عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-13, 11:42 PM   #83

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
افتراضي

..

إستيقظت فزعة على ضربات متتالية على باب غرفتها ..






تتحسّس بيدها سطح الطاولة التي على شمالها ..






تبحث عن نظارتها .. إرتدتها وخرجت حافية القدمين، تفتح الباب ..





لتجد والدتها بملابسَ تدلّ على إستعدادها للخروج.. وهي تصرخ لاعنةً ..









-هل إستيقظت أخيرا .. أين مفاتيح سيارتي بحثت عنها طويلا ولم أجدها .. أين وضعتها ؟









تتثائب .. تفرك عينيها .. لتبعد النوم عنهما .. ثمّ تنظر إلى والدتها متسائلة ..







-ماما ما الأمر .. إلى أين تذهبين ..؟









تجيبها وهي ترتعش دلالة توتّرها وعصبيتها ..









-إتصلوا بي من المشفى منذ قليل .. هناك حالة مستعجلة .. يجب أن أجري عملية قلب مفتوح .. إبحثي لي عن المفاتيح وسأكمل تجهيز نفسي .. أسرعي ..













تراقب أمها وهي تبتعد مسرعة إلى غرفتها .. لتمتم بكلمات غير مفهومة ..





تبحث عن هاتفها ..












( يا إلاهي .. إنها الثانية فجرا )















تجلس منهكة على كرسي مكتبها ..





لتتقابلها صورة والدها ..





طالما أعرب الناس عن دهشتهم للشبه الواضح بينها وبين والدها ..







( ليتني شاركتكَ الشبه في قسوة قلبكَ أيضا ..)









تحسّ أنّ عينيه تنظران إليها نظرة لومٍ ..





تلك النظرة التي رماها بها يوم إعلان نتائج المرحلة السادسة ..



والتي أعقبها عقاب قاس بأن مُنِعَت من الخروج لِلِقاء أصدقائها أو ممارسة هواياتها لأنّها لم تتمكن من الحصول على الدرجات المناسبة لدخول كلية الطبّ ..








تعود بذاكرتها إلى طفولتها ..




تتذكّر تواجدها بين والدين غائبين، لم يهتما سوى بتحصيلهما العلمي ..



أب جرّاح قلب يُغرَمُ بزميلته جرّاحة قلب ويتزوجا لينجبا كارثة على حدّ قولهما ..




لم تكن يوما الإبنة التي تمنياها ..




فلم تفلح في الدراسة كما أفلحا رغم الدروس التي تلقتها في صغرها ..




كانت تختنق من تسييرهما لحياتها دون أن يتواجدا فيها ..





نشأت في بيت لا ترى فيه سوى المربية والمعلمة ..






كانت تمضي أوقاتها في دورات الرياضيات .. الفيزياء .. البيانو .. الرقص ..



دورات مستمرة لا تتوقف ..






ولا ترحم إحتياج فتاة صغيرة للعب بعفوية مع أقرانها ..













إختناق ..













أصبحت تنتفض ..




تحسّ أنّها ستموت خنقا ..





لا تستطيع التنفس .. تبحث عن علبة الأكسجين بين أدراجها ..





تفتحها بأصابع مرتعشة .. تستنشق منها ..







هدأت قليلا .. ليعود تنفسها طبيعيا ..





تعيش هذه النوبات بإستمرار منذ حادثة والدها ..













-أمازلت جالسة .. هل وجدت مفاتيحي ؟







تنتفظ فزعا..




لتلتفت إلى الواقفة أمامها .. ثمّ تجيبها ..







-أمي .. إتصل بي المشفى وأخبروني أنّ طبيبا أخر قد إستلم الحالة وسيطلبونك إذا ما إحتاج الأمر .. عودي إلى سريرك ونامي ..






تمسك بيد أمها وترافقها إلى غرفتها ..









-أه هذا جيد..كنت أعلم فالحالة مستعجلة ما كانت لتنتظرني ..





تتوقف فجأة لتنظر إلى إبنتها تسألها..







-لكن أين والدك .. تأخر الوقت ولم يعد إلى الأن ..




تصمت قليلا .. ثمّ..




تصرخ معربة عن إستيائها ..







-هل تراه يخونني مع أخرى ..؟





تتوقّف فجأة عن السير لتستدير مكملة بصوت هادئ..









- ديانا حبيبتي إتصلي به فهو لا يردّ على إتصالاتي .. أخبريه أنّني أنتظره لنسافر سويا إلى المؤتمر الطبّي ..







تمسح دمعة نزلت على خدّها .. تتألّم بصمت ..





تطمئن أمّها بهدوء..







-هو يحبّك لن يخونك .. و تعرفين أبي دائما يعمل لساعات متأخرة .. هو طبيب ناجح ..



تخرج من والدتها ضحكة ساخرة.. لتأكد ..




-نعم هو طبيب ناجح لكنّه زوج فاشل ..لا يهتم بي ..









تساعد أمّها على تهدأتها .. وإستبدال ملابسها ..





تبعد يدي إبنتها عنها بفضاضة ..





ثمّ تدخل إلى سريرها .. لتضيف بلهجة صارمة إعتادت عليها ..







-أغلقي النور .. دعيني أريد أن أنام ..











تقبل جبين أمها .. تتمنى لها نوما هانئا .. و دون ردّ من الأخيرة.. تغلق النور وباب الغرفة ..


لتعود إلى غرفتها ..













تبحث عن كتاب من الكتب التي إستعارتها من المكتبة لتقرئه ..



تعلم أنّها لن تتمكن من العودة إلى النوم .. فهي عادةً إذا ما إستيقظت ليلا لا تفلح في الإغفاء مجددا ..







سرعان ما تلغي فكرة القراءة .. لتتجه إلى لوحة الرسم ..


ثمّ فجأة تتوقف هامسة .. تحدّث نفسها ..











( ديانا أتسمعين صوت زقزقة عصافير معدتك .. )









تضع يديها على معدتها لتضغط عليها ..







( يا إلاهي إنني أكاد أموت جوعا .. رغم أنّني تناولت عشاءا دسما ..



سأنزل لأصنع فطيرة شهيّة .. ثمّ أعود للرسم .. علّني أكمل لوحات المعرض .. فكرة عبقريّة ديانا)









تهنّأ نفسها على الفكرة مبتسمة ..





كعادتها دوما ..




ثمّ تنزل على رأس أصابعها نحو المطبخ ..




مخافة أن توقظ شخصا تعرف أنّه قد يحرمها من الأكل أسبوعا كاملا ..



لمخالفتها قوانين ومواعيد الإفطار ..





~~~~~~~~~~








..

- أخيرا شرفت .. أيّ نوع من الرجال أنت ..

أتعلم كم الساعة الأن ؟ ألم تفكر أنّ ورائك زوجة تقلق عليك إن تأخرت ؟ ألم تفكر أن تتصل بي لتخبرني بتأخرك ؟ أنا إنسانة لست أحد ممتلكاتك التي ترميها لتطلبها حينما تحتاجها.. لتلبي بها حاجتك ؟ لما لا تجيب ؟











أمسك منشفته .. يستعد للدخول إلى الحمام .. ملامح التعب مرسومة بدقة على وجهه ..



وتكتسحه بعض علامات الإمتعاض من التي أمامه ..



تستجوبه كعادتها ..







تبدو في حالة إستنفار .. ترتدي روبا وردي اللون ..




تربط حزامه حول خصرها الصغير ..





يرى صدرها يرتفع وينخفض نتيجة أنفاسها السريعة ..




غاضبة ..





يخرج من بين شفتيها إستيائها المعتاد ..


شفتين بلون الكرز ..



كلّ ما فيها يجعله ينجذب إليها ..


يحبّها عندما تغضب لكنّه في مزاج سيء الليلة ..





مرهق بعد أن إستنزف كلّ قواه في سهرة الليل ..









تكمل سيل أسئلتها ..







يقاطعها سائلا إيّاها ..














-ألم تنهي بعد لائحة الأسئلة المعتادة .. لم أكن أعلم أنني تزوجت قاضي تحقيق ..







يستدير لدخول الحمام ..







( بارد .. )




تستشيط غضبا من لامبالته وإهماله لها .. تجيبه ..







-ولم أكن أعلم أنني تزوجت كتلة ثلج ..









إقترب منها والغضب يتطاير من عينينه .. ليمسك مرفقها بقوة وينظر إلى عينيها ليقول بصرامة..











-لا تكلميني بهذا الأسلوب مرة أخرى أو ... سترين منّي ما لن ترينه أبدا .. ؟







أفهمتني..؟















أطلق يدها وإتجه نحو الحمام ..



تاركا إيّاها تمسد معصمها الذي طغى عليه إحمرار واضح ..


وبقايا دموع تنزل بهدوء ..


واصفة أيّ حزن يعتري تلك المحبة لذاك البارد ..











أمسكت الغطاء وخرجت لترتمي على الأريكة في الصالون .. لن تنام بجانبه ..







فهي تعلم أنّها لن تتمكن من إغماض جفنيها وهي تشمّ رائحته .. كما سيفضحها نحيبها ولن تدعه ينام ..







طالما صمت أمام دموعها في ليالي عدة ..





دائما ما تنتظر أن يصرخ طالبا منها الكفّ عن البكاء لكن في كلّ مرّة كان يلوذ بالصمت ..لا تغمض جفنيها حتى تنهك قواها من البكاء الخافت فتنام وينام هو بعدها..









متقلب مزاجي .. ما بين بارد وقاس ..حنون ومتفهم .. أحبته رغم كلّ عيوبه .. هي تتألم منه فقط
..











خرج من الحمام ..


متعب يحسّ بألام صارخة في جسده نتيجة إنتقاله المستمرّ بين مشاريع البناء المكلّف بها طوال النهار..


ثمّ سهرة لإجتماع طارئ .. كان يعمل دون أن ينتبه لتأخر الوقت ..




لم يفكر بشيء بقدر ما فكّر بعمله ..





يحب العمل ..





لا ...

هو لا يحب العمل ..!








يجيب أفكاره المتسائلة..







-أنا أحبّ الهروب إلى العمل .. الهروب من التفكير في ....





يا إلاهي لا أرغب أن أتذكر أي شيء سيء الأن..











نظر إلى السرير ليجده فارغ .. إبتسم ..


لا يعلم أي طفلة تزوج ..تغضب منه لتعاقبه بالإبتعاد ..


رغم أنّها لم تجرئ يوما على الإبتعاد أكثر من غرفتين ..







كان كلّما جرحها يظنّها ستغادر البيت إلى منزل أسرتها ..


لكنّها لم تفعل .. وهذا ما يؤلمه كثيرا ..



هي تسعى أن توفر له كل ما يمكن لزوجة محبة أن توفره لزوجها لكنّه أناني وسخيف ..


لا يهتمّ بل ويُصرِفُ في إيذائها أكثر..





خرج باحثا عنها ..



مازال لديه بعض ضمير نائم يستيقظ بين غفوة وأخرى ..



وهاهو يطالبه بالإعتذار إليها وإن لم يكن بطريقة مباشرة ..





وجدها متكورة على الأريكة .. سمع بعضا من نحيبها ..





( هي لازلت مستيقظة إذا ..)







إقترب منها ليجدها تدعي النوم ..






مغمضة أجفانها .. إبتسم ..







-أي طفلة أنت يا سما-




إنحنى عليها ليقبل كلتا جفنيها المغمضين ..



أحسّ بإرتعاشتها ..



لفها أكثر باللحاف وتمنى لها ليلة سعيدة بصوت هادئ متأكد أنّها سمعته ..





ثمّ غادر إلى غرفته ليرمي جسده المتعب على السرير ويغطّ في نوم عميق ..




في حين ظلّت هي تضحك بفرح ..




أي لفتة جميلة منه ترضيها وتنسيها قسوته ..


قامت من مكانها ..




تعلم جيدا أنّه سينام هكذا دون أن يضع الغطاء..


ورغم المدفأة إلاّ أنّه قد يصاب بالبرد إن ظلّ دون غطاء في ليلة باردة كهذه ..




ولجت بهدوء إلى الغرفة ..




كما توقعت نام دون إهتمام .. وضعت اللحاف جيدا ..



قبّلته على أرنبة أنفه ..





وغادرت بصمت..






























/
يتبع




أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

رد مع اقتباس