عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-13, 05:49 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الحادي عشر


في اللحظة التي فتح فيها باسم الباب وجد جوري واقفة

خلفه والدموع تتساقط من وجنتيها كالمطر وهي

تنظر للشاب الواقف أمامها بكامل أناقته إلى جانب باسم

وشهقت وقالت : ماذا تفعل هنا يا فارس هنا ولماذا قمت بطرده يا باسم


وفعلت ما فعلت دون أن تأخذ رأيي فقد سمعت ما دار بينكما


وأنا أعترض على معاملتك إياي وكأني طفلة لا رأي لها


ومن أعطاك الحرية في اتخاذ القرارات عني هكذا ها ...تكلم وصرخت


بشدة وهي تكرر تكلم ثم هرعت إلى غرفتها وأغلقت عليها الباب


دون أن تستمع إلى باسم أو مبرراته


تصلب باسم في مكانه دون حراك حتى أنه لم يشعر بفارس وهو


يغادر ولم يستيقظ من صدمته إلى على صوت الباب وهو يوصد بقوة


ثم أسرع إلى غرفة جوري وطرق الباب عدة مرات لكن دون جدوى


وهو يقول بصوت هادئ أقرب إلى التوسل:


صغيرتي أرجوك افتحي الباب أريد أن أتحدث معك


لا بد أن أوضح لك بعض الأمور المتعلقة بنا لذا يجيب


عليك أن تستمعي لي أرجوك


جوري من خلف الباب فقد كانت مستندة علبه وهي تبكي:


لا أريد أن أتتناقش معك لذا غادر الآن أرجوك لا أريدك في حياتي


ولم أعد صغيرتك يكفي نفاقا بادعائك أني صغيرتك


أنا لا أحبك ولا أريد العيش معك اتركني


أختار طريقي وحياتي مع من اختاره قلبي


(وكانت الصفعة الأولى التي يتلقاها من حبيبته الصغيرة )


سمعت وطأ قدميه وهو يغادر والخيبة والحسرة والألم


تصاحبه فاشتد بكائها وجلست على الأرض واستمرت في


نوبتها حتى أغمي عليها


غادر باسم وهو يحمل في صدره جراح وآلام تكفي لمثله


أن توقعه صريعا دون حراك ما تبقى له من حياته


ذهب للشاطئ لذلك المكان الذي جمعهما سوية بالأمس


وتذكر تلك اللحظات الرائعة التي اشترك مع حبيبته فيها


ووضع رأسه بين قدميه ونزلت أول دمعة بعد صموده كل تلك المسافة


لأنه حاول مرارا أن يردعها لكن دون جدوى


وكانت المرة الخامسة التي تدمع عيناه


وجلس يحدث نفسه :


هل من المعقول أن جوري لا تريدني في حياتها


هل سمعت حديثنا وعلمت بزواجي منها


كلا لا يمكن أن تعرف لا بد أنها سمعت فقط بطردي لفارس


لكن لماذا هي مهتمة به هكذا


أولم تقل لي مسبقا أنها تعتبره كأخ لها فقط


لا ..لا.. أكيد هي تعلم مسبقا بقدومه وتقدمه لها


وإلا لما جاء في مثل هذا الوقت من الصباح


لأنها قالت لي مسبقا وعاد بذاكرته للوراء قبل ست أعوام:


أريد أن يكون


يوم زفافي في الصباح يبدو أن الزواج


في الصباح الباكر أكثر سعادة لأني سأطلب المثلجات


وبكل النكهات والجو سيكون جميلا مثل هذا اليوم


أولم تقل لي أن طالباتي كلها مجابة


آخ يا جوري


أولم أكن لك كالأب الحنون الذي افتقدته


واستطرد وهو يقول هذه الأبيات :
.................................................. .


يا بني يا بني يا سنا في مقلتي


أنت أغلى في الحشا من مهجتي من ناظري


تسعد القلب الشجية


أنا أفديك بروحي وبأغلى ما لدي


ما أحيلاه زمانا يوم أن كنت صبية


ضاحكا ترنو إلي
.................................................. ......


أو لم أكن لك كالأم ثم استذكر جحود الأبناء لتربيتها المضنية


.................................................. ...............


وازدادت دموعه في الانهمار


.................................................. .


عاد للمنزل بعد أن هدأت عواصفه ووجهه شاحب


من الهم والكدر وما إن أدار مفتاحه في الباب حتى


استقبلته أم جيهان بالصراخ والبكاء وهي تهذي لا تعرف ما تقول


باسم وقد تحولت ملامحه من الحزن إلى الخوف :


ماذا يحدث تكلمي قد أوقعت قلبي


لكن أم جيهان المسكينة لم تستطع التحدث وكانت تكرر اسم جوري


هنا لم يتمالك باسم نفسه وأسرع إلى غرفة جوري وقلبه


يسبق خطواته وحينما دخل عليها وجدها ممدة على السرير


تتنفس ببطء وعيناها شاخصتان في الفراغ


فزع باسم من منظرها واقترب منها تدريجيا فقد صدمه منظرها


المخيف وقال وهو يضرب بكفيه ضربات خفيفة على خديها :


جوري .. جوري .. تكلمي أرجوك لا تزيدي من خوفي عليك


لكنها لم تستجب لضرباته ولا لتوسلاتها فقد كانت


جامدة كالثلج لا يرى عليها أي من ملامح الحياة


أمسك بيديها الناعمتين فوجدها متجمدة وكان هذا ما يخشاه


حملها مسرعة إلى السيارة ووضع كل قوته على الفرامل


متجاوزا كل الإشارات والعبارات من بعض السائقين والمشاة


ولم تكن من طبيعته أبدا أن يكسر قوانين السير لكن دائما


مع جوري هناك مرة أولى لكل شي


وصل للمستشفى حاملا إياها وخلفه أم جيهان تحاول اللحاق به


وفي غرفة العيادة الطبيب:


انهيار عصبي هذا ما حصل لها فقط تحتاج للراحة


والابتعاد عن التوتر والضغوط النفسية وإلا عادت


لحالة أشد من الآن


باسم والقلق والحيرة تعلوه : ماذا انهيار عصبي لمثل سنها!


الطبيب : يا سيدي الانهيار العصبي لا علاقة له بالسن


بل بالظروف المعيشية التي تحيط بالإنسان ويبدو أنها


قد تعرضت لصدمة لم تحملها وكانت أقوى منها


باسم: لكن أي صدمة يمكن أن ...... ثم صمت وتذكر


أم جيهان: أنا لا أعرف بالضبط ماذا حدث فقد أيقظتها


لتناول إفطارها ثم توجهت للمطبخ ولم تجدك وسألتني


عنك فقلت لها أنك تستضيف أحدهم في غرفة الضيافة


وما لبثت أن لحقت بك وهي تقول كيف يوقظني


ليشاركني إفطاري ثم يتركني أنتظره بعدها


أنا عدت للمطبخ لأكمل أعمالي المنزلية هذا ما أتذكره


باسم وهو ينظر لجوري وقد غطت في سبات عميق


جراء إبرة المهدئ : لا بد أنها النتيجة


قد أثرت عليها على حد علمي فهي لم تتجاوز هذا العام


أم جيهانوعلامات الاستفهام بادية عليها: من قال ذلك


إنها ناجحة ولله الحمد بل حصلت على الامتياز مع مرتبة الشرف


باسم وكأن أحدهم صعقه بعصا الشرطة الكهربائية:


كيف! ماذا تقولي ؟ نجحت ثم تذكر ما قاله فارس في الصباح


إذا فأنت لم تكذب فيما أخبرتني به , كلا لا يجب


أن يزعزع أحد ثقتي بصغيرتي يجب أن أتريث


قبل أن أحكم عليها


كان يتحدث بصوت عالي دون أ ينتبه مما أثار فضول


أم جيهان لتفك طلاسم عباراته وأردفت:


من فارس هل هو ذلك الشاب الوسيم الذي قدم هذا الصباح


باسم والغضب في صوته: نعم و الآن يا أم جيهان أستعدي


لتذهبي للمنزل سيصطحبك سمير سكرتيري الخاص للمنزل


حتى تعدي لنا طعام الغداء أنا و جوري فبعد أن تستيقظ


سأحضرها معي


أم جيهان وهي معارضة: كلا لن أترك جوري وحدها معك


باسم وزادت حدة صوته : ماذا تقولين معي وحدي


هل تعي ما تقولين ومن أنا ألست عمها أم أنك نسيت


اذهبي فورا للبيت هذا أمر وليس طلب لا أريد


لصغيرتي أن تعود معي للمنزل إلا إذا كانت الأوضاع جاهزة لراحتها


ولا تنسي ترتيب غرفتها وتهويتها حتى يتجدد النشاط بها


أم جيهان والغضب من تصرف باسم باديا عليها: حاضر سيدي


غادرت أم جيهان وبقي هو معها أنى له أ يتركها وهي


على هذه الحال حتى وإن تمادت في جرحه وتعذيبه


فالقلب لا يستطيع أن يعاقب من ملكت روحه


.................................................. ..........................


استيقظت وكما توقعت أو أرادت أن تتوقع كان جالسا


إلى جانبها ويده تمسح جبينها بخفة وهدوء


جوري وهي تحاول النهوض لتجلس مما جعل باسم يقف


ويسندها حتى تستطيع الجلوس مما جعله يتوتر من قربها منه وملامسة


خصرها أثناء رفعها لتعتدل في الجلوس


جوري: أشكرك على مساعدتي أثقلت عليك


باسم والابتسامة تحاول أن تشق طريقها إليه :


لم تثقلي علي ولن أتضايق أبدا من مساعدتك في أي لحظة


أو يوم مهما كان حجم احتياجك


أخجلت عبارات باسم صغيرته واكتفت بابتسامة مصطنعة


.................................................. ...................


عادوا للمنزل وكل منهم يحمل في قلبه


آهات وآلام و كان الصمت سيد الموقف أثناء جلوسهم أمام


مائدة الطعام


أم جيهان محاولة منها أن تكسر الصمت :


أريد أن أسألك سيدي عن سبب قدوم ذلك الفتى الوسيم إلى هنا


باسم وهو يعقد حاجبيه: لم يكن السبب مهما فقط أراد مني خدمة


لم يكن بمقدوري إعطاؤه إياها


قامت جوري من مكانها اعتراضا على تصرف باسم


لحق بها هو الآخر علها تتحدث معه عن ما سمعت من حوار


دار بينه وبين فارس


وقبل أن تغلق الباب أوصده بيده فالتفت إليه مذعورة


واستكملت طريقها لتجلس على السرير وبادرت بخلع


قميصها الطويل الساتر ليديها لأنها شعرت بحرارة الجو


وكانت ترتدي قميص بلون أحمر قاني عاري الكتفين ويوضح فتحة الصدر


والسلسال المتدلي على صدرها مما أثار باسم ووقف مشدوها إليها دون


أن ينطق فقد نسي المسكين ما كان يريد


جوري وقد ملت من شروده وصمته: حسنا ماذا تريد يا..... وأكملت يا عمي


باسم وأخيرا أفاق من حالة السرحان: ها... ماذا!... كنت أريد ثم ضحك لا إراديا


وأضاف صدقيني نسيت ما أتيت لأجله


وكيف له ألا ينسى والفتاة التي أمامه تكون زوجته أي حلاله


وهو لا يستطيع الاقتراب منها أو التفكير حتى بها


مهما كانت بالنسبة له فهو لن يخل بعهد عبد الغفار رحمه الله


وقال محدثا نفسه:


آخ يا شقيقي لقد أوكلت إلي مهمة من أصعب


المهام أتمنى من الله أن أبقى ثابتا على عهدي فهذه الصغيرة


لا تترك لي المجال بتنفيذ رغبتك لكن سأحاول أن أتجاهل مشاعري


اتجاهها قدر المستطاع


وأخيرا نطق قائلا: لقد أتيت لأعرف ماذا سمعت من الحوار


بيني وبين فارس


جوري : لقد سمعت كل شيء


باسم : كل شيء يعني من البداية لكني عندما خرجت لأحضر المستندات


التي تربطني بك لم تكوني موجودة


جوري: أي مستندات أنا قدمت حينما سمعت صراخك بدأ يعلو


وخفت أن يكون حدث شيء ما


باسم وهو يتدارك نفسه: المستندات ليست مهمة


لكن لماذا كنت تبكي حينما فتح الباب؟


جوري وهي تتذكر ما سمعت: لقد سمعتك تقول له


أنك رافض لطلبه وهو التقدم لخطبتي دون مبرر


وهو كان يبدو عليه أنه يتوسل وأنت بدورك قسوت عليه دون


أن تترك له المجال أن يفهم السبب ويبدو أنك كنت تهدده


بشيء ما لأني سمعته يقول:


لا تعتقد بأن اتفاقنا يلغي مقابلتي إياك مجددا كلا


وصدقني لن يهنأ لي بال حتى أخبر جوري عن صلتك الحقيقية بها


وليكن معلوم لديك أني لن أقف مكتوف الأيدي وأنا


أشاهدك تدمر إنسانة عزيزة على قلبي


وجوري ستكون ملكا لي رغما عنك


ثم حدقت به وهي تسأله : ما هي الصلة التي تربطني بك ؟


ألست ابنة أخيك ؟


هذه هي اللحظة التي كان يخشاها باسم لقد نجح فارس


بإخبار جوري عن الحقيقة التي كان يخبأها طول هذه السنين


بالرغم من أنه غير موجود لكن استماع جوري لجملته دون قصد منها


طبعا فهي لم تكن تقصد التجسس عليهم بل كانت تريد للاطمئنان على


باسم فهي لم تسمعه من قبل رافعا صوته فقد كان يتميز بالهدوء والحلم


باسم والحيرة والقلق والخوف من المستقبل ألجم لسانه عن الحديث


قبل أن يستجمع قواه ليخبرها بالحقيقة عل مهل دون أن يفزعها


فأردف: صغيرتي جوري لقد أخفيت عنك سر علاقتنا


لسنين عدة حتى تكوني مستعدة لسماع الحقيقة وقادرة على استيعاب


علاقتي بك أنا أكون بالنسبة لك .......................


في هذه اللحظة قاطعته أم جيهان بقولها:


انتظر يا باسم أنا من سيقول الحقيقة أنت يا جوري ..................




انتهى البارت


.................................................. .....................


يا ترى هل ستخبر أم جيهانحقيقة علاقة جوري و باسم؟

وهل ستغفر جوريلباسم أن خبأ عنها الحقيقة طيلة هذه السنين؟

وكيف ستتقبل جوري وضعها الجديد مع باسم؟



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس