عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-09, 11:05 PM   #20

سعود2001

مراقب عام ومشرف منتدى قصص من وحي الأعضاء وكاتب في قسم وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية سعود2001

? العضوٌ??? » 52
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,299
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد الغياب/ الجزء الثامن والعشرين

#أنفاس_قطر#


نجلاء في غرفتها بعد ما نيمت حمودي في سريره
ترتب ملابسها الجديدة اللي اشترتها اليوم في الدولاب.. استعدادا لجية جاسم بكرة :

" وأخيرا يا بو حمودي، ما بغيت.. أسبوعين يا الظالم"

وهي لاهية في شغلها، رن موبايلها، طالعت الاسم، وردت:
- هلا والله بالغالي..

- هلا والله بعقال بيتها..

- ليه أنت جيت اليوم تزورني؟؟

- جيت.. ولقيت أم جاسم بس، وقالت لي إنج رايحة لجواهر.. هاه عسى قلبها حن علي، وبتوافق أخيرا على قيس بن الملوح اللي قلبه تقطع عليها؟؟

- نجلاء تضحك: يا حليلك يا مجود..
-
- ماني بأصغر عيالك تقولين مجود، نعنبو دارك، أخوج الكبير وشعري شاب.. أبو فيصل لو سمحتي..
-
- نجلاء تضحك: أنت عرست تجيب فيصل عشان أقول لك يا أبو فيصل..
-
- ماجد بعيارة: خلي جواهر توافق علي، وعلى ضمان بعد إذن الله ومشيئته.. إنه 9 شهور يكون فيصل جاي..
-
- نجلاء بحماس: بلاك ما دريت بالتطورات؟؟
-
- ماجد باهتمام: شاللي صار؟؟
-
- جواهر حصلت عيالها أخيرا..
-
- ماجد بسعادة: وأخيرا.. خلاص مالها عذر الحين... خلها توافق علي، أول تعذر بعيالها، كاهي لقتهم..
-
- نجلاء بلهجة من يلقي خبر خطير: بلاك ماتدري من أبوهم؟؟
-
- من؟؟
-
- رفيقك: عبدالله الـ
-
- ماجد بصدمة: أنتي تقصدين عيال عبدالله عزوز ونوف؟؟
-
- نجلاء بصدمة عمرها: أنت تعرفهم؟؟
-
- ماجد وهو بعده مصدوم: أكيد اعرفهم ومن يومهم صغار.. يا سبحان الله ما أصغر الدنيا.. ماجد وهو يتمالك نفسه: طيب وإذا كان عبدالله أبوهم وين المشكلة؟؟ الحين أحسن؟؟ العيال يعرفوني ويحبوني..
-
- نجلاء بتردد: يمكن عبدالله يبي يرجع جواهر
-
- ماجد مثل اللي صبوا على رأسه ماي مغلي، حس بنار ويأس وحزن يجتاحه: زين نجلاء عندي اتصال ضروري لازم أسويه.. باكلمك عقب..

سكرت نجلاء من ماجد وهي حاسة بحزن عميق ينغرس في عمق قلبها: يعني من بين كل حريم الدنيا، ما بغيت إلا جواهر، اللي كانت زوجة صديقك، ويبي يرجعها الحين..



وقتها كان عبدالله راجع لجناحه في فندق غراند حياة القاهرة، بعد ما أنتهت الحفلة اللي كان البنك مسويها له في نفس الفندق خلع جاكيته
وكان يفك الكرافته في الوقت اللي رن موبايله، طالع الاسم وابتسم، رد:

هلا والله بأبو فيصل..

ماجد بصوت جامد غامض: هلا بك..عبدالله تذكر قبل 18 سنة الوعد اللي وعدتني إياه..

عبدالله نط واقف: أكيد يا بو فيصل هذا شيء ينسى..

ماجد بنفس الصوت الغامض: بس حبيت أشوف لو بعدك متذكر..

عبدالله بصوت كله ثقة ورجولة: ولاعمري أنسى يا ماجد، وانا حاضر..

ماجد بغموض: جعلك سالم يا بو عبدالعزيز.. ما أبي إلا سلامتك، والوعد يمكن احتاجه بعدين..

بعدين كمل ماجد بلهجة خاصة: تدري إن اللي أبيها ومنشفة ريقي يمكن خلاص تنفك عقدتها وتوافق علي..

عبدالله بسعادة: الله يبشرك بالخير، أشلون؟؟ وأخيرا ليلى وافقت على قيس..

ماجد بنفس اللهجة الغامضة اللي مايندرى هو وش يخطط من وراها: هي كانت رافضتني على كثر ماخطبتها لين تلاقي عيالها، وعيالها رجعوا لها عقب 17 سنة أخيرا.. يعني ماعاد لها عذر

عبدالله من سمع 17 سنة توتر، حس إنه هذي تكون مستحيل صدفة وتذكر مثل اللي انضرب على رأسه، إن أخت ماجد هي اللي جات مع جواهر للبنك.. بحذر سأل: إلا أنت عمرك ماقلت لي اسمها؟؟

ماجد بنفس اللهجة المريبة: جواهر يا عبدالله


*******************


سعود.. طلقني..

سعود اللي كان حاس أصلا بإرهاق شديد وإنه بينهار من التعب، مارد على دانة، ودخل لغرفته..

دانة اللي ودها تذبحه.. تزنطه.. حست إنها تحرقص مكانها، مو قادرة تصبر، تبي تقول اللي عندها وتخلص من هالسالفة كلها.. دخلت وراه بعد دقيقة..
تفاجأت إنه يبدل ملابسه..

دانة انكسر وجهها وهي تشوف صدره العاري.. في الوقت اللي كان فيه سعود يطالعها ببرود مستمتع بنظرة الصدمة الخجولة في عيونها..

رجعت دانة بسرعة للصالة وهي تلعن اللحظة اللي فكرت فيها تلحقه :"رجّال دخل غرفته.. تلحقينه ليه ياللي ما تستحين؟"

سعود حس بسعادة داخلية من خجلها وانحراجها :" يعني مستحية الأخت؟ زين أنا أوريش"

طلع سعود عليها في الصالة، ببنطلون البيجامة بس بدون القميص، لقاها فرصة يحرجها ويخليها تنسى سالفة "طلقني" اللي حاس داخليا بضيق غير طبيعي منها..

راح جلس مقابلها.. دانة من شافته طلع عليها بهالمنظر، ارتعبت وولع وجهها وجسمها كله حتى شعر راسها حست أنه وقف من الخجل.. ونزلت راسها بحضنها..

سعود ببرود : "نعم يا بنت عمي. تبين تقولين شيء؟؟

دانة ساكتة.. الكلمة مو راضية تطلع..

سعود : دانة تبين شيء؟؟

دانة تبي تتكلم بس مو قادرة: الله يلعنك يا سعود.. أنا.. عمتك دانة بنت هادي.. تخليني قاعدة قدامك مثل بزر كلمتها ناشبة ببلعومها..

سعود بهدوء خبيث:عادي أنا قاعد للصبح، براحتش

سعود قال كلمته وتناول الريموت كنترول وشغل التلفزيون على الجزيرة يسمع الأخبار.. حط كوشيات ورا ظهره العاري ومدد رجوله على الكنبة..

دانة من سمعت سالفة (قاعد للصبح) رفعت عينها ورجعت تنزلها لما اصتدمت بمنظر سعود..
وبعدين قالت بصوت مخنوق: سعود تكفى.. تكفى.. قوم تستر خلني اتكلم..

سعود نزل الريموت واعتدل في جلسته وقابلها، ببروده المعتاد: ما أعتقد أني متفسخ عشان أتستر هذا أولا، ثانيا: أنا متعود أقعد كذا في غرفتي، ثالثا: أعتقد إني رجّالش ماني رجّال غريب عشان تستحين كذا..

دانة عيونها بحضنها وتقول لنفسها: يعني هو مفكر إنه كذا بيمنعني من الكلام...

بعدها قالت بصوت واطي بدون ما ترفع عينها من حضنها: سعود.. طلقني..

سعود في نفسه: لحول ذي وهي وسالفة الطلاق اللي طلعت لي فيها

سعود بتسائل بارد: ويومش تبيني أطلقش.. ليش حركة الأفلام اللي سويتيها اليوم؟؟ كان خليتي خالد يذبحني وصرتي أرملة أحسن..

دانة وعيونها بحضنها: عشان خالد مهوب عشانك، وإلا أنت قلعتك..

سعود ولع منها، وحس في داخله بنوع غريب من الحزن
هو كان عارف إنها سوت كذا عشان أخوها في المقام الأول بس( في داخله وغصبا عنه ولسبب هو موفاهمه) كان يتمنى إنه كان له اهتمام ولو بسيط، يكلم نفسه: ( لا وانا اللي شايل لها جميل حركة الشهامة اللي سوتها اليوم.. زين يا دانة دواش عندي..)

كمل بصوت عالي بارد: وإذا ماطلقتش.. وش بتسوين؟؟ بتغصبيني يعني؟؟

دانة بصوت هادئ وعيونها بحضنها: يا سعود، عيب عليك اللي تسويه، أنا وانت كبار.. ماحنا بزارين، عشان كل واحد يلعب على الثاني..
انت خذتني مضطر، وأنا خلاص بأحلك من ذا الأضطرار.. لا أنا أبيك ولا أنت تبيني.. وشو له نستمر في ذا المهزلة...

سعود ببروده: نستمر لين يطيب خاطري أنا..

سعود قال كلمته، ودخل لغرفته، لأنه قال خلاص كفاية عليها اليوم اللي جاها..

سعود طبعا رافض فكرة الطلاق ومستحيل يفكر فيها ، عشان عمه، وسمعة بنت عمه، اللي أيش راح يقولون الناس عنها لو هو طلقها بهالسرعة..

والسبب الثاني: دانة شخصيا يبي يريبها على قولته، حرته القديمة مابعد بردت.. لا واليوم زادت (أنا تقول لي قلعتك)

السبب الثالث: هو مايعرفه... بس فيه شيء يمنعه وبشدة من مجرد التفكير بتطليق دانة عقب ماصارت زوجته خلاص

دانة ظلت جالسة في نفس مكانها، ودمعتها حايرة بعينها، وهي تحس بقهر عمرها ماشافته في حياته..


******************


عبدالله سكر من ماجد وهو مولع من الغضب..
(هذي يعني رجعت تطلع في حياتي عشان تنكد علي)..

حس كل ماله يولع ويولع وهو يتذكر السالفة اللي كثير قالها له ماجد عن لقائه الأول والوحيد بجواهر (اللي ماقال له اسمها بس كان يقول صديقة اختي)..
اللقاء اللي خلا ماجد اللي كان مضرب عن الزواج عمره كله.. يجن بجواهر ويخطبها فوق 20 مرة خلال سنة..


قبل سنة

ثاني يوم لولادة نجلاء.. الساعة 6 ونص صباحا.. نجلاء ماكان معها إلا الخدامة، مرت عليها جواهر الصبح قبل تروح للجامعة، بفطور كامل على أساس قبل أي حد يجيها.. وأكدت لها نجلاء إنه مافيه أي حد بيجيها قبل الساعة 10..

نجلاء كانت تبي تدخل الحمام.. طلبت من جواهر تغير للولد..
جواهر طلعت على سرير نجلاء بعد ما فسخت عبايتها وحطتها على جنب.. عشان تبدل لحمودي

وقتها أخوها ماجد كان عنده نفس التفكير : خلني أمر نجلاء قبل أروح للدوام وقبل يجونها الحريم..

ماجد وصل لغرفة نجلاء فتح الباب بشويش يخاف نجلاء نايمة ويصحيها..

شاف ماجد مشهد انطبع في ذاكرته.. الذكرى اللي أصبحت احلى ذكرى بحياته..

ماقدر يتكلم
أو يتنحنح
أو يتراجع مثل ماكان مفترض يسوي

شاف قدامه أحلى مخلوقة شافها بحياته ( مستحيل تكون هذي أنسية، هذي أكيد ملاك أو حورية.. مافيه بشر بهالجمال )

كانت حاضنة حمودي بحب، وهي موب حاسة بشيء حولها، كأن العالم هي وحمودي بس..

مر وقت وماجد بس واقف مثل اللي ضربته صاعقة، عينه تتابع بدقة وجوع ولهفة حركة جواهر وهي تمسك أصابع حمودي ..وترفع خصلات شعرها عن وجهها، يسمع همساتها لحمودي ومركز في ابتساماتها له..

كل شيء فيها فتنه، فتنه لأقصى حد.. الشكل، الشعر ، البشرة، الابتسامة.. حتى الكلام..

كان ماجد ساكت، جامد، حتى عينه ماترمش، يخاف ترمش عينه يفوته تفصيل من تفاصيلها..

جواهر اللي رفعت عينها فوجئت بالرجال اللي يراقبها فصاحت مرعوبة، فتراجع ماجد ورا الباب..

لكن بعد ما أصبح مجنون رسميا بجواهر.. اللي في نفس اليوم راح يخطبها من خالها..

هذي السالفة حكاها ماجد لعبدالله خلال السنة اللي فاتت يمكن مية مرة
ومع كل مرة ألف تغزل بجمال وعذوبة وأنوثة اللي شافها،

وعبدالله يضحك عليه، ويقول أنت أكيد مجنون، وكان ماخذ السالفة تعليقه على ماجد فكان مسميه قيس ومسمي محبوبته المجهولة ليلى..
وماعرف إن ليلى هي جواهر.. زوجته السابقة وأم عياله..

عبدالله حاس إنه بينفجر خلاص.. (سنة كاملة وهو يتغزل بزوجتي هالغزل الفاضح لا وانا قاعد أضحك .. ماترك شيء ما تغزل فيه من شعرها لوجهها لجسمها.. وانا أضحك من هبالي..
حدك يا عبدالله المرة مالك حق عليها ولا هي زوجتك.....
لا بس بتصير زوجتي وغصبا عنها.. موب كيفها.. مستحيل تكون لغيري.. أو أسمح لغيري يفكر فيها حتى..)

تناول عبدالله موبايله بكل غضب الدنيا وجنونه.. ودق على جواهر اللي كانت لحظتها متمددة تعبانة بعد الموقف العنيف اللي صار بينها وبين عيالها...

جواهر اللي كانت ذراعها على عينها، ردت بدون ما تشوف الرقم بصوت متعب : ألو

صوته الغاضب الملتهب الناري اللي تخلى فيه عن كل حواجز البرود اللي كان يتستر وراها كان يوصلها وكأنه يبي يحرق كل شيء قدامه:

أنا أبي اعرف أنتي من شنو مصنوعة؟؟ انتي ما تستحين؟؟ ما في وجهج حيا؟؟ أشلون تقعدين متكشفة عند مره تدرين إنه ممكن زوجها أو أخوها يدخلون عليها في أي لحظة؟؟ أو يمكن أنتي قاصدة تتكشفين تبينهم يشوفونج؟؟

بعد الغياب/ الجزء التاسع والعشرين

#أنفاس_قطر#


تناول عبدالله موبايله بكل غضب الدنيا وجنونه.. ودق على جواهر اللي كانت لحظتها متمددة تعبانة بعد الموقف العنيف اللي صار بينها وبين عيالها...

جواهر اللي كانت ذراعها على عينها، ردت بدون ما تشوف الرقم بصوت متعب : ألو

صوته الغاضب الملتهب الناري اللي تخلى فيه عن كل حواجز البرود اللي كان يتستر وراها كان يوصلها وكأنه يبي يحرق كل شيء قدامه:

أنا أبي اعرف أنتي من شنو مصنوعة؟؟ انتي ما تستحين؟؟ ما في وجهج حيا؟؟ أشلون تقعدين متكشفة عند مره تدرين إنه ممكن زوجها أو أخوها يدخلون عليها في أي لحظة؟؟ أو يمكن أنتي قاصدة تتكشفين تبينهم يشوفونج؟؟

جواهر اللي كانت منتهية من التعب جسديا ونفسيا
لها يومين ما نامت، واللي سواه عيالها فيها الليلة فوق احتمالها، ماقدرت حتى تستوعب عبدالله وش يقول.. (معصب والسلام.. خليه يذلف)

سكرت الخط في وجهه..
بعد ثواني كان المسج واصلها:

" أنا سكت لج على كل المرات اللي فاتت
اللي سكرتي الخط فيها في وجهي
بس ذا المرة
أقسم برب العزة
اللي رفع السماء بدون عمد
لو ما رديتي علي الحين
لأكون راجع الدوحة الحين
إن شاء الله على طيارة خاصة
والله لا يوريج
أيش ممكن أسوي
لو رجعت وأنا معصب كذا"

جواهر لما قرت المسج توترت
عبدالله بكبره ما يهمها، ولا يهمها ايش ممكن يسوي فيها، بس المهم عيالها.. ما تدري المجنون ذا وش ممكن يسوي؟؟ ممكن يسوي شيء يبعد عيالها عنها..

جواهر يوم خطر الخاطر هذا ببالها.. جنت (يبعدهم عني عقب مالقيتهم.. مستحيل.. أنا أروح فيها.. أجن.. أموت..)

كتبت له جواهر مسج:

"عبدالله واللي يرحم والديك
أنا تعبانة موت
اعتقني لوجه الله الليلة بس
بكرة أنا بأكلمك"

عبدالله اللي كان معصب لأبعد حد.. لما وصله المسج..

استغرب...وهدأ
أكيد جواهر فيها شيء كايد..
وإلا مستحيل تخاطبه بذا اللهجة الهادية المستسلمة المهادنة إلا لو كان فيها مصيبة... مو شيء كايد بس..

رحمها.. وقرر يعتقها الليلة من ملاغته..

بس من ناحية ثانية.. حس قلبه يغلي عليها غصبا عنه.." وش فيها؟؟ أيش اللي متعبها لهالدرجة؟"

اتصل بعبدالعزيز ولده.. وسأله عنها، عبدالعزيز طبعا قال له إنه كلمها إنه ترجع لأبوه، وقال لأبوه كل شيء صار من البداية للختام..

عبدالله خلاص عرف ليش هي تعبانة لدرجة إنها تهادنه عشان تخلص منه: "لهالدرجة جواهر منتي طايقتني... أنا ما ألومج، أنا أستاهل أكثر من كذا... بس ياترى مافيه أمل تسامحيني، ونبدأ من جديد؟؟"


***********


دانة قضت ليلة من أسوأ لياليها.. ماتحركت من الصالة اللي هي قاعدة فيها..ولا دخلت الحمام.. حتى ملابسها بدلتها بالصالة بعد ما تأكدت إن سعود أكيد نام...

سعود بعد ما دخل غرفته ما طلع منها، وترك الباب بين الغرفة والصالة مفتوح، على فرض إنها احتاجت تدخل الحمام.. "أو يمكن تستخف وتجي تنام جنبي!!!"

سعود قام لصلاة الفجر، كان يتحرك في غرفته بحذر، مايدري أشلون الوضع على الجبهة الأخرى/ في الصالة..
بعد ما توضأ طلع بشويش يتسحب للصالة متوقع بيلاقيها أكيد صاحية على نفس وضعيتها من البارحة
وبعبايتها
وعيونها تولع
تنتظره تنط في حلقه وتقول له: طلقني..

لكن المنظر اللي شافه.. فاجأه..
هزه..
خلب لبه..

كانت دانة نايمة على الكنبة لابسة بيجامة بنفسجية حاضنه نفسها من البرد، وشعرها الطويل متناثر جزء على الكنبة وجزء على وجهها..

سعود تصارعت عدة مشاعر في نفسه:

أولها: حس إنه ماعنده ذوق " يعني لو عندك ضيف في مجلسك ماخليته ينام بدون فراش وغطا، أشلون مخلي بنت عمك ومرتك اللي في غرفتك، كذا بدون غطاء في ذا البرد، صدق إنك ما تستحي ولا عندك ذوق ولا حتى إحساس"

ثانيها: حس إن منظرها الأنثوي جاب له توتر، سعود كان متباعد جدا عن عوالم الحريم، خواته على محبته لهم عمره ماتدخل في خصوصياتهم، ولا يعرف أي شيء عن شغلاتهم الخاصة
من ناحية ثانية كان مستقيم بزيادة، حتى مجرد النظر عمره ما رفع عينه بمره لا بمجمع ولا بغيره، حتى محاولات البنات اللي أحيانا يحاولون يلفتون نظره في المجمعات، عمره ما أنتبه لها لأنه أصلا ما يرفع عينهم لهم عشان ينتبه لحركاتهم..
فكون إنه يتفاجئ بين يوم وليلة وبدون حتى ما يهيء نفسه، بوجود أنثى بهذا القرب الحميم منه، كان شيء صادم له.. وبعنف

كان يتمعن غصبا عنه في شكل دانة وهي نايمة ، في تفاصيل جسدها الأنثوية، واللي كانت أنثوية بزيادة!!!!..
والبيجامة الحرير تكشف بدقة عن انحناءات هذه التفاصيل.. وهو يتتبع بعينه هذه الانحناءات المثالية اللي مع كل منحنى تمر عليه عينه بتفحص، يحس بارتفاع درجة التوتر والحرارة عنده..

الشيء الثالث: واللي بدا يكتشفه من أمس أول مرة شاف دانة، إنها رغم جمالها الهادئ، إلا إنه حس إنها جذابة بشكل غيرطبيعي
والحين أكتشف ناحية ثانية لجاذبيتها: مثيرة بشكل غير طبيعي!!!!

الشيء الرابع: شعور غريب يجتاحه... يشبه شعور قديم منسي!!!!!!!!!!!!!!

سعود هز راسه، وهو يحاول يطرد الأفكار هذي عن رأسه: " يارجّال روح صل واستغفر ربك"

بس قبل ما يروح للصلاة، خذ غطا سريره، وغطاها فيه..
وهو يغطيها يده لمست كتفها غصبا عنه، فحس بمثل لسعة الكهرباء في يده: " لحول يا سعود، والله إنك عليمي وخام على قولت الربع في الثكنة، أقل شيء يوترك، إثقل الله يرجك"

رجع سعود من الصلاة، لقاها مثل ماغطاها "يظهر الأخت نومها ثقيل" كان يبي يصحيها للصلاة
بس ويا للغرابة والأعجوبة والخبر غير المسبوق
سعود كان مستحي..

"أنا على أخر الزمن مستحي من دوينه المعقدة، خلاص خلها تنام، ومتى ماقامت تصلي براحتها"..

تركها نايمة ودخل لغرفته.. بس ماجاه نوم، وكان كل شوي يطل عليها بشويش يخاف تنتبه له وتكشفه..

"لو ماغطيتها كان أحسن.. كان لقيت لي شيء أتمقل فيه!!!"


*************


صحت جواهر الساعة 8 الصبح.. وهي حاسة براحة جسدية كبيرة، بعد ما أشبعت جسمها نوم.. بس روحها كانت غارقة في القلق النفسي العاصف..

قامت مرعوبة لأن صلاة الصبح فاتتها.. عمرها ماسوتها.. "كله بسبتك يا عبدالله الله يوريني فيك يوم"

بعد ماصلت.. كان اول شيء خطر ببالها تتصل بعبدالله، تعرف إنه فيه فرق ساعة في التوقيت الشتوي بينهم وبين القاهرة، يعني القاهرة الحين 7 ونص، يكون صحا أو لا؟؟

قالت لنفسها: أنا بسوي اللي علي.. وأتصل بارن رنة وحدة، ويارب يكون نايم، ويخلصني من كلامه اللي يغث..

مالحق الموبايل يرن رنة واحدة، كان صوته المليان لهفة يوصلها: هلا والله..وألف هلا وربي

جواهر بهدوء: صباح الخير..

عبدالله بصوت مرهق وملهوف: جواهر أنا تعبان.. لي يومين ما قدرت أنام حتى نص ساعة..

جواهر ببرود: إذا خلصت شغلك، خذ حبتين بناول نايت، وأرقد لين تشبع..

عبدالله بهدوء فيه رنة حنين وحزن: والقلب والعقل شاللي بيرقدهم؟؟

جواهر بذات البرود: ما أعتقد إنك طلبت مني أتصل فيك عشان تشتكي لي من تعبك؟؟

عبدالله بصوت حاول يتمالك فيه نفسه: أشلون عبدالعزيز ونوف؟؟

جواهر بهدوء: أنت كل شوي تكلمهم.. أعتقد أن أخبارهم عندك.. مافيه داعي تسأل

عبدالله يحاول يرد على برودها ببرود نفسه: أنتي كذا على طول نكدية؟؟

جواهر ببرود: على طول على طول.. نكدية وأجيب الكآبة..

عبدالله ببرود خبيث: حتى ولو.. نكدي علي..تزوجيني..

جواهر بهدوء وجدية بعد مادخل الحديث للموضوع اللي هي اتصلت عشانه:

عبدالله.. زواج ماني بمتزوجتك.. وأرجوك عبدالله لا تدخل عيالي في هالموضوع، ولا تستخدمهم سلاح ضدي.. لأن هذا سلاح غير شريف.. أنت عارف أنا وش كثر شفقانة على عيالي ومستحيل أخليهم بعد ما لقيتهم.. فكونك تستخدمهم ورقة ضغط ضدي.. تكون تستخدم سلاح غير شريف أبدا..

عبدالله ببرود: أنتي أصلا مو تقولين أني واحد بدون اخلاق..
ومن ناحية ثانية المقولة القديمة تقول: كل شيء يجوز في الحب وفي الحرب
فكيف لما يكون اللي يخوض الحرب والحب واحد بدون أخلاق مثلي، لازم يستخدم كل أسلحته، الشريفة وغير الشريفة..
ولمعلوماتج انا عيالي ما فتحت هذا الموضوع معهم نهائي، هذا كان اقتراح عزوز، وأعتقد إنه قال لج..

جواهر بصوت حزين بعد مافقدت قدرتها المعتادة على التماسك: عبدالله إتق الله فيني،حرام عليك.. مو ترجع لي عيالي، وتبي تجبرني أعيش معك كزوجة عشانهم..

عبدالله بهدوء ظاهري واشتعال داخلي: لهالدرجة تشوفني سيء؟؟

جواهر بحزن غاضب: أسوأ من كل شيء ممكن تتخيله..
تعتقد إني البارحة ماحاولت أفكر في الموضوع عشان عيالي..
كل ما تخيلت إني زوجتك.. وممكن يحصل بيننا ما يحصل بين أي زوجين طبيعين، حسيت اني أبي أرجع كل اللي في بطني..

عبدالله المصدوم صدمة موجعة في صلب رجولته: لهالدرجة جواهر ؟؟ لهالدرجة؟؟

جواهر بسخرية حزينة: مافيه داعي تستدرجني في الكلام، لأنه في كلام جارح اكثر من هذا بكثير.. أنا مستحيل أكون لك.. ويكون لك حق تلمسني.. أفضل أموت قبلها.. أنا أشعر بالتقزز من مجرد الفكرة.. فكيف بالواقع..

عبدالله لأول مرة يكون مايبي يسمعها
ولا يبي يسمع صوتها اللي كان يتشفق على حرف منه
كان خلاص يبيها تسكت، لكن ما يقدر يبين نفسه ضعيف قدامها لدرجة إنه مو قادر يستحمل كلامها

قال لها بصوت بارد ميت منتزع من ذاته المجروحه: ولو أنا تنازلت عن هالحق برضاي.. تتزوجيني..؟؟
أنا خلاص عقب الكلام اللي قلتيه لي طابت نفسي منك.. خلاص..
أنا بس عشان عزوز اللي كلمني منهار يبكي، ووعدته إنه مايصير خاطره إلا طيب.. والبارح كلمتني نوف وترجتني عشان نفس الموضوع..

جواهر ببرود: هذا كلام مراهقين، مايدخل مخي، مافيه رجال يتزوج ويتنازل عن حقه الشرعي..

عبدالله ببرود: والله كنت متزوجج سنة، ومتنازل عنه، ولولا ظروف خاصة، ماكان صار بيننا شيء أبدا..

جواهر حست إنه يرد لها الطعنة في أنوثتها.. وردت ببرود: والله هذاك وقت، وهذا وقت...

عبدالله وهو خلاص طابت نفسه منها، رجع استلم زمام الأمور بالكامل: أنتي مفكرة نفسج ملكة جمال الكون؟؟.. ومافيه رجّال يقدر يصمد أمام سحر حسنج وجمالج؟؟
ماعليه.. استعرضتي حالج قدام ماجد وجننتيه، بس هذاك ماجد مو أنا..
أنا لفيت الدنيا، وألف مره، أحلى منج بألف مرة، قطوا أنفسهم تحت رجولي.. وانا ماعبرت حد منهم، ولا حتى ألتفت لوحدة منهم، عشان أنهار تحت حرم جمالج الخرافي!!
اصحي ياجواهر اصحي.. بأقولها لج كلمة وماراح أعيدها، تبين تتزوجيني، بيكون عشان عيالي، وأنا متنازل عن حقي الشرعي اللي حضرتج حاسة بالقرف منه، واحلج أمام رب العالمين منه.......
ما تبين خلاص بكفيج، بس ما تدخليني بينج وبين عيالج.. لأنه اللي علي سويته..

وهالمرة كان عبدالله هو اللي قفل الخط في وجهها
عبدالله المجروح حتى الصميم..الصميم..
المطعون بقسوة في رجولته..
وإنسانيته..
وحبه الوليد اللي كان بدأ ينمو في قلبه لجواهر

"خلاص ياجواهر خلاص..
كله ولا كرامتي..
وصلنا أخر الخط..
الله يلعن أي شيء ممكن يذلني لج..
حتى لو كان قلبي..
أدوسه بدون ما يرمش لي جفن...
كله ولا كرامتي.. كله ولا كرامتي"




بعد الغياب/ الجزء الثلاثون

#أنفاس_قطر#


يوم جديد..
ونهاية يوم
فيه مشاعر تغيرت..
وقلوب تحطمت..
وقلوب ارتعشت..
وقلوب عرفت اللوعة..
وقلوب عرفت الحرمان..
وقلوب عرفت اللسعة الأولى..



غرفة سعود الساعة 9 الصبح..

سعود بعد ما تعب من مراقبة دانة النايمة.. راح تمدد على سريره وتغطى بفروته..

واللي يتغطى بفروة في يوم شتاء بارد، خلاص يروح في النوم، لو هو ما يبي ينام..

دانة اللي نومها ثقيل بدت تصحا من النوم، أول شيء حست فيه وهي بين الصاحي والنايم
ريحة عطر رجالي قوية جدا ونفاذة............... وعذبة..

بعدها مو مستوعبة الريحة هذي من وين جايه، بدت تتوعى شوي شوي، وهي تحس بقوة الريحة، وإنها محاوطتها من كل ناحية
لما فتحت عيونها لقت نفسها متغطية بغطاء سعود اللي كان متعبي بريحة عطره...
رمت الغطاء عنها كأنها خايفة إنه ينجسها..

"عدال على كرم الضيافة عقب ماخلاني طول الليل باموت من البرد، غطاني........ بس غريبة من وين جايب الذوق المتوحش المتخلف... ريحة عطره حلوة"

قالت هالكلام في نفسها، وعطست، كانت تحس ببوادر زكام.." أشوف فيك يوم يا سعود.. نيمتني في ذا البرد بدون غطا"

شافت الدانة الساعة..برعب: يا ربي تأخرت على الصلاة..
دخلت تتسحب للغرفة، من أمس مادخلت الحمام.. حاسة إنها بتموت، طلت.. شايفته نايم.. ومتغطي بفروته..

رجعت جابت فوطتها وروبها وشبشبها.. كانت متعودة على الشاور الصباحي، ومستحيل تخلف عادتها، ولو كانت بتموت.. فكيف عشان سعود المتوحش..

"خلني ألحق أتسبح.. قبل يصحا.."

دخلت الحمام اللي بدا لها خالي بالنسبة لحمامها،بس كان الموجود شامبو هيد أند شولدرز، صابونة، معجون حلاقة وأمواس، وفرشاة ومعجون وغسول فم بس..

"أشلون أتحمم الحين.. مافيه شامبو مثل العالم والناس، ولا بلسم، ولا شاور جل.. ولا أي شيء...... إذا أنا باضطر أقعد هنا، لازم أقول لمزنة تجيب لي شوي أغراض"

اللي ماعرفته دانة اللي كانت فسخت بيجامتها وعلقتها.. ووقفت تحت الدوش، إنه السخان مطفي، وزراره من برا، سعود يشغله قبل يتحمم بخمس دقايق بس، ويظل طول اليوم مطفي، لأن سعود غالب الوقت برا..

في برد أخر شهر 12 وبرودة الصبح.. أكلتها دانة
اللي ماعرفت من وين يتشغل السخان
ومستحيل تصحي سعود تسأله
ومستحيل تقعد ما تحممت..
تسبحت بماي أقل ما يقال عنه إنه مثلج.. مثلج.. مثلج..

حست دانة إنها صارت قالب ثلج خلاص، وبدت تعطس بشكل غير طبيعي..
لفت شعرها بالفوطة وجسمها بالروب ولبست شبشبها بصعوبة لانها كانت ترتعش بشكل هستيري..
كانت طالعة بشويش ما تبي سعود يحس فيها..
بس صوت عطساتها المتكررة وهي بعدها تفتح باب الحمام، صحت سعود اللي كان على عكسها نومه خفيف.. والحياة العسكرية دعمت هالصفة عنده..

سعود اللي سمع صوت عطسها المتتابع، رفع طرف الفروة يبي يشوفها بدون ما يحرجها..
شافها تتسند على الطوفة تبي تطلع للصالة.. ارتعب ونط واقف..
وراح صوبها وسألها بلهجة حاول إنها تكون باردة كعادته: أنتي أشفيش..؟؟

دانة ما قدرت ترد لأنها كانت ترتعش وتعطس
قرب منها سعود وطالع فيها، كان خشمها أحمر كأنه دم.. وعيونها حمراء
حط سعود كفه على خدها، حس إنه يلمس قالب ثلج..
دانة حاولت داخليا إنها تبعد وجهها عن مدى ملمس يده، بس ما قدرت تسوي شيئ غير إنها ترتعش..

سعود بغضب: أنتي وش سويتي يا مجنونة؟؟

دانة بصوت يرتعش ويالله ينسمع: الماي مثلج..

سعود بغضب أكبر: وليش ما صحتيني عشان أشغل لش السخان أو سألتيني عنه؟؟.. أو كرامتش ما تسمح لش تكلميني، بس نفسش تهون عليش، أنتي تبين تموتين علي أبتلش فيش؟؟

سعود قال كلمته، وقرب منها بثبات وشالها
كأنه يشيل له طفل من الارض


***************


عبدالله يستعد لاجتماعه اللي هو حضر عشانه للقاهرة
كان يلبس ملابسه بآلية.. مو حاسس بشيء..
يحس مخه مخدر..
مخدر من الألم العنيف اللي يجتاحه..
عقد كرافتته ولبس جاكيته مو عارف أشلون سواها..

طلع من غرفته..
ونزل للوبي الفندق.. وهو مو عارف أشلون نزل.. كانت شخصيته العملية تقود عبدالله الإنسان المجروح..

ركب مع سواقه.. اللي شق بالسيارة شوارع القاهرة المزدحمة.. وتفكيره مثل أسطوانة مشروخة تعيد وتزيد في كلمات جواهر الجارحة..

" آه يا جواهر ..كان ممكن تكتفين برفضي.. بدون تجريحي وإهانتي بهذه الطريقة البشعة"

" ليه أنت شايف إن اللي سويته فيها شوي.. 17 سنة خاطف عيالها.. وتاركها تتعذب"

" بس جواهر غير عني.. غير.. جواهر أم حنون.. وأنا مجرد رجل أناني.. حُرمت من الحب والمشاعر ووجود أنثى إلى جانبي تكمل نقصي ..
أعتقدت إن أنانيتي واحتفاظي بأطفالي لنفسي يمكن يعوض روحي الجائعة للعطف والمشاعر..
أعتقدت إن حنانها ممكن يشملني وينتشلني من الحرمان اللي عشته عمري كله..
لكن كنت غلطان .. غلطان..
وهي كانت أقسى من كل شيء تخيلته.. أو خطر على بالي في أبشع أحلامي..
يا ترى بيحكم علي ربي إني أعيش الباقي من حياتي في حرمان بجانب أنثى تشعر بالتقزز مني..."

قاطع أفكار عبدالله المؤلمة والمتدافعة.. وقوف السيارة.. والسواق يفتح الباب: اتفضل يا عبدالله باشا.. احنا وصلنا اهو..


***************

سالم في مكتبه في شركته..
رن موبايله..
طالع الاسم وابتسم..رد: هلا والله بابو سعيد.. هلا والله بالغالي..

صوت محمد المرح المعتاد: سويلم جعل السلال يضرب بطنك.. عرسك عقب 27 يوم ولا علمتني.. أمحق خوه ..

سالم يضحك: تركد .. داخل علينا بشراع وميداف على قولت جبر..

محمد المبتسم: أصلا جبير اللي معلمني.. يعني تعلم جبر ولا تعلمني يا خوي العازة..

سالم اللي مايقدر على محمد وعيارته: يا ابن الحلال جبر هو اللي جاني البارحة في الشركة..وأنت مسوي روحك طالب تخرج صدق..مانشوفك..شكلك بتأكل الكتب أكل.. والموعد والله العظيم توه تحدد أمس..

محمد بعيارة: تدري وش دواك.. أحرض أختي على مرتك.. عشان ثاني مرة تحرم تعلم حد قدامي..

سالم برعب: لا محمد.. تكفى..

محمد بجدية ورجولة: السالفة فيها تكفى.. أبشر..بس وش سبتك؟؟

سالم ببعض خجل: مرتي ماتعرف عن موعد العرس.. لا تقول لأختك شيء تروح تقول لها.. وتنصدم.. خلها لين تدري من أهلها..

محمد المصدوم: بتزوجون البنية وهي مادرت عن موعد العرس.. في شرع من ذا؟؟

سالم المنحرج: الحين هي عندها امتحانات، خلها لين تخلص وعقب يقولون لها..

محمد اللي حس إنه أحرج سالم، كمل بمرح: درت عن موعد العرس.. وإلا مادرت.. تحب يدها مقلوبة إنها بتاخذ أبو مبارك..

سالم بود: جعلني ما خلا منك..

محمد: ولا خلا منك.. بس تراني شارط عليك شرط..

سالم بثقة ورجولة: أبشر بعزك..

محمد بعيارة: تراني خويكم في شهر العسل..

سالم يضحك: يا زين مقفاك يا محمد


***************



مها وفاطمة ومنيرة في الجامعة

أول مرة يتقابلون بعد سالفة زواج سعود.. مها من شافت فاطمة، ماقدرت.. حضرت عاطفية البنات الزايدة.. ضمت فاطمة بقوة والعبرة خانقتها..

فاطمة بمرح: أنتي يالهندية.. وش فيج خنقتيني؟؟

هي بس قالت كذا... مها لقتها فرصة تخورها وتبكي لها شوي: أنا والله متفشلة منش فاطمة وولا لي وجه والله، أنا أسفة على الاحراج اللي سببته لش.

فاطمة بمودة حقيقية: ياهبلة ..منيرة ما وصلت لج كلامي؟؟ انتي بس مشتهية تبكين شوي ولا لقيت لج سبب.. خلي شوي من دموع التماسيح لمتعب.. قصي عليه فيهم..

(متعب خطيب مها أو ممكن نقول زوجها، وولد خالتها الموجود حاليا في دورة لمدة 9 شهور في أستراليا.. مضى منهم 4 شهور ـ وباقي 5 )

مها اللي رجعت لها عيارتها، قالت بصوت باكي مرح: حي ذا الطاري، جعلكم كلكم فدا متعب..

منيرة اللي كانت بدت العبرة تخنقها: عدال تبين تحريني، بس أنا بأقول سالم فدا لكم كلكم..

فاطمة بزعل: لا حرام عليج منيرة، مو لهالدرجة تدعين على سالم

وبعدين كملت بمرح: وأنتي يا مها أخوج العيار، يوم يبيني، ثاني يوم مالك على بنت عمه، لا وحتى ماخلا المسكينة تتجهز، ساحبها لبيته في نفس اليوم، صج ماعنده صبر.. الحمدلله ربي أنقذني منه..

مها تضحك: الله يحبش، الله يعين دانة عليه بس


************


دانة اللي ماتت من الاحراج، كانت تبي تخلص نفسها منه، بس هو ماخلاها، شالها بقوة

ثم نزلها بالراحة على سريره
وخذ فروته غطاها فيها..
وهو نزل للأرض وجلس على ركبة.. وهو يقرب وجهه من وجهها اللي هو الشيء الوحيد اللي طالع من الفروة، وسألها بعصبية بصوت واطي: بأيش حاسة؟؟

دانة بصوت يرتعش: بردانة..

سعود بعصبية : لحول... وش أسوي لها الحين؟؟

لو كان واحد من زملاء المعسكر كان سعود عرف يتصرف بسرعة
بس هذي أنثى..
حس إنه محتاس.. وأي حوسة
راح لغرفة البنات لقاهم راحوا دواماتهم
وامه ما حصلها يظهر عندها موعد في المستشفى..
كان يبي حد يسلمه مسؤوليتها عشان يخلص منها.. بس مالقى حد.. "وش أسوي ياربي؟؟"

راح للغرفة اللي أمه تخزن فيها مفارش البيت والبطاطين المغسولة، خذ بطانيتين وطلع لدانة..

دخل عليها بسرعة، ورجع يلمس خدها لقاها بعدها مثلجة، طلع البطانيتين من الأكياس وحطهم فوقها فوق الفروة..

"خلاص بكيفها، لو مادفت عقب ذا كله، تكون ماراح تدفي ولو وديتها خط الاستواء"

جاب كرسي التسريحة، وحطه مقابلها وجلس عليه..وهو بس يطالع في وجهها وارتعاش شفايفها، كانت شوي تفتح عيونها وشوي تسكرها، ولما حست بالدفى نامت..
وأخرشي تشوفه وجه سعود المحايد في تعابيره..

سعود لما تأكد إنها نامت من خلال سماعه لصوت تنفسها المنتظم.. رجع يلمس خدها لقى حرارتها طبيعية..

قام لبس ملابسه وطلع، لأنه كان عنده عدة مشاوير..
يبي يطلع عقد الزواج من المحكمة
بعدين يمر على رئاسة الجيش، عشان يقدم على إجازة الزواج:
" مادمت اسمي تزوجت حتى ولو بالاسم، خلني استفيد على الاقل من إجازة ذا الاسبوعين"


*****************



منيرة ومها وفاطمة واقفين قدام القاعة.. يقرون الاعتذار المعلق

منيرة بخيبة أمل: عين السيح معتذرة اليوم بعد..

فاطمة باستفسار: مو المفروض نكلمها، مو عوايد دكتورة جواهر، تغيب محاضرتين ورا بعض، غابت الخميس اللي طاف، واليوم بعد.. مين تقدر تجيب رقمها عشان نتطمن عليها..

مها وهي تتذكر شي: نجيبه من دكتورة نجلاء، الثنتين طول اليوم روسهم بروس بعض، أو على الاقل دكتورة نجلاء تطمننا عليها..

منيرة: يالله خلونا نروح..

وتوجهوا الثلاث لمكتب الدكتورة نجلاء


***************


جواهر مزاجها بعده متعكر من مكالمة الصبح مع عبدالله
(الله يأخذه ويخلصني منه بس..)

عيالها بعدهم نايمين، نوف كانت نايمة مع أمها، وعبدالعزيز نايم في غرفة الضيوف

في الأساس عبدالعزيز ماعنده مدرسة لأنه في فترة إجازة الكريسمس التي تعطى لمدرسين مدرسته الأجانب، ونوف وأمها اليوم اتفقوا ما يرحون للجامعة، ويدامون الاثنين
" الساعة صارت عشر ونص، خلاص بأروح أصحيهم"

أول شيء دخلت على عبدالعزيز، قربت بشويش وقعدت جنبه على السرير
هزت كتفه بشويش: يمه.. قوم حبيبي، الساعة 10 ونص

عبدالعزيز بطل عيونه وابتسم
ومد يده على الكومدينو جنبه يدور شيء
امه عرفت إنه يدور نظارته.. فعطته اياها بحب
وقالت له بحنان: اذا تميت 18 سنة عقب كم شهر، وديتك تسوي عملية ليزك، عشان ترتاح من النظارة

عبدالعزيز وهو يلبس نظارته ويطالع امه: أبوي قال لي بعد..

جواهر من سمعت سيرة أبوه توترت وسكتت

وعبدالعزيز طبعا ما ترك الفرصة تمر: وعلى طاري أبوي.. فكرتي في الموضوع اللي أمس؟؟

جواهر بارتباك: محتاجة وقت أطول للتفكير..

عبدالعزيز بعتب: الظاهر انه لازم نعرف حدودنا ومحدودية غلانا وما نتجاوزها

جواهر برعب: لا عبدالعزيز ارجوك لا تقول كذا

عبدالعزيز بلهجة فيها حزن حقيقي خلا قلب جواهر يذوب: لما تكونين محتاجة كل هذا الوقت، عشان تفكرين في موضوع تعرفين إن مصلحتنا وحياتنا متعلقة فيه، يكون لازم نشك في أهميتنا في حياتج

جواهر وهي حاسة كلام ولدها سكاكين تقطع في قلبها: أرجوك حبيبي لا تقول كذا، أنا مستعدة أبيع عمري كله عشانكم

عبدالعزيز باستنكار حزين: مستعدة تبيعين عمرج... لكن ترجعين لأبوي لا

جواهر بغضب وهي تنط واقفة: بلاك ما تعرف أبوك وش سوى فيني..

عبدالعزيز بهدوء:
ومن قال لج إني ما أعرف..
أنا أعرف كل شيء، ونوف بعد تعرف..



سعود2001 غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس