عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-13, 07:00 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


تابع......


لم تستطع جوري أن تنام في تلك الليلة الرهيبة

فقد شعرت بالفراغ من تغيبه بالرغم من أنها في

الآونة الأخيرة لم تعد تجلس معه كثيراً

ورغم أنها لم تتشارك معه الغرفة حتى إلا أنها

كانت تشعر بوجوده قربها رغم الجدران التي تفصلهما

إلا أن حرارة جسده كانت تنبعث خلف الأبواب

فتشعرها بالأمان الآن أدركت أنها كانت مخطأة في تقديرها

له وما كان يحاول أن يفعله لها كل هذه السنوات المضنية

لكن مهلا أليس هو نفس الشخص الذي تسبب في

تحطيمي وسبني دون مراعاة لشعوري

واتهمني بأبشع الاتهامات

مهلا هو لم يفعل ذلك من فراغ بل لما رآه

وهل لعاقل أن يصدق الكلام ويكذب عيناه

آه لم أعد أفهم شيئا من مشاعري المتناقضة

هل أنا أحبه فعلا لذلك أختلق له الأعذار

أم أني أكرهه ولا أريد أن أراه

توجهت بعدها إلى غرفته

والهواجس ما زالت تطاردها من مكان إلى مكان

هل سينجو باسم من الحادث

وإذا نجا واسترد عافيته وعاد للمنزل

وهذا ما أتمناه هل سيعاملني بجفاء

وهل سينسى ما شاهده من صور فاضحة لي

وكيف سأستقبله على أي أساس

الزوجة أم ابنة الأخ الذي رعاه

ثم تقدمت من سريره وتلمست غطائه

الذي يلتحف به باحثة عن الأمان واستذكرت قصيدة

لنزار القباني وكأني به يصف حالها:

ماذا أقول له لو جاء يسألني..

إن كنت أكرهه أو كنت أهواه ؟

ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه

تلملم الليل عن شعري وترعاه ؟

وكيف أسمح أن يدنو بمقعده ؟

وأن تنام على خصري ذراعاه ؟

غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله

ونطعم النار أحلى ما كتبناه

حبيبتي ! هل أنا حقا حبيبته ؟

وهل أصدق بعد الهجر دعواه ؟

أما انتهت من سنين قصتي معه؟

ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟

أما كسرنا كؤوس الحب من زمن

فكيف نبكي على كأس كسرناه ؟

رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني

فكيف أنجو من الأشياء رباه؟

هنا جريدته في الركن مهملة

هنا كتاب معا .. كنا قرأناه

على المقاعد بعض من سجائره

وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..

ما لي أحدق في المرآة .. أسألها

بأي ثوب من الأثواب ألقاه

أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟

وكيف أكره من في الجفن سكناه؟

وكيف أهرب منه؟ إنه قدري

هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟

أحبه .. لست أدري ما أحب به

حتى خطاياه ما عادت خطاياه

الحب في الأرض . بعض من تخلينا

لو لم نجده عليها .. لاخترعناه

ماذا أقول له لو جاء يسألني

إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..


.................................................. .................................................. ....





استيقظت جوري على أشعة الشمس تتسلل

إلى غرفتها بل تذكرت غرفة باسم فقد

نامت فيها دون أن تشعر وخدها الأسيل

مازال مبللا من أثر البكاء نهضت

مسرعة وتوجهت إلى غرفة أم جيهان فوجدتها

قد استيقظت هي الأخرى وقالت لها:

هل نذهب الآن ؟

لقد اتصل سمير

قبل قليل وأخبرني أنه سيصطحبنا معه لباسم

جوري: أنا جاهزة لنذهب الآن

أم جيهان وقد لاحظت أن جوري ما زالت بملابس النوم

أم جيهان : هل ستذهبين معي هكذا

نظرت جوري لنفسها وانتبهت إلى حالها

وقالت وهي نغادر مسرعة :

سأكون جاهزة بعد قليل

مرت ساعة قبل أن يصلوا إلى المستشفى الذي

يرقد به باسم , كانت الغرفة كئيبة يخيم عليها

جو الحزن والأسى

كان هناك

راقدا على السرير لا حراك به جثة هامدة

وبضع الأجهزة والأسلاك تحيط به

كما تحيط الأشواك بسور المنازل المهجورة

كما هجره الإحساس في ذلك الحين

كانت جوري تطل على باسم خلف زجاج النافذة

وعبراتها لم تتوقف لحظة عن السقوط

ولم تسمح لها حتى بهدنة لتستجمع ما تبقى

من قوتها وكيانها

ثم التفتت إلى أم جيهان وقالت بكل استهتار:

نحن نبحث عنه وهو يرقد هنا بسلام هل

اطمأنت نفسك عليه وهدأ بالك هيا لنعد

فأنا لم أنم منذ البارحة بسبب إزعاجك لي

أم جيهان وأنفاسها كالتنين إذا غضب:

ها... أنت كيف تتحدثين وكأن أمره لا يعنيك

لا أعرف كيف تستطيعين أن تتحكمي بأعصابك

في مثل هذه الظروف كم أنت قاسية على باسم

كيف لك ألا تقلقي عليه

وهو من اعتنى بك كل هذه السنين دون

حتى أن يطلب مقابلا لذلك

كيف لك ألا تقلقي عليه

وقد ضحى لأجلك بالكثير

كم أنت جائرة

للمعروف ناكرة

بلا قلب أو حتى أدنى مشاعر

جوري مستنكرة :

يكفي تجريح يا أمي لم هذه القسوة

مهلا فلم أعد أحتمل توبيخك أكثر

فقد اندهشت من تصرف أم جيهان

لم تتكلم معها هكذا مسبقا مما يدل أنها وصلت

لحد لا نهاية له من القلق على باسم

وإظهاري لعدم الاهتمام بباسم هو ما جعلها تعاتبني هكذا

وجلست تعاقب نفسها وتعقب على كلام

أم جيهان بعد أن غادرتها تاركة إياها

في حيرتها وآلامها

هل أنا بالفعل قاسية على باسم ولا قلب لي ؟

شعرت بيد تمتد إليها وتحتضنها بكل ما أوتيت

من قوة فالتفت لتجده أم جيهان وقد أعياها النحيب

وكأنها تطلب بذلك العفو والسماح من هجومها على صغيرتها

فقد كانت الصدمة قوية عليهما ولم تحتمل

برودة جوري في ردة فعلها

وكلامها الذي بدا كالهذيان

ما لبثت أم جيهان من تدارك نفسها

بما فعلته بجوري وكم كان قاسيا

الكلام الذي ألقته على مسمعها

لكنها أدركت أنها كانت في أشد حالات الصدمة

استمرت كلتاهما بالبكاء فترة من الزمان حتى

حضرت إليهم الممرضة وأخبرتهم بانتهاء وقت الزيارة

وما لبثوا أن توجهوا لسمير الواقف ليس ببعيد عن

غرفة الإنعاش ليستفسروا عما حدث

ولعلهم يجدوا الجواب الشافي عن حالته

وكونه سيعود للحياة مجددا

أم جيهان : أخبرني ماذا أصابه ؟

ولم يرقد في هذه الغرفة المخصصة للحالات الحرجة ؟

هل وضعه خطير أم أنهم يريدوا الاطمئنان عليه

وملاحظته خلال اليوم ؟

لماذا لا يشعر بوجودنا ؟

كانت توجه أسألتها لسمير وكأنه الطبيب المشرف

على حالته وأجابها هو الآخر:

لا أعلم صدقيني فأنا هنا منذ البارحة

ولم أجد الإجابة على هذه التساؤلات بعد

وبعد لحظة خرج الطبيب المشرف على حالة

باسم إليهم وأخبرهم بالآتي :

المريض في حالة حرجة فقد تعرض لحادث

كما يبدو فظيع فارتطام رأسه برصيف الشارع

تسبب له بنزيف حاد في دماغه مما ترتب عليه

فقدانه الكامل للوعي فهو في غيبوبة لا نعلم

متى سيستفيق منها ربما شهر أو أكثر

أو يمكنها أن تمتد لأعوام لا ندري

و قد لا يستفيق أبدا وفي تلك الحالة سنعلن

وفاته بسكتة دماغية

لم يتم الطبيب جملته حتى جائته الممرضة

تستدعيه لغرفة باسم بأقصى سرعة لأنه ........

....................

انتهى البارت
..........................................


متى سيستيقظ باسم ؟

وهل سينجو أم أنه سيفارق الحياة ؟

وجوري كيف ستعيش حياتها دون باسم ؟




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 14-12-13 الساعة 02:22 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس