المدرسة ..هي العالم المثالي لليلى .. المكان الذي تشعر به بالإنتماء إلى بنات جنسها ..جلست إلى مقعدها بعد التحيات الصباحية ..
فاطمة ـ كما قلت لك .. أرغمتني أمي على حفظ القصيدة كلها ..رغم أن المدرسة لم تطلب مني سوى خمسة أشطر ..
ليلى ـ ارتحت ..فلن تعودي لحفظها كاملة لاحقا .
فاطمة ـ أمي تريدني أصبح طبيبة ..لكن مستحيل ..لن أصبح طبيبة ..
ليلى ــ لماذا ؟؟
فاطمة ـ لست آينشتاين .. ليس هناك في عقلي مساحة كبيرة .. انها محدوده .
ليلى ـ آينشتاين؟
فاطمة ـ عالم ألماني كانت زوجته تحل له مساءل الرياضيات ..وقرأت أنها هي من اخترعت نظرية النسبية ..
ليلى ـ أعرف آينشتاين من .. وقرأت تلك الإشاعات عن زوجته ...
ريم ـ عم تتكلمان ؟؟
ليلى ـ آينشتاين
فاطمة ـ عن أمي ..
ريم ـ هل أمك هي آينشتاين ؟؟
فاطمة ـ ذلك موضوع آخر . أسعى إلى حله قريبا ..
ريم ــ آه فهمت .. كلاكما تتحدث في موضوع مختلف .. لكن لماذا تواجهان بعض؟؟ تتكلمان مع بعض؟؟
ابتسمت ليلى ــ كفي عن هذا .. تبدين حمقاء ..
ضحكت ريم وهي كعادتها .. تحب المزاح ..
ريم ـ خمنوا ماذا ..
فاطمة ـ ماذا ؟
ريم ـ غدا هو لجتماع لوالدات الطالبات ..
فاطمة ــ اوههه لا ... لا ..
ريم ـ ماذا بك ؟؟
فاطمة ـ حدثت بيني وبين مدرسة الرياضيات مشادة كلامية حول الواجب .. ستقول لأمي ..
ريم ـ أنت أفضل مني .. ستأتي والدتي للسؤال عني لدى كل المدرسات .. آآه ..أنا متأكده بأني سأعاقب .لا محالة .
فاطمة ـ افعلي ما فعلته مريم العام الماضي .. جعلت شقيقتها الصغيرة تأخذ والدتها لصف آخر به فتاة اسمها مريم مجتهده .. وقد مدحتها كل المدرسات .
ريم ــ لكنها في نهاية العام عوقبت بشده لانها رسبت بجميع المواد ..
لم تنتبها الفتاتين لليلى التي صمتت ..
دخلت المدرسة للحصة .. وبدأت بشرح الدرس الجديد ..
**************
كانت قد لفت جسدها جيدا بالغطاء ..
محمد ــ لن تذهبي اذا؟
ليلى ـ لا أستطيع .. أنا أشعر بصداع ..
ترك محمد ليلى التي لم تتحرك من سريرها .. وغادر المنزل .. بكت ليلى .. تكره هذا اليوم ..21 مارس.. فيه يحصل تكريم للأم .. واجتماع سنوي لوالدات الطالبات ..
في الساعة العاشرة نهضت من السرير .. وأصبحت تتجول في المنزل ..سيرينا كالعاده تخرج لتلقى خادمات الجيران.. يجتمعن ويتكلمن .. كانت سمر تحضر هذه الإجتماعات مع ثامر .. تجول في المنزل وبيدها كأس حليب.. حاوت تقليب قنوات التلفاز .. لم تجد شيئا ..
رن جرس الباب .. أكيد هذه سيرينا لم تأخذ معها المفتاح ..
فتحت الباب ..
ـ أيتها الجميلة .. أين والدك؟
ارتعشت ليلى ..فضيقت فتحة الباب قليلا ..
ــ ليس هنا ..
ــ وأمك ..
ـ ليست هنا .
ـ ألا يوجد أي أحد في المنزل ؟؟