عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-13, 11:14 PM   #3172

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
Elk

الفصل الحادي والعشرون

- هل وجدت زجاجة الرضاعة باتريسيا؟

لم تنطق ببنس شفة فارتعاش جسدها خوفا منه جمد عقلها عن التفكير حتى تقدم الكسندر اليها بخطوات خطيرة وابتلعت ريقها بصعوبة عندما تجاوزها بهدوء وتوقف عند السرير الواسع .. نظر لفيكتوريا بعيون تطمئن عليها وهو يتأكد من انها لم تستعد وعيها بعد, بينما باتريسيا تغيرت مشاعرها دون ان تدري من الخوف الشديد الى الكره والحقد الكبيرين للمرأة التي سلبت منها نظرات الملك القلقة واهتمامه الكبير بها.

مشهده وهو ينخدع بمظهرها المريض وغيبوبتها الكاذبة جعلها تستعيد رباطة جأشها، فتركت الحرية لدموعها حتى تنزل على خديها وطافت نظرة انكسار في بحر عينيها عندما استدار اليها أخيرا ينظر لها وسارعت تقطع عليه اي مجال للحديث عندما صاحت بصدمة مصطنعة باحترافية كبيرة:

- السيدة .. السيدة فيكتوريا...

من بين أسنانه هتف قائلا:

- أدري أنها حية باتريسيا فأنا أراها أيضا أمامي الان.


هزت رأسها بعدم تصديق وهي تتمتم قائلة:

-لا يعقل...

ثم تركته وقامت بالخطوة الاجرأ في تمثيليتها تلك عندما أمسكت بفستانها الطويل ترفعه عن الارض وركضت باكية خارج الغرفة بأسرع ما يمكنها كامرأة لا تستطيع استيعاب ما تراه أمامها.


بينما كانت باتريسيا تركض على الدرج كان هو ينظر للباب الذي بقي مفتوحا على مصراعيه بعد ان خرجت منه باتريسيا، عاد بعد لحظات بأنظاره لفيكتوريا، كانت تبدوا اكثر هدوء ورقة وهي تحت سطوة المرض. لكنه اضطر لتركها وحيدة من جديد وهو تحت سيطرة الغضب الكبير عندما خرج من الغرفة متوجها الى المرأة التي بدأت تتلاعب بناره.


جابت باتريسيا الغرفة بلا هوادة وجسدها كله يرتعش، وفجأة خطرت في بالها فكرة تقليدية، لكنها سارعت بتنفيذها عندما دخلت غرفة الامير فيكتور، شتمت في باطنها عندما وجدته نائما ولكنها مغ ذلك حاولت حمله بهدوء، فتح الطفل عينيه ببطئ قبل ان يعيد إغلاقهما مطمئنا لأحضان المرأة التي حملته، وظلت دقات قلبها تقرع كطبول الحروب وهي تسمع الملك يدخل الغرفة الملكية يبحث عنها للحظات قبل ان يكتشف خلوها منها فيتوجه الى الغرفة الامير حيث وجدها كما توقع واقفة تنظر اليه بعينين متسعتين وهي تحمل فيكتور بين ذراعيها.


- ضعيه في مهده وتعالي الى غرفتي.

تشبثت بالطفل بطريقة غريبة وهي تقول له:

- ولكن هكذا سأوقظه يا جلال...

قاطعها بصوتٍ علت نبرته بقوة بدل الهدوء الجليدي الذي حدثها به في البداية:

- لقد أمرتك بأن تضعي الطفل في مهده وتأتين للغرفة الملكية الان.

- ح ا ض ر

تمتمت بذلك وهي تسرع بفيكتور لمهده وحال ان ابعدت ذراعيها عنه حتى بدا بالبكاء فاغررقت عيناها بالدموع وهي تقبل جبينه قبل ان تضطر لتركه بقلب خائف ومنفطر وبكائه يتبعها حتى عندما دخلت غرفة الملك ببطئ في تلك اللحظة توقف ألكسندر عن المشي جيئة وذهابا عندما رآها تقف أمامه أخيرا.. اقترب منها وبلا تردد انهالت كفه على خدها بصفعة قوية أسقطتها أرضا وهي تطلق صرخة ألم قصيرة، نظر اليها حيث ظلت مرمية على الارض تغطي خذها المحمرة بكفها قبل أن تبدا بالنشيج جراء بكائها الخافت، فقال لها وهو يمنع نفسه بصعوبة شديدة من معاودة ضربها:


- كيف تجرئين على سرقة والتجسس على امور سرية خاصة بملكك؟؟

من بين نشيجها ودون ان تدير اليه وجهها أجابته بصوت متقطع:

- وجلالتك أيضاً أخفيت عني حقيقة فيكتوريا التي ما تزال على قيد الحياة.

جحظت عينيه بغضب يغلي فيهما كما تغلي الحمم في فوهة البركان، ثم جثى على قدميه وجذبها من ذراعيها حتى تنظر لعينيه النارياتان وقال:
- أنا لست ملزما بتوضيح تصرفاتي ومشاركة أسراري لسارقة وجاهلة مثلك.
من بين دموعها التي كانت تجري على وجنتيها تكلمت بغضب انثوي ظهرت فيه هشاشتها قبل قوتها:
- هذا ليس بسرك, بل هو امر يعنيني أنا ايضا, أم انك احببت ان لا اعلم أبدا بأن زوجتك على قيد الحياة حتى أظل طوال حياتي كخليلة لك تستمتع بوقتك معها فقط.
-باتريسياااا
صرخ فيها في الوقت الذي كاد يوجه لها قبضة قوية لوجهها, لكن يده توقفت وهو يضم اصابعه بقوة عندما راى عينيها الباكياتان, باتريسيا لم تكن يوما كفيكتوريا, ومهما كانت قد أغضبته بتصرفها ذاك الا انه لم يستطع ان يسمح لنفسه ان يكون غير رحيم لدرجة ان ينسى انها امرأة هشة, رقيقة وضعيفة لن تتحمل ولو جزء صغير من تلك الوحشية التي عامل بها فيكتوريا و لذلك ابعد يديه عنها وهو يقف مستيقما ببطء ثم أدار لها ظهره لأنها احتلت مكانة في قلبه فلم يستطع بسببها أن يواجهها عندما كان يصدرحكمه الذي ما توقع هو نفسه ان يصل الامر بينه وبينها لهذه الدرجة:
-للأسف باتريسيا يبدوا بأن قراري في ان تكوني شريكة حياتي وتقاسميني حتى الجناح الملكي كان قرارا غير صائب.

حبست باتريسيا انفاسها في تلك اللحظة لا تصدق بان كل شيء خاطرت وضحت به سيتهدم في لحظة زمن بسبب خطئ احمق منها. تمتمت بنشيج خافت تقول:
-ستعيدني الى غرفتي السابقة.

-لا سأمر بنقلك من الجناح الملكي بأكمله.

فتحت عينيها على وسعهما, نقلها من الجناح الملكي يعني انها لن تكون قريبة لا من الملك ولا من الامير التي تقع غرفته هي الاخرى في الجناح الرئيسي للقصر, ولذلك هتفت قائلة:
-وفيكتور؟؟
استدار اليها حينها وبنبرة قاسية نطق مشددا على كل حرف من كلماته:
- سمو الامير فيكتور, وإياك وان تجريديه من لقبه النبيل بعد الان لأنك لست بوالدته, كما انني لم اعد اثق بامراة استغلت ثقتي بها وسرقت مفتاحا من ثيابي حتى تتلص على أسراري, لا يمكنني ان اسئتمنك على ابني بعد الان باتريسيا.

-انا لست بسارقة, إنه خطأ اضطررت لارتكابه لانني رأيتك تحمل امراة بين ذراعيك مسرعا بها للبرج الشمالي في نفس الليلة التي تركتني فيها فجأة انا وابنك في غرفتك الخاصة. جلالة الملك انا لست غافلة عن ما يدور من حولي والشكوك كانت على وشك ان تقتلني لو لم اتحقق منها.
-اذن كان عليك ان تموتي شكا على ان تتجسسي علي.

قال ذلك بغضب كبير وهو يتمنى في داخله لو انها لم ترتكب تلك الجريمة, فقد كان يتألم في داخله لمفارقتها. رأها تنهض من مكانها مستعدة لتوسله حتى يتراجع عن قراره ذاك, فصاح قائلا هو يرفع يديه بصرامة امامها:

-لا تقتربي باتريسيا, لا تُقدمي على فعل اي شيء لن يكون له تأثيرا على قراري النهائي بل فقط سيزيد من تقليل احترامي لك .. وصدقيني يجب ان تكونِ شاكرة لأن إبعادك عن الجناح الملكي هو اقل شيء أعاقبك به على خيانتك لثقتي.

شهقت بقوة باكية فتحرك ببطئ من مكانه ووقف على مقربة منها ومن دون ان يلمسها قال بصوت ظهر فيه الحزن كمن يحاول مواساة نفسه قبل مواساتها:

-لو احسنت التصرف, قد ادعهم يجلبون اليك فيكتور حتى تريه بين كل حين واخر.
تركها تحاول استيعاب صدمتها تلك وخرج من الجناح الملكي حتى عندما يعود لا يجدها هناك ابدا, بينما هي انهارت باكية على الارض, تذرف دموعا حقيقية.

ها قد اصبح قلبه مجروحا من امراة ثانية دخلته دون إذن منه, المرأة التي كان يظن بانها هي من ستنجح بمداواة جراح فيكتوريا وسينجح هو بتعويض المه بدفئها وحنانها, لكنها خذلته فتركها وعاد لكي يلعق جراحه بنفسه عندما توجه الى البرج الشمالي من جديد, لم يعلم لما عاد اليها, وجلس بجانبها على السرير يحدق في وجهها, كانها اخر شخص يريد رؤيته قبل سفره, لمَس جروح وجهها برقة قبل ان يبعد خصلات شعرها عن وجهها حتى يحدق في تلك الحروق, ثم يتجرأ بلمس تلك الحروق البشعة برقة شديدة وهو متأكد من عدم وعيها بحركاته, قبل ان يعود برأسه للخلف يسنده الى مقدمة السرير وهو يتنهد بحزن كبير.

فتحت عيناها بعد ساعات طويلة استسلمت فيها للنوم تحت ملمس أنامله لوجهها، لكي تجده مازال مكانه وقد أمضى باقي الليل بجانبها، جالسا على السرير ورأسه مائل على وسادتها وقد غفى هو الاخر بطريقة غير مريحة له والواضحة من العقدة التي تكونت بين حاجبيه.

حال ان حاولت الحراك حتى شعرت بالالم الشديد في جميع انحاء جسدها لكنها لم تكن لتدع جروحها تعيقها عن تحقيق رغباتها، اتكأت على مرفق ذراعها وهي تكتم تأوهات الألم داخل حنجرتها الفولاذية ونظرت لملامحه الوسيمة التي كانت غارقة في الهدوء بسبب التعب الواضح عليه، اقتربت ببطئ منه حتى أطبقت شفتيها الجريحتين على شفتيه. بادلها القبلة برقة كمن يعيش حلما جميلا لا يريد ان يستيقظ منه ولكنه حال ان فتح عينيه بعد لحظات قليلة حتى تجمدت شفتيه لا تتفاعل مع قبلتها فابتعدت عنه بهدوء وأسندت نفسها على مقدمة السرير بمحاذاته بينما هو سألها ببرود وأنظار حادة:

- ما الذي كنت تفعلينه؟

رمقته بنظرات ثاقبة من تحت جفنيها فنجحت بتلك الحركة الصغيرة بإحداث فوضى في مشاعره لكنه رغم ذلك حافظ على قسوة انظاره المزيفة:
فعلت ما رايته وأحسسته وبادلتني إياه.

كلمتها الاخيرة اغضبته بشدة, لذلك نهض بسرعة من على السرير وهو يقول لها:
-انت لا تتحكمين بي فيكتوريا, فلتعلمي بأنك أنت من هي الان تحت رحمتي.
-أنا لست تحت رحمة جبروتك الكسندر, بل تحت رحمة عشقك.

اعترافها مرة اخرى بحبها له جعل مشاعر غريبة تجتاحه, كرهها بقوة لانها اشعرته بضعف تجاهها, ولكي ينكر ذلك الضعف هز راسه بشموخ وهو يقول لها:

-إياك أن تظني بأنني بانقاذك من الموت سأرأف بحالك, لم أفعل هذا سوى لأنني اكتشفت ان الموت هو اقل شيء تستحقينه وما ينتظرك بعد هذه اللحظة في عريني لا يمكنك ان تتخيليه.
كانت يدها قد تسللت دون ان يدرك هو ذلك الى تحت وسادتها وشدت باصابعها على السكين الصغير, سلاحها الذي اصبح في حوزتها بكل سهولة بسبب غريمتها, ولكنها ارخت أنامل يدها على السكين عندما أضاف قائلا:
-سأخبر الطبيب بأن سجينتي قد عادت لوعيها التام.
راقبته وهو يرحل من غرفتها وظلت تنظر للباب وهي تسمعه يغلقه بالمفتاح عليها وعندما رحل نهائيا عادت تستلقي على وسائدها الناعمة وملامحها تتشنج بسبب الم جسدها, قبل ان تزفر الهواء بهدوء, لا وقت للراحة والشفاء, بل فقط لتخطيط والتنفيذ.

.....

وقف عند باب القصر الرئيسي, حرسه الملكي وسيارته الفخمة في انتظاره, لكنه نظر للكونتيسا الواقفة أمامه ووجه اليها اخر وصياته قبل سفره لترأس اجتماعات ملكية تخص شؤون مملكته:
-الان بإمكانك تشديد الحراسة على فيكتوريا بما انها عادت لوعيها ولا تنسي أن تهتمي بباتريسيا, وفروا لها كل احتياجاتها واكثر دون ان تشعر باهتمامكم.

-لا تقلق صاحب جلالة الملك, كل شيء ساهتم به بنفسي حتى يكون كما تريد فخامتك, اذهب هانئ البال وانتبه لسلامة فخامتك.

كان يرى القلق في عينيها الباهتتين ولذلك قام بطمئنتها قائلا:
-لا تقلقي مارغريت انها رحلة على الملأ, وهم ليسوا بالشجاعة الكاملة لكي يظهروا أنفسهم أمام الجميع, فطعناتهم دوما تكون في الظهر.

ودعته بكلمات حنونة قبل ان يستدير الى السيارة الملكية مع مرافقة كبيرة من حرسه, ولكنه توقف عند باب السيارة ورفع وجهه فجأة الى المبنى الجنوبي من القصر فلمح طرف الستارة مرتفعا قليلا قبل أن تسدله بسرعة على النافذة كما توقع, حتى لا يراها وهي تودعه من الغرفة المعزولة التي امر بإبعادها اليها. عاد ينظر امامه يرفض ان يرق قلبه المتحجر لدموع التي يعلم بأنها اخذت بكل وقاحة مكانه وداعبت تنك الخدين النديتين التي لم يشبع هو بنفسه من ملمسهما, ودلف لسيارة بملامح واجمة حتى تنطلق به الى المدينة وهو لا يستطيع سوى التفكير في القرارات التي عليه ان يتخذها حال ان يعود من سفره بشأن امرأتين تحتلان قصره وقلبه.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس