عرض مشاركة واحدة
قديم 23-10-13, 09:16 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(25)

تمر الأيام ! على نفس الوتيرة المزرية !
أعود من العمل لأصعد الدرج بمساعدة السائق و أمكث في غرفتي إلى صباح اليوم التالي !
أي جُرمٍ الذي أقترفه بحق نفسي ! لأرضيها ؟
لا ! أني أختبئ هروبا من نظرات الكره تلك !
اكتشفت أن الانزواء في غرفتي أفضل لي قبل أن يكون أفضل لرباب !
أفضل لقلبي الذي يتعذب طيلة الأيام التي قضيتها بعد رجوعي من السجن !

ينزلق عكازي على أرضية غرفتي لأراني أقع بقوة على ساقي المجروحة ..
أنتبه لبقعة دم تتوسع بسرعة رهيبة على البلاط ..
أنظر لساقي و للدم التي يملأ بنطالي ..
" آخ !!! "
تألمت كثيراً و أنا أحاول استيعاب ما حصل بالضبط ..
أشعر بالألم يتفاقم بشكل مرعب ..
و أمد أصابعي بحذر لأرفع البنطال عن الجرح و صُرت أنادي الخادمة بلا جدوى ..
أبدأ في فك الضماد لأرى جرحي قد انشق كلياً لينهمر الدمّ بجنون ..
أمد يدي لألتقط أقرب علبة مناديل و بتوتر أبقى أجفف ساقي عن الدم ثم أعود أنادي الخادمة بحنق و صوت مبحوح ..
أتلفت حولي ..
و أنا أضغط بكومة المناديل على الجُرح كي يتوقف الدم ..
أبحث عن هاتفي الذي نسيته في الحمام ..
أضغط على شفتي بألم ..
أحاول أن أنادي الخدم و أعدد أساميهم واحداً واحداً !
أصرخ ..
فيبح صوتي و أظل أجفف دمائي في حيرة ..
لا أستطيع التحرك أبداً ..
مرت دقائق و دقائق..
تعرقت و قد التصق شعري بجبيني و أذناي..
أشعر بارتجافاتي و قد نزفت الكثير من الدم ..
أرفع رأسي فأرى ثوب رباب يرفرف قرب الباب ..
كانت كما العادة تمر من أمام غرفتي دون أن تطل علي..
في ذلك الحين خرجت من صمتي و نسيت الخصام الذي نحن فيه
و ألقيت بكبريائي الزائف جانباً لأهتف في رجاء :
" رباب ! "
مرت ثوانٍ .. لم تقرر فيها رباب أن ترد علي ..
لكنها في النهاية خطت إلى داخل الغرفة لترمقني بحدة و كأنها لا ترى جرحي و الدم المنتشر في الأرضية ..
همست :" ماذا تريد "
لهثت و أنا أضغط بكفاي على ساقي ثم همست :
" هل يمكنك أن تنادي السائق و الخادمة ؟ ( بحشرجة ) أحتاج الاسعاف و المشفى .. رجاءاً "
تأملتني مُطولاً و لم أكن أعرف ما يدور في خلدها سوى أنني همست برجاء أكثر و أنا أبعد كومة المناديل الملطخة بالدم عن جرحي و أهمس :
" أنا أنزف "
أطالت النظر إلي ثم همست :" جزائك و أقل من جزائك "
و خرجت !!
و وجدتني تائه و أنا أعود لأجفف دمائي الغزيرة ..
عضضت على شفتاي .. يا لقسوتك يا رباب !


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس