عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-13, 08:23 PM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الثامن والعشرون


وصل باسم للمطار خلال ساعة من مكالمته مع

سمير وقبل أن يغادر أوصى أم جيهان بمتابعة

جوري وعدم تركها في أي لحظة ولم يخبرها

بسفره لأنه سمير كما وعده حجز له تذكرة عودة

خلال ثلاث ساعات من وصوله ولم يفهم

باسم ما يقصده سكرتيره بهذه الحركة لكنه

كان يثق به ثقة عمياء ولم يشكك أبدا في نزاهته

مع أنه بالسابق قام بخيانته لكنه عفا عنه ونسي

...................................

لم يمضي على وصوله سوى ساعة فقط حتى

ذهب للمقهى الذي ترك عنوانه مع التذكرة التي استلمها

من المطار وتوجه مباشرة إلى الموقع المنشود

وصل ليجد صديق عمره يجلس بانتظاره بالقرب

من إحدى الطاولات بالمقهى

تبادلا العناق والتحية وأشار إليه ليجلس وبدءا

الحوار التالي :

باسم باستفهام:

هل من الممكن أن أعرف لماذا ...

قاطعه سمير بقوله :

سيدي أنا لا أعرف كيف أشرح لك

ما حدث صدقني لم أجد حل سوى هذا الحل حتى

أخبرك

ثم صمت قليلا وأضاف :

سيدي صدقني أنا مجبر لم أكن أقصد أن

أزعجك بهمومي في إجازتك لكن شقيقي

هو من اضطرني لفعل ذلك والظروف المادية

والاقتصادية أجبرتني وأرجوك لا تلمني

أريدك أن تتصل الآن بأم جيهان وتخبرها

بأني سأصطحبها مع جوري لمنزلهم في

المدينة الريفية

باسم باستغراب :

لكن ما دخل جوري و مربيتها بموضوع

شقيقك المد..... ولم يكمل

تابع سمير حديثه:

قلها أنه مدمن لا تتوقف عند هذا الحد

باسم بندم :

لم أقصد أنا آسف لقد كنت استفسر فقط

سمير بابتسامة مصطنعة:

لا تستعجل على رزقك صديقي

ستعرف الآن لماذا أحضرتك إلى هنا

و ما دخل جوري و أم جيهان بموضوع شقيقي

إنها مساومة عزيزي على حياة شقيقي

تسلمني الفتاة والمرأة ويسلموني شقيقي

هل رأيت المعادلة الصعبة

باسم باستغراب شديد:

ماذا تقصد؟

جاءه صوت أنثوي ليجيبه على السؤال :

ألم تفهم بعد يا حبيبي ما أخبرك به سكرتيرك الخاص

التفت إليها ليتأكد من أنها هي لكن غير

معقول كيف لها أن تأتي بعد كل هذه السنين

السيدة:

ألم تتعرف على صوتي بعد أم أنك نسيت

باسم بعدم تصديق :

من مياس !

السيدة :

أما زلت تذكرني اعتقد انك نسيتني

بعد كل هذه السنين

باسم مصعوق مما يشاهده :

ماذا تفعلين هنا وكيف ؟

ألم تموتي تلك الليلة في المستشفى

أنا متأكد لقد أخبرني الطبيب أنك

لفظت آخر أنفاسك وحدد توقيت وفاتك

السيدة :

لكنك لم تنتظر حتى يصل أهلي

ليستلموا جثماني وفضلت الهروب

بمجرد إعلان الطبيب وفاتي

باسم بارتباك واضح:

لكن والدك أحمد اتصل بي ليهددني

بعد وفاتك بفترة بسيطة أنه سينتقم مني

آخ ثم أمسك برأسه وأضاف:

كيف لم أنتبه وأنت يا صديقي العزيز

أما زالت دماء إنكار المعروف تجري

بعروقك الخائنة

سمير وهو يبتسم ابتسامة النصر:

ومن قال لك أن تثق بي مجددا

لقد استدرجتك فقط حتى أتمم انتقامي منك

السيدة :

والآن يا باسم أخبر سمير بمكان

جوري والخادمة لأنه سوف

يتم التحفظ عليهم حتى توقع أوراق

التوكيل الذي سوف تكتبه لحازم

وبعدها ستطلق جوري حتى يتمكن فارس من الزواج

بها لأني اعتقد أنهم مغرمين ببعض منذ زمن

لكنك فرقت بينهم بأنانيتك وجشعك

باسم بحنق :

كلا الموت أهون علي من أن أسلمكم

فلسا واحدا من أموال صغيرتي

وفارس لن يلمس شعرة واحدة منها

إلا في أحلامه الوقحة

تدخل سمير ليقول :

بل سوف تنفذ ما يقولون ودون نقاش

ولا تخف سوف نزوجك بمياس

حبيبتك السابقة فهي لم تتزوج بعد

والمسرحية التي مثلت عليك ليس لها أساس

من الصحة فهي ما زالت بنت لم يلمسها

حازم أبدا بل مثلت عليك الدور

لأنها كانت مجبرة وهي الآن مجبرة أيضا

فوالدها تحت رحمة عادل وأفراد عائلتهم

إن لم تنفذ ما يشاءون فسوف

يتم اغتيال والدها هل رأيت

يا صديقي العزيز أننا عادلون

التفت باسم لمياس الواقفة أمامه ولمح دمعة حزينة

سقطت من مقلتيها فقال والدهشة تعتريه:

أخبريني يا مياس هل ما يقوله سمير صدق

لم تجبه بل استمرت بالنحيب مما جعله

يقترب منها ويمسك بذراعيها ويهزها بقوة

و أردف :

اخبريني الحقيقة يا مياس

مياس بيأس وحزن :

نعم كل ما أخبرك به صحيح

لكن فات الأوان الآن ولم يعد هناك مجال للتراجع

باسم بتوتر :

ماذا تعني بأن الوقت فات .....ولم يكمل

جملته حتى ضربه سمير على رأسه

وأوقعه صريعا

...................................

مرت خمس ساعات على أم جيهان و جوري

وسيد المنزل لم يعد بعد فاضطرت أم جيهان

لأن تتصل بباسم عدت مرات على هاتفه النقال

لكن دون جدوى فقد كان مغلق مما اضطرها

للتصل بسكرتيره سمير وتخبره بغياب باسم

سمير بدهشة مصطنعة :

ماذا مالذي تقولينه أين ذهب باسم

ألا تعلمين اين أتجه

أم جيهان ببكاء واضح :

كلا ياسيدي أخشى أن يكون أصابه مكروه

ففي المرة السابقة دخل غيبوبة

أما هذه المرة لا نعلم إن كان سيعود حيا

وازداد بكاءها مما اضطر

سمير لأن يصرخ بوجهها قائلا :

كلا لن يحدث شيء لصديقي العزيز

وسوف أجده في القريب العاجل وأنا بنفسي

................

انقطع الاتصال لأنه كما يبدو أن هاتف

سمير انتهى الشحن به

عاودتأم جيهان الاتصال مرات عدة بسمير

لكن دون جدوى فجلست تبكي مطولا

حتى دخلت عليها جوري وهي بدون وعي تقريبا

وقالت وهي تضحك وتترنح :

ماذا حل بك لماذا تبكي هكذا

أم جيهان ولم يعد بها روح للقتال بعد مع إدمان جوري

لقد سئمت منها ومن عدم مبالاتها واستهتارها فقالت

بحنق وهي توجه لها إصبع الاتهام :

انت السبب لولا إدمانك لما فقدنا

باسم

ثم أمسكت بيد جوري بشدة وأضافت:

أقسم بالله يا جوري لو فقدنا باسم

لن أسامحك أبدا ولسوف تندمي طيلة عمرك

وأطلقت ذراعها وتركتها في ترنحها

وغيبوبتها عن الحياة

......................

مضى الليل بأكمله على منزل باسم

وجوري و أم جيهان لوحدهم دون أن

يعرفوا شيئا عن باسم

......................................


في الصباح اليوم التالي

طرق أحدهم باب جوري بخفة ليوقظها :

جوري بتثاقل:

من الطارق

الطارق :

أنا أم جيهانهل استيقظت هيا افتحي الباب

لم توصدينه هكذا عليك

جوري بملل:

حاضر انتظري دقيقة

وفتحت الباب لتجد أم جيهان تلبس

استعدادا للخروج

فنظرت إليها بإستغراب وسألتها:

إلى أين يا أم جيهان

أم جيهان بمرارة:

أين اختفت أمي أم أن تلك المادة اللعينة

جعلتك تنسي علاقتنا

جوري بعدم مبالاة :

ماذا تريدين فأنا لست بمزاج جيد لتلقي محاضراتك

عن القرابة والعائلة

سحبت أم جيهان يد جوري ودفعتها

للداخل وأردفت :

وأنا ليس لدي الوقت لأحاضرك

هيا سأساعدك لتجهزي للخروج

جوري بعدم استيعاب :

إلى أين في هذا الصباح

أم جيهان بغيظ واستهزاء:

الحمد لله أنك تميزين الصباح من المساء

هيا ليس لدينا الوقت لقد جاء سمير

ليصحبنا معه لمنزلنا في القرية

الريفية

جوري بعدم اكتراث :

وأين باسم لماذا يصطحبنا هو

أم جيهان بملل :

لأنه أخبرني أن باسم اضطر للسفر

لإحدى المدن المجاورة فأحد أصدقاءه

تعرض لحادث شنيع لذلك اضطر لأن يغادرنا

في تلك الظروف الغامضة

جوري باستفهام:

ولماذا لم يخبر سمير بذلك البارحة

أم جيهان بتأفف :

لا أعلم فقط هيا ولا تضيعي الوقت

استعدت كلتاهما واصطحبهما سمير للمطار

........................


في غرفة مظلمة وضيقة يعلوها

تراب الخوف ويملؤها أثاث الوحشة

استيقظ باسم ورأسه يؤلمه من الضربة بالأمس

حاول أن ينهض لكن هيهات ويداه موثقتين بالحبال

صرخ باسم بأعلى صوته لكن دون فائدة

وظل يحاول مرارا أن يفك قيده لكن دون جدوى

فاستسلم أخيرا وجلس ينتظر لعل الفرج

يأتي قريبا

مرت ساعات قبل أن يفتح باب الغرفة الموحشة

ودخل شخصان لم تكن ملامحهما واضحة

لباسم من شدة العتمة فطلق أحدهم

تصفيقا حارا موجها حرارته لباسم

وكأنه فاز بأحد الميداليات في سباق ما

تطلع باسم بدوره لصاحب تلك التحية المشجعة وقال:

من أنت وماذا تريد مني وأين أنا

الرجل :

على رسلك رويدا رويدا حتى أستطيع

أن أجيبك على أحد أسئلتك

أولا أنا خطيب جوري وزوجها المستقبلي

ثانيا أريد منك أن توقع على هذه الأوراق

ثالثا أنت في مكان بعيد عن الأمان

في مكان يخشى الأسد وأقوى وحوش الغابة

أن ينتموا إليه

باسم بغضب شديد:

ما الذي تهذي به !

جوري لن تكون لك

والأوراق تحلم أن أوقعها لك

أما المكان فأنا لا أخشى وحشته أبدا

الرجل الآخر:

لا شجاع جدا كيف تمتلك كل هذه

القوة لو أني بموقعك لتنازلت عن جوري

ووقعت الأوراق وأخذت مبلغا أعيش منه

ما تبقى من حياتي أما المكان أنا

لا أنصحك أبدا أن تبقى فيه لأنه مليء

بالحيوانات السامة ومن حظك أنها

لا زالت نائمة في وكرها وإلا

لاضطررنا لنقلك لأقرب مشفى لإنقاذك من سمها

هذا إن لحقنا بك في الوقت المناسب

باسم بعزم وثقة وقوة:

أنا لا أخشى مما تقوله شيئا ولو كنت

فعلا تريد قتلي فافعل

ثم أطلق ضحكة استهزاء وأضاف:

لكن لا أظن أتعرفون لماذا ؟

ثم صمت ونظر إليهم بتحدي قائلا:

لأنكم تخشون على أملاك صغيرتي

فلو تم اغتيالي كيف لكم أن

تحصلوا على ما تريدون

الرجل الأول :

يكفي باسم تلاعبا بنا لقد انتظرنا

سنين عدة حتى تقع في قبضتنا

وخططنا كل هذه الفترة وبتسلسل متقن

بدءا من موت حبيبتك السابقة

ثم التفت إلى الآخر وقال باستفهام:

ماذا كانت تدعى ؟

الآخر باستفزاز :

مياس

ثم أكمل الأول حديثه :

نعم مياس وموتها المزعوم فقد كان في صالحنا

وتوصلا لعم سعيد الذي ادعى أنه والد جوري

ووصولا بالحادث الذي أصابك لقد كنا خلفه هو الآخر

كما تمكنا من إيقاع صغيرتك المدللة

في شراك المخدرات دون علمها

بهت باسم من آخر معلومتين لفظ بها ذلك الغريب

فقال مستفسرا :

ماذا !

هل أنتم وراء الحادث وإدمان جوري

الرجل الآخر بتأكيد:

نعم لا تدعوه حادثا فقد كان متعمدا

لكنك نجوت منه بأعجوبة فاضطررنا

لأن نرسل لك سعيد ليمثل الدور وأنت

ببلاهتك صدقته بإدعائه ولولا سكرتيرك الخاص

لما تم إقناعك أيها المتحاذق

أما عن إدمان صغيرتك للمخدر

فقد كانت تتناوله مع العصير في الافطار
في منزل والدها المزعوم


والآن بعد أن علمت بأننا كنا السبب

لماذا لا تستسلم فأنت أصبحت الآن تدرك

مدى خطورتنا فلأفضل لك أن تنصاع

لأوامرنا

باسم بغضب وكره لمن حوله :

كلا لن أستسلم لكم مهما يكن

والأحداث التي ذكرتها لا تخيفني أبدا

مياس وأمرها لا يعنيني مطلقا

وسعيد لن أتركه يهرب بفعلته أبدا

أما سمير الكلب سوف أتصرف معه

بمعرفتي حينما أخرج من هنا

ضحك الاثنان على ثقته الزائدة وقال

أحدهم :

لم أتوقع أبدا بأنك بهذه الشجاعة والثقة

لقد ..........

قاطعه صوت ثالث بقوله :

ها أنتما ماذا تفعلان هنا

لقد أضعتما الكثير من الوقت

وأنت يا باسم كفاك غرور وثقة وهيا

نفذ ما طلب منك دون استعراض

عضلاتك علينا أسرع قبل أن يحين

موعد حقنة جوري فهي الآن قد بدأت

تحك جسدها طلبا للمادة فلا تضيع وقتنا

صرخ باسم بوجه الرجل الأخير قائلا:

إياك أن تلمسها بيديك القذرتين

وتهديداتك أنت وأبناءك لا تخيفني

هيا فك قيدي و واجهني إن كنت رجلا بالفعل

ضحك عادل من موقف باسم البطولي وقال:

أنت لم تتغير منذ سنين مضت ما زلت

متمسكا بمبادئك الواهنة تخلى عنها لكي

تحيا ما تبقى من عمرك

باسم وهو يشدد على كلماته :

كما أنك لم تتغير وما زلت متمسكا

بحقارتك وطعن الغير بخنجر الغدر

لم يتم عبارته حتى تلقى ضربة

قوية من قدم حازم على معدته مما جعلت

باسم يسقط على وجهه متألما وسيل

من الدماء يكتسح أنفه وقال:

اصمت أنت هو الحقير أنا لا أسمح لك بأن تتعدى

حدودك مع والدي

وأراد أن يلقنه ضربة أخرى لولا

تدخل فارس وأمسكه من خصره وسحبه

في اللحظة الأخيرة وقال بتعنيف:

ماذا تفعل أيها الأحمق هل تريد أن نفقده

وبذلك نفقد ثروتنا ومجهودنا طيلة هذه السنين

تراجع حازم عما كان سيفعله وأضاف :

صدقت بذلك وأيضا حتى يسلمك عروسك

فهو من يمتلك الصلاحية في تزويجها لك

ضحك فارس قائلا : صدقت

بينما كان باسم يكتم غيظه منهما وألمه فقال متشجعا:

ها أنت ذا قلت أنكم تحتاجون لوجودي

لكن لن أفعل ما تصبون إليه إلا بشرط

فكما أن لكم مصلحة عندي وتحتاجون عوني

فأنا كذلك أحتاج جسدي وبكامل أطرافه

والآن خلصوني من تلك القيود

وافق عادل وابنيه على ذلك وتم

أخيرا فك قيد باسم واتفق الأطراف

أن تتم الصفقة كالآتي :

أن يوقع باسم على وثيقة تخول عادل

أن يمتلك حقوق جوري وبالكامل

بينما يتنازل باسم عن وكالته لحازم

ويتم فسخ عقد جوري من باسم

ويكتب عقد جديد بموجبه يزوج فارس من جوري

في مقابل أن يسلم باسم تلك المادة اللعينة

حتى يستطيع بدوره أن يلقن جوري

جرعاتها حتى يستكمل علاجها

وافق باسم وتحت ضغوط من عائلة عادل

وأخيرا كتب ثروة جوري لعادل

وتنازل عن وكالة شركة جوري وأملاكها لحازم

ولكنه توقف قبل أن يوقع قسيمة طلاقه

من جوري وسألهم مترجيا :

أرجوكم دعو أمر الطلاق حينما تشفى

صغيرتي وقتها أنا بنفسي من سيزوجك بها يا فارس

رفض فارس وصمم على طلبه

لكن باسم قام بحركة لم يتوقعها

لا فارس ولا عائلته فقد وقع تحت قدمي فارس

باكيا مسترحما وقبل قدميه وقال بصوت

تخنقه العبرة :

أرجوك سيدي أنا لا أريد

منك سوى أن تعطيني فرصة

لأعتني بها حتى تتماثل للشفاء فأنت لا يخلصك أن

تبقى مدمنة وأنا أعدك بعدما تشفى

سوف أقوم بنفسي ب.....

ولم يكمل عبارته لأن العبرة خانته و تقطع صوته بالبكاء وقال

والحرقة والذل والظلم يترجم عباراته :

تسليمها لك عروسا

ضحك فارس من فعلة باسم وقال وهو يرفس

بقدمه وجه باسم:

ألم أقل لك مسبقا أنك سوف تندم

وأنت بنفسك سوف تطلب مني أن أتزوجها

ثم أكمل ضحكته المعلنة لانتصاره وأضاف:

وأخيرا قمت بإذلالك أيها الوضيع حتى لا تتطاول

بعد ذلك على أسيادك

قام باسم من مكانه والخيبة والحسرة تعلوه

وتكالبت عليه الآلآم من كل ناحية

من جهة أعداءه فقد ذاق منهم اليوم

ما يكفي لإذلاله طيلة حياته

وألم خيانة صديقه المقرب للمرة الثانية

وألم الضرب الذي تلقاه من حازم و فارس

أطلق زفرة حارقة وهو في طريقه

لمنزله الذي ترك به أم جيهان و جوري

فقد أخذ عهدا وموثقا من عديمي الضمير

بأنهم سوف يعيدوهم بالسلامة لمنزلهم

فما كان منه إلا أن يصدقهم لأنه لم يمتثل

لمطلبهم الأخير في تزويج حبيبته وحياته

و شريكة عمره لذلك الفاجر

............................................


عاد للمنزل والإعياء والتعب أخذ منه ما أخذ

دخل إلى غرفتها وتحسس فراشها

بيديه الداميتين وقال بحرقة وهو يتذكر أبيات لنزار قباني:

مبللٌ.. مبللٌ

قلبي ، كمنديل سفر

كطائرٍ..

ظل قروناً ضائعاً تحت المطر..

زجاجةٌ..

تدفعها الأمواج في بحر القدر

سفينةٌ مثقوبةٌ

تبحث عن خلاصها،

تبحث عن شواطئٍ لا تنتظر..

*

قلبي يا صديقتي!

مدينةٌ مغلقةٌ..

يخاف أن يزورها ضوء القمر

يضجر من ثيابه فيها الضجر..

أعمدةٌ مكسورةٌ

أرصفةٌ مهجورةٌ

يغمرها الثلج وأوراق الشجر..

قبلك يا صغيرتي..

جاءت إلى مدينتي

جحافل الفرس وأفواج التتر

وجاءها أكثر من مغامرٍ..

ثم انتحر..

فحاذري أن تلمسي جدرانها

وحاذري أن تقربي نوافذها

فكل من لامسها..

صار حجر..


ثم استسلم للنوم بثيابه المتسخة

لأن التعب الذي أصابه

رفض إلا أن ينام إلا على هذا النحو

فانصاع له دون مقاومة

وكان هناك أيضا عامل هام

في تلك الغرفة ساعده على النوم

رائحة جسد صغيرته يكفي لأن يمده

بجرعة تريح أعصابه وكأنها أضحت

كالمخدر أو المهدئ ونام ...ونام ....

في انتظار الغد المشرق لعله يكون كذلك

...................................

انتهى البارت

..................................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس