عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-13, 12:20 AM   #7232

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

كانت تجلس على نفس جلستها لا تعلم كم من الساعات مرت عليها ...... لكن الغرفة المظلمة بدأت تتوضح ملامحها , بلونٍ رمادي كئيب .......
لأول مرةٍ تشعر بمثل هذا الانقباض مع شروق الشمس ......
لقد بدأ جو الصيف في التراجع قليلا .... لتحل لدغة البرد المعروفة مع الشروق , و ازدادت رائحة يود البحر قوة حتى ازكمت أنفها .......
تطايرت الستائر البيضاء الشفافة قليلا مع البرد الذي يحملها معه و غاب شعاع الشمس الذهبي الذي اعتادت عليه ....
فبدت الغرفة كلوحةٍ ضبابية رمادية, باردة , ساكنة كغرفةٍ مسكونةٍ بالأشباح ..... ستائرها المتطايرة هي النبض الوحيد بها ......
نظرت حنين حولها الي كل جزء من أجزاء الغرفة وهي تضم ذراعيها بكفيها و تدلكهما لتهدىء من رعشة البرد التى تشعر بها , لا تعلم إن كان الشتاء فعلا قد اقترب ..... أم أن البرد منبعثا من قلبها .....
إنها المرة الأولى التي تقضي فيها ليلة بعيدة عن بيت عمها ...... و على الرغم من كل سنوات الغربة التي ظنتها سابقا , الا أنها لا توازي ذلك الصقيع في قلبها في تلك اللحظة .....
أجالت نظرها مرة أخرى بعينين متسعتين و صدرٍ لاهث .....
" ماذا سيحدث الآن ؟؟ ..... هل سيجعلها زوجته بالفعل ؟ .... متى ؟؟ ...... الليلة ؟؟ ...... بعد ساعة ؟؟ ........ الآن ؟؟ "
ارتجفت بقوة .... فإن كان ما عايشته بالأمس رعبا ... الا أنه رعب سريع و قد صدمتها أعصابها التي انهارت فجعلت احساسها بالرعب يبدو وكأنه كابوس غير حقيقي
أما الآن ..... الآن ومنذ ساعات ..... وهي تجلس بمفردها في الظلام منتظرة ..... تبدو وكأنها تعايش موتا بطيئا , فاق ألمه ما عرفته بالأمس .....
لماذا يعذبها بهذا البطء ؟ ..... هل هو سادي لتلك الدرجة ؟ ....... أتراه يستمتع الآن في هذه اللحظة متلذذا بتركها تنتظر حكم الإعدام ؟ .......
لقد أصبحت زوجته شرعا وقانونا ...... أصبحت حرم جاسر رشيد ......
على الرغم من اتساع عينيها بخوف ... الا أن ابتسامة مفاجئة شقت طريقها الى شفتيها , لتتسع تدريجيا و بسرعة , ثم تحولت الى ضحكةٍ بدت كالفواق .... تلتها ضحة أخرى , ثم أخرى أعلى ..... و أخذت ضحكاتها تتوالى بصوتٍ عالي وهي غير قادرةٍ على إيقافها ......
فأغمضت عينيها بقوةٍ و دموع الضحك تنساب من تحت أجفانها على وجنتيها و وضعت يدها على شفتيها و جسدها الصغير ينتفض انتفاضا من شدة الضحك ........
استطاعت الهمس بصعوبة من بين ضحكها العالي المجنون
( يالله .... لقد لعبها بطريقة صحيحة ...... صحيحة جدا ..... لقد ...... لقد رجوته ليتزوجني ..... وكدت أن أقبل يده ليوافق )
صمتت تهزها نوبات ضحكها المجنونة ..... ثم تابعت تهمس باختناق
( للحق .... انه يستحق سلام معظم ........ )
عادت تضحك و تضحك ..... و الدموع انسابت غزيرة على وجهها , و جسدها ينتفض ..... و لم تعرف متى تحول الضحك الي بكاء .... بكاء عالي يمزق نياط القلب
كل ما تعرفه انها مالت ببطءٍ لتنام على الأرض وهي تدفن وجهها بين ذراعيها لتكمل رحلة بكائها علها تموت و لا تستيقظ أبدا ......
لكن الموت أخلف موعده .... و النوم أبى أن يرحمها ..... والبرد كان رفيقها الوحيد , فرفت ركبتيها الى صدرها وهي نائمة لتضم نفسها ككرةٍ بائسة مهجورة ....... دون أن تجرؤ على الصعود الى السرير الضخم المخيف ......
فقط تراقب الستائر الشفافة وهي تلوح لها من بعيد بضوءِ الصباح الرمادي في مثل هذا الوقت من العام .......
و بعد وقت طويل .... طويل .... لا تستطيع تحديده , سمعت صوت المفتاح في الباب .....لكن تجمد أطرافها و تجمد قلبها خوفا منعاها من محاولة الحركة ......
لحظة صمت .....
.ثم سمعت خطواتٍ نهبت الأرض جريا بقوةٍ مخيفة الى أن وصلت اليها ....أوقعت قلبها رعبا بين قدميها , و كفين ككلابتين من الحديد حفرتا في ذراعيها لترفعانها بقوةٍ جبارة لتستوي جالسة بين ذراعي كائن ضخم كان ينظر اليها بخوف لأول مرةٍ تراه في هاتين العينين البراقتين .... وهتافٍ أجش باسمها " حنين .... "
نظر مصدوما للحظات الى عينيها الزيتونيتين ذات الشعيرات الذهبية بأدق تفاصيلها و الحمراوين المتسعتين رهبة .... ثم انتقلت نظراته الى شفتيها المنتفختين المفتوحتين لتنتقل بعدها نظراته الى جسدها وكأنه يتأكد من عدم وجود أي منظرٍ مخيف ....
حتى أن يديه شردتا قليلا على بشرة ذراعيها و كأنه يتفحصها ..... لم يتعد الأمر كله بضع لحظات حتى ظنت حنين أنها توهمت سماع نبرة الخوف في صوته وهو يناديها باسمها .....
كان جالسا القرفصاء أمامها .... ثم في لحظةٍ رمى نفسه ليجلس بجوارها مبتسما بتسليةٍ بينما عينيه عادتا للمعانهما المعتاد و قال بسخريةٍ و عبث
( اذن ..... لا زال لديكِ ذرة عقل و لم تحاولي قتل نفسك ..... )
ثم ضحك عاليا و جذبها لتستند الي صدره بينما هو يستند الي الحائط و أحاط كتفيها بذراعه الحديدية ..... ليقيدها بالقوة الجبرية الي صدره , حيث قلبه اللذي يبدو كمضخةٍ عملاقة أخذ يضرب أسفل وجنتها مباشرة .....
أغمضت حنين عينيها الحمراوين تعبا و ارهاقا ..... بينما كانت ذراعه و كفه اللذي أخذ يدلك ذراعها طاردا البرد عنها كان لهما مفعول السحر في مناداة النوم الى عقلها المعذب ......
كانت تفتح عينيها كلما شدها النعاس .... و هي تأمر عقلها أن يستفيق وهي في حضرة ذلك المجنون المجرم .... فكيف تنام في وجوده ؟.... فربما ..... ربما فعل بها ما يشاء .......
كانت عينيها تنغلقان .... ثم تعود لتفتحهما بقوة ..... ليسقط جفنيها مرة أخرى ....بينما أصابعه تتلمسان ذراعها بصورةٍ رتيبة مرة بعد مرة ......
الى أن استسلمت حنين أخيرا و هي تطلق تنهيدةٍ خافتة ......و تركت لجفنيها راحة الإنخفاض .... وهي تفكر في آخر لحظات وعيها ....
" فليفعل ما يريد و أنا نائمة ..... و يا ليت عيني لا تستفيقا الى أن ينتهي .... بل يا ليت الا تستفيقا أبدا ...."


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس