[Just Faith]

الجزء الثالث

رؤية خالته كانت صدمة لها ,بدت ضعيفة طويلة عيناها زرقاوان ووجهها غير ارستقراطي يداها دوات الشرايين الزرقاء البارزة مملوءتان بالخواتم البراقة.
لاشيء ينفر بها اطلاقا,كانت تبدو صارمة كاجايمس ويبدو انها تحبه بوضوح اذ عانقته وقبلته لمتعته وسعادته الواضحتين .

ثم اتجهت العينان الزرقاوان الى جيما وقالت بصوت فرح:
.اذا هذه هي جيما,هذه هي الفتاة التي يتنقذك من الحفرة السوداء انا مسرورة اذ ان اوان اندمال الجراح.
.لقد شارفت على الشفاء.
واشار جايمس رافعا يد جيما ليظهر الخاتم في اصبعها ويده الاخرى امسكت جيما بضغط وتهديد ثم احاطت بهااما خالته فقبلت وجنتيها بحرارة .

قالت برقة :
.لقد وافقت؟كم املت ذلك,ولكن جايمس ينال مايريد دائمااتوقع انك تعرفين ذلك,وتساءلت هل يكون الامر كذلك سهلا مع شخص يهتم لامرهلاافتراض انه اجبرك على هذه الخطبة؟


اجابتها جيما بلهجة سعيدة :
.لا .......كان .....كان اتفاقا طوعيا.
.ترتبكين حين تحرجين اليس كذلك ياحبيبتي ؟
اشار جايمس بسرعة عندما نظرت خالته وقد فوجئت .
فتابع كلامه:
.وكذلك كان سفرها متعبا ,لنريها غرفتها.

كان هذا افضل ماقاله,لقد احبت جيما السيدة العجوز بسرعةوالشعور بالذنب اتاها كامواج البحر ولون خديها باحمرار الخجل .
.بالطبع ياعزيزي اه ,ولكن دعها تتعرف على شينا اولا.
,وابتسمت لسيدة دخلت لتوها وقالت:
.جيما ,هذه ممرضتي الانسة رادكليف ولكني افترض انها لن تمانع اذا ناديتها شيناانها معي هنا منذ خمس سنوات مضت.

استدارت جيما وابتسامة باهتة على وجههاالانسة راد كليف بدت كعارضة ازياء اكثر منها ممرضة .
تناهز الثلاثين من العمر,طويلة ورشيقة شعرها احمر داكن وجهها جميل .

فتذكرت جيما ان جايمس ياتي الى هنا كل سنةربما لاكثر من مرة ان صدقت تعابير الترحيب على وجه هذه المراة .
انه يعرفها ,من المستحيل اخفاء المشاعروتذكرت كيف ان كل نساء ساندرسون .ليل,كن مغرمات بجايمس.
كان له تاثيره على النساء ومجرد النظر الى عينيها يثبت ذلككيف ستتحمل الوضع هنا وكلاهما امام عينيها ؟

تبسمت شينا بوجه جايمس بينما كانت تقف مستندة الى الباب:
.اه جايمس ! تسعدني رؤيتك ثانية.
واتت مسرعة اليه اما جيما فاستدارت ,ان كان سيقبلها مرحبافهي لاتريد ان ترى ذلك .
ولكنه لم يفعل بادلها بسمة من بسماته الخاصة بالسيدات الجميلات .
ثم قال لها:
.شينا تبدين جيملة اكثر من ذي قبل.
انتظرت جيما لكي تسمع منها ردا على المجاملة ولكنها لم تفعل .
تدخلت هستر بسرعة:
.انها مسرورة بلقائك ياجايمس ,وهذه هي الفتاة التي سيتزوج منها ياشينا.

,اشارت الى جيما بوثوق :
.لقد خطبا,لااستطيع ان اعبر لك عن مقدار سروري اليست جميلة؟
اجاب جايمس:
.وممتعة للتعرف.
,ثم اضاف برقة ويده تلف خصر جيما الرشيق:
.يمكنك مساعدتي في الاعتناء بها ياشينا ,لقد اجرت عملية استئصال الزائدة الدودية.
قالت جيما بوضوح:
.لقد تعافيت !

لم يعجبها ان تامرها شينا بالخلود الى الفراش بينما جايمس ياخذ حمام شمس على الشاطئ .
والخالة هستر تاخذ قيلولتها ,عندها تعلم الممرضة اين ستذهب .
غرفتها تطل على البحر ,اصطحبتها هستر اليها بينما جايمس يجلب الحقائب من السيارة..
عندما اقتربتا من النافذة استطاعتا ان ترياه شينا ذهبت معه لتساعده ,وكان يضحكان معاشيء نادر ما يحصل مع جيما .

.كان علي ان اترك السيارة في المطار لجايمس.
قالتها هستر بسرعة وهي تدير وجه جيما عن النافذة .
.الزوار لايسمح لهم باستئجار سيارات تعلمين ليس هنا .......برغم ان جايمس يستطيع بسهولة....
كانت جيما تعلم ان هذا الحديث هو فقط لترطيب الاجواء لان شينا كانت تقف قريبة جدا من جايمس .

قالت برقة :

.انها غرفة جميلة ,شكرا لانك دعوتني.
.عزيزتي ,انا حقا سعيدة ,جايمس يعني الكثير لي لم ارزق باولاد ,اعلم انه يحبك كثيرا وهذا واضح من نظرته اليك اريدك ان تاتي الى هنا كلما سنحت لك الفرصة.
لمست يد جيما بحنان واستدارت نحو الباب.

.سادع جايمس يحضر اغراضك ,عندما لايكون موجودا سنتكلم سويا.
اقلق هذا جيما وندمت على الخديعةمهما كانت دوافع جايمس ,فخالته امراة محببة وليست قويةوهذا واضح بمجرد النظر اليها ,على الاقل هذا الجزء صحيح فكرت بصدق ,لم تعهد جايمس كاذبا ,حتى الان.
سمعته يدخل بالحقائب,واستعملت المنظر الخلاب عبر النافذة كذريعة لتبقى وجهها نحو الناحية الثانية.

احست بانها ترتجف داخليا من غيرتهاوجايمس كان دائما يرى ابعاد الامور.
تراه الان كانها المرة الاولى,وتعلم بانها لو كانت تراه للمرة الاولى ,لكانت وقعت في غرامه حتما.
سال بهدوء:
.هل من خطب ياجيما؟
ووقف امام الباب بعدما وضع الحقيبة ارضا .

-تبدين هزيلة لقد نقص وزنك,ربما علي ان اضع اثقالا في قدميك في حال هبوب الريح.
لم تقل شيئا على الاطلاقفي الواقع كانت مستاءة جدا لكي تستدير ولكنه تقدم منها وادارها اليه ونظر اليها بحنان:
.مارايك بهستر؟
.احببتها للوهلة الاولى ,انها غير متوقعة.
قال بجفاف:
.بالنسبة الى الماضي ,انها شقيقة والدتي.
,اعترضت جيما بحرارة:
.توقف عن وضع الكلام في فميلديك ما يشدك دائما الى الماضي,مع انك قوي هذا ليس طبيعيا ,ان تبقى عائشا في الماضي.

تمتم وهو يشدها باتجاهه:
.مايشدني هو انت ,وهذا طبيعي جدا .
فضها الى صدره بهدوء وحنان فارتعشت وهو يقرب فمه من فمها واحست برغبة قوية بمبادلته القبل وعندما رفع راسه كانت ترتجف ونظر اليها بحنان:
.جيما .
,توقف عن متابعة كلامه ,حين سمع صوتا يقول:
.هل تريدني ان افض حقائبك ياجايمس؟

كانت شينا عند الباب,فتراجعت جيما بسرعةكم من الصديقات سوف يدخلن عليهما ؟امتعض وجهها لسبب اكثر من الاحراج.
قال جايمس بهدوء:
.لا ياشينا ,سافعل ذلك بنفسي حين ترتاح جيماانها بحاجة الى الراحة,ساراك على الشرفة بعد دقيقةويمكنك ان تطلعيني على كل المستجدات.
تقوست شفتا الانسة راد كليف براحة بينما هي تغادر.

هنا ايضا توجد امراة اخرى لم تستسلم لفكرة زواج موعود.
,استفسرت جيما بصوت خافت:
.كيف تظن انه في امكاننا التصرف واصدقاؤك خلف الباب؟ الانسة راد كليف ستبقى خلفك على بعد خطوة كل الوقت..
.اذكر اني قلت لك انك صديقتي .
,تمتم قائلا وعيناه على وجهها الغاضب.
.بالتاكيد انت لاتتوقعين مني ان اتجاهل شينا ؟اعرفها منذ سنوات ,انا من وجدها لخالتي هستر.

.اصدق هذا ! كوني صديقتك انا لست من هذا النوع وتعلم هذاانا في هذا الوضع لان بيننا اتفاقا هذا كل شيء.
نظر اليها وقال :
.حقا ؟اذا لماذا تبدين بغاية الرقة معي؟
اضافت ساخرة :
.غريزة نسائية .
كانت ثائرة من الغيرة ومتالمة في داخلها :
.على كل حال,هذا ليس من الصعوبة ,كونك رجل.

,تركها واستدار نحو الباب وهو يقول:
.ساراك لاحقا شكرا لابقاء صوتك منخفضا في اي وقت تريدين فيه ان تثوري علي يمكننا ان نمشي على الشاطئ.
وقفت جيما قرب النافذة,تقاوم دموعها بعد ماتركها وخرج مؤكد لم يذهب ليوضب اغراضه لانها راته يتجه نحو الشاط فورا ويده رفعت لتساعد شينا راد كليف.

سارا بمحاذاة البحر وبعد دقيقة امسكت شينا ذراعه واستطاعت جيما ان تسمعهما يضحكان.
مالفائدة ؟ بم تامل بعد كل شء ؟انه لايحبها ولن يفعل .
هذا ماستتوقعه كل يوم في حياتها ان استجابت لالحاحه على الزواج..
خلعت فستانها وتمددت على فراشهاوبعد دقائق غطت في نوم عميق مرهقة من اعصابها اكثر من ارهاقها من الرحلة الطويلة


قراءة ممتعة