انها زوجتي........ الفصل السادس انها......... زوجتي الفصل السادس...... (انا لا اعرفك) انتزعت نفسها من يديه بصعوبة و قالت بأنفاس متلاحقة: "حافظت عليك و على سمعتك و على نفسي و كنت جديرة بذلك لكن كل شيء له حدود" وضع يديه على وجهه ثم مررهما على شعره و هو مغمض العينين و شديد الغضب ثم فتح عينيه و نظر اليها نظرة ثاقبة ثم قال: "تريدين الطلاق؟........مصرة على ذلك........ تعبت معي.............. اوصلتك الى الخيانة............. تستمتعين بنظرات و اطراء الرجال...... تشعرين بالحرمان و انا لا اغار عليك........ حياتنا مغلفة بالبرود......... انت امرأة متطلبة............. حسنا يا مارلين كل شيء بدى واضح لي لا تتعبين نفسك بالشرح و الاحراج..... وصلتني الفكرة تماما" عضت على شفتها و نظرت الى وجهه الخالي من الملامح. قال بتحديق و عبر عينين حمراوين: "لكوني لا ارتاب بك و لا اشك اعتبرت ذلك نقصا برجولتي.... انا ناقص الرجولة لدرجة انني لا اشبع حاجات زوجتي و لا اكفيها ولا اغار........ زوجتي تريد الطلاق لهذه الاسباب"........ ثم ضحك بعصبية قائلا: "تفكرين بخيانتي؟...... لماذا علي ان اصدق انك تفكرين بالخيانة؟............ ربما انت خائنة لأنك بحاجة الى الخيانة........ لكونك متطلبة" احمر وجهها بشدة و بدى كلامه فيه سخرية لاذعة منها و من كلامها....... احرجت و ارتجفت و قالت محاولة: "ربما انني لم استخدم تعبيرا صحيحا............. ربما اخطأت بالتعبير يا جيرالد حتى فهمتني" قال مقاطعا و بصوت مرتفع: "كلامك ليس بحاجة الى عدة تعابير حتى يصلني.......... ليس له إلا تعبير واحد و انت قلتيه و قد وصلني و بالصميم و رسخ بدماغي جيدا" ارتجفت يديها و تساقطت دموعها عندما اقترب و قال و هو يصر على اسنانه: "الطلاق فكرة رائعة و جيدة بالنسبة لامرأة مثلك حتى تجدين من يكفيك و يشبع رغباتك الجسدية............... لكن بالنسبة الي هو وصمة عار.......... و لأني نذلا و عديم الغيرة انزعي فكرة الطلاق من رأسك نهائيا............ و لا تنسي ان تخبري ذلك لأمك..... فلابد انها منتظرة النتيجة الان........ ابلغيها ان جيرالد المغفل يرفض الطلاق و ان شئت اذهبي و طالبي به بالمحكمة ارفعي دعوة يا زوجتي و اعدك انني سأكسبها لصالحي" هزت رأسها غير مصدقة ما يقوله االان و قالت ببكاء: "رغم كل ما قلته الان اعلم...... انني احبك........... احبك صدقني لكن" ابتسم و بدت ملامحه قاسية و تراجعت و هو يقترب و يقول: "تحبيني بعد كل هذه الافكار برأسك؟...... تحبيني و تفكرين بخيانتي؟..... تحبينني و تستمتعين بكلام الرجال!........... تحبينني و تريدين الطلاق!!......... لابد ان حبك لي حب مختلف............. ربما تحبينني حبا اخويا على ما يبدو" عضت على شفتها و هي تستمع الى كل هذه القسوة بكلامه قالت بأنفاس متلاحقة: "ارجوك كفى" ركل المنضدة الصغيرة الزجاجية امامه و تهشمت..... وضعت هي يديها على وجهها بفزع و خرج هو من الغرفة و بأي حالة....... بحالة عصبية شديدة. بعد هنيهة اسرعت اليها ساندي و قالت بفزع و هي تنظر الى الزجاج المهشم على الارضية: "يا الهي ماذا حدث للسيد....... اول مرة يتصرف هكذا بعصبية و يتعالى صوته في القصر......... لم يسبق ان رأيناه هكذا ابدا" كانت ما تزال واضعة يديها على وجهها و تنظر بذهول فهي ايضا لم تعتاد على هذه العصبية منذ تزوجته و لحد اليوم.... هو هادئ و لطيف و يتصرف بكياسة و تروي لكن بعد الذي سمعه منها كاد ان يفقد صوابه.......... ربما كانت مخطئة بكيفية ادارة الحديث........ ربما كانت تعابيرها خشنة و مفرداتها جارحة......... عليها ان تكون اكثر لباقة و توصل اليه ما تريده بطريقة اهدأ و افضل مما حصل لكنها تشعر بضغط كبير على اعصابها و لد لديها انفجارا و اصبحت تريد البوح بما داخلها دون مراعاة لمشاعره كأنها قالت ليحصل ما يحصل المهم انها ستفجر الحقيقة امامه و تتحمل النتائج..... لكنها كانت تتوقع انه سيصدم و يجرح بطريقته المتزنة ويستوعب الموضوع............ توقعته ان يتعامل مع هذه المشكلة كما يتعامل مع مشاكل عمله بروية................ صحيح انها توقعت منه الغضب لكن ليس بهذه الدرجة الذي تجعله يفقد صوابه و يحطم ما امامه. وجهه و تعابيره المتقدة ..... اخيرا رأت جيرالد غاضب........ اخيرا تخلى عن قالب الثلج الذي يحيط عواطفه و مشاعره و رأت بدل الثلج نارا تتوقد بعينيه و نظراته. قالت لها ساندي و هي تناولها فنجان القهوة الثالث: "سيدتي عليك ان تتصلين به...... بلغت الساعة الرابعة صباحا....... حقيقة انا قلقة بشأنه" كانت ساندي اكثر من مجرد خادمة كانت بمثابة صديقة لها رغم كبر سنها فكانت حنونة و متفهمة و مخلصة و تشعر بها دائما و بوحدتها و تحاول تشجيعها ودعمها طوال الوقت و تحب جيرالد ايضا ولديها ابنة معاقة و مارلين متكفلة برعايتها طبيا في المستشفى و هي ممتنة لهم جدا. اجابتها بتفكير: "لا اجرؤ على الاتصال به لا اقدر" قالت ساندي بإمعان: "لا تستطيعين النوم و هو بالخارج....... ان كنت السبب بما حصل فحاولي الاعتذار منه فالسيد لا يستحق ذلك...... الكل يعلم كم هو يحبك و يحترمك...... لا تدعيه يستاء ارجوك" قالت بحيرة و تخبط: "فعلا انا السبب........ و علي ان اصلح الامر..... لكن هل سيتقبل مني الاعتذار؟....... انا جرحته و كثيرا...... طلبت منه الطلاق" عضت ساندي على شفتها و بهتت و بدت مذهولة تماما ثم قالت بجزع: "رباه من يصدق انك تفكرين بالطلاق بعد كل هذا العشق!......... اوه هذا جارحا فعلا........ و انا اتسائل ما به السيد خرج بملابسه المنزلية...... ترى اين ذهب و هو هكذا؟.... رباه" قلقت بشأنه جدا و حزنت لما يجري معه كان خارجا بملابسه المنزلية لو ضبطته الشرطة وقتها و في هكذا ساعة متأخرة لحدثت فضيحة شعرت بمدى تأثره بالموضوع و كيف افقده توازنه و عقلانيته. لا تعرف كيف نامت لقد داهمها النعاس فجأة و استيقظت لتجد الصباح قد طلع منذ وقت وقد دخل الظهر وهي نائمة بالصالة............... اسرعت الى المطبخ و وجدت الخدم منهمكين في العمل...... سألت عن جيرالد و اخبروها انه لم يعود لحد الان....... ازداد قلقها و اتصلت بروزا تسألها عنه........ انه عند والدته هذا جعلها تطمئن قليلا لكنها خشيت ان يبقى هناك طويلا....... بعد مرور يومين استيقظت و فورا سألت عنه كعادتها.......... اخبرتها ساندي انه عاد عند الثامنة صباحا و انه نائما الان........... اسرعت دون شعور منها الى غرفته الخاصة و فتحت الباب بهدوء شديد و دخلت ببطء كان جو الغرفة شديد البرودة جعلها ترتجف و كان الظلام مخيم على المكان....... نظرت الى السرير لتجده نائما واضعا الوسادة فوق رأسه خفضت بصرها و اتجهت لتخفيض درجة التبريد ثم خرجت ببطء. تناولت فطورها في الحديقة و نظرت الى حوض السباحة و شعرت برغبة لتمضية الوقت وسط الماء المنعش لعلها تسترخي قليلا من حالة التوتر التي تصاحبها. شعرت بالانتعاش و هي تسبح تحت اشعة الشمس و استرخت عضلاتها المتشنجة و اغمضت عينيها لفترة طويلة ثم فتحتهما ببطء عندما شعرت بوجود احدا ما ثم خفقت اهدابها عندما رأت جيرالد جالس قرب الحوض و يراقبها بنظرات غامضة جديدة لم يسبق و ان الفت ذلك التعبير بعينيه فقد بدى قويا و واثقا من نفسه على خلاف ما اعتقدت و كأنه تخطى صدمته! تناول كأس العصير و احتسى جرعة منه و هو محدقا بها لا تدري لماذا اعتراها القلق من نظراته و بدت مضطربة و غير قادرة على مواصلة السباحة. خرجت من الحوض و تناولت المنشفة و هي ترتدي لباس السباحة الازرق الجميل........... جففت شعرها و ذراعيها و نظرت اليه لتجده ينظر اليه بعيون جامدة ثم قال بنبرة خشنة: "من غير اللائق يا مدام ان تتعرين هكذا امام الحراس و الخدم....... ام انك متعمدة ارتداء هذا اللباس الخليع لجذب الانظار....... خاصة و ان القصر مليء بالرجال............ تجدين متعة خاصة بنظرات الرغبة في عيونهم" قطبت جبهتها و شعرت بالإهانة و دخلت مستاءة الى غرفة الملابس في الحديقة و ارتدت فستانها الاصفر القصير و جففت شعرها و قلبها يخفق من شدة الانفعال لما قاله لها قبل قليل كلام متهكم جدا.. دخلت الصالة و جلست تتصفح بالصحف بدون هدف و هي تفكر به و لماذا تحدث اليها بهذا الاسلوب الوقح؟........ ليبرهن لها انها جديرة بمثل هذه المعاملة!!! رن هاتفها و قالت بارتياح: "ماندي حبيبتي كيف حالك؟..... انا؟..... انا بخير و......." بقيت تتحدث لبعض الوقت ثم خفقت اهدابها عندما رأته يدخل الصالة و شعرت به يقف خلف الاريكة التي تجلس عليها........ واصلت كلامها مع ماندي و فجأة شهقت عندما تناول هاتفها من يدها بنظرة اتهام و وضعه على اذنه استمع قليلا و اعاده اليها و ذهب متجها الى السلم...... ماندي و بسرعة: "ما الامر لماذا صمت هكذا؟" لم تشعرها بما حدث و واصلت معها إلا انها استاءت بشدة و بدى توترها ظاهرا عليها و على صوتها و هي تتحدث حتى ان ماندي قالت فجأة: "اتركك الان اشعر انك لست على ما يرام" صعدت السلم مسرعة و فتحت الباب قائلة: "ما الذي فعلته قبل قليل؟........ احرجتني" قال ببرود و هو يعتم الستائر: "مغفلا من يأمن لك.......... من يدري ربما تحدثين رجل ما من معجبيك...... فوقتني من غفلتي" قالت بانفعال: "اسمع جيرالد...... ان كنت تعتقد ان اسلوبك هذا هو الذي سوف يعجبني فأنت مخطأ" اقترب منها و بعيون ثاقبة النظر و صوت خافت: "ما الذي يعجبك اذن.... ايتها المتطلبة؟........ مسكينة زوجتي الصغيرة....... تشعر بالحرمان من الحب" تغيرت ملامحها عندما شعرت به ينوي فعل شيء ما و تراجعت ثم استدارت و حاولت فتح الباب إلا انه امسك يديها و ادارها بعنف قالت و ضربات قلبها تكاد تكون مسموعة: "جيرالد!" شعرت بيديه متوترة الحركات على ظهرها و لمسته خشنة و قال بهمس و نبرة تهديد: "لماذا ارتديت ذلك اللباس في الحديقة؟....... لقد اثرتني بشدة و اعتبرت ذلك دعوة منك........ للسرير" عضت على شفتها و هي خائفة من خطورة ما يحدث ان جيرالد يخفي لها حقد و رغبة بالانتقام......... فتح سحاب فستانها و قالت و هي تقاومه: "ماذا تفعل الان؟......... تظن انني اريد" قال مقاطعا و بنبرة متهكمة: "غبي لا افهم زوجتي و ما تعانيه...... انت عصبية جدا يا مارلين........... سوف اساعدك" اغمضت عينيها تحت تأثير عناقه الرقيق الذي يخفي حنقا و غضبا مكتوم تظهره حركاته....... امسكت يديه و هي تقول بنبرة متخاذلة: "انت..... انت لم تفهمني ابدا...... انا" قال بهمس و هو يشدها الى السرير: "كان علي ان اقضي ليالي مع العاهرات حتى اعرف كل احتياجاتك الملحة" دخلت المطبخ و امرت بتجهيز عشاء لائق لأن والدة جيرالد مدعوة الليلة من قبله و طلبت ان تجهز المائدة في الحديقة الداخلية للقصر ثم بقيت واقفة في المطبخ سارحة سألتها ان كانت بحاجة الى شيء إلا انها اجابت ببهوت: "لا اريد أي شيء شكرا" تحاشت الصعود الى غرفتها لأنه موجود و ربما ستسمع منه كلاما محرجا او تعليقا ما. جلست في الصالة واضعا ساق فوق الاخرى و اغمضت عينيها و هي تبعد التفكير بما يفعله جيرالد معها.... شعرت ان رجل اخر و ادركت انها لا تعرفه جيدا كلامه معها مقرف و يشبهها بالعاهرة و هذا مؤلم انه يسخر من كلامها و يتخذه وسيلة لأغاظتها و احراجها و ما فعله معها قبل قليل كان اشبه باحتقار و كأنه يريد ان يلقنها درسا. عندما شعرت به ينزل السلم تظاهرت بمشاهدة التلفاز......... كان متأهبا للخروج اقترب و وقف امام التلفاز و نظرت اليه و خفضت بصرها عندما ابتسم بخبث....... اطفأ التلفاز و قال بنبرة جافة: "سأعود على العشاء....... اعطني هاتفك" قالت بسرعة: "لماذا؟" اقترب و جذبه من المنضدة و تفحصه مرارا و انشغل به قليلا ثم ناوله اياها قائلا: "كل مكالماتك ستكون مسجلة انا اريد ذلك......... لا تلغي البرنامج مفهوم" قطبت جبهتها و قالت باستياء: "هذا غير مناسب لي" هو وبحدة: "لماذا؟....... لديك اسرار؟" قالت بانفعال: "لماذا تفعل ذلك يا جيرالد؟......تريد مراقبة مكالماتي و سماعها عندما اتحدث مع امي و اختي او صديقتي بأي حق تسمح لنفسك بذلك؟" قال بهدوء: "اريد ذلك........ اريد ان استمع لنصائح حماتي و ملاحظاتها على حياتنا و اسمع كل ما يدور بدون علمي............ بكل بساطة لم اعد امنحك الثقة"
التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 16-10-13 الساعة 01:01 PM |