عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-13, 12:21 AM   #7233

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

قبل أن تفتح عينيها , تمتعت قليلا بالدفء الحديث الذي تشعر به ... وكأنها متدثرة بغيمةٍ فوق البحر مباشرة و الذي يصل صوت موجه الى آذانها حتى هذه اللحظة ..... و كم تمنت أن تظل أسيرة ذلك الدفء و الا تفتح عينيها لعالمها أبدا .....
لكن عاد اليها وعيها في لحظةٍ فانتفضت جالسة بقوة و رعب تنظر حولها الي الغرفة التي اتضحت ملامحها في ضوء النهار ...
نظرت برعب الى الغطاء الناعم المتدثرة به , ومنه انتقلت نظراتها المرتعبة الى جسدها لتتلمسه بيديها المرتجفتين ,لتجد أنها لاتزال بثوبها الأبيض ......
اخذت تنظر الي نفسها قليلا بعدم استيعاب و هي تجمع خيوط ذاكرتها المتلاشية ..... هل نامت في أحضانه ؟ ....و هل تركها بمنتهى البساطة ؟ ....... لا يزال يستمتع بتعذيبه البطىء , .....
نهضت حنين من الفراش ترتجف و تتعثر ..... و اتجهت ببطء وخوف الي باب الغرفة , و بالتأكيد و كما توقعت وجدته مغلقا اخذت تجيل نظرها بخوف في انحاء حبسها الانفرادي الذي فرضه عليها دون أي ذنبٍ ارتكبته سوى أن هذا الهمجي قد قدر عليها ...
تركت الباب وهي تتنهد تنهيدةٍ مرتجفة , لا تعلم ماذا ستفعل الآن .... لقد خسرت اسرتها الوحيدة للأبد , .....
اتجهت بشرود الى الشرفة و نسيم البحر يطير شعرها بتناغم مع الستائر الشفافة .... الى أن اقتربت لتراه ......وفقت أمام الشريط الفيروزي الممتد على مرمى البصر ... يكاد يعمي نظرها من لونه الزاهي المتناقض مع شريط الرمال البيضاء الممتدة أمامه ....... كان بحرا مختلفا .و لونه مختلفا ..... كان رائع , ساحر , تاهت به للحظات ....
بعد فترةٍ طويلةٍ من وقوفها أمامه مسحورة شاردة فيما ضاع منها ..... سمعت صوت سجانها من جديد , تقترب خطواته منها , دون أن تسمع صوت مفتاحه هذه المرة .....
التفتت اليه بسرعةٍ تشعر بالرعب من أي هجمةٍ عليها ......
كان على بعد خطوتين منها .... ينظر اليها بعيني ذئب , و ابتسامة قرصان ..... لا تنقصه سوى رقعة العين لتكمل صورته الهمجية ....
ظلت أسيرة عينيه لعدة لحظات , قبل أن تجده يضع شيئا على الطاولة المجاورة .... فتنبهت للمرة الأولى أنه يحمل شطيرة بيده .... هكذا دون طبق حتى , ووضعها على سطح الطاولة مباشرة ...... و كوب به سائلا على ما يبدو أنه ......سحلب !! ....سحلب ؟!! ...... المخبول !! .....
بعد أن وضع الكوب الساخن من يده , اقترب منها خطوتين ليصبح بقربها تماما ..... فاستدعت كل قوتها كي لا تهرب أو أن تقفز من الشرفة خلفها ..... فهي لم تتعافى بعد من هول تهجمه عليها ليلة أمس .....
ابتسم ابتسامة شريرة و قال بهدوء
( صباحا مباركا يا عروسي ........... )
لم ترد حنين , الا أن عينيها فقدتا بعضا من ضعفهما الخائن و تحلتا بكرهٍ ظهر بوضوحٍ من بين شعيرات عينيها الزيتونيتين .... نظر اليهما جاسر طويلا كما اعتاد مؤخرا قبل أن يقول باستهزاء واضعا يديه في جيبي بنطاله مشيرا بذقنه
( ماذا ؟ .... أكنتِ تفكرين برمي نفسك من الشرفة , لتتخلصي من زوجك المتوحش ؟....... هيا .... تقدمي , فلتخسري حياتك و آخرتك ....... )
ظلت حنين صامتة قليلا , و صدرها يعلو و يهبط بأنفاس الكره و الغل له ...... ثم همست كل ما استطاعت همسه في مثل حالها
( ليست لي أي حياة ..... لقد تكفلت بالأمر و سرقت ما تبقى من حياتي .... و أنا لن أخسر آخرتي من أجلك , لذا اطمئن ..... لن أنهي بنفسي فترة تعذيبك لي ...... بل أنتظر القدر ليحررني منك )
ضحك جاسر ضحكة خشنة لا تحمل أثرا للمرح أو التسلية .... ثم اقترب منها مرة أخرى حتى كاد ان يلامسها , فاستدارت عنه تعطيه ظهرها بقلبٍ يرجف و ساقين تتمنيان التهاوي ....
و بالفعل انتفضت حين شعرت بيديه على كتفيها بخفة و أنفاسه الدافئة على عنقها تنافس النسيم البارد المحمل اليهما .....
أغمضت حنين عينيها هلعا , خاصة حين شعرت بأصابعه ترتفع لتمر بظاهرها على طول عنقها الناعم بلمسةٍ كادت الا تشعر بها , الا أن تأثيرها كان كالسياط .... ابتلعت حنين ريقها فتحسست اصابعه الخفيفه حركات عضلات عنقها الهشة وهي تتحرك بصعوبة .... و أفلتت منها تنهيدة خوف صامته ....
و بعد عدة لحظات شعرت به يعود ليمسك بكتفيها .. مسندا ذقنه الى قمة رأسها وهو يقول بصوتٍ أجشٍ خافت
( ما رأيك بهذا المنظر ؟؟ ...... هل يعجبك البحر ؟ ....... )
للحظاتٍ لم ترد حنين وهي تتطلع الى الساحل الفيروزي ... وحين تمكنت من الكلام أخيرا همست بفتور و بلا حياة
( ليس هو البحر الذي تربيت على رماله ..... بحر المدينة داكن و رمالها أقسى , أما هذا البحر الناعم لم آتي اليه من قبل )
تحركت أصابع جاسر على كتفيها وهو يشدد عليهما قليلا وكأنه تعجب من تطرقها للحوار .... لكنه همس بخفوت و عمق
( لا تدعي لونه الفيروزي يخدعك بنعومته .... فبحر الساحل شرس , غادر .... لا صديق له )
همست حنين بقوة
؛( اعرف .... ولا أحبه ....... )
همس جاسر في اذنها بعد أن مال برأسه اليها بطريقةٍ ارسلت رعشة الى أطرافها
( ستعتادينه أولا ..... ثم تعتادين حبه )
همست حنين باندفاع
( لن أحبه ..... ليس هذا مكاني و ليست حياتي )
شدد جاسر على كتفيها أكثر ليمنع محاولتها التحرر منه وهو يقول بتأكيدٍ قاسٍ
( بل هي حياتك .... حياتك معي أنا ...أنا أملكك منذ أن كنتِ طفلة تلعبين في طرقاتِ حينا )
جذبت حنين نفسها بقوةٍ منه وهي تستدير اليه لتقول بعنف بينما عيناها اشتعلتا بمرارةٍ دفينة و بريق دموع تحاول كبتها و هتفت بقهر
( لن تكون حياتي ..... لن تكون حياتي ابدا , لو كانت لديك فرصة في البداية فأنت وأدتها قبل أن تبصر النور حتى , بما فعلته ليلة أمس ...... لقد ابتززتني بمحاولة اغتصابي ..... هل رأيت دناءة أكثر من تلك ؟ ...... )
للحظةٍ فقدت عيناه كل أثرٍ للعبث أو المرح .... و اشتعلتا بشيءٍ غريب لم تستطع تفسيره ...... ثم هجم عليها يجذبها من ذراعيها اليه بقوةٍ بينما أبعدت وجهها عن وجهه برعب وهي تشهق بقلبٍ يرتجف ... فحطت أنفه على وجنتها لتشعر بنفسه الساخن يلفح بشرتها ..... وهمس بصوتٍ مخيف يكاد يلسعها بحرارته
( اغتصاب ؟؟ ..... الا تشعرين بأنكِ أصبحتِ كئيبة قليلا , ..... ما من اغتصاب بين رجلٍ و زوجته .... المرء لا يغتصب حقه , بل يسترده ...... )
اخذت تدفع صدره بكفيها و قد بان عليها الوهن و الضعف من شدة ما تعرضت له الليلة السابقة .... وهمست بضعف و مرارة
( ابتعد عني .... ابتعد عني , لا أطيق لمستك ...... )
جذبها جاسر اليه بقوةٍ لتسقط على صدره و يكبلها بذراعيه بقوةٍ بينما يديه تتحركان على ظهرها بخشونة وهو يهتف بغضب وقد فقد صبره الخادع .....
( ماذا بها لمستي ... ها ؟؟ ...... تقرفك ؟؟ ..... تختلف عن اللمسات الناعمة التي كنتِ تحلمين بها ؟ ..... تنتظرين فارسا من الأحلام , اليس كذلك ؟ ..... لكن الفارس ..... الفارس يا حنين , يفوز بأميرة ....... أما أنتِ فلستِ أميرة أبدا .... )
اخذت حنين تقاومه بضعف ,الا أنها بدت كمن يحاول زحزحة جدارا منيعا .... بينما هو يتابع بحقد
( انظري حولك .... انظري لذلك البيت الذي يرقى لمرتبة القصور , الا يكفيكِ ذلك ؟ .... تريدين الفارس مع القصر ؟ .... أنسيت حياتنا في الحارات ؟ ... أم أن حياتك في الأحياء في الأحياء الراقية جعلتكِ تتمنين أحد أبنائها ؟ ....... )
أغمضت حنين عينيها أمام كلماته القاسية ... وطيف فارسها يتخلل قلبها المعذب , طيفه يزورها بين حينٍ و آخر .....
ذلك الفارس الذي لم يكن سوى وهم ... وهم لم ينسجه خيالها , بل نسجه ذلك المتوحش أمامها , إكمالا للعبة العبث بحياتها .......
هتفت بصوتٍ معذب و كأنها تقنع نفسها قبل أن تقنعه محاولة التحرر منه بشراسةٍ ضعيفة ......
( لا تكلمني بذلك التحقير , أنا ابنة اخ اسماعيل رشوان ...... اسماعيل رشوان ...... )
ضحك جاسر عاليا وهو يسخر من غرورها الزائف , و ردا منه جذبها اكثر ليمنع كل حركةٍ لها بينما هي تدير وجهها بعيدا عن ملامحه الشريرة وهو يقول
( من تحاولين اقناعه ؟ ..... أنا أم نفسك ؟؟ ..... لم تكوني أكثر من شخصٍ مهمل لديهم , و انظري لحالك الآن , انظري الى النعمة التي تعيشينها حاليا ..... كل ما عليكِ فعله الآن أن تكوني ممتنة و تحمدين الله على ما أنتِ فيه )
لم تكن تنظر لوجهه وهو ينطق كلامه السام .... لكنها كانت تختزن بداخلها كل قطرة سم يبثها داخل روحها , لتكون حجرا آخر في جدار كرهها له .....
لكنه كان كمن افضى ما لديه و انتهى , فضمها الى صدره بقوةٍ كادت تحطم ضلوعها ,ليس بفعل قوةٍ جسدية .... لكن شيئا آخر في ضمته لها .... جعلها تشعر و كأنه يريد أن يسجنها بداخله ......
قبلها الصغير يضرب مرتعشا فوق مضخةٍ جبارة تضربه ضربا .... لدرجةٍ ارعبتها أكثر فوق رعبها , لماذا يضربها قلبه بتلك الطريقة المفزعة ..... بأي جريمةٍ يفكر تجعل نبضاته تزداد لهذا الحد ؟......
حين ازداد فزعها لمجرد الاحساس بضربات قلبه الهائجة .. حاولت ابعاد راسها عن صدره و رفعت يدها بصعوبةٍ تمسح دمعتين مرتعبتين أفلتتا على وجنتيها .....ثم همست محاولة ابعاد وجهها عنه و عن حصاره قدر الإمكان
( على ماذا تنوي الآن ؟ .... و أي عذابٍ جديد سأراه على يديك ؟؟ )
ابتسم دون مرح وهو يتطلع الى خط عنقها الطويل الملتوي وهي تنظر بعيدا عنه .... ثم قال بصوتٍ أجش
( سننتظر الى أن نرى ردة فعلهم ..... كان بإمكاني أن أخبرهم بمكاننا , لكن أحببت أن أرى مدى مهارة ولدي رشوان في العثور علينا ...... )
نظرت اليه حنين بسرعةٍ وخوف وهمست بارتجاف و هي لا تريد التصديق
( هل ..... هل أخبرتهم عن ...... زواجنا ..... الزواج )
ازدادت ابتسامته التواءا وقسوة وهو يجيب بتمهل مشددا على كل حرف
( بالتأكيد ......كان أول ما فعلته صباحا أن اخبرت ابن عمك بزواجك .... )
ارتجفت شفتيها بشدة مثيرة للشفقة .... و اهتزت حدقتاها بشرود وخوف ... ثم همست بلهفةٍ دون وعي
( أريد أن أكلم عمتي ..... أرجوك ... يجب أن أكلمها , .... أن أشرح لها ....... )
مع كل كلمةٍ كانت تنطقها كانت ملامحه تزداد قسوة ثم قال أخيرا بجفاء
( تخبريها بالأسباب التي جعلتكِ تهربين ليلا , هاربة من خطبتك لابنها ..... أتعتقدين أن أي شرحٍ منكِ في هذه اللحظة من الممكن أن يكون مجديا لها ؟؟ ......لقد أخطأتِ بقبولك من البداية يا حنين و ها أنتِ تدفعين الثمن )
رفعت اليه عينين متسعتين وهي تلهث بخوف ..... وهمست بعد لحظات
( أريد أن أكلمها .....أرجوك ......دعني أكلمها , إنها ...... انها أمي )
وهي تكلمه و تستعطفه ... جاءت غيمة رماديةٍ كبيرة لتحجب الشمس و تحجب بعضا من دفئها .... التفتت حنين الى الشرفة لتجد بعض قطرات الأمطار الصغيرة جدا ... تتساقط بتباعد , لتلامس أرض الشرفة و زجاجها .....
بينما تغيرت النسمات لتهب رياحا أقوى قليلا لتطير شعرها الى وجهه , الذي تقبلها مغمضا عينيه يستنشق عطرها الخاص ....
تاهت عيناها في البحر الذي تحول خلال لحظاتٍ لبحرٍ رمادي غاضب ... بينما السماء تضاهيه في لونه الضبابي , لتختفي الصورة الملونة التي رأتها منذ قليل ....
ارتجفت حنين بقوةٍ و طوقت صدرها بذراعيها .... لتلفها ذراعين آخرين أقوى و أكبر و أدفأ .... جذبتاها لصدرٍ قوى , و اندفع صوته كهدير موجٍ في أذنها ....
( ستبردين بملابسك الرقيقة تلك ..... لماذا لم تبدلي ملابسك الى الآن ؟ ..... )
لم ترد عليه , بل ازدادت ارتعاشا ....فقال بخفوت
( هيا لتتناولي شرابك قبل أن يبرد ........ )
همست بتجمد و بلا حياة
( لا أريد ......... )
جذبها للخلف حتى الطاولة الموضوع عليها " السحلب " .... ثم تركها ليغلق زجاج الشرفة بقوةٍ أصدرت صوتا عاليا جعلها تنتفض .....
ليعود اليها وهو يرفع الكوب الساخن ليديها ثم أحاط بهما كي لا يسقط الكوب من يدها ..... ظلت تنظر اليه و شفتيها ترتعشان بقوةٍ لا تناسب بداية الشتاء .... وهو كعادته يطيل النظر لعينيها و بينهما الشراب الساخن يخرج بخارا بن وجهيهما ليفصلهما عن بعضهما وعما حولهما .....
رفع جاسر الكوب بيديها الي شفتيها المرتجفتين , فلامس شفتها السفلى بالكوب الساخن ليسكن من ارتجافها ..... و حين وجدها مستسلمة لعدة لحظات , أماله اليها لترتشف منه ... و أمام عينيه المشتعلتين كانت روحه تزداد اشتعالا وهو يراقبها كطفلةٍ صغيرة ... ترتشف السائل الكريمي الأبيض ..... وعيناها مائلتانِ بحزنٍ زادها جاذبية .....
قال جاسر بهدوء دون أن يترك يديها ....
( سنهتم بكل شيءٍ في وقته .......اتركيها بعض الوقت ثم سأسمح لكِ بمكالمتها ....فقط إن بقيتِ متعاونة و طيبة )
التقت عينيها بعينيه من فوق حافة الكوب .... لتأسرهما ...... بينما كانت هي تراقب أسرهما بصمت و بلا أي تعبير ......


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس