عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-13, 12:37 AM   #2496

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الخامس عشر



-سنلتحق بهم.



-نحن لن نلتحق بأحد أبي.



إلتفت مكسيم الى ابنته الجالسة بهدوء مستفز على مقعد جلدي اسود، ثم صاح فيها قائلا:



-ماذا يعني هذا؟



رمت الجرائد والمجلات التي كانت بين يديها على الطاولة أمامها وهي تقول له:



-لأن هذه مخاطرة كبيرة، الاعلام لم يتحدث بشيء عن رحلة الملك وزوجته في شهر العسل.



-ربما خاف العريس من أن نزعجه في رحلته الخاصة مع حبيبته.



-ولما لا تكون هذه خطة منه لمعرفة هوية الجاسوس الذي دسسته انت في بلاطه الملكي، لكي ينقل لك أخباره.



نظر إليها باستهزاء لجنون أفكارها وبخيبة أمل لأنه لم يظهر عليها انها حتى اهتمت يخبث كلماته التي اختارها بعناية فلربما ينجح باغاظتها حول المرأة التي تشارك الكسندر حياته الخاصة بحميمية كما كانت هي تفعل.



-الكسندر لا يشك أبدا في ان لنا جاسوسا في القصر وان كنت تتحججين بافكار واهية حتى لا ترافقيننا الى هناك فانا أطمئنك لأنني أعفيك من هذه المهمة.



ضاقت عيناها وهي تحدق إليه للحظات طويلة سببت له الاظطراب قبل ان ترحمه من نظراتها عندما تحدثت قائلة:



-إياك يا مكسيم وان تستهين بعدوك، لأن الكسندر أذكى وأشرس مما تتخيل.



-حقا؟! بدليل انه كان ينام كل ليلة بجانب امرأة تضمر له الشر لسنتين دون ان يشك لحظة بها.



ظلت مسمرة نظراتها عليه وهي تقول له:



-لا تكن مغرورا .. أنا متأكدة من ان رحلته هذه ليست اكثر من فخ نصبه لك، الا ترى انه لم يبتعد كثيرا عن قصره، لقد توجه فقط للبيت الذي يقع عند الشاطئ، مما يعني هذا بأنهم يستطيعون مراقبة المنطقة المحيطة بالبيت الملكي من أبراج القصر الشاهقة.



هز رأسه بعدم اقتناع وهو يقول بعناد مستفز:



- لن اضيع هذه الفرصة الذهبية أبدا.. انه خارج القصر الأن مع ابنه وزوجته وفي بيت صغير مقارنة مع قصره الرئيسي والصيفي، لا اريد التخلص من الكسندر لأني احتاجه ولكنها فرصتي لتخلص من العدو الذي جلبته لي انت لهذه الحياة، أنا لن اترك ذلك الطفل يعيش حتى يرث عرشي بعد ان اقتل والده، هذا مستحيل.



كان يراقب جميع عضلات وجهها لعلها تتحرك وترسم تعبيرا كرد فعل على كلماته المهولة عن ابنها الوحيد .. ولكنها لم تتكلم وهي تنظر إليه بجمود لم يفهم منه ما يدور داخلها في تلك اللحظة، حينها شعر بالخوف من ان تكون حاملة لأية مشاعر لطفل الذي انجبته قبل أشهر قليلة، لذلك تمتم بعدم ثقة قائلا:



- انت أخبرتني سابقا بأنك كنت مظطرة لإنجاب له وريثا بعد سنتين من زواجكما لأنه بدأ يبحث عن سبب تأخرك في الإنجاب.



توقف مكسيم عن الكلام لبرهة من الزمن قبل ان يردف بنفس القلق:



- فيكتوريا انت لا تريدين ذلك الطفل صحيح؟ انت لن تقفي في وجهي ان اردت انهاء حياته لأنك ابنتي ولن تقبلي ان يربطك شيء بذلك الرجل حتى لو كان ابنك .. انت لن تدعيه ياخذ مكاني الذي سلبوه مني بغير حق، صحيح؟؟ انت ستساعديني في الدخول لذلك البيت لأنك تعرفين كل زواياه.



تبادلت معه النظرات للحظات قبل ان تنهض من مكانها بهدوء وتقول له قبل رحيلها من تلك الغرفة:



-أنا سأرافقك أبي حتى لو كنت متأكدة بان الكسندر قد أحاك لنا فخا، إلا أنني لن أتركك تحاربه لوحدك.




بقي ينظر أمامه بذهول وطرقات حذائها العالي في الممر ما تزال تصل لمسامعه، يعرف بان رنين وقوة خطواتها تلك ليست من كعبي حذائها لأنها امرأة لا تسمح للحذاء ان يصنع هيبتها بل هي من تصنع قوتها حتى في خطواتها وفوق حذائها، كما فعلت لتوها وتركت مكسيم لا يعرف كيف عليه ان يفهم كلماتها الاخيرة لتتركه كالعادة في حيرة كبيرة من أمره فهي لم ترضي يوما رغبته في معرفة مكانة ذلك الطفل في قلبها الحجري.


...............


كانت تسترق النظر إليه من طرفي عينيها، لعلها ترى أي تردد على تعابيره الباردة، او ندم على ما يفعله بها وبصغيره، لكنها في كل مرة كانت تعود خائبة الامل تنظر الى ذراعيها المتعانقتين حيث اصرت على ان يبقى فيكتور بينهما وهم يدلفون الى السيارة السواداء الملكية، كانت خائفة بقوة، تشعر بأنها تخطو للموت بقدميها، فالكونتيسة على حق، قد تتكرر معهم نفس المجزرة التي حدثت في القصر الصيفي، ولكن اسوء ما كانت تشعر به لحظتها أنها لا تستطيع منع الملك من المخاطرة بها وبابنه، لذلك حافظت على الصمت المعذب لها.



كتمت تنهيدة مرتجفة في داخلها، عندما دخلت السيارة الى أرض خاصة لبيت مبني على الشاطئ الذي كان يطل عليه القصر المتوج فوق اعلى منحذر من تلك المنحذرات الخطرة التي تفصل المحيط عن القصر الملكي، لم يكونوا بعدين كثيرا عن القصر، ولكنها مع ذلك ظلت على خوفها فقط لأنها تشعر بنفسها خارج حماية جدرانه الحجرية القوية.



فتح الحرس لهم أبواب السيارة، فخرج الملك أولا تتبعه باتريسيا حاملة الامير الصغير في أحضانها الدافئة، دخلوا بيت الشاطئ الذي كان يختلف تماما عن القصر الملكي، كان بيتا ذو طراز عصري، نوافذه زجاجية واسعة كلها مطلة على البحر الازرق ذو الامواج العملاقة، واثاثه قليل وحديث في آن واحد، ولكنها مع ذلك لم تشعر بالراحة في ذلك البيت الملكي رغم جماليته الفنية، وكان من المضحك ان يصدق أي أحد ان هناك من سيفكر في إمضاء شهر عسل في بيت كذاك مقابلٍ للبحر الهائج اثناء تلك الفترة من السنة، حيث الشمس قليلة الطلة، والجو قارس البرودة والثلج يتساقط بين كل حين واخر.


كان ذلك ما يسمى بالجنون.



توقفت عند أسفل الدرج الابيض اللولبي حيث اصدر الملك امره للخدم قائلا:



- رافقوا فخامتها لجناحي، وجهزوا أيضا لسمو الامير مهدا مريحا في غرفتي الخاصة.



التفتت باتريسيا إليه باستغراب تتمنى فيه ان يمنحها القليل من وقته ويشرح لها قصده ذاك ولكنه طبعا لم يفعل، فقد تركها واقفة عند سلم البيت والخدم ينتظرونها ان تتحرك من مكانها حتى ترافقهم، ولكنها بقيت تنظر إليه وهو يرحل برفقة حرسه الخاص في ممر طويل انتهى بهم ان دخلو احدى الغرف التي كانت تتواجد فيه .. حينها فقط نظرت للخدم وتقدمت الى الامام وهي تشعر بأن خطواتها ثقيلة جدا.


............

يتبع....


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس