عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-13, 12:50 AM   #2660

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي



كان ينظر لطبيب الذي كان يجمع حاجياته بسرعة، وقد انتهى بصعوبة من عمليته التي كانت لتكون سهلة لولا ان الجريحة لم تكن هي الملكة الراحلة التي عادت من عالم الموتى وهي مشوهة الوجه، والملك الذي كان عاشقا لها يأمر بمعالجة جرحها في زنزانة للمجرمين وانظاره حادة كالصقر، يلتقط كل حركة يقوم بها الطبيب وهو جالس على كرسيه ببرود مميت، حمل الرجل حقيبته واستأذن الانصراف، فأومأ له الملك يمنحه الاذن دون ان يكلف نفسه حتى بتحذيره من احتمالية ان يفتح فمه بالسر الذي اكتشفه لتوه، فالحرس الخاص الذي يقف وراء الباب الحديدي سيتكلف بتذكير الطبيب المرتعب بقوانين الملك الصارمة.



خرج الطبيب فظل الملك منفردا بفيكتوريا التي كانت كانت تنظر بصمت كبيرالى المصباح المثبت عند السقف فوق جسدها الممدد على الطاولة القاسية، كان يرى من مكانه حبيبات العرق وهي تتدحرج على جبينها ثم نازلة على صدغيها وكيف ان الالم سحب الدماء من وجهها، فنهض من على كرسيه واقترب منها بهدوء كبير، حينها التفتت تنظر اليه وهو يقف بجانبها يطل عليها بعلو شامخ واشمئزاز ممتزج بكراهية سوداء مطلة في عينيه، مال برأسه قليلا يتأمل حروقها البالغة التي التهمت نصف وجهها وتتبع بعينيه تلك الحروق التي استمرت في التهام رقبتها الجميلة حتى وصل الى اطراف قميصها الذي وقف كجدار اسود معتم بينه وبين جسدها، فمد يديه الى اطراف قميصها ومزقه لنصفين بحركة سريعة، لم تقم فيكتوريا أثنائها بأي حركة بل راقبته بهدوء مستفز ينافس هدوئه المغرور وهو يتأمل تلك الحروق التي شوهت كتفها وجزءا من ذراعها النحيلة في طريقها لظهرها وجانب خصرها الايسر.


-لما لم تحاولي الخضوع للعلاج؟ لربما استطعت إصلاح بعض من هذا الضرر الكبير.



فغرت عن شفتيها اخيرا حتى تقول له:


-ظننتك ستحقق معي في اشياء اكثر اهمية؟ لا عن شيء تافه.


-منظرك يبدوا مقززا، أحمد الرب ان ابنك لن يراك يوما في حياته وإلا سيموت هلعا.


أجابته بنفس برودها المعتاد:


هل كان هذا نفس رايك قبل ايام قليلة عندما رايت هذا الجرح وقبلته بنهم كما لو انهما شفتين من العسل والكرز، ام ان زوجتك قصرت في واجباتها ليلة زفافها فأصبحتَ تُفرغ مشاعرك المكبوتة حتى على امراة مشوهة تشمئز منها الان.


لم يكن يحتاج لتفكير في ما يفعله وهو يوجه لها لكمة قوية تطايرت معها الدماء من فمها ملطخة قفازيه الجلديين وسترته وحطت بعض من تلك القطرات الحمراء القانية على الطاولة الحديدية. تأوهت بصمت، وهي تحاول ان تلتقط أنفاسها قبل أن تلتفت اليه بعد لحظات قليلة من صمتهما معا حتى تُردف قائلة:


-فلتعلم يا السكندر بأن جمال الوجه ليس هو من صنع فيكتوريا والضرب لا يضعفها.


لكمة اخرى تلقتها على خذها جعلت اسنانها تتلون بكاملها باللون الاحمر القاني، ولم يتركها تاخذ انفاسها وتستوعب لكمته تلك عندما دس أصابعه في شعرها الاسود كسواد عينيه لحظتها يرفع راسها اليه بطريقة معذبة لها وهو يقول لها من بين اسنانه:


-لن اعاملك كامراة علي الرأفة بها، بل كرجل علي ان احطم كل عضلة في جسده حتى يركع على قدميه ويطلب الغفران.


شدد من قبضته على شعرها وهو يضرب راسها مع الطاولة الفولاذية، فانطلقت صيحة متؤلمة منها قبل ان يدفعها بعيدا عن الطاولة فسقطت منها ترتطم بالارض بقوة، لكي تتمدد على الارض تنظر لسقف وتأوهات ألمها تتوالى واحدة تلوى الاخرى. دارالملك حول الطاولة حتى وصل اليها وهناك طل عليها براسه، فعشقه المجنون لها في السابق، لحظاتهما السعيدة، اعترافات الحب التي تبادلاها معا، أوقاتهما الحميمية وشهور حملها التي كان يعتبرها من اجمل اوقات حياته، كل ذلك تحول لغضب هستيري يعمي بصيرته ويميت قلبه ويشل عقله عن التفكير سوى بالمشهد الذي تركته فيه لكي تذهب عند والدها كاعتراف واضح منها بخيانتها له.


- لن اسألك فيكتوريا عن سبب خيانتك لي، لأنه لن يكون لك أي سبب استطيع فيه ان أمنحك مغفرتي، لكنني اريد معرفة مكان والدك، على الاقل استخدمي بعض من ذكائك الذي تتفاخرين به وانتقمي من الرجل الذي خانك وأسقطك بين يدي.


نظرت الى عينيها مباشرة ورغم أن ملامح وجهها لم تعد واضحة من الكدمات والجروح المدمية التي ملأت وجهها، الا انها استطاعت الحديث رغم ان الدماء كانت تسيل من فمها وانفها مع كل حرف تلفظ به وقد خرج صوتها متقطعا ولكنه صارم به قوة كانت تتحدى بها الملك ان يستطيع إفقادها إياها:


-ف .. لتق .. تلني


ضم قبضتيه بقوة الى بعض وهو يشعر بنار تستعر في داخله وهي تفضل الموت على ان تشي بوالدها الخائن، والدها الذي لا يعلم سر وفائها له لدرجة ان تخون زوجها وتتنازل عن عرشها الذي منحه اياها سابقا وتنسى طفلها الذي هو من لحمها ودمها .. فهتف بقوة من شدة غضبه بها وهو يوجه ركلة قوية لبطنها تبعتها ركلات اخرى على كامل جسدها الذي اصبح ككرة صغيرة تحت قدمه وسط ملعب الموت، لم يتوقف الا بعد ان توقفت هي نهائيا عن الحراك وقد أولته ظهرها الذي أشبعه ضربا، فبدت شبيهة بجثة قد فارقتها الحياة الا الابد. نظر اليها وهو يلهث بقوة، قبل ان يضع قدمه على خصرها يدفعها بحدة حتى تنقلب على ظهرها، ضاقت عينيه وهو يراها تحرك جفنيها وتحاول فتحهما ولكنها لا تنجح في ذلك، فجثى بقربها وهناك نظر اليها وهي شبه مغمضة العينين قبل ان ينزل بنظراته على جسدها المدمي حتى وصل الى فخذها المضمدة بشاش طبي ابيض ووقد بدات تنزف من جديد جراء تلقيها احدى ضرباته الشرسة، مد يده لجرحها الطري ذاك ثم دس إبهمه في عقر الجرح، فصرخت بأعلى قوتها كما لم تصرخ يوما وكما لم يراها هو من قبل تتعذب لتلك الدرجة، سالت الدماء كشلال متدفق مصدره مكان رصاصة والدها، لكنه مع ذلك ظل يضغط بجنون على جرحها وهي في قمة المها وصراخها وهو يسالها ببرود شيطاني قائلا:


-اخبريني فيكتوريا وينتهي عذابك.


لكن صراخها ازداد والالم تضاعف الى نار جحيمية الا الكلمات هي الوحيدة التي لم تنطلق من بين شفتيها الجريحتين، توقف أخيرا عن طريقته المتوحشة في تعذيبها وهو يشعر بها تزيد من اشعال نار غضبه منها، ودون ان يهتم لحالها المزرية ونزيفها الشديد امسك بها من ذراعيها يجرها حتى تقف على قدميها، لم تستطع فعل ذلك، فحملها من خصرها وجرها الى الجدار حيث دفعها بقوة عليه فاصطدم ظهرها به حتى الالم، وكادت تهوى على الارض ثانية لولا انه عاد ليمسك بخصرها و يحاصرها بجسده القوي وأنفاسه الحارقة تلفح وجهها:


-انت تحتضرين فيكتوريا، اخبرني في هذه اللحظات عن مكان والدك، انها فرصتك الاخيرة فلا تضيعيها لانني ساقتلك بنفسي ان لم تعطيني الجواب الان.



فتحت عينيها المنتفختين بطريقة عجيبة تثير الهول في القلوب ومن بين انفاسها التي كانت بالكاد تستطيع لفظها كانفاس اخيرة .. ابتسمت له.


....

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس