عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-13, 06:59 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت السادس عشر






خرج باسم عن الطريق واتجهت سيارة مسرعة نحوه



و اصطدمت به وقذفت به على الجانب الآخر من الطريق



مر شريط حياته أمام عينيه وكأني به يلتقط لحظاته منذ اعتناء


عبد الغفار به إلى اللحظة التي تولى بها مسئولية جوري



وتراءت أمامه تلك الصور الشنيعة وتداخل معها



صوت ضحكات جوري ولهوها وخيل إليه أنه يراها أمامه



بجدائل الطفولة ولحظة تقبيلها وارتجافها بين يديه



وغرق في بركة من الدماء وفقد الوعي على فوره



هرعت إليه جموع المشاة وأصحاب المركبات إليه لإنقاذه







.................................................. .............



في المنزل


............................................




كانت جوري تجهز فراش نومها حينما دخلت عليها أم جيهان



مبتسمة تسألها إن كانت بحاجة لمساعدة لكنها شكرتها بدورها



وقبل أن تغادر أم جيهان الغرفة استوقفتها جوري بسؤال:



أمي هل لي أن أسألك سؤالا شخصيا ؟



أم جيهان والابتسامة لم تفارقها بعد:



طبعا حبيبتي



جوري وهي مترددة :



ما رأيك في الحب



أم جيهان وكأنها فهمت ما ترمي إليه جوري :



جوري حبيبتي



الحب أجمل شيء في الوجود ولولاه


لما استشعر بنو آدم طعما لعيشهم ولكنه أيضا



يكون قاسيا جدا حينما يكون من طرف واحد


والطرف الآخر لا يدري أو لا يقدر شعور الآخرين


ثم نزلت دمعة من مقلتي أم جيهان رغما عنها



فقد تذكرت ما كان يقاسي باسم من صغيرته جوري



التي اكتفت بمراقبة أم جيهان وهي تطلق عبراتها



وكأنها فهمت الرسالة الموجهة إليها



ثم أوت كل منهما إلى فراشها وانقضى الليل بأكمله



دون أن تشعرا بغياب باسم


.................................................







استيقظت كلا من جوري و أم جيهان واتجها للمطبخ



لتناول إفطارهما ولكن كان ينقصهما شيء



لا يمكن أن يكتمل إفطارهما دونه



باسم أين هو لماذا تأخر في النهوض ؟



كان هذا سؤال أم جيهان لجوري الصامتة فاكتفت بهز كتفيها



مستفهمة مثلها , توجهت أم جيهان ممن فورها لغرفة



باسم وطرقت الباب عدة طرقات دون أن تجد إجابة



عادت للمطبخ لتخبر جوري بأنه لم يرد عليها



لكنها أجابتها بلا مبالاة :



لماذا لم تدخلي لتتأكدي من وجوده



أم جيهان : كيف أدخل عليه لا يجوز لي أن أقطع خلوته



ثم أعطت جوري ظهرها وأردفت :



ليس لي الحق أما أنت بلى



وكأنها تقصد جوري وعلاقتها بباسم



سرت قشعريره بجوري حينما تذكرت أنها زوجته



وهي الوحيدة التي يحق لها أن تقطع خلوته



وكأن أم جيهان تذكرها بحقوقه عليها



رفضت جوري طلب أم جيهان وقالت :



لا بد أنه خرج باكرا



أم جيهان : ليس من عادته أن يغادرنا في مثل هذا الوقت


كانت جوري قلقة جدا على باسم لكنها لم تبد ذلك لأم جيهان



فمشاعرها ما زالت مضطربة بين باسم وحقوقه عليها



وبين حبها فارس وتذكرت تلك الصور وتساءلت



يا ترى من أرسلها هل من الممكن أن يكون فارس



كلا إنه ليس بوغد ولا يمكن أن يفعل أي شيء يضرني ؟



لا بد من أنه وسيم هو الوحيد المستفيد من ذلك



وباسم أين هو من هذه الفوضى أوليس من اعتنى بي كل هذه السنين



ولو لم يكن يحبني لما احتمل كل هذه السنين بعيدا عني


آخ رأسي يؤلمني من هذه المتاهة



لم أعد أحتمل هذا كثير علي



ثم انتقلت ببصرها لأم جيهان التي كانت كما



يبدو عليها منشغلة البال على باسم وتحدث نفسها

عن الأماكن التي يمكن أن يتواجد بها باسم



ثم أضافت : جوري هل تعتقدين أن باسم



جاءه اتصال هذا الصباح وكان سببا في تغيبه



جوري وبدا التوتر عليها قليلا:


لا أعرف يا أمي لم أنت منشغلة البال هكذا


لا بد من أنه الآن مع أحد زبائنه ونسينا وأنت هنا


تتحرقين عليه


أم جيهان : أتمنى أن تكوني محقة



مرت ساعات و ساعات وبدأ المساء يخيم بظلمته



على منزل باسم وبدأت المصابيح تضاء في



كل مكان وباسم لم يظهر بعد



أم جيهان والقلق أخذها منها ما أخذ :



جوري لا بد أن نتصرف لقد طال غيابه



نحن ننتظره منذ ساعات لكنه لم يعد حتى الآن



دعينا نبحث عنه

جوري كأن الأمر لا يعنيها :



أين نبحث عنه في هذه المدينة الريفية



نحن لا نعرف حتى خارطتها


على فرض أننا خرجنا للبحث عنه فنحن لا نعرف


أين سنتجه وليس لدينا حتى معلومات عن الأماكن التي يقصدها


فبدل أن نجده سنضيع في طرقاتها و لن



نعرف حتى طريق العودة للبيت


بدأت أم جيهان تفقد أعصابها من جوري :



بدل من أن تهدأي من روعي وتفكري في


طريقة لإيجاده تقفين هناك وبسلبية دون أن تتضامني



مع قلقلي عليه


جوري : ما ذا تريدين مني أن أوافقك الرأي



ونخرج في هذا الظلام باحثين عن إبرة في قشة


هو لم يترك لنا المجال بالسؤال عنه ولا حتى



هاتفه لم يكلف نفسه بالرد عليه فأنت منذ ساعات



تتصلين دون جدوى مما يستفهم منه أنه لا يريد



التحدث معنا , حتى أنه لم يترك لنا رقما آخر لنطمئن عليه



هل رأيت استهتارا أكثر من ذلك



أم جيهان وهي تقف انتباها لجملة جوري الأخيرة :



تذكرت شيئا وقالت:


- كيف لم يخطر ببالي


أن أهاتفه لابد من أنه يعرف مكان باسم


هو الوحيد الذي يستطيع أن يبدد حيرتنا


جوري وعلامات الاستفهام تعلوها :



عمن تتحدثين ؟!



أم جيهان:



عن سمير السكرتير الخاص بباسم


كيف نسيت أنه قام بإعطائي رقمه الخاص



في حال احتجنا لشيء أو حدث له شيء



لا سمح الله فقد كان حريصا وليس كما تدعين



ثم ما لبثت أن وجدت رقم سمير


واتصلت عدة مرات قبل أن يجيب ثم


جاءها رده متأخرا وقبل أن تقفل الخط



سمير: ألو



أم جيهان : الحمد لله أخيرا قمت بالرد



سمير : نعم ماذا هناك يا أم جيهان



أم جيهان وهي متعجبة من معرفته بها



مع أنها المرة الوحيدة التي تتصل به :



أريد أن أسألك عن باسم , هل قابلته اليوم ؟



سمير: كلا منذ الأمس لم نتقابل



أم جيهان وبات وجهها أكثر شحوبا :



ماذا تقول ؟ كيف لم تره منذ الأمس ؟


سمير وكأنه استشف منها غياب باسم فأجابها مضطربا:

أوليس معكم ؟



أم جيهان وبدأت في البكاء :



كلا ليس معنا فمنذ البارحة لم نره ذهب

مغاضبا ولم نشاهده بعدها

سمير والغضب في لهجته :


كيف لم تعلميني بغيابه كل هذه الفترة



مع أن باسم أعطاني رقمك مسبقا



وأوصاني إن احتجتم شيء في غيابه



سوف تتصلي


أم جيهان والبكاء يغلب صوتها:



ساعدني أرجوك كنت أنت أملي الوحيد



في إيجاده والآن بدل من أن تساعدني



تلومني على غيابه



سمير وفي لهجته الإعتذار :



أنا آسف لم أقصد أن ألومك , لكن قدري



قلقي على باسم وأعدك أني سأبحث عنه



الآن ولن يهنأ لي بال حتى أجده



فقط انتظري اتصالي


أم جيهان وهدأ صوتها عن النحيب :



أشكرك على تعاونك وأرجوك لا تتأخر بالرد علي


سمير:

حاضر وأنت أيضا لا تحاولي الاتصال



لأني سأخابرك حين تتوفر لدي المعلومات عنه



أم جيهان : حاضر



كل هذه الفترة التي كانت تتحدث فيها



أم جيهان مع السكرتير كانت جوري



تخط بقلمها على الورقة الموضوعة أمامها


تكتب طلاسم لا يمكن لأحد أن يستشف منها



شيئا وكأنها كانت تحاول أن تخبئ قلقها بتلك الكتابات



مرت ساعات قبل أن يتصل سمير على



أم جيهان وكأنها دهر وهي الأخرى لم تحول


معاودة الاتصال به كما أمرها مسبقا



وأخيرا رن هاتف أم جيهان ردت قبل



أن يكمل نغمته وقالت بتوتر واضح:



تكلم يا سمير هل وجدت باسم ؟



ولماذا لا يرد على اتصالاتنا ؟


ولم غادر هذا الصباح دون أن يخبرنا ؟



وهل كان نائما معنا بالأمس في المنزل ؟



تقاذفت الأسئلة من كل صوب على



سمير الذي بادر بقوله :


مهلا أم جيهان فما أنا فيه لا يحتمل



كل هذه الهجمات بالأسئلة اتركي


المجال لي حتى أستطيع أن أجيبك



أم جيهان وهي تضع يدها على



قلبها فقد جاءها صوت سمير ضعيفا



بالكاد رد عليها وكأنه يصارع عبراته



سمير : أنا ...أنا ....لا أعرف كيف



سأخبرك بما حدث ثم بدأ بالبكاء مما جعل



أم جيهان وقلبها كاد يقف خوفا واضطرابا



: ماذا حدث تكلم أرجوك لا تقتلني أكثر من ذلك



سمير: باسم في المستشفى وحالته حرجة للغاية



سقط الهاتف النقال من يد أم جيهان وشرعت



في نوبة هسترية من البكاء



جوري ولم تعد قدماها على حملها :





أم جيهان ماذا حدث ؟



لكنها لم تجب واستمرت بالبكاء



التقطت الهاتف لتتحدث مع سمير لكن أقفل الخط



مرت لحظات قبل أن تنطق أم جيهان جملتها التي وقعت



كالصاعقة عليها وانضمت هي الأخرى لصف أم جيهان







.................................................. ...........





يتبع.....





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 14-12-13 الساعة 02:40 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس