عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-13, 06:41 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


قيود الماضي


الجزء الاول

كان ناصر يمشي خلف العامل وهو يدفع عربة الحقائب وجاسم يمسك كوعه الايسر
ويتوجه معه لمخرج المطار،كان يبحث عن السائق بين الاشخاص الواقفين خلف
حاجز زجاجي والبعض منهم ممسك بورقة كتب عليها اسم الراكب بالانجليزية
عندما لمحه أسرع نحو الباب. أكمل طريقه حتى خرج هو أيضاً ليجد السائق
بانتظارهم ليأخذ منهم الحقائب ويسبقهم للسيارة وهم في أثره..

وضع ناصر يد جاسم على سقف السيارة ليساعده في دخول المرسيدس البيضاء
وانتظره الى أن تلمسها والباب ايضاً ثم المقعد بظهر يده ثم جلس فأغلق الباب
ودار خلفها وجلس بجانبه وخلف السائق والتفت الى جاسم وقال : استانست ؟؟؟
رجعتنا حق الحر والرطوبه...

جاسم وابتسامته على وجهه: يازين حرها ورطوبتها...اسمها بلادي...جني غبت
عنها سنين.. لكن تصدق حسيت بالرطوبه اول مانزلت على الدرج ...حسيت نسمي
بيوقف بس ثواني وتذكر جسمي ورجع كل شي طبيعي...

ناصر: لازم ...مالوم جسمك ياعوينه انصدم ...عقب الثلج والبرد ...يواجهه ذا...
جاسم: شفيك صاير حنَان ... اللي يقول مولود في كندا الاخ...
ناصر: لا وانت الصادق مولود في الربع الخالي....
جاسم: مشتاق لأبوي ولأمي ومحمد وعايشه والعنود وحتى لشمي ....
ضحك ناصر وهو يقول: لشمي!!!!! بس ؟؟؟ وباقي الخدم ؟؟؟ وشاكر الطباخ؟؟
جاسم: لشمي غير ...بس تصدق ...لهم بعد وحشه....
ثم سأل السائق: كيف انت بابو؟؟؟ تيكا؟؟
هز رأسه بقوة وهو يقول: همدلله ...انت كويس ...انا كويس...
جاسم : اكيد الحين راسك يهتز ...بسك نثرت الدهن علينا....الله ياخذك..كل هالسنين
عندنا وللحين تترس راسك دهن !!!
بابو وهو يضحك : بابا انا لازم oil ... راس مال انا اور...
جاسم : الا قول بعدين راس مال انت مافي مخ...
ضحك ناصر لجملته وقال: سندرتنا معاه... محد يسلم من لسانك انت..
مرت السيارة من خلال بوابة المواقف بعد أن سدد السائق مبلغ عن الانتظار
وانطلقت في شوارع الدوحة...
جاسم : تراهن؟؟
ناصر: اراهن على ايش؟؟
جاسم : أن العنود تنطرنا في الحوش...
ابتسم ناصر وهو يتخيلها ترتدي شيلتها الكبيره وتجلس على أحدى كراسي الحديقة
البيضاء غير مبالية بالرطوبة ولا بالحر....لطالما انتظرتهم ...او بالاحرى لطالما
انتظرته...واخذ يتذكر أنها ومنذ الصغر وهي تنتظره عند باب الفيلا ليأخذها للبقالة
كما عودها وعلى الرغم من معارضة امها ...

كانت في الثالثة عندما رأها لأول مره ...كان في الخامسة عشر من عمره وقد
وصل لبيتهم بعد رحلته الشاقة وجلس على احد المقاعد ينتظر وهو في غاية
الارتباك عندما لمحها وهي تطل عليه من خلف الباب وتهرب أن رأها ...عندها
سمع خبطة ثم بكاء فعرف أنها ارتطمت بشي فهرع لها ووجدها جالسة على
الارض تمسك برأسها وتبكي...فأمسك برأسها يفركه وهو يقول: أسم الله عليج...
عورج الباب؟؟؟ انا بطقة شوفي ...( ثم خبط الباب بيده فاستغربت وسكتت فأعاد
الكره وضربه ثانية فضحكت) فقال وهو يلمس وجنتها بظهر كفه : لا تخافين
ياحلوة...دام انا هنيه لا تخافين ...

ومنذ تلك اللحظه وهي لا تخاف من أحد لوجوده بجانبها ولا يجروء احد على
اغضابها حتى والديها.. الجميع تذمر من دلاله لها ولكنه لم يهتم ابدا ودأب على
حبه لها واهتمامه الكلي بها...كان لها بمثابة الوالد وكانت له بمثابة البنت....رغم
أن الفارق بين سنوات عمرهم لا يتجاوز الاثنا عشر سنة...والان صار عمرها18..
لم تكن تلك الطفلة الشقية والمتعبه بل كانت حنونه وطيبه على عكس اختها عائشة
والتي كانت تقلب البيت على رؤوسهم كلما ارادت شيئا....والتي لم تكن طفولتها
هادئه ابدا...وتفعل اي شي لتحقق مرادها...

توقف عن تفكيره عندما احس بلمسة جاسم وهو يقول: اللي ماخذ عقلك...والا
رقدت؟؟؟
ناصر: لا ...وين ارقد واحنا في السيارة... بزر قالولك ؟؟؟
جاسم : محشوم ...الا شيخ الشياب...
وعاد الصمت لهم الى أن قطعه جاسم ثانية : أنا خايف....
ناصر وهو يلتفت له : وليش خايف؟؟
جاسم: كيف بدخل بيتنا وانا بهالحاله؟؟؟؟ فرق بين اخر مره طلعت منه وبين
دخولي اليوم..
ناصر: تعوذ من ابليس...أنا معاك لين ما ترقد...وبَعلم الاهل كل شي علمونا اياه...
ولا تنسى أن بيتي هنيه ...حذاك...تلفون واحد وانا عندك...كل شي في بدايته
صعب...بس كلها ايام وتتعود على الوضع ويتعودون هم عليه بعد...المهم أنك
رجعت لهم سالم...
جاسم: تصدق... ساعات افكر ....يمكن الله راد لي هالشي عشان ماحس
بغيبتها...ما اقدر اتخيل اي مكان في الدوحه بدونها...
ناصر: اذكر ربك يا رجال...قول لا اله الا الله...
جاسم: لا اله الا الله....بس...
ناصر: بلا بس بلا خرابيط...احنا قربنا من البيت...لازم لي نزلت ترسم البسمه على
وجهك..لو ماقدرت...مَثّل....المهم لاتخليهم يحسون باللي فيك....اللي جاهم
يكفيهم...أنت مؤمن والمؤمن مبتلي....والوضع مهب دايم مثل ماقال الدكتور...

صد جاسم بوجهه وهو يتنهد بقوة...كان القلق يسيطر عليه من مستقبله مع اهله...
وصلت السيارة الى اطراف مدينة الريان واقتربت من بوابة كبيرة ودخلت منها الى
حديقة كبيرة وحولها عدة فلل بنيت على شكل مستطيل ولفت حولها الى أن توقفت
أمام اكبرها وما أن فتح ناصر بابه وخرج حتى انتبه الى العنود التي اقبلت تركض
وتفتح الباب لجاسم وتميل عليه لتحضنه وتقبله وهي تصرخ : الحمدلله على
السلامة حبيبي....الحمدلله على السلامة...مابغيتوا تجون...من مساعه وانا
انطركم...
وقف ناصر خلفها وهو يراقبها الى أن سمع حشرجة صوتها أحس أنها ستبكي
فقال: وانا مالي الحمدلله على السلامة؟؟؟

اعتدلت في وقفتها وقد ارتسمت البسمة على وجهها والدموع تملأ مقلتيها ورأت
وجه ناصر بابتسامته المميزه كل ما قابلها....مدت يدها لتسلم عليه فأبقى كفها
الصغير في كفه بدون حتى أن يهزه وكأنه عاد في تلك اللحظه فقط...كان هذا السلام
فقط هو المسموح له...مع أنه كان بوده لو حملها وضمها بقوة وقبلها على وجنتها
الناعمة مثلما تعود في صغرها...لكنها للاسف لم تعد تلك الصغيرة وعليه أن يعترف
بذلك...

قالت بعد وهله: اصلاً توه نور بيتنا يوم انت رجعت...
ناصر: انا ماقلتلج أني ماتحمل اشوف دموعج؟؟
مسحت عيناها بسرعه وانتبهت لجاسم الذي خرج بهدوء من السيارة ووقف
بجانبهم يتابع حوارهم وهو يمسك بالباب وينتظر ناصر ليساعده فعرضت عليه
المساعده...
العنود: عطني ايديك بوصلك داخل...
جاسم وهو يبتسم لها : خلي ناصر يساعدني وانتي روحي افتحي الباب لنا ونادي
الخدامات خل ياخذون الشنط...
تقدمتهم وهي تصرخ قائلة: ياويلكم لو ماجبتولي الاغراض اللي وصيتكم عليها...
راقبها ناصر وهي ترتقي درجات المدخل الكبير ولاحظ أنها مرتدية شيلة صلاة
كبيرة على رأسها لتغطية مع فستان قصير واسع ملون اسفله بنطال جينز ....مال
ناصر على جاسم واخبره أنهم سيصعدون 3 درجات واخذ يصعد ويقف عند كل
سلمه ليلحقه جاسم الذي اخذ يتبعه بمنتهى الحذر لئلا يسقط وهو لازال ممسكا
بذراع ناصر...واخيراً وصلا للباب المفتوح والذي وقفت بجانبه العنود وهي تشير
للخادمة أن تحمل الشنط للداخل ...
وسألت ناصر: وينهي شنطتك؟
ناصر وبدون أن يلتفت :السودا الكبيرة ....والسودا الصغيرة لج...
العنود وهي تكاد تقفز من الفرحة: يعني مانسيتني!!!!
وقبل أن يرد عليها اقبل عليهم ابو جاسم وامه فأفسح لهم المجال خصوصاً عندما
انضمت لهم عائشة ايضاً ووقف جانباً يراقب الكل واستقر نظره على العنود التي
اشرفت على الخادمات ووزعت الحقائب عليهم وامرت بأخذ حقيبة ناصر الى
بيته...





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس