عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-13, 10:38 PM   #37

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الثالث والثلاثون

في الصباح الباكر استيقظ باسم

مجهدا وأخذ حماما باردا ليستعيد نشاطه

فاليوم هو اليوم الذي سيقرر فيه القاضي

الحكم النهائي لقضية حازم وبما أنه أحد

الأطراف المعنية في القضية كان لابد له

أن يحضر ارتدى باسم جينز أزرق

وقميص أبيض ومعطف أسود وحزام أسود

ووضع رشة من عطره الجذاب الساحر

وترك أزراري قميصه لأعلى مفتوحا

فظهر من خلاله الشعيرات بصدره

واسترجع شعره للخلف وقد قام بتشذيبه

بالأمس ورتب لحيته الخفيفة وشاربه

ودخل إلى المطبخ ليتناول فطوره على عجل

دخلت جوري لتشاركهم الإفطار وفوجئت

بمنظر باسم والذي بدا وسيما ومتأنقا على غير عادته

فهو في الفترة الأخيرة لم يهتم بمنظره جيدا

وترك شعره ولحيته تطول وكان دائما يرتدي

ملابس رسمية قاتمة خاصة بالعمل ورجال الأعمال

أما هذا الصباح فقد ظهر وكأنه أصغر عمرا

فتحركت نحو

كرسييها بهدوء وقلبها يخفق بشدة

باسم بهدوء ودون أن ينظر إليها :

صباح الخيرجوري

جوري والكلمات تخرج منها بالصعوبة:

صباح النور

باسم :

هل نمت البارحة جيدا ؟

جوري بصوت منخفض:

نعم الحمد لله

رفع باسم نظره إليها فوجدها تحملق به

ابتسم لها ابتسامة جذابة مما جعلها تتوتر وتخفض بصرها

لاحظ باسم ارتباكها وقال قبل أن يغادر:

أريدك يا جوري بأمر هام بعد

أن أعود من الجلسة والسفر

ثم نظر إليها بنفس النظرة التي نظر

إليها بها ذلك اليوم وأضاف:

قد يستغرق غيابي ساعات مما يتيح

لك الوقت لتتجهزي حين عودتي

ثم ابتسم لها بمكر وأضاف :

أعتقد انك علمت أن علاقتنا مازالت مستمرة

جوري بتوتر واضح:

ماذا تعني !

باسم وهو يقترب منها وبهدوء همس قائلا:

اعتقد انك بت كبيرة لتفهمي ما أريد

وغمز لها وأضاف:

تأكدي من أننا سنكون بمفردنا

وغادر

ترك باسم جوري والخجل يعتريها وجملته الأخيرة تربكها وتقتلها

وقالت محدثة نفسها :

هل من المعقول

أنه.........

كلا...كلا

أنا أتوهم إنه فقط يريد الحديث معي

لكن لماذا بدت كلماته وكأنه يريد مني......

اقشعر بدنها بمجرد تخيله يطلب منها

أن تعطيه حقه

وقالت قبل أن تغادر المطبخ بصوت مسموع :

رغبة جامحة تعتريني منك

آخ أنا لا أستطيع أن ألبي

لك ما تريد فقط لأني ....

ثم صمتت لأنها رأت أم جيهان تحملق بها

مندهشة من تصرفها ومن كلماتها المبهمة

..................................


وصل باسم لقاعة المحكمة وقبل أن يدخل

استوقفه عادل عند الباب وطلب منه

أن يتحدث إليه قبل ابتداء الجلسة وألح

في طلبه فوافق باسم وتطرف معه في

الحديقة المطلة على القاعة وجرى بينهم

هذا الحديث :

عادل:

أشكرك بني لتقبلك طلبي وأنا ممتن لذلك

ابتسم باسم مجاملة وقال:

لا داعي للشكر أدخل في صلب الموضوع

إذا سمحت

عادل بثقة:

طبعا لا يخفى عليك أن الجلسة

اليوم سوف يصدر الحكم النهائي

لكن يمكننا أن نغير مسار القضية

وأنت الوحيد الذي تستطيع أن تفعل ذلك

باسم باستنكار:

وكيف يكون الأمر بيدي فأنا

كما اعتقد لا أعمل في سلك القضاء

ضحك عادل من سخرية باسم وأجاب:

بلى تستطيع بشهادة منك أن المكان

يملكه شخص آخر وأنت اضطررت

للكذب لأنه دفع لك مبلغا محترما لتغير الشهادة

ولا تخف سوف أوقع التنازل عن اتهامك لأبني

والآن وبذلك تضمن حقك

نهض باسم غاضبا و أضاف:

أنا لم أكذب قبلا مع أي شخص أتعامل معه

فما بالك مع القاضي الذي وكل

ليدافع عن حقوق الناس المسلوبة

وأنت تأتي لتطلب مني أن أغير شهادتي

ضد ابنك بكل سهولة يبدو أنك أخطأت الشخص

وقف عادل وأمسك بكتف باسم وأخذ

يهدأ من روعه قليلا وقال:

اجلس أرجوك لقد جعلت الناس ينظرون إلينا

ثم قال بلهجة متوسلة:

أرجوك اجلس ودعني أكمل حديثي وبعد

ذلك لك الحق في أن ترفض أو تقبل عرضي

هدأ باسم قليلا وجلس وهو على أعصابه

عادل بهدوء :

استمع لي جيدا أن لن تضر أي أحد

بشهادتك فالشخص موجود وقد تقبل

أن يحمل التهمة عن ابني فقط

أنت سوف تأكد على كلامه حتى يكون

موقفنا سليما

باسم بامتعاض :

طالما أنك قد وجدت شخصا بائع لضميره

ما دخلي أنا بذلك !

عادل :

أنت تعلم أنك الوحيد الذي سيقنع

هيئة المحلفين في المحكمة بصدق الشهادة

لأنك في الأساس المدعى عليه

في توريط ابني في هذه القضية

ولو أنك شهدت معنا لن تترك مجالا للشك

وسيقلب الحكم بأكمله بينما أننا

لو اكتفينا بالشخص الذي استعنا

به سيشك القاضي أننا قمنا برشوته

وسيتم التحقيق معه وقد يعترف تحت الضغوط

باسم بإصرار :

قد لك مسبقا أنني لن أغير موقفي في القضية

ولن اتهم بريء بهذه القضية لمجرد

أنه باع لكم نفسه وأنا متأكد من أنه

اضطر لذلك تحت ظروفه الصعبة أو ربما

تحت تهديداتكم الصارمة

عادل بحدة:

وابني أليس بريء هو الآخر حتى تضعه في هذا الموقف

باسم ببرود :

كلا ليس بريء ها !

وماذا تسمي شخص كان يمد

صديقي الراحل بالمخدرات حتى يعطيها لجوري

عادل بعدم تصديق:

أنت تكذب ابني يستحيل أن

يتاجر بالمخدرات أو يتعامل مع تجارها

باسم بيقين:

أنا لا أكذب هل تعلم يا عادل أن

خطته كانت أن يجعل جوري تجرب

كل أنواع المخدرات حتى تيأس من الحياة

وبعد ذلك يجبرها على .....

ثم صمت وأضاف:

يكفي أنا لا أريد تشويه سمعة ابنك أكثر من ذلك

عادل بصدمة :

أنت كاذب ..كاذب ... كاذب وليس عندك دليل

باسم بتأكيد :

أنا لا أكذب والدليل موجود عندي

أن ابنك اتفق مع سمير على تحويل المكان

الذي قبض فيه عليه إلى وكر للمخدرات

لكن حازم كان ذكي لأنه رفض أن يوقع

عقد الشراء مع صاحب المستودع بالإيجار

فاضطر سمير لأن يوقع بدلا منه

عادل :

ولماذا يوقع سمير بدل من ابني حازم

ألا يخشى أن يبلغ عنه ويورطه كيف

كانت لديه هذه الثقة بأن حازم لن يورطه

ضحك باسم بألم حينما تذكر صديق عمره

وقال:

لكن لديه ثقة عمياء بصداقتي وأنني
لن أخذله مهما كان وفعل ذلك


لأجل الصداقة ولأجل أن يمحو ما فعله سابقا

عادل بعدم اكتراث:

ولماذا يعرض نفسه وسمعته للخطر

لأجل ماذا !

باسم وقد لمعت عيناه بالدموع لأنه تذكر تضحية سمير:

لأجلي ولأجلي أنا فقط ن يفعل أي شيء لأجلي

واعتقد أنه قدم الدليل على ذلك حينما

اعترض الرصاصة القاتلة الموجهة نحوي

ألا يكفيك جسده الذي وقع صريعا

جراء ما فعله ابنك الجائر ليشهد على وفاءه لي

عادل بسخرية:

ولماذا لا تقول أنك قد أعطيته مبلغا

محترما لأن يفعل ذلك

وقف باسم وقال بحدة:

ليس كل الناس مثلك الطريقة الوحيدة

في لغته مع الناس النقود إلى متى ستبقى هكذا

عادل بتوسل:

أرجوك يا ابني للمرة الأخيرة

أطلب منك أن تغير شهادتك

باسم بعناد أكبر:

قلت لا وهذا آخر كلام لدي

ثم أردف قبل أن يدير ظهره موليا:

أعذرني قد قرب وقت المحاكمة ولا أريد

للقاضي أن يفتقدني

عادل وقد تغيرت لهجته للصرامة:

هل أنت متأكد من أنه آخر كلام لديك

باسم بتأكيد:

نعم

عادل :

حسنا سوف تجني ثمار عنادك قريبا

باسم وهو يتابع طريقه بلا مبالاة لحديث عادل:

افعل ما يحلو لك فأنت لا تخيفني بتهديداتك

عادل بصوت عالي:

سوف نرى إذا تعلق الأمر بصغيرتك

التفت باسم وتوقف عن السير ونظر

لعادل الواقف هناك بكل ثقة وشموخ

تقدم منه عادل بعد أن تأكد من أنه قد

أثار فضوله وأردف:

ستعرف نوع العقاب الذي ستلقاه

جراء رفضك عرضي

وأراد الذهاب لكن باسم أمسك بذراعه

بقوة و قال بغضب:

توقف لقد ذكرت جوري قبل قليل

ما دخلها بعقابي تكلم

إن الأمر بيني وبينكم ما دخلها بالموضوع

ابتسم عادل ابتسامة نصر وأجابه:

الليلة سوف يأتيك الجواب

إن لم تفعل ما آمرك به وصدقني

جوابي غير مفرح كالعادة

وأردف وكأنه يريد استفزازه مقلدا إياه:

أعذرني قد قرب وقت المحاكمة ولا أريد

للقاضي أن يفتقدني

ونزع ذراعه من يد باسم وتركه

مذهولا مشدودا لما قاله وبدا وكأنه تهديد

بدأت الجلسة :

القاضي بحزم :

لقد طلبت منا سيادة المحامي الاستئناف

للقضية حتى تثبت صحة كلامكم أن

حازم لا شأن له بالمخدرات وطلبت منا

أنك سوف تقدم الدليل على أقوالك تفضل

نحن ننتظر

المحامي :

نعم سيدي لدي شاهد سيخبرنا

بأنه أستلم نقودا من شخص آخر حتى

يقلب القضية ضد موكلي حازم

هل تأذن لي بإدخاله

القاضي :

نعم فليتفضل

نودي على الشخصية التي سوف تحل

هذه القضية وتظهر الحقائق كما يدعي

محامي حازم

شاب طويل اسمر البشرة يبدو عليه الفقر والبؤس

تقدم من منصة المحاكمة ووضع يده على

المصحف وأقسم بالله أنه سيقول الحقيقة

المحامي يستجوبه:

أخبرنا ما علاقتك بحازم

الشاهد :

أنا لا أعرف حازم وليس لدي أي علاقة

به لكن قبل ثلاث أسابيع قدم إلي شخص

وكان شابا يافعا يبدو عليه الثراء وطلب مني

أن أزور توقيع حازم في العقد لملكية المخزن

وأنا بدوري وافقت

المحامي بثقة:

هل لك أن تذكر لنا الأسباب في موافقتك

الشاهد:

لقد أعطاني مبلغا ماليا محترما

وأنا وافقت لفقر الحال والحاجة

المحامي :

هل لك أن تخبرني أين ذلك الشخص

الذي أغراك المال وجعلك تفعل ذلك ضد موكلي

هل هو موجود هنا بالقاعة

الشاهد:

كلا سيدي

المحامي:

هل لك تعطينا اسمه بالكامل حتى نستدعيه

الشاهد وهو ينزل رأسه بأسى:

للأسف سيدي لا نستطيع استدعاءه

المحامي بتساؤل:

ولماذا ؟

الشاهد :

لأنه مات سيدي

المحامي باندهاش :

ماذا !وهل يمكنك أن تعطينا اسمه


الشاهد :

نعم بالتأكيد كان يدعى سمير

كادت أعين باسم أن تخرج من مكانها

من هول الصدمة وحق له ذلك

إن الشاهد يتهم صديقه الراحل و خليله

السابق فوقف معترضا وهو يصرخ بوجه الشاهد:

أنت تكذب أيها الحقير المعدم الضمير والإنسانية

كيف تتهم شخصا بريئا أشرف منك ومن

الحثالة التي استمالتك

القاضي وهو يضرب بمطرقته ليعم

الهدوء القاعة ومعترضا على تصرف

باسم المتسرع وقال بحدة :

يكفي و إلا أخرجتك من هنا

عاد باسم لمكانه وكتم غيظه ونظر

إلى عادل الجالس بهدوء ورزانة وإلى

حازم الذي ارتسمت عليه ابتسامة النصر

خلف القضبان والشاهد الذي يقف بكل خسة ودناءة

القاضي :

هل أنت متأكد مما تقول؟

الشاهد :

نعم

القاضي :

وهل لديك دليل على ذلك ؟

الشاهد :

بكل تأكيد لدي دليل والدليل هنا معنا في الجلسة

ثم أشار بيده لباسم مما جعله ينتفض واقفا

القاضي بأمر :

تفضل ياباسمأظن أنالشاهديقصدك

تقدم باسم والدهشة والمفاجأة مرسومة على وجهه

المحامي :

هل لك أن توضح ياحميدما علاقة باسم بالأمر

حميد:

بالطبع سيدي لقد كان إلى جانب

سمير حينما كنت أوقع الأوراق

باسم بحدة:

أنت تكذب فأنا لم أرك قبلا حتى أشهد على توقيعك

المحامي بمكر:

لكنه أشار إليك مما يعني أنه يعرفك مسبقا

باسم بحدة:

قلت لك إنه يكذب ولو كان صادقا فليقدم الدليل

على اتهامه

ارتبك حميد :

أنا متأكد سيدي أنه شاهدي

ثم نظر لعادل لينقذه من الموقف

مما جعل باسم يبتسم للموقف وأنه وضع

شاهد الزور في موقف يحسد عليه

القاضي بحدة:

أين الدليل على أن باسم الشاهد

هل تحاول تضيع وقت المحكمة

هل تعتقد أن قضيتك الوحيدة هي التي أشرف

عليها أسرع فليس لدي وقت لمماطلتك

توتر الشاهد هو و المحامي من موقف باسم

البارد والغير متوقع أبدا كما أفهمهم

عادل أنه سيؤكد هذه الشهادة لكنهم تفاجئوا

من موقفه المحايد

باسمباستفزاز مميت لهم :

يبدو سيدي القاضي أن شاهدهم

قد أخطأني فأنا كما قلت سابقا لا

أعرفه البتة

القاضي بتساؤل:

هل لديك أقوال أخرى أيها المحامي

أنت وشاهدك

صمت المحامي هو والشاهد وبدا

على وجوههم الانكسار والاستسلام

القاضي وبعد أن فاض الأمر به :

سوف أصدر حكمي الآن

حكمت المحكمة على المتهم حازم عادل بالسجن

مدى الحياة

وضرب بمطرقته على الطاولة ليعلن عن

انتهاء الجلسة

انتهت الجلسة وبدأت القاعة تفرغ من الحاضرين

وعادل بمكانه وفيض من الدموع تجتاح عينيه

المحامي وهو يربت على كتف عادل

ليواسيه في الحكم :

سيدي يكفي لقد فعلنا ما باستطاعتنا

والآن وقد حكم في القضية ليس

بيدنا شيء يمكن أن نقدمه لنطعن في الحكم

وقف عادل بحزم وثقة ومسح دموعه

وقال واثقا للمحامي :

بل نستطيع

ثم نظرللمحامي بتحد وأضاف :

أريدك أن تقدم دعوى طعن للحكم

وأنا بنفسي سأجعل ذلك السافل يقف

على المنصة ليشهد أنه هو من قام بالتزوير وليس

شاهدنا الحالي

المحامي بتساؤل :

لكن كيف يا سيدي

لقد رفض قبل قليل أن ينصاع لأوامرك

فكيف لك أن تجعله يغير موقفه من القضية

هل أنت واثق من القضية

عادل بثقة تامة :

لدي ما يجعلني أثق

ثم استبدل بؤسه بابتسامة تنم عن الخبث والمكر

وقال وهو يضحك :

سوف ترى يا باسم حينما يتعلق الأمر بمدللتك

أنك سوف تنصاع لأوامري بل ستركع

أمامي ذليلا تطلب مني أن تشهد بما تريد

::::::::::::::::::::::::::::::::::

يتبع.......




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس