عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-13, 05:44 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25



الفصل العاشر

أعدت (ملك) أكواب الشاي لهم وجلست بجوار (ليلى) ..
- (حسن) كان زوجي!

التفتت إليها الرؤوس لتقول (ملك) :
- ليش..إنتي متزوجة؟!
أومأت (ليلى) برأسها إيجابا لتقول (ملك) :
- كيف ما إجا عابالي إسألك؟ ..
ثم أردفت:
- بصراحة مو مبين عليكي

ساد الصمت للحظات فقال (حسن) :

- لها الدرجة بيشبهني؟
نظرت له (ليلى) مليا ثم قالت وعيناها في عينيه:
- لو رأيته لظننت أنك تنظر في مرآة..
اتسعت عيناه وقد ساد الصمت مرة أخرى..

- آسفة لما حدث

- لأ..لا تعتذري..ما حصل شي
نظر له (أحمد) باستغراب لكن (حسن) لم يلحظ ذلك،وقالت (ملك) :
- أكيد هو قلقان عليكي هلق
نظرت لها (ليلى) بنظرة حزينة وقالت:
- زوجي مات
- يا الله..آسفة كتير..العمر إلك
- كيف مات؟

نظر (أحمد) إلى أخيه ثم لكزه في ذراعه خفية..

- قتله القشتاليون..
وأخذت نفسا عميقا ثم بدأت تقص عليهم تلك الأحداث التي أرقت مضجعها مرارا وتكرارا..

- زوجي كان ابن عمي،وبعد أن بدأت حملات التنصير رحل أبوه وأمه وبعض من إخوته إلى (فاس) ،لكنه رفض الذهاب معهم وترك (غرناطة) ،كما أنني كنت حاملا بطفلي الثاني بعد إجهاض، فدعاه أبي للعيش في بيتنا..انتقلنا إلى هناك وبدا أن الحياة ستسير هادئة..أنجبت (عليّا) وبعده بعام أنجبت (زهرة) ..


كان (حسن) يعمل نجارا..يذهب لحانوته في الصباح ويعود بعد الظهر ثم يذهب مرة أخرى قبيل المغرب ليرى ما فعل الصبية ويغلق الحانوت..


صدر أمر لأهل (غرناطة) بتسليم كل ما لديهم من كتب وإلا تعرضوا للعقوبة..لكن (حسن) كان مولعا بالقراءة،طلبت منه أن يسلمهم الكتب ويترك المصاحف فقط لكنه رفض..أنا أيضا أحب القراءة لكني كنت أخشى عليه من بطش القشتاليين..خاصة رجال ديوان التحقيق..


أغمضت عينيها في ألم وازدردت لعابها ثم واصلت حكايتها:

- نقل الكتب إلى حانوته ليجنبنا أي خطر..ويبدوا أن أحد الخونة وشى به فقبض عليه رجال الديوان..اقتحموا البيت ليلا واعتقلوه،وبعدها صرنا نسأل كل من يمكن أن يكون له صلة أو معرفة بأحد رجال الديوان حتى وصلنا إلى (غارثيا أليخاندرو) ،رجل من أعيان المدينة وله الكثير من العلاقات،كما كان من القلة الذين لا يحملون ضغينة لأهل (غرناطة) ،لذا فقد وافق على مساعدتنا..

سكتت مرة أخرى ثم تابعت وهي تشعر بغصة في حلقها:

- عرفنا أنهم وجهوا لزوجي عدة تهم منها ممارسة السحر!
- سحر؟! ..
كانت (ملك) لا تكاد تصدق ما تسمع..
- ليش..شو علاقة الكتب بالسحر؟!
ارتسمت ابتسامة ساخرة على فم (ليلى) وقالت:
- بعض الكتب كانت عن التداوي بالأعشاب،فأعدوها أعمالا سحرية وتم الحكم عليه
صمتت وهي تقاوم دموعها،فقالت (ملك) في فضول:
- بشو اتحكم عليه؟

- الحرق حيا!


وانفجرت في البكاء وسط ذهول الجميع،فراحت (ملك) تربت على كتفها محاولة تهدئتها..مسحت (ليلى) دموعها وقال (حسن) :

- بعتذر منك..ما بعرف شو بدي قول
رفعت (ليلى) عينيها الدامعتين إليه وقالت:
- ليس ذنبك أنك تشبهه
وساد الصمت مرة أخرى ليقطعه هذه المرة رنين هاتف (أحمد) ،فقام ليرد ثم استأذن منهم وأخبرهم أنه سيعود بعد ساعة..فقامت (ملك) وقالت محاولة تلطيف الجو:
- أنا عملت حلو..رح جيبو هلق
وذهبت إلى المطبخ لتلحق بها أمها..

نظر (حسن) إلى (ليلى) ..مسكينة هذه المرأة،لقد عاشت مأساة مرعبة..لكن موت زوجها كان رحمة به بعد الأهوال التي لاقاها في السجن..


رفعت عينيها إليه مرة أخرى..كان قريبا منها بدرجة تكفي لرؤية عينيها..كانتا سوداوتين كالليل، ولم تكن (ليلى) بيضاء بل كانت قمحية اللون،ذات جبهة عريضة،وأنف أشم..شفتاها رقيقتان مع قليل من التحدب..

- قلتي عندك ولاد..قديش أعمارهم؟
- (عليّ) أربع سنوات،و (زهرة) ثلاث سنوات
ظل صامتا لثوان ثم قال:
- إنتي أصلك عربي؟
ابتسمت وقالت:
- لا..أنا أندلسية الأصل..أجدادي كانوا من المولَّدين
- كنت مفكر إنك عربية..لون بشرتك وعيونك بيقولو هيك
احمر وجهها قليلا وخفضت عينيها ثم قالت:
- أهل (الأندلس) خليط من العرب والإسبان والبربر،ومن الصعب أن تجد أحدا منا نقي الأصل
قال محاولا إطالة الحديث بينهما:
- لو ضليتي سهرانة رح ورجيكي صور حلوة كتير لـ (غرناطة) وأماكن تانية بـ (إسبانيا)
بدأ شبح ابتسامة يظهر على شفتيها..

- الحلو للحلو

جاءت (ملك) وأمها حاملتين صحونا بها (كريم كاراميل) ..حملقت (ليلى) في صحنها لتضحك (ملك) وتقول:
- هاد إسمه (كاراميل) ..طيب كتير،ورح عرفك شلون منعمله
بدأت (ليلى) بالأكل ليرتفع حاجباها وتبتسم ثم تواصل الأكل وهي تنظر في الملعقة كل مرة.. أعجبها الطعم المر لطبقة السكر التي تعلو الحلوى..وكان (حسن) يتابعها بعينيه ويبتسم هو الآخر،تبدو كطفلة صغيرة تكتشف الأشياء لأول مرة..


* * *

عاد (أحمد) ومعه (رسلان) و (محمود) ليعلو صوت ضحكاتهم مرحبين بابن خالتهم..وبعد صلاة العشاء اعتذر (رسلان) و (محمود) للجميع وذهبا للنوم فلديهم عمل عند الفجر..

- طيب..وأنا بدي روح هلق بدكن شي؟
قام (أحمد) من مكانه بينما (ملك) تقول:
- خليك شوي..لسة بكير
- إيه لسة بكير يا (أحمد) ..واستنى شوي رح إعمل سهرة ولا بالأحلام..
ثم قال لـ (ملك) :
- ممكن تساويلنا شاي يا (ملك) ؟
- طبعا حبيبي تكرم عينك

تعجبت (ليلى) من طريقة كلام (ملك) مع (حسن) ..

- طيب أنا ما في إلي حبيبي؟
قالت (ملك) وهي في طريقها للمطبخ:
- لا ما حزرت..لسة بكير لتسمع هالكلام
ضحك (حسن) ثم قال لأخيه:
- أنا لو محلك كنت تركت البيت من هاللحظة

ضحك الأخوان بينما (ليلى) تنظر إليه..إلى (حسن) ..حتى ضحكته تشبه ضحكة زوجها..كان عندما يضحك ترتفع زاوية فمه اليمنى عن اليسرى قليلا..


قام (حسن) وأحضر حقيبته التي كان قد وضعها قرب الباب ثم أخرج منها جهازا فتحه كالكتاب، ثم ضغط فيه على زر لتضيء شاشته..حانت منه التفاتة إلى (ليلى) ليجدها تنظر للجهاز بفضول فقال:

- هاد إسمه (لاب توب) أو كمبيوتر محمول
- مثل التلفزيون؟
- يعني..بس مو كتير..بس لما تستعمليه رح تعرفي الفرق
خرجت الأم من المطبخ وقالت:
- أنا داخلة نام..بدكن شي يا ولاد؟
- يسلمو خالتي..بس خليكي قاعدة شوي
- لا إبني..ما فيني إسهر متلكن
عادت (ملك) بعد قليل حاملة أكواب الشاي،ثم جلست بجوار (حسن) وبجانبها (ليلى) ..

- هذا قصر الحمراء!


صاحت (ليلى) بتلك العبارة وهي تشير للشاشة عندما رأت خلفيتها،فابتسم (حسن) وقال:

- إيه صح
مدت يدها لتلمس الشاشة وقد تسارعت نبضاتها من الانفعال..ترى ما حال الحمراء الآن؟ ..
- هل لا يزال موجودا؟
قال وهو يحرك يده على لوحة اللمس:
- طبعا..هاي الصورة من وقت قريب
- الذي رسمها شخص محترف
التفتت (ملك) إليها وقالت:
- رسمها؟ ..لأ يا (ليلى) ..هاد مو رسم..هاد تصوير بالكاميرا
- كاميرا!

شرحت لها (ملك) الأمر،فأعادت (ليلى) النظر إلى الشاشة وهي تشعر بمزيج من المشاعر المتضاربة..خمسمئة عام مرت عليه وهو لا يزال شامخا..

- أكيد إنتي بتعرفيه أكتر مني
قطع صوت (حسن) تفكيرها لتقول:
- ليس تماما..فأنا لم أدخله في حياتي..
ثم تابعت:
- لكني كنت أراه كثيرا عندما أمر على ضفة نهر (حدرُّه)
اقشعر جسدها عندما تذكرت آخر مرة مرت قربه..
- بتعرفي إنه هلق صار مزار سياحي؟ ..
نظرت إليه مستفهمة فقال:
- يعني الناس صاروا يجو من كل العالم ليدخلو هاد القصر ويتفرجو على كل شي فيه
- وسمح لهم القشتاليون بذلك؟
- القشتاليين اليوم مو متل قبل..هلق صار إسمهم الإسبان،وأصلا محل حكمهن صار بـ (مدريد)

لزمت الصمت..العالم تغير كثيرا..لم تكن قد اعتادت بعد على أنها في زمن آخر،لم تستوعب الأمر بعد..

فتح (حسن) معرض الصور وراح يريهم الصورة تلو الأخرى،وتختلف ردود فعل (ليلى) مع كل صورة،لكن القاسم المشترك بين كل أحاسيسها كان الحنين إلى (غرناطة) ..
كانت (ملك) تستند على كتف (حسن) مما جعل (ليلى) تتعجب مرة أخرى من مدى العلاقة بينها وبين (حسن) ،وللحظة شعرت بالغيرة..كانت تراه زوجها..


* * *

- (ملك) ..هل (حسن) قريب منك جدا؟

أغلقت (ملك) الضوء واندست بين الأغطية بجوار (ليلى) ثم قالت:
- إيه..هو بيكون أخي بالرضاعة أصلا..
أجابتها (ملك) على سؤالها قبل أن تسأل..
- ليش بتسألي؟
- لقد تعجبت فقط من تبسطك معه لتلك الدرجة
ضحكت (ملك) ثم قالت:
- (حسن) رضع مع أخي (محمود) من إمي
وواصلت (ملك) الحديث وهي لا تدري أنها أثلجت صدر (ليلى) بكلامها..

في اليوم التالي وبعد عودة (رسلان) و (محمود) من العمل أخبراهم أنهما مضطران للسفر إلى (دمشق) ..

- ليش يا إبني؟ البلد في حرب الله يسترها عليك
قال (رسلان) :
- شغل يا إمي..شو بدنا نساوي يعني..وكمان مو كل البلد فيها مشاكل
- طيب قديش رح تضلو هونيك؟
- يعني ممكن أسبوع
- الله يحفظكن

نظر إليه (حسن) نظرة ذات مغزى لكنه لم يتكلم،وبعد الغداء جلس مع الأخوين في غرفتهما وتحدثا طويلا..وفي الصباح انطلق الشابان تصحبهما دعوات أمهما..




يتبع ...........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس