عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-13, 01:57 AM   #1211

**روووح**

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية **روووح**

? العضوٌ??? » 271570
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » **روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم أحبتي في الله..

حابة أقول شي لكل من كتب لي تعليق أو كلمة أو حرف حتى...

أشكركم...أشكركم من أعمااااق قلبي...ما حقدر أوصف لكم أنا أحبكم لأي درجة...لأن كلماتكم و مشاركاتكم هذه هي اللي تديني الحافز إني أقدم أفضل ما عندي عشانكم..و و الله كل تعليق أقراه كويس و أعيده و في تعاليق تمسني فقلبي و اتذكرها لمدة طويلة..و أتمنى لو كان لي وقت أرد على تعاليقكم بس و الله الوقت اللي ألقاه أحاول أكتب فيه الفصل...بس بشكركم من جووة قلبي..و كل شخص ينضم لنا جديد أقوله...

شرفتني..!!

اليوم حركز في شخصيات معينة دون غيرها...
بس في مواقف مستني و أنا أكتبها...!!




الطية السابعة و أربعون

محض فرصة...!!
توشك روحي ألا تصدق..
هل هذا أنت...؟!
بروحك..
بقلبك..
و بنبضك..
قابع أمامي؟!!
أهي فرصة أخرى لي...لأعتذر...!!




علمني أن أخرج من بيتي ..لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك في الأمطار .. وفي أضواء السيارات
أطارد ثوبك في أثواب المجهولات
أطارد طيفك
حتى
حتى
في أوراق الإعلانات
علمني حبك كيف أهيم على وجهي ساعات
بحثا عن شعر غجري تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه .. عن صوت .. هو كل الأوجه والأصوات
أدخلني حبك سيدتي .. مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان
لم اعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان
وان الإنسان بلا حزن .. ذكرى إنسان

نِزار قبّاني








قبل كل شي..
صلوا على الحبيب محمد..!!




في تلك المستشفى...

طرق باب الغرفة ليسمع تلك ال(تفضل)...دخل بهدوء يحاول جاهداً التغلف به ليقف عند الباب و هو يرى تعابير تلك السيدة و هي تبتسم له بفرحة..\هلا فيك يا ولدي...
اقترب وهو يقول..\كيف صرتي؟!

قال تلك و هي مستغربة من هذه الزيارة التي لم تتوقعها...فهو قد تزوج رحيق قبلها بيوم..ماالذي سيأتي به لها؟!...قالت و بتعب..\بخير..بس عسى ماشر ؟!
قال لها ذلك الآخر وهو يقترب..\فيه موضوع مهم بتكلم فيه معاك..
زاد إستغراب تلك الأخرى و هي تحاول التفكير في الموضوع...ربما تلك الرحيق قد افتعلت مصيبة ما...اقترب من ذلك الكرسي ليجلس عليه وذلك الهدوء الذي يغلفه يثير استغراب تلك الأخرى و هي تقول...\عسى ما شر..قول يا ولدي ؟!!

قال ذلك الآخر وهو يكتف كفاه ببعضهما وهو يتأمل أرضية الغرفة..\أنا جيتك و فراسي تساؤلات كثيرة و متأكد مية بالمية إن كل إجاباتها عندك..و عندك إنتي بس...و رح أسألك بهدوء و أتمنى إنك تجاوبيني بكل صراحة..

بدأ الخوف يدب في أوصال تلك الأخرى و هي تقول..\وش اللي صار يا ولدي...
اكمل..\أنا أدري بحقيقة رحيق...و أدري إنها ماهي ببنت أختك...و إنها بنت إنتم حبستوها عندكم بس..قاطعته تلك و برجفة قد بدت على معالم جهها..\إنت وش قاعد تقول..وش..قاطعها هو بالمثل وهو يشير بيده مغمضاً عينيه علّه يتحلى ببعض من الصبر..\لو سمحتي يا خالة...لا تحاولين تكذبين..و هذاني بعطيك الفرصة عشان تصلحين اللي سويتيه إنتي وولدك...بس ياليت ما تكذبين...صمت لوهلة وهو يزفر ذلك الكم من الهواء بقوة...تأمل سقف الغرفة وهو يكمل...\أنا أدري بكل شي...و الحرمة اللي جابت لكم هالرحيق لما كانت رح تولد إعترفت بكل شي..و إعترفت إنها جابتها لكم..و إنها دفعت لك إنت و ولدك عشان تحبسونها معكم...اعترفت بكل شي...
قالت تلك و قد أيقنت تماماً بأنه قد علم بالحقيقة المرة...\إنت...أنت كيييف عرفت؟!...كييف لك علم بكل هذا؟!!!...كيييف عرفت هالإشيا...أن...إنت من ويين لك كل هالمعلومات؟!!
قام ذلك الآخر من مكانه و هو يقف قرب تلك النافذة...سحب أكبر كمية من الهواء وهو يقول...\ههه..كيييف عرفت؟!!...كيييف؟!!

قال لها و دونما أي جواب منه...\أبيك بالأول تقولين لي كل القصة..

صمتت تلك الأخرى لوهلة و هي تفكر..و فجأة بدأت...بدأت بسرد كل شئ لذلك الآخر وهو مستغرب من تتابع الأحداث...و هي تقص عليه كل شئ...بالتفاصيل...كل شئ وهو في حالة صدمة لا نهاية لها...و أكملت كلماتها...\هذا كل اللي صار...و آني ما كنت رح أمسكها معي إلا بعد ما قالتلي ذيك الحرمة إن هالبنت حملت بالحرام و إن هلها بيقتلوها لو لقوها...قلت خلاص..بكسب أجر في البنت و بمسكها معي و بكسب فلوس...و حنا كنا محتاجينها ..
قال ذلك الآخر بألم...

..\يعنييي؟!!...صمت لوهلة وهو يحاول إستيعاب ما تقول تلك السيدة...\يعني..هي الحين فاقدة الذاكرة؟!..ماهي متذكرة ولا شي..؟!!

أجابته...\هي كل اللي تعرفه من هالدنيا آنا و ضاحي...و ماهي متذكرة ولا شي...صمتت لتردف و هي خائفة من ذلك القابع امامها...\وربي هذا كل اللي صار...بس..بس إنت كيف عرفت الحقيقة؟!..كيييف؟!
قال لها...\سؤال لو جاوبت لك عليه ممكن تموتين مكانك من الصدمة...ممكن ما تقدرين تحتملين هالكلام...أنا مدري وش اللي حاس فيه فهاللحظة...مادري ليش ماني قاعد أصارخ عليك أو أطردكم إنتي وولدك من المستشفى و أتخلى عن تكاليفكم...مادري ليش ماني قاعد أسوي كل هذا...التفت عليها و هو يقول بهدوء غريب قد غلب على روحه..\تدرين إن اللي كانت معكم إهي زوجتي؟!!

تأملته تلك الأخرى و بإستغراب لا حدود له و هي مصدومة لا غير..\وش اللي قاعد تقوله؟!
خالد \مثل ما قلت لك...زوجتي...زوجتي اللي لي سنين أتحسف على الوقت اللي ضيعته بعيد عنها...روحي..قلبي اللي راحت من هالدنيا...تدرين إنها لما جابتها ذيك الثانية لعندكم كانت حامل فبنتي..تدرين إنها وهمتني إنه زوجتي ماتت..فارقت الدنيا..سنين و أنا عايش على إنها ميتة...تدرين إن اللي سويتوه إنتي و ولدك إنكم فرقتكم إثنين من بعضهم..إنكم ضيعتم حياة وحدة مسكينة..ما ضاقت من هالدنيا شي غير الألم...تدرين إنه...

و ليش تدرين؟!...اللي يسوي سواتك ما رح يحس باللي قاعد أقوله...


************************


القصر..

كان يجر عجلات كرسيه بلهفة وهو يود رؤية ذلك الزائر الذي قد أخبرته الخادمة بحضوره...لماذا روحه تتلهف لهذه الدرجة...لماذا يحس و كأن جسده معلق في الهواء..؟!

أفعلاً يمكن أن يكون ذلك الزائر هو...!!

ابنه..!!

يسار

أيعقل

استغفر وهو يحاول جاهداً ألا يتعلق بأمل لا حقيقة له...دخل المجلس وهو يتوقف فجأة..يتأمل ذلك الذي يقف

شخص يعطيه ظهره العريض...وهو يتأمل في تلك اللوحة التي تتوسط الحائط...
هو...

نفسه...

نطقها و روحه توشك أن تخرج من فاهه...

..\يساااار..!!


التفت عليه ذلك الآخر وهو يتوقف لوهلة و كل منهما يتأمل الآخر...للحظة..!!

لحظة...!!

لا يمكن لبشر تخيلها..

لحظة..

لا يمكن لروح إحتمالها..

لحظة...

لقاء أب بإبنه...

لقاء روحين متلهفتان لفرصة أخرى..

قال ذلك الآخر وبلهفة..\يبة..!!

ابتسم عبدالرحمن ابتسامة لم تزر ملامحه منذ سنوات..و قال له...\يسااار..تعال..تعال فحضني يالغالي..

اقترب ذلك الآخر وهو يقبل رأسه..و يقبل يديه و ذلك الآخر يهتف بكل فرحة...\الحمد و الشكر لك يااا رب...الحمد و الشكر لك ياااا رب..يسااار..رجعت لي يا ولدي...رجعت..بالسلاااامة...ال حمد لله شفتك حي قبل لا موت...شفت روووحك...ابعده وهو يتأمل ملامحه و ذلك الآخر جالس على الأرض و هو يقبل كلتا يديه..قال له و الدموع قد ملأت محاجره..\آآآه يا ولدي..سااامحني..سااامحني و انا اللي دعيت عليك..سااامحني و..أسكته يسار وهو يقول..\يبة..لا تقوول كذا...لا تقول كذا..إنت اللي ساامحني يبة..إنتي اللي سامحني على كل شي...

خرجت تلك الآهة القوية من عبدالرحمن وهو يقول..\ قرب..قرب أضمك و أشم ريحتك..ليحتضنه مرة أخرى..و يتدافع يسار ليقبل كفيه ورأسه...لتتدافع الكلمات من ذلك الآخر..\كييفك يا ولدي؟!..ويين كنت؟!.. وش اللي صار فيك؟!..وش اللي؟!..ويين كنت؟!..و كييف؟!..و..قاطعه يسار بإبتسامة وهو يقول..\بقولك كل شي..بس..وقف ليلتفت وهو يقول..\ويين الباقيين؟!...وينها امي..و جدتي؟!..و صبا و شياطينها..؟!..و..صمت لوهلة وهو يقول بنبرة قد اختلفت عن البقية..\وينه خاالد؟!
أرجع عبدالرحمن كرسيه للخلف وهو يقول..\كلهم بخيير...و كلهم رح يموتون من الفرحة لو شافوك..
يسار بلهفة لا حدود لها...\بشوفهم...!!


************************


في زاوية أخرى..

وقف لمدة دونما حراك وهو يتأمل في باب الشقة...وهو يفكر في ذلك النقاش الذي سيخوضه معها...

كيف له أن يخبرها بأنه زوجها وهو بالنسبة لها مجرد غريب؟!...

كيف له أن يتحدث معها بكل هدوء وهو يفور من داخله...؟!

كيف له أن يقف على بعد امتار منها وهو يتوق ليدفنها في أقصى نقطة في صدره...؟!

كيف له أن يتجلد بالهدوء وهو أبعد ما يكون عنه؟!!...

كيف...؟!!

استغفر وهو يدعو الله أن يلطف به في ظل كل ما يحدث...!!

أدخل ذلك المفتاح في الباب ليفتحه...دخل ووضع تلك الأكياس على تلك الطاولة التي تتوسط الشقة...تأمل باب غرفتها الموصد وهو موقن بأنها لم تخرج منها...مسح وجهه بكلتا يديه وهو مرهق تماماً..مرهق لحد لا يمكن وصفه..

اقترب من باب غرفتها وهو يطرقه بهدوء...و لكن لا رد...أصابه الخوف أن مكروهاً قد أصابها و هي لم تأكل شيئاً...و لكن لا رد...طرقه مرة أخرى..و لكن أيضاً لا رد..!!
قال بهدوء..\مرضي..و لكنه صمت لوهلة ليستوعب..\رحيق...افتحي الباب...نحنا لازم نتكلم..فيه موضوع ضروري لازم نتكلم فيه..

تلك الأخرى كانت جالسة على السرير و بمجرد سماعها لطرقه للباب بدأت بالإرتجاف و اعتدلت في جلستها..لتسمعه وهو يطلب منها أن تفتح له الباب...سمعته وهو يقول..\رحيق..لو سمحتي..أنا وعدتك ما رح قرب منك...و ما رح سوي لك شي..بس لازم أتكلم معاك...لازم أوضح لك ليش كانت ردت فعلي كذا..ليش تصرفت بهالطريقة...ليش كل...و لكن الصمت غلفه وهي تفاجئه بفتحها للباب...تأملها و هي ترتدي حجاباً كاملاً و هي تنظر للهواء و تقول بهدوء

..\قول..!!

تمنى لو يدفن ملامحها في مخيلته للأبد..تمنى لو يحتضنها الآن و يخبرها بكل شئ..و لكنه يعلم أن هذه ليست بالطريقة الجيدة لإيصال الفكرة لها...قال لها و بهدوء..\خلينا نقعد برة...
تحرك مبتعداً عنها ليجلس على ذلك الكرسي وهو يتأملها...و هي تتلمس الحوائط ببطء و هي غير معتادة على المكان...تمشي ببطء سمح له أن يراها..

أن يتمعن في تفاصيلها الآسرة لروحه...

تأملها و هي توشك أن تصطدم بالكرسي ليقوم بلهفة وهو يقول..\حاااسبيي...لتتوقف هي فجاة و تتحسس الكرسي و تجلس عليه..جلس هو قبالتها..و لم يكف أبداً عن تأملها...تأمل عينها المعلقة في اللاشئ...كفيها المرتجفتان و هي تضمهما بين قدميها في حركة دفاعية...استيقظ من شروده وهو يجد نفسه قد أطال في الصمت...

قال لها..\أنا آسف عن اللي صار الأمس...بس..أنا رح أشرح لك كل شئ..اللي صار إني قبل ثلاث سنوات كنت متزوج...و كنت أحب زوجتي كثير...كنت متيم فيها بالمعنى الصريح..و هي كانت حامل..و بتجيب لي طفلي الأول...و..صمت لوهلة وهو يقف ليبتعد عنها و يقف عند تلك النافذة..
و أكمل..\و هي توفت..في الولادة..و جابت لي طفلة حلوة حيييل تشبهها..سميتها وجد..و كنت طول هالسنين و انا كل يوم أذكرها..و ما قدرت أتخطاها و لا انساها و لا أنسى أي شي عنها...واللي صار بقوله لك..بس أتمنى إنك تصدقيني..لأني مارح أكذب عليك..اللي صار إنه..صمت لوهلة..صمت لمدة طويلة حتى حست هي بالغرابة لتقول له..\اللي صار؟!!

أقترب ليقف أمامها وهو يقول..\ اللي صار إنه أنا أول مرة شفتك..لقيتك تشبهينها كثيير..فكل شي..حتى في الملامح...و تذكرتها...و صابتني لحظة هستيريا و ظنيت إنك هي نفسها...عشان كذا كنت أناديك بمرضية...صمت لوهلة وهو يبعد نظره عنها..\ أأ..أنا آسف لأني تصرفت بهالطريقة..بس لأني كنت ولهان فيها...و شفتك و جن جنوني...بس....أوعدك إنه ما رح يبدر مني تصرف مثل هذا مرة ثانية...

و حل الصمت مرة أخرى بينهما...و دون نطق أية كلمة وهو ينتظر ردة فعلها..لتقول هي بهدوء..\أنا آسفة على موتها..ربي يرحمها...طيب...ممكن أسألك سؤال؟!!

قال لها وهو يذوب في براءتها و نبرتها الهادئة...\إسألي؟!.

قالت..\وينها بنتك؟!!

تفاجأ و بشدة من سؤالها..فلم يتوقع أن يكون هذا أول سؤال تسأله...قال لها و بهدوء يحاول جاهداً التغلف به..\هي مع هلي..إنت..إنتي كنتي لاقيتيها من قبل في المستشفى..بس..إذا تبين ممكن أجيبها لك تشوفينها؟!!

ابتسمت تلك و رغم كل شئ و هي تقول...\طبعاً بشوفها..
سرح في برائهتها.. فها هي قد صدقته و في بضع ثوان فقط..و..توقف وهو يقول لها..\جبت لك أكل..أكيد بتكوني ما كلتي شي من مدة..


************************


القصر..!!

قالت تلك و هي تمسك بعصاها الخشبية...\وش فييه؟!..وش اللي تبي تقوله لنا؟!
لتتبعها أم يسار بكلماتها...\و ش اللي صار يا بو يسار؟!!..خرعتنا؟!

ابتسم ذلك الآخر وهو يقترب بكرسيه الحديدي و قال..\عندي لكم خبر ما رح تصدقونه...أحلى خبر بتسمعونه فحياتكم كلها..خبر..لتقاطعه والدته وهي تقول بنفاذ صبر..\وش هووو؟!...سليت روحنا؟!!
اقترب أكثر من والدته حتى أصبح مقابلاً لها..وضع كفيه على رجلها وهو يتأملها...لتسأله..\أبو يسااار!!!...وش فيك يا ولدي؟!!
قال لها بإبتسامة..\وش أكثر أمني
ة تتمنيها تصير؟!..
قالت له تلك و حيرتها تزداد...\وش اللي قاعد تقوله...إيش هذا؟!
قال..\سألتك بس جاوبيني..وش هو أكثر شي تتمنينيه الحين؟!

قالت تلك و هي تسرح بنظرها بعيداً و هي تتذكر أمنيتها الوحيدة..\ كنت أقول إني أتمنى أشوفه للمرحوم بالمنام..بس أحلم فيه...صمتت لوهلة و هي تبتسم لتقول لعبدالرحمن و هي تمسك بكفيه في فرحة..\قولي..إنت حلمت فيه؟!..شفته ليسار في المنام؟!..قولي؟!..وش صار؟!

ابتسم عبدالرحمن بشدة وهو يضحك على أمنية والدته المتواضعة لتقول له تلك في لهفة..\قوول وش اللي حلمت فيه؟!..و تتبعها أم يسار...\عبدالرحمن؟!..إنت حلمت فيسار؟!!

قال لهما و ابتسامته تزداد أكثر و أكثر...\ولو قلت لك يمة إنه امنيتك بتتحقق؟!
انعقد حاجبا كل منهما..لتضربه الجدة بكل قوتها بكفها على حجره و هي تقول..\إنت وش قاعد تخبص...هذا موضوع تمزح فيه؟!!

ضحك بقوة وهو يقول..\و اللي يقولك إني ماني بمازح معك..و اللي يقولك إنك بتشوفين يسار قدام عيونك مرة ثانية...

ارتفعت أنفاسها بقوة وهي تقول..\لااااااا حول و لا قوة إلا بالله..يااااا ربي ألطف..و قامت تلك الأخرى بلهفة من مكانها و هي تشهق و قالت بغضب شديد..\عبدالرحمن..و اللي خلقك لا تمزح معنا فموضوع مثل ذا...مالنا روح نحتمل هالكلام...

رجع بكرسيه للخلف وهو يقول لهما..\ما رح تصدقون إلا تشوفونه بعيونكم..و عشان كذا تعالو معاي للمجلس و بتشوفونه...لتقاطعه أم يسار و هي ترفع يديها بقوة..\لاااااا حول و لااااا قوة إلا بالله العلي العظييييم..؟إنت وش قاعد تخبص...إنت عقلك راااح؟!..وش اللي نروح المجلس و نروح وين..إنت إتجنيت...عبدالرحمن يسار ميت..!!

قال بإصرار..\تعالوا معاي عشان تصدقون...

حملت الجدة عصاها لتضربه بها بقوة غير عابئة لكبر سنه و هي تقول..\الظاهر إنك تبي لك سنعة..إنت قايل فيني حيل لهالمزح..و لا لقلبي قوة لهالكلام الفاضي..حرام عليك يا ولدي...حرام عليييك...ما تدري وش كثر قلبي حارقني عليه..

عبدالرحمن..\يا الغالية...أنا ماني قاعد أمزح..آني قاعد أقولك إنه المرحوم ما مات..و هو لساته عايش..و هو الحين قاعد فمجلس بيتنا..و لو تبين تشوفينه...

اندفعت تلك الأخرى بقوة خارجة من المكان و متوجهة نحو هذا المجلس لترى هذا اليسار الزعوم..و هي تصرخ بكل قوتها..\و ربي يا عبدالرحمن لو طلع كل هذا تخريف منك لكون م...

و لم تكمل جملتها و هي تدخل المجلس...

لم تكملها...!!

لم تستطع نطق حرف آخر..!!

توقف عقلها عن مدها بالكلمات..!!

توقفت روحها عن الكلام..!!

توقف الزمن..و الوقت..و الخيال...و كل شئ..كل شئ..!!

و توقفت هي فقط تتأمل في ذلك الآخر الذي قد وقف متفاجئاً بدخولها المفجائ للمجلس...و ظل الإثنان يتأملان في بعضهما دونما أية حركة..

هو...يتسائل..و هل لروحه إحتمال كل هذه اللهفة...هل لها أن تحتمل كل هذه اللقاءات؟!...هل لها..؟!

أما هي؟!..فكل ما كانت تفكر فيه..

يسار؟!!

إنت حي؟!!

إنت يسار؟!!

اقتربت بلهفة ما بعدها لهفة و هي تشهق حتى وقفت أمامه تماماً...ليحتضنها هو بقوة وهو يدفن نفسه بين أحضانها...

وهو يدفن روحه بين ثنايا روحها..

وهو يقبل رأسها و كفيها و يحتضنها...

بكت و هي تبعده لتتأمل ملامحه الشامخة..هو يسار..

ما زال بنفس قوته..

بروحه الغامضة..

بشموخه..

و بنفس بروده...

تحسست كل ملامح وجهه و هي تبكي..تبكي زمناً قد ضيعته بعيداً عنه في حفلاتها و عزائمها التي تنتهي..

تبكي أمومة لم تمنحها له و بدلاً عن ذلك منحتها له جدته..

تبكي طفلاً اضطرته أن يعيش بعيداً عن حضنها...

بكت و احتضنته بقوة و هي تقول له..\يساااار..إنت..إنت لساااتك حي...يسار إنت ما مت...كيييف؟!..كيييف إنت..إنت..إنت حي...آآآه يا ولدي..اشتقت لك..إشتقت لك..إشتقت..ليقاطعها هو وهو يقبل كفيها بلهفة..\و أنا كمان اشتقت لكم..ما تدرين شكثر فكرت فيكم..و شكثر تلهفت عليكم..و شكثر تمنيت هاللحظة تجي...آنا كنت بموت بعيد عنكم يمة...أنا...ليقاطعه ذلك الصوت القادم من نهاية المجلس..

يساااار...!!

صوتها..!!

هي..

صوت جدته..

أو أمه بالمعنى الصحيح..

روحه التي كانت بعيداً عنه...

لهفة قلبه..

من كانت تجاعيد وجهها تبعث الإبتسامة لروحه...

من كان يدفن رأسه بين حنايا ثوبها...

من كان يلجأ لتوبيخها الحار له حينما تضيق به الدنيا..

من كانت رائحة عصاها الخشبية لها وقع خاص على روحه...

هي جدته..!!

هي من تقف أمامه الآن و يدها ترتجف بلهفة لا حدود لها...اقترب منها بسرعة و هو يحتضنها بقوة ما بعدها قوة..و يطبع آلاف القبلات على رأسها...و كفيها...و هي تقول بأنفاس تتعالى..\ألف الحمد و الشكر لك يا رب..ألف الحمد و الشكر لك يا الله...ألففف الحمد و الشكر...ولدي يسار...لساااته عااايش..لساااته عااايش ما مات يا ناس...

لسااااته عاايش..!!


*********************

في تلك المستشفى...


و قف لمدة أمام ذلك الباب و روحه توشك أن تتوقف عن الحركة...فكيف له أن يواجهها وهو موقن تماماً بأنها لن تسامحه على ما حدث..فهي..

نادية..!!

و ليست بأي أنثى أخرى على وجه الأرض..!!

سحب أكبر كمية ممكنة من الهواء علّها تمده بالقوة التي يحتاجها لمواجهتها...و فتح الباب..ليتأملها و هي تتأمل في كفيها الشاحبان..فلماذا كل من يمكث في المستشفى يصطبغ بذلك الشحوب الغريب؟!!...تأملها لوهلة وهو لا يعلم كيف يبدأ حديثه...
اقترب ليتناول ذلك الكرسي ويضعه أمامها و يجلس عليه و هي ما زالت لم تلتفت عليه حتى و كأنه غير موجود...استغرب..فهو يعلم يقيناً بعلمها بدخوله للغرفة...

تأملها...

لكم هي شاحبة..

تأمل تلك العلامات التي تعلم كل مكان في جسدها...

ألا تكفيها تلك الحروق التي كانت كالوشم على جسدها..

ألا تكفيها تلك لتذكرها بآلامها..

أكان عليه أن يضربها بهذه القوة لتتذكرها في كل يوم في حياتها...تتذكر أنه السبب في مقتل طفلها..

تألم و بشدة من هذه الحقيقة التي تستنزف روحه...

انزل نظره ليتأمل كفيه المتشابكتان ببعضهما...و هو يحاول ان يخرج أول كلمة يستطيع قولها..
كيف؟!!


و هل له وجه حتى ليطلب منها السماح؟!!

قالها و بهدوء....


..\أنا آسف..!!

صمت لوهلة و هو يرفع نظره ليتأملها...\آسف على كل اللي سويته..انا ظلمتك..سامحيني..!!!

ابتسمت إبتسامة شبه ميتة و هي ترفع رأسها و تتأمل الحائط الذي يقابلها..و كأنها لا تود رؤيته..و كأنها لا تود حتى أن تلمحه...قالت و بصوت أرهقته الآلام..\كيف عرفت؟!!...صمت لوهلة ثم أردفت..\كيف عرفت إنك ظلمتني؟!..و إني بريئة؟!

أغمض عينيه و هو يعلم يقيناً مجرى الحديث...قال لها بألم..\عرفت إن كل اللي صار كان فخ دنئ من كمال...عشان يفرق بينا...قاطعته تلك..\و نجح..!! و أكملت..\نجح من أول مرة..!!

اقترب منها وهو يقول..\صبا..إنتي حطي نفسك مكاني..وش كنتي بتسوين..لتنظر له بقوة و هي تقول..\كنت...كنت بصارحك...كنت بسألك...كنت بحط لك ألف عذر..أصلاً الموضوع و من أول لحظة كان ظاهر إنه ملفق..يعني ما شفت ملابسي المقطعة و لا ما شفت...صمتت لوهلة و هي تشيح نظرها بعيداً عنه..\ههه...نحن قاعدين نتكلم ففراغ..

مد كفه لتلمس كفها الناعمة و هو يقول بلهفة..\نادية...لا تحكمين..أنا ندمان..و ربي أنا ندمان على كل شي سويته فيك..بس..بس..أنا كانت تجيني رسايل حتى من قبل هالموقف و بدأت أشك و..أوقفته تلك و هي تبعد يدها و تشير له أن يتوقف..\بس..بس...بس..لا تكمل...إنت تعتقد إنك بكلامك هذا بتشرح لي...إنت قاعد تزيد الطين بلة...نظرت له بنظرة خيبة كانت كالطعنة في صدره لتقول..\يعنييي..إنت كنت تشك فيني من قبلها...يعني من مدة كانت تجيك رسايل و إنت تشك فيني...أنا..أنا زوجتك و أم أولادك...ننام تحت نفس السقف و إنت تشك فيني..

قال لها بضيق ما بعده ضيق..\يعني وش كنتي تبيني أسوي...

قالت...\كنت أبيك تجي و تصارحني..تقولها لي...تسألني..تحكيلي..و تقولي فيه شخص أرسلي كذا...نحن على شنو متزوجين...

قال لها..\نادية..لا تزوديها...

هي بألم...\ما زودها؟!...و بهالبساطة تطلب مني ما زودها...سياف إنت تدري وش معنى كلامك..معناه إن السنين اللي عشناها مع بعض ما كانت كافية لك عشان توثق فيني...معناه إنك لساتك تذكر الماضي و ما رح تنساه...معناها إنك لساتك تعتبرني نادية القديمة و إني ما تغيرت...معناها إشيا كثيرة...ياخي إذا رب العالمين اللي أكبر منك يسامح و ينسى خطايانا مهما كان كبرها..إنت ليش ما نسيت لي هالماضي..؟!!

أمسك كفيها مرة اخرى في محاولة منه لطلب سماحها..\نادية..إنتي ما تحسين إني أنا نفسي كنت ضحية لهالحقير..أنا ما...قاطعته لتقول..\سياف...ترجيتك..و في وسط كلمتها نظرت له بعينان مفتوحتان بوسع فنجان و هما تلمعان من الدمع..فهي لم تكن تريد أن تضعف أمامه و لكنها لم تستطع..لم تستطع...

فها هي دمعتها تنزل معلنة عن روح مجروحة..بل ممزقة من الداخل...قالت بألم و تلك الدمعة تلمس شفتها...\ترجيتك...لا عاد تتكلم فهالموضوع...اللي انكسر ما عاد يتصلح...و أبعدت نظرها عنه و هي تقول بألم..\ما عاد يتصلح...

قام هو من مكانه ليجلس قربها في السرير وهو يمد كفه الرجولية ليسمح تلك الدمعة الأنثوية التي خرجت مغصوبة من عينيها..تأملها لوهلة وهو يقول..\فرصة ثانية..بس فرصة...

أشاحت وجهها عنه و هي تحترق من لمسته لها...\سياف..ما ينفع فرص ثانية...انا صرت جسد بدون روح بعد اللي سويته..إيه محترقة روحي على اللي كان فبطني و مات..بس محتسبة عند رب العالمين..قضاء و قدر...بس..أكملت و هي تنظر له بنظرة خيبة آلمته بشدة...\شكك فيني..هذي ماقدر أنساها..ولو بعد سنين..فلا تحاول...و إنسى..

سياف \و اللي بينا...

نادية \اللي بينا؟!...إذا كان عن الذكريات فإعتبرها إنمحت بعد اللي صار..و عن الأولاد...بيكونون معي..
سياف و ف
ي محاولة أخيرة منه \نادية..!!

هي...\سياف...إنسى..و اعتق روحي اللي تألمت منك..إعتقها لوجه الرحمن..!!

***********************




**روووح** غير متواجد حالياً