عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-13, 05:44 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت العاشر




وصل باسم إلى غرفة جوري وهاله المنظر


أمامه فقد قامت بقص شعرها كالصبية


وارتدت فستان طويل ذو أكمام متهدلة


ونزعت الأقراط التي كانت تزين أذنيها


وحتى السلسال الذي طالما زين عنقها


نزعته هو الآخر فقد كان لوالدتها


ماذا حدث؟


ما هذه الحالة الشنيعة التي عليها صغيرتي؟


صرخ باسم على أم جيهان لتحضر


وكانت المرة الأولى التي يطلبها بهذا الشكل


باسم: أم جيهان هل من الممكن أن تفسري


لي سبب هذه التغييرات التي طرأت


على جوري فجأة؟


وأين جدائلها هل لك أن توضحي لي سبب اختفاءها؟


وما هذه الملابس التي عليها ؟


أجيبيني ما هذه الفوضى؟


ردت أم جيهان وهي ترمقه بنظرات الاشمئزاز:


كما ترى سيدي لقد حدث خطأ ما


كنت أمشط شعرها كالعادة فتشابكت


خيوطه وحاولت جاهدة أن انتزع المشط


لكن دون جدوى فاضطررت لأن أقصه


لأخلصها من الألم ونظرت إلى جوري


تطلب موافقتها على ما تقول


جوري: صحيح يا عمي لقد تألمت كثيرا


حتى تحررت أخيرا من المشط


باسم: وهل لديك تفسير آخر لهذه الملابس؟


أم جيهان: أنا آسفة لقد استبدلت كيس ملابسها


المتسخة بآخر للملابس القديمة مخصص للصدقات


أنا آسفة تم تسليمه لحاوية المسجد قبل قليل .


باسم وهو يعضض شفتيه غيظا:


ألا تعلمين أن اليوم خاص بنا نحن الاثنين


لقد أفسدت أمسيتي بفعلتك سامحك الله


كان يقصد أنه سيأخذها لمدينة الملاهي ليفاجئها


ويمضي معها أمسية خاصة بها


لكن أم جيهان أساءت الظن به لتتأكد شكوكها


كانت تتعمد كل شيء وأرادت أن تشوه منظر جوري أمامه حتى لا تجذبه


..................................................


وفي اليوم التالي أعطى باسم


نقودا لها لتشتري لجوري ملابس جديدة


وهذا ما كانت تريده بالضبط فتفننت في شراء


كل ما يستر أكثر مما يفضح


حتى ملابس النوم الخاصة تعمدت أن تكون


فضفاضة وأكبر منها بقليل ولم تسمح


لدولابها أن يحتضن القمصان العارية والبنطال القصير أبدا


لأنها قامت بشطبه من قائمة الملبوسات


وأحضرت فراشها الأرضي لتنام بجانب صغيرتها


بحجة أن المكان الذي اعتادت النوم به


مزعج لقربه من الشارع وأصوات السيارات


بينما غرفة جوري منزوية ومحكمة الشبابيك وأكثر هدوء


كم أنت طيبة يا أم جيهان هل تعتقدي


بأوهامك أنك سوف تحمي جوريمنباسم


ألا تعلمين أنه يخاف عليها من نسمة الهواء


لكن السرائر عند رب العباد لا يطلع عليها سواه سبحانه


.................................................. ..................


مضت سنوات على الثلاثي وأم جيهان


تضيق الخناق على جوري في كل تصرفاتها


ابتداء من ملابسها وقص شعرها باستمرار كلما طال


بحجة أن شعرها ضعيف لابد من علاجه بقصه


إلى خلوتها بباسموبطلنا لم يدرك ما يجري حوله فقد كان


يحسن الظن بها وكلما اشتكت جوري اعتذر عنها بأنها تعرف مصلحتها


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ


أصبح الآن عمر جوري خمسة عشر عاما


وبدأت تنتقل لمرحلة جديدة من حياتها


في ذلك اليوم الذي شعرت به بمغص شديد وهي في الحصة


فاستأذنت من معلمتها للخروج وتوجهت لبيت الخلاء(الحمام)


لتجد نفسها أصبحت فتاة يافعة عادت من المدرسة وهي حزينة


متألمةخائفة مما ينتظرها من هذه المرحلة الصعبة


وعندما صعدت السيارة لاحظ باسم عليها الهدوء


على غير عادتها فكلما دخلت السيارة


اضطرب المكان صخبا من تعليقاتها على المدرسة


وما حدث معها في يومياتها مع الدراسة


لكنها اليوم لا تبدو على سجيتها


سألها باسم قلقا: ماذا يجري يا جوري؟


لماذا أنت هادئة ليس من عادتك الصمت؟


جوري: لا شيء فقط أشعر ببعض الإعياء


وسيذهب بعد أن أستريح في غرفتي


باسم وبدا عليه الاهتمام: ماذا! بماذا تشعرين؟


هل نذهب لعيادة الطبيب أخبريني ؟


جوري: كلا فقط أريد أن أتمدد على سريري


فأنا لم أنم البارحة جيدا بسبب المراجعة للامتحان


لم يجادلها باسم وخضع لمطلبها وتوجه بها للمنزل


لكنه ما زال قلقا عليها حتى وإن لم يظهر ذلك


رمت جوري بثقلها على السرير وشرعت بالبكاء


كم تمنت أن تشاركها والدتها لحظات تغيراتها


الفسيولوجية وتقدم لها النصح كما تفعل الأمهات


عادة في هذه المرحلة وبكت بصمت


وقطع نواحها طرق الباب


باسم: جوريحبيبتي ألن تتناولي طعام الغداء ؟


فأنا في انتظارك منذ وصولي


جوري وصوتها يتقطع من البكاء : لا أريد تناول طعامي


باسم وهو يزيد في طرقات الباب فقد خيل


إليه صوت بكائها وأردف: جوري أرجوك افتحي الباب


أنا قلق عليك


جوري: أرجوك عد أدراجك لا أريد مقابلة أحد


لكن باسم لم يستمع إليها وفتح باب الغرفة


ووجدها كما توقع ,خدودها محمرة


وعيونها تورمت من البكاء


وهي تمسح أنفها الصغير بطرف ملابسها المدرسية


باسم:ماذا حل بك صغيرتي؟


ولم يكمل جملته حتى وجدها


تفقد السيطرة على توازنها وكادت تقع لكن


ذراعي باسم كانت أسرع من سقوطها


وطوقها بيديه قبل أن تسقط

وفاجأه بعض بقع الدم على ملابسها

فحسبه جرح أصابها فحملها مباشرة للعيادة
لا تسألوني عن الحارس الشخصيلجوري (أم جيهان)



( كانت بالخارج تقضي بعض الحاجيات لجارتهم أم أنس المريضة)


بعد أن حملهاللطبيب بين ذراعيه وهي فاقدة للوعي


عاينها هو الآخر بدوره ومضت دقائق قبل أن تستفيق


لتجده بجانبها وترتسم على شفتيه ابتسامة ممزوجة بالقلق


باسم: الحمد لله على سلامتك


جوري وهي تشيح بوجهها للجهة الأخرى: أين أنا


باسم: في العيادة


جوري : وكيف وصلت إلى هنا


باسم وهو يستغرب سؤالها: أنا بالطبع أم أن لديك شك


في أني سأتركك مرمية على السرير كالجثة


واستنجد بشخص آخر!


ما خطبك صغيرتي وقال جملته وهو يقترب منها


جوري: أنالم أعد صغيرتك لقد.. اهئ اهيء وعادت لنوبة البكاء


وبحركة لا إرادية منه ضمها لصدره ليشعرها بالأمان


وضغط زر جرسالممرضةلتحضروالطبيبمعه ا


وحضر الاثنان وأراد الطبيب أن يعاين مريضته


وأمر باسم أن يبتعد عنها لكنها أصرت على التمسك


بحضنه وهي تشد على قميصه


استغرب باسم حركتها لكنه لم يعلق ولم يبتعد عنها


استجابة لتوسلاتها ولم يبتعد عنها


الطبيب: حسنا إن كانت هذه إرادتك


لا تخف فما تشعر به طبيعي كونها تنتقل
لمرحلة جديدة من حياتها



وشعور الخوف الذي ينتابها بديهي لحالتها


وإحساسها بعدم الأمان خاصة أن والدتها ليست بقربها


وزادت الجملة الأخيرة للطبيب من شهقات جوري


وأحاطها باسم بدوره وأحتضنها أكثر علها تهدأ


وما هي إلا لحظات حتى استقر وضعها النفسي وهدأت موجة البكاء


غادر بعدها الطبيب وبقيت معهم الممرضة لتساعدها


على ارتداء القطعة المخصصة لهذه الحالة طبعا


بعد أن وقف باسم خارجا فالموقف لم يكن يحتمل


المزيد من الإحراج


عاد أبطالنا لمنزلهم بعد أن تغيرت حالهم


فتلك الصبية المرحة الشقية التي


غادرت قبل قليل عادت لتكون فتاة مراهقة


وأثناء دخولهم البيت استقبلتهم أمجيهان


كالعادة بسيل من الأسئلة لكن جوري تجاهلتها وتوجهت


لغرفتها أما باسم استوقفته أمجيهان


بسؤاله عما حدث ولم تتركه حتى أخبرها بما وقع بالتفصيل


أمجيهان: ماذا ما هذه المصيبة التي ألمت بنا


.................................................. ......................


(كانت تقصد بلوغ جوري سن الحيض فهذا يعني أن باسم سيبدأ التفكير


بها كفتاة وسيمارس حقوق الزوج عليها وهذا ما كانت تخشاه )


وأطلقت عبارة لماذا بزفرة


تعجب منها باسم وسألها: أي مصيبة, ماذا تقصدين ؟


.................................................. .......................................


(طبعا باسم لم يعلم بحضور زوجة عادل لمنزله وإخبارها


لأم جيهان بحقيقة علاقته بجوري في ذلك اليوم


مع أنه شاهد سيارة حازم وهي تغادر واستغرب وجودها أمام منزله وهي تبتعد)


تداركت أم جيهان نفسها واستطردت وعلامات التوتر


مازالت تعلو محياها: ها لاشيء أقصد أ..أ وعادت لتسرح مجددا


باسم: ماذا حل بك أم جيهان هل تنصتين لي


أم جيهان: ها... أنا... أنا أكيد أعذرني سأذهب لأطمئن عليها


استغرب باسم منها ومن شرودها لكنه لم يعلق


ومضى لغرفته ليستريح


أم جيهان وهي تستجوب جوري ماذا حل بها؟


سردت عليها جوري ما حدث بالتفصيل


وشرحت لها معاناتها وشعورها باحتياج أمها إلى جوارها


أم جيهان وهي تضم جوري باكية:


حبيبتيأنا سأكون بمثابة أما لك فهل ترضين بذلك


جوري وهي تمسح دموعها وتقبل


يدي أم جيهان: طبعا يا ...... و أكملت يا أمي


الحمد لله أصبح لدي أمو عم


تذكرت أم جيهان شيئا فقالت لجوري وهي تشدد على كلامها:


لا أريدك أبدا أن تسمحيلباسم أن يقترب منك في غيابي أبدا


جوري وعلامات التعجب بدت عليها:


لماذا أمي ما الذي تغير ؟


أم جيهان : حبيبتيلقد أصبحت الآن


كبيرة ولا يجوز أن تقتربي منه كما السابق


وأريدك أيضا أن ترتدي ملابس محتشمة أمامه


جوري :ملابس محتشمة في البيت! لا يوجد سوى أنت وعمي فما الداعي؟


أم جيهان: لا تناقشيني ألم تقولي أني أصبحت أمك


إذا استمعي لما أقول


جوري: حاضر يا أمي


.................................................. .......


لم يمضي شهر حتى انتقل باسموعائلته


إلى المنزل الجديد الذي اشتراه حديثا


وكان مكون من طابقينوحديقة كبيرة


تضم مسبحا بداخلها وبعض المقاعد وحولها


طاولة إلى جانب الأزهار تحيط بسور المنزل


كانت خطوته من شراء المنزل حتى يبعد


المسافة بينهوبينصغيرته فخصص لها غرفة


في الطابق العلوي بينما ترك غرفته بالأسفل


وهذه الخطوة أراحت أم جيهان كثيرا


حتى تخفف الضغط عليها من مراقبتهما سويا


وفي أحد الأيام وبينما باسم يقف خارج


المدرسة ينتظر جوري جاءه شاب في مقتبل


العمر تقريبا في الثامنة عشر من عمره


يبدو على ملامحه أنه وسيممتوسط الطول


مفتول العضلاتأقنى الأنفحنطي البشرة


وألقى عليه التحية وبادله باسم كذلك


الشاب: أنت باسم عم جوري


باسم وهو يرفع حاجبه الأيمن استغرابا:


نعم ماذا تريد


الشاب: أنا صديق جوري منذ الصغر


و اسمي فارس


باسم: تشرفنا يا فارس إن لم تخونني الذاكرة فأنت ابن عمها عادل


فارس: نعم بالتأكيد


باسم : بماذا أخدمك


فارس: أردت أن أطلب منك اصطحاب جوري معي


ومع بعض الأصدقاء لرحلة ترفيهية غدا تقيمها


جمعية أصدقاء البيئة التي انضممت لها مؤخرا


باسم: أنا آسف لا أستطيع تركها وحيدة تذهب معك


فارس: ماذا تقول إنها ليست وحيدة وأنا موجود


فأنا قريبها وابن عمها


باسم: سأسألك سؤالا بسيطا وعلى أساسه


سأقرر ذهابها معك أو لا


فارس: تفضل


باسم: ما صلة قرابتها بك هل لك أن توضح مجددا


فارس ودون أن ينتبه لاستدراج باسم له فأجاب بعفوية:


ابنة عمي


باسم: أنت أجبت بنفسك وقررت بدلا مني


فارس:ماذا تعني


باسم : لن تذهب معك فصلتك بها لا تشفع


فارس: ماذا تقصد هل لك أن توضح لي أكثر!


باسم: يبدو أنك أيها المحترم لم تفهم بعد


قواعد دينك , هل أنت زوجها,أخوها , خالها


والدها, أي محرم لها


فارس: ها...! كلا


باسم: إذا انتهى النقاش وطلبك مرفوض


والآن عن إذنك جوري قادمة


فارس: أنت فقط تريد أن تستفرد بها لنفسك


ولا تريد السماح لها أن تشارك حياتها مع غيرك


ليكن واضحا لديك أن جوري لم تعد تلك الطفلة البريئة


التي استغللت جهلها بأمور الحياة واصطحبتها معك


لتشبع رغباتك منها دون رحمة


أنت لست سوى شخص مريض


تريد أن تمنعها من أن تعيش حياتها كباقي الفتيات


بجبروتك فأنت وحش في لباس حمل وديع


وأنا لن أسمح لك بأن تمنعها من حقوقها كإنسانة


باسم وهو يمسك بقميص فارس والدم يفور من رأسه :


منأنت لتعطيني الأوامر بكيفية معاملة جوري


إن لم تبتعد عنها سترى مالا يسرك أبدا وتذكر كلامي


إياك أن تعترض سبيلها أو تحاول مجرد محاولة


أن تقترب منها و إلا سأضطر لمعاملتك بطريق أخرى


والآن اغرب عن وجهي قبل أن أمحو ملامحك


وترك قميص فارس قبل أن تقترب جوري منهم


وغادر تاركا فارس بغيظه وهو يتوعد باسم


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ


أما بالنسبة لباسم فحاله لا توصف والشرر يتطاير من عينيه


وسرح بفكره وهو يحدث نفسه:


كيف لفارس أن يجرؤ ويطلب مني مرافقة جوري له ؟


لا بد أن علاقته بها تتعدى حدود الصداقة


وإلا لما تجرأ وطلب مني اصطحابها


وهل أنا مجنون لأتركها معه وحيدة ليستفرد بها؟


إنها زوجتي مهما كان حدود علاقتي بها


لن أسمح لها أن تشارك مشاعرها مع غيري


.................................................. ...........


ما هذه الأفكار التي اعتلت رأس باسم


كان يقود سيارته دون أن يعلم وجهته


وجوري بجانبه مستغربة من مما يحدث له


أنه ظل صامتا طول الطريق وهو يجوب


أنحاء المدينة بسيارته إلا أن توقف


أمام أحد المطاعم في الجوار وطلب منها


النزول ليتناولا طعام الغداء فيه


وهي بدورها لم تعارض فمنذ زمن


لم يتنزه بها وصل لطاولة الطعام


وكانت مخصصة لشخصين


طلب له ولها من القائمة الموضوعة أمامه وما لبث أن قدم


النادل بطلبهما وتناولت جوري طعامها بحماس


بينما باسم كان يلهو بملعقته في الصحن الموضوع أمامه


باسم ونبرة الجدية في صوته: جوري أريد أن أتناقش معك في أمر ما


جوري بعد أن أنهت طبق الحلوى: أمممم تفضل


باسم وهو يبتسم على حركتها فقد


كانت تلعق أصبعها من بقايا القطعة الأخيرة:


أردت أن أسألك ما طبيعة علاقتكمعفارس؟


جوري : إنه صديقي منذ الطفولة وأنا


أعتز بصداقته ويشعرني بالسعادة دوما


وهو عزيز على قلبي


باسم وكأن الغيرة شقت طريقها إليه:


ماذا تقصدين بأنه عزيز عليك؟


جوري بعفوية: أنا أحبه يا عمي


باسم وهو يمسك بمعصمها : تحبينه ماذا تقصدين؟


جوري وهي تتألم: اترك يدي أنت تؤلمني


باسم وكانت المرة لأولى التي يقسوا عليها


وعاد ليشدد قبضته:أجيبيني ما نوع الحب الذي تحملينه له؟


جوري وبدأت دموعها تسقط: أحبه كأخي فأنا ليس لدي أخوة


وهو منذ الصغر يولي عنايته لي كشقيق حتى أنه


في بعض الأحيان يدافع عني أمام من يضايقني


ترك باسميدها بعد أن ذهل من إجابتها


لقد ظلمت المسكينة لا بد أ أعوضها


باسم وهو يبسم ويمسح وجنتيها الناعمتين بكفيه:


أنا آسف صغيرتي سامحيني


جوري وبين شهقاتها: أريد العودة للمنزل


باسم : أنا آسف حبيبتي أنا مستعد لأن


أن أفعل لك أي شيء لا أريد سوى الصفح


جوري وهي تصر على رأيها:


لا أريد منك شيئا أريد العودة فقط وعادت للبكاء


باسم وهو يربت على كتفها: حاضر فقط توقفي عن النواح


وعاد بها وما إن توقف أمام المنزل حتى نزلت ركضا


إلى غرفتها


أم جيهان: ماذا حدث لجوري


باسم وعلامات الخيبة تعلوه :


لا شيء فقط سوء تفاهم بسيط


صعدت أم جيهان وهي لم تقتنع بما قال باسم


أم جيهان: ماذا حصل يا بنيتي لم هذا البكاء


جوري: لا شيء فقط لم أستطع الحل في الامتحان


أم جيهان: لم تستطيعي الحل وباسم يدعي أنه سوء تفاهم


أنا لم أعد أفهم شيء!


جوري: أرجوك أمي أريد أن أنام فأنا مجهدة


أم جيهان بعد أن استسلمت لتوسلات جوري:


حاضر كما تشائين


غادرت الغرفة وتوجهت للمطبخ لإكمال مهام عملها


ثم ما لبثت أن خرجت لقضاء بعض الحاجيات


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ


بعد مرور فترة زمنية ليست بقصيرة استيقظت


جوري على أنامل تداعب خصلاته الناعمة


باسم: هل استيقظت عزيزتي


جوري وهي تبتعد عن باسم:


كم الساعة الآن


باسم: إنها السابعة مساء


جوري وهي تقف مذعورة:


معقولة نمت كل هذا الوقت دون أشعر؟


باسم وهو يضحك على شكلها وانفعالاتها الصبيانية


( هل كبرت بالفعل لا أظنك فأنت في نظري ما زلت جوري طفلتي البريئة)


باسم: نعم


جوري: لماذا لم توقظني ؟ ثم فجأة شهقت اهيييييييييييييييييء


وقالت وهي تضع يديها على شفتيها الوردية الممتلئ:


من أستبدل ملابسي فأنا لا أذكر أني قمت بذلك


باسم وهو يطلق ضحكة خفيفة من حركاتها العفوية:


ها ..ها .... من غيري معك في هذه الغرفة


أسرعت واختبأت خلف باب الغرفة وحمرة الخجل تعلو وجهها


باسم وهو يتوجه للخارج : لم أكن أعلم أن نومك


ثقيل لهذه الدرجة حتى لا تشعري بمن استبدل ملابسك


ثم غمز لها قبل أن يغادر


هو كان يقصد مداعبتها فقط لم يكذب كان


سؤاله عاديا لكن إجابته توحي للآخر بالخبث


وهذا بالفعل ما حدث مع جوري, فهو يستمتع بدهاء لا مثيل له


يعرف كيف يستدرج بالكلام من هو أمامه ودوما ينجح في ذلك


أما هي فأحست وكأن الأرض توقفت عن الدوران


وهي تحدث نفسها( يا ويلي من أمي لو علمت لخاصمتني)


ثم أسرعت لتلحق بباسم قبل أن يهبط : باسم.. باسم.. باسم انتظر


باسم وهو يلتفت إليها: باسم هكذا ! أين عمي


جوري: آسفة عمي لم أكن أقصد ... ثم أكملت أرجوك


لا تخبر أمي بما حدث


وهرعت لغرفتها لكونها ما تزال تشعر بالإحراج


ضحك على تصرفها وأكمل طريقه وهو يقول:


هل صدقت بالفعل أني من استبدل ملابسها


وفي غرفة الطعام


باسم: أهلا أميرتي كيف أمسيت


جوري وهي تطرق رأسها خجلا: بخير ولله الحمد


باسم : وكيف كانت نومتك هل أخذت قسطك من الراحة


جوري : الحمد لله


باسم والابتسامة تشق وجهه:متى استبدلت ملابسك


جوري وكأنك سكبت عليها ماء بارد: بالأمس


باسم وهو يتعمد إحراجها أمام أم جيهان:


كيف إذا ذهبت للمدرسة اليوم على


حد علمي أن المدرسة خصصت لكم زيي خاص


ولا أعتقد أن ما تلبسينه له علاقة بها


جوري وهي تتوسل بعينيها باسم أن يتوقف فقالت:


سأعترف الآن فأنا لا أحب اللعب بالأعصاب


ضحك باسم, واستغربت أم جيهان! وأتلفت أعصاب جوري.


هل لكم تتصوروا المنظر معي للثلاثي المرح


جوري وهي تلتفت صوب أم جيهان : أنا سأقول لك الحقيقة


أمي هل تعرفي من استبدل ملابسي أثناء نومي؟


أم جيهان وهي مستغربة مما يحصل لجوري وأجابت:


كيف لا أعرف وأنا بنفسي من قمت بذلك ,هل لديك شك؟


فغرت جوري فاها وهي تحول نظرها إلى باسم الذي يعد قادرا ليسيطر على


نفسه فانفجر ضاحكا


أم جيهان وقد أحاطت بها علامات الاستفهام:


هل لك أن تشرح لي ما يحدث بالضبط؟


باسم : لاشيء الأمر ببساطة يبدو أن جوري


قد رأت شبحا يحوم بغرفتها وخيل إليها أنه من استبدل ملابسها


وقفت جوري أمام باسم واضعة يديها على خصرها معارضة:


سوف ترى يا با......... ولم تكمل وأرادت ترك المكان


إلى أن يد باسم كانت أسرع منها وأحاطت بخصرها النحيل


محاولة منه ليعيدها لطاولة الطعام وأضاف: أناآسف,


أحببت أن أمازحك قليلا حتى تغفري لي ما فعلت بك هذه الظهيرة


أم جيهان وما أدراك عن حالة أمجيهان


وجهها أنصبغ بألوان الطيف السبع


وأوداجها انتفخت جراء ارتفاع ضغط الدم


ولو وضعت جهاز قياس الحرارة قرب رأسها لأنفجر من حالتها (مسكينة)


طبعا لا يخفى علينا ما كان يدور بخاطرها


أن باسم أخذ ما يريد من جوري وهددها بعدم البوح


وتلاعب بأعصابها حتى لا تنطق بما حصل


آها قال في الظهيرة !عندما غاب معها لفترة بعد الدوام المدرسي


وعندما سألته ضللني بقوله أنه ذهب بها لأحد المطاعم للغداء


وبحركة غير متوقعة منها سحبت معها جوري لغرفتها


وقبل أن يعترض باسم أخبرته أن هناك أمر ضروري


لا بد أن تسألها عنه وهي مسألة تخص النساء


وفي غرفة جوري بدأ التحقيق معها وجوري المسكينة


توضح لها ما وقع معها منذ انصرافها من المدرسة


إلى هذه اللحظة


وشددت عليها أن تأخذ الحيطة والحذر من الاقتراب منه


جوري ولم تعد تفهم حرص أم جيهان الزائد:


أمي لماذا تكررين علي دوما أن أحترس من عمي


أوليس هو من أولاني رعايته بعد رحيل والدي


وتخلي بيت عمي عادل عني لماذا دائما تحذريني من


الاقتراب منه أريد أن أسمع السبب والآن


اندهشت أم جيهان من هجوم جوري المفاجأ عليها


ولم تتوقع أنها لم تعد صغيرة تتلقى الأوامر دون أن تفهم السبب


أم جيهان: كما تعلمين ياجوري فأنت لم تعودي


تلك الطفلة البريئة فقد بلغت سن المراهقة


وطبيعة جسدك تغيرت وعمك مهما كان صلة قرابته بك


لا يجوز له أن يخلو بك أو يتلمس جسدك


أو أن ترتدي أمامه ملابس فاضحة


فهذا الشيء لا يجوز بين المحارم


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ


تعقيب


( كلام أم جيهان صادق من الناحية


الشرعية بالنسبة لمحارم المرأة باستثناء الزوج)


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ


جوري وهي تومئ برأسها: حسنا فهمت


.................................................. ...................


مرت الأيام والأسابيع على أبطالنا وهاهي جوري تنهي


آخر امتحاناتها وتنتظر على أحر من الجمر نتيجتها


وقبل ذلك باسم كان أشد خوفا منها على نتيجتها


لا يخفى علينا أنه سهر معها طيلة أيام الامتحانات


وكان يذاكر لها ما استعصى من دروسها


وكل ليلة يدخل غرفتها ليطمأن عليها


.................................................. ...........


جاء الصباح يحمل مع إشراقه معاناة جديدة لبطلنا


نهض من سريره واستعد ليرافق جوري لاستلام نتيجتها


صعدت إلى جانبه في المقعد الأمامي وتوجها


مباشرة إلى مقر الدراسة وواعدها بمفاجأة إن هي حصلت على الامتياز


وفي أروقة المدرسة صخب المكان بصراخها إعلانا لنجاحها


ومن شدة الفرحة تعلقت بمن كان يقف جانبها وهي تحضنه


وترسل قبلات على وجنتيه بلا وعي وتهتف : هاااااااااي أخيرا نجحت


واستغربت من سكونالشخص الذي تعلقت به وفاجأه قام


بإرسال قبلة على شفتيها دون أن يترك لها المجال


أن تتخلص منه وطوقها من خصرها الهزيل بقبضته


وفي هذه اللحظة كانت هناك يد تمتد إلىجوريوتنتزعها


انتزاعا من يدي الشخصالجريء و...............



انتهى البارت على أمل اللقاء بكم مجددا



يا ترى من ذلك الجريءالذي قبلجوري ؟


ومن الشخصية الأخرى التي انتزعت جوري من أحضانه؟


وهل سيرحم باسم من تجرأ على الاقتراب من صغيرته؟




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس