثم ملآمح عذوب البريئة .. وقال :ما عندي مانع ..
أم فيصل وقلبهآ هوى لآخر نقطة بفرح ..تهلل وجههآ بفرح كبير ،إبنهآ الأكبر سيتزوج ..سيستقل بحيآته ..سينجب أطفالاً ..:على بركة الله أجل

إبتسم فيصل لفرح وآلدته :على بركة الله
أم فيصل بسرعة خرجت من الغرفة وهي تقول :أروح أبشر أبوك ..يلا نام أنت تصبح على خير

تبعها بإبتسآمته ..إلى أن خرجت ،لتختفي تلك الإبتسآمة من على شفتيه القُرنفلية ..
لآ يعلم لمَ لم يشعر بأي شعور فرح ينتآبه ..شعر بأنه مخنوق لآ غير ..لآ يدري ما السبب !!
دخل إلى دورة الميآة ،وقف أمام المرآة المتوآجدة دآخل الحمآم ..وأصبح يخلع ملآبسه ،تقدم إلى المرآة وهو ينتبه لكدمة خضراء في الجآنب الأيسر من صدره العاري..تلمسهآ ببطء ..لتنكمش ملآمحه بألم إثر لمسه لها ..بخفوت :آآخ
تذكر ذلك الشاب الذي سحبه بعنف إليه ..حتى صُدم مِرفقه بصدره بشدة ..

تقدم من البآنيو بدون أدنى إهتمآم ..تَلمّس الميآة التي جُهزت من قبل لكنهآ كآنت بآردة ،فتح صنبور الميآة لتنصب الميآة السآخنة ..غطس ببطء في البآنيو ..وأرتخى جسده عليه بهدوء وإسترخآء تآم ..يُريد أن يُبعد أي فِكرة تجلب له الضيق والكدر ..إمتدت يديه وسحب [الجل شاور] ،برآئحة النعنآع المُنعش ..و عصره على ليفته ليبدأ بفرك جسده ..

؛




في اليوم التآلي ؛

و في أرقى فنآدق مسقط ،فندق شآنغريلآ الذي يقع بـ"بر الجصة" ..في جنآح غآدة ..
تجلس بذلك الكرسي الخشبي ،و قلبهآ الرهيف يرتعش بين جنبآت صدرهآ ..
تجلس وهي بين يدي التي تقوم بتجهيزيهآ لليلة عمرهآ ..لليلة الأولى التي ستنآم فيهآ بسرير وآحد مع أيوب ..تحت سقف وآحد يحتضنهم ..

ضغطت بأصآبعهآ على فخذيهآ بتوتر شديد ،و هي تنتظر مجيء سآرة التي ستخفف عنهآ مزيج التوتر والخوف ..ألقت نظرآتهآ للمرآة ،ورأتهآ ترفع خصلة نآعمة وتُبتتهآ على رأسهآ ..

تنهدت بعمق ،وأغمضت عينيهآ بهدوء ..تود أن تسترخي ..لآ تود أن تتوتر بهذهِ الطريقة ..لآ زآلت البرودة تسري بجسدهآ ،تشعر بأن البرودة الحقيقية هي التي بدآخلهآ وليست تلك المتوآجدة في فصل الشتآء ..!
برودة قآرصة ،تنفضهآ ..

قآلت بنعومة :وهاي إحنا خلصنا يا عروس ..
و إقتربت منهآ لتقبّلها بنعومة :الله يهنيك يا حبيبتي ..

إبتسمت غآدة بنعومة ..ولم تستطع أن ترد عليهآ ،فحنجرتهآ شآحبة جآفة ..لآ تسآعدهآ على نطق الحروف ..!
فُتح بآب الغرفة ،لتلتفت ببطء نحو القآدم ..رأت سآرة وبرفقتهآ عنود و عذوب ..!
عندمآ رأتهن ..تلألأت عينيهآ بالدموع
إقتربت سآرة بسرعة وهي تقول :لا لا غووويد ..لا تبكين واللي يسلمك بيخرب المكيآج ..
غآدة إنكمشت ملآمحهآ ،تحآول أن تمنع تلك الدمعة من الهبوط :خآيفة سارة
إبتسمت عذوب التي تقدمت منهآ ،وقبّلت خدها بنعومة :مبروك يا عروس
غآدة بحرج :الله يبآرك فيك عذوب [وقالت بقصد] عقبالك ..

عذوب إبتسمت بحرج ،ثم إبتعدت للخلف عدة خطوآت لتتقدم عنود ..
التي إحتضنت غآدة بعنف لتبكي وتقول :الله يهنيك يا حبيبتي والله ماني مصدقة أنك بتروحي عنّا خلاص
غآدة لم تستطع أن تمنع دموعهآ هذهِ المرة ،فقلبهآ تفطر بشدة لبكآء عنود :فديتك يا عنود ..لا تبكين حبيبتي ،قسم قلبي يوجعني ..
إبتعدت عنود بضحكة عنهآ ،لتقول :الله يخرب بيتك ..خربتي لي المكيآج ..اللحين وش أسوي ؟من بتخطبني لولدهآ ها ؟

غآدة ضحكت بخفة بين دموعها ..وقآلت :ما تتوبين
عنود إقتربت من المرآة ،وسحبت لهآ منديل لتمسح بعض من الكحل الذي سال :صدق والله ما قلت إلا الصدق

سآرة إقتربت من غآدة وأمسكت منديل بيديهآ لتمسح وجه غآدة من الدموع التي لم تؤثر على مكيآجهآ ،لإنهآ إستخدمت مكيآج [ضد الماء] ..
سآرة بإبتسآمة :يا سلام يا غادة ..من قدك بتروحين فرنسا ؟
غآدة توترت مرة أخرى لتقول :ليه ما تروحين معنا ؟
إنفجرت سآرة بضحكة :صدق أنك بريئة !! أروح معكم وش أسوي ؟ههههه والله أيوب بيشوتني من الطايرة
عنود وعذوب ضحكتآ ..قآلت عذوب :لآ تتوترين حبيبتي كثير ..الكل يصير معه كذا
غآدة إبتسمت لكلماتهآ التي اتت لهآ مثل البلسم الشافي :فديتك والله ..

في هذهِ اللحظة ،دخلت أم فيصل و بيديهآ تمسك المبخرة ..:بنآت إطلعوا اللحين بأبخر غآدة وأعطرهآ ؛ لإن بعد شوي بيدخل أيوب عشان يصورون ..

خرجت كل من سارة وعذوب وعنود ..و بقت أم فيصل مع إبنتهآ ..
إقتربت من غآدة ،وقبلت جبينهآ لتقول :مبروك حبيبتي ،الله يهنيك ويسعدك معه ..
أنزلت رأسهآ لحضنهآ ..و الدموع تجمعت مرة أخرى في محآجرهآ :آمين ..
أم فيصل :يلا حبيبتي قومي وآقفة ،عشان أبخرك ..وأعطرك ..

وقفت غآدة التي كآنت ترتدي فستآن باللون السُكري من الحرير ..كآن ملفف على صدرهآ بشكل جذآب ،وتحت صدرهآ مبآشرة حزآم من الكريستآل ..و بعدهآ ينسدل الفستآن بنعومة لكآمل جسدهآ ..
و شعرهآ الذي كآن بخصلآت بُندقية ،مرفوع إلى الأعلى بنعومة ..و بعض الخصلآت الرقيقة تنزل حول وجههآ ..لتكسبه جآذبية وفتنة أكثر ..مع تآج بالكريستآل يتوسط رأسهآ ..

بعدمآ إنتهت أم فيصل من تبخير وتعطير فلذة كبدهآ ..خرجت وقآلت بإبتسآمة نآعمة :يلا حبيبتي ..اللحين بتجي المصورة ..
أومأت رأسهآ بإيجآب وجلست على طرف الكنبة العنآبية من المخمل الرآقي ..قبل أن تتهآوى إلى الأرض من شِدة التوتر ..
إمتدت أنآملهآ للجآنب الأيسر من صدرهآ تتحسس قلبهآ المجنون الذي يرتعش بعنف ..أخذت نفس عميق وهي تحآول جآهدة أن تهدأ من رجفآته ..

دخلت المصورة الهِندية المُحجبة ..قآلت بإبتسآمة :السلام عليكم
غآدة :وعليكم السلآم ..

ثم إبتعدت تجهز تشغيل الكآميرا لحين وصول أيوب ..
و أخيراً ..فُتِح البآب ليطل أيوب بمفرده ..بثوبه الأبيض و خِنجره الفضي الذي توسط بطنه ..و "مصّره" الأسود ..الذي أكسبه جآذبية أكثر آسرت قلب غآدة ..

أنزلت رأسهآ بسرعة ،وتهآوى قلبهآ لآخر نقطة في بطنهآ ..
أغلق البآب بهدوء من خلفه وتقدم إليهآ ليجلس بجآنبهآ ،وهو يحآول أن يُشيح النظر عنهآ ..لآ يود أن يعذب نفسه أكثر ..لآ يود أن يتأملهآ أكثر ...

وأخيراً ،إلتفتت نظرآته إليهآ ..ورآهآ ببرود جآمد ..
قآل بهدوء :مبروك علينا
لم تستطع أن ترد عليه ،فقط كآنت أنفآسهآ السآخنة المضطربة هي من تُحَمِّل الجو أكثر إرتبآكاً

تقدمت المصورة وقآلت بإبتسآمة :مبروك بابا ،مبروك ماما
أيوب :الله يبارك فيك ..

المصّورة :بابا إنت إوقف وأنتِ ماما بعد ..تعال عند هذهِ زآوية [وهي تُشير إلى إحدى الزوآيآ]
وقف أيوب ومعه غآدة ببطء ..
توجهآ نآحية الزآوية المقصودة ..قآلت :إنتي ماما إوقف قِدام بابا ..وأنت بابا سوي يد مال إنتا على بطن ماما ..

غآدة عقدت حوآجبهآ ..لم تفهم ما تقصده ..
بينمآ أيوب ،وقف وسحب غآدة من دون أدنى كلمة إليه ..ليلتصق ظهرهآ بصدره
و إمتدت ذرآعيه حول بطنهآ بعدما سحب يديهآ إليه ..
سرت رعشة على جسدهآ لتهز أوصآلهآ ..

إبتسمت المصورة بفرح :أيوا كذا ..

ثم تأخرت عنهمآ عدة خطوآت وركزت على الكآميرا ..لتلتقط الصورة ..
غآدة تعرقت يديهآ التي كآنت بين يدي أيوب ..يمسكهآ بتملك كبير ..
تود أن تنتهي المصورة من إلتقآط هذهِ الصورة التي أرهقتهآ ..شعرت بأنفآسه السآخنة تلفح على عنقهآ من الخلف ..توجست من قربه هذا ..!

"يالله ..الله يمر هذهِ الليلة على خير ..والله ماني قآدرة أتحمل !!"

؛

في الأسفل في قآعة العرس ..
حيث أنآشيد الفرح تزغرد بكل مكآن ..و أجوآء سعيدة تلف الحضور ..
أضوآء ذهبية رآقية تلف المكآن ..

على إحدى الطآولآت ،حيث تجلس هُناك عذوب ،سارة وعنود ..
سآرة التي كآنت ترتدي فُستآن باللون الأحمر القآتم ،من دون أكمآم ..حيث يلف رقبتهآ شريط يصل لصدر الفُستآن،ثم ينسدل بنعومة من أسفل صدرهآ المُتكعب ..
و ترفع شعرهآ بالكآمل إلى الأعلى من دون أن تنزل أي خصلآت ..

كآنت فتنة من الجمآل ،فاللون الأحمر أكسبهآ رونق جذآب ..
قآلت بإبتسآمة :والله أني رآحمة غآدة فديتهآ ..ِشكلها ميتة خوف ،وأدري فيه أيوب ما بيرحمها

قآلت عذوب التي كآنت ترتدي فُستآن باللون الأصفر ،من دون أكمآم ..و تحت صدرهآ مبآشرة حِزآم من الكريستآل البني ..تَسدُل شعرهآ الأسود كسوآد الليل على ظهرهآ ..:كل بنت بيصير لها كذا يا سارة ..عقبالنا ..

قآلت عنود التي كآنت ترتدي فُستآن أزرق من دون أكمام ويصل إلى أسفل ركبتهآ ،و تسدل شعرها القصير الذي يصل إلى كتفهآ :أحم ،متى بس يجي نصيبنا ..
سآرة تذكرت لتقول :عنود ،تذكرين لمى ؟
عنود عقدت حوآجبهآ لتحآول أن تتذكر :أمم ..أيه أيه وش فيها؟
سآرة :قبل أمس كلمتني بالواتس ..ما شاء الله عليها حبوبة
عنود إبتسمت :أها ما شاء الله
سآرة :تبين رقمها؟
عنود سندت جسدها على الكرسي :لأ ما أبي ..تعرفيني ما أحب أكلم بنت قبل اشوفها
سآرة :طيب بكرة بوريك إياها

عذوب هَمت وآقفة ،لتقول بمقآطعة :انا بروح الحمام ..
سآرة :طيب ،نحن هِنا ما بنتحرك من مكآننا
عذوب إبتسمت :طيب ..

و إتجهت نآحية دورآت الميآة الوآسعة ،فتحت البآب ودخلت ليرتد وينغلق
وقفت أمام المرآة ،وشرعت تُرتب شعرهآ الطويل ..قّربّت وجههآ من المرآة ..وأصبحت تقوم بتعديل "روجها الأورنج" ..
إبتسمت برضا على شكلهآ ..لآ تدري لمَ قلبهآ يخفق عِندمآ دخلت الفندق بأكمله ..
تشعر بأن شيء سيحدث اليوم ..شيء سينتشلهآ من قوقعة كآبتهآ ..لقوقعة أخرى لآ تحمل سوى الفرح..

ألقت نظرة على الساعة المتوآجدة بمعصمهآ لتجدهآ تُشير لـ 10 مساءً ..تنهدت
فبالساعة الـ 12 ..يجب أن تكون في المنزل ..

خرجت من دورآت الميآة ..ثم تقدمت قآصدة الإتجآه لحيث الطآولة ..
ولكن قآطعتهآ أم فيصل وهي تقول :عذوب
إلتفتت عذوب إليها بإبتسآمة :هلا خالة
أم فيصل :إذا فاضية أبيك بكلمتين
عذوب بتوجس :لأ فاضية ..
أم فيصل أشرت بعينيهآ للزآوية القريبة من دورآت الميآة :طيب تعالي هناك ،عشان الإزعاج

إلتفتت عذوب مع أم فيصل لتتوجه برفقتهآ لحيث تلك الزآوية ..
وهي تضع عدة إحتمآلآت عن سبب رغبتهآ بالإنفرآد والحديث معهآ .!


وقفتآ ،و ألتفتت أم فيصل لعذوب لتقول :أبوك بعده في المستشفى؟
عذوب بحذر :أيه ..ليه؟
أم فيصل إبتسمت :فديتك عذوب ،تدرين أني أعتبرك بنتي الثانية بعد غآدة مو؟
عذوب إبتسمت بحب :الله يسلمك يا خآلة ..
أم فيصل أردفت :........



يُتبع ()


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس