عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-13, 06:53 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الثاني



خرج من الباب وضغط على جهاز التحكم عن بعد الذي في يده وفتح سيارته

اللكزس ذات الدفع الرباعي وركبها ثم شغل المكيف وادار مشغل السي دي فصدح

صوت فيروز

سنرجع يوماً الى حينا و نغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان و تنأى المسافات ما بيننا
فيا قلب مهلآ و لا ترتم على درب عودتنا موهنا
يعز علينا غداً أن تعود رفوف الطيور و نحن هنا
هنالك عند التلال تلال تنام و تصحو على عهدنا
و ناس هم الحب أيامهم هدوء انتظار شجي الغنا
ربوع مدى العين صفصافها على كل ماء وهى فانحنى
تعب الظهيرات في ظلها عبير الهدوء و صفو الهنا
سنرجع خبرني العندليب غداة التقينا على منحنى
بأن البلابل لما تزل هناك تعيش بأشعارنا
و مازال بين تلال الحنين و ناس الحنين مكان لنا
فيا قلب كم شردتنا رياح تعال سنرجع هيا بنا

كان مغرم بصوت فيروز حتى مع تدينه لم يستطع أن يمنع نفسه من سماع اغانيها
رافقته دوماً في حله وترحاله في مراهقته وشبابه في غربته ودراسته في الجامعة
الامريكية في لبنان وربما اختارها بسببها... تربطه علاقة غريبه بفيروز...كان في
مصر عندما أعلن عن حفلة لها فحجز له ولجاسم في الصف الاول ودفع الفين
جنية... كانت حفلة تحت سفح الاهرامات والاضاءة مميزة والجو في منتهى الروعة
وعندما خرجت على المسرح الكبير مرتدية ثوباً بسيطا ابيض يناسب عمرها
وشعرها منسدلاً على وجهها ووقفت بشموخ تعجز عنه مطربات هذه الايام
المتمايلات مع الانغام....وأخذت تشدو..

تسمر ناصر في مكانه إلى أن انتهت الحفلة واضطر جاسم لسحبه للخروج من
المكان ضمن الحشود لمواقف السيارات حيث ينتظرهم السائق وغادروا بعد ساعة
بسبب الزحمة ...
كان يتذكر وهو يخترق الشوارع الى الشركة حتى وصلها ونزل للمواقف وأوقفها
في موقفه الخاص ثم استقل المصعد الى الدور الخامس حيث يقع مكتبه الذي يأخذ
حيز كبير في الدور ومر وسلم على عصام مدير مكتبه الذي وقف له عندما رأه
وتبعه مسرعاً الى داخل المكتب...

جلس على مقعد جلدي بني خلف مكتب فرنسي الطراز بنفس اللون وشغل
الكمبيوتر ونظر الى عصام الذي كان يحرك نظارته ويقول: الحمدلله على السلامة
يابو فهد اليوم ماعندك مواعيد...خفت تكون تعبان من السفر فخليتهم من بكره....
ناصر: احسن ....ابغي اراجع الشغل اللي قلتلك عنه....جيب لي مشروع برج
العديد.. وبلغ المهندس المسؤول أني بقابله اليوم .
عصام: أن شاء الله طال عمرك...
أخذ يجري بعض الاتصالات وأستغرق في العمل حتى دخل عليه عصام ينبئه بوجود
المهندس شاتيلا بالخارج وانتبه الى أن فنجان الشاي بالحليب قد برد بدون أن
يشربه ....أتصل بالفراش ليجلب له أخر وفنجان قهوة للمهندس...

ترك الشركة بعد أن صلى الظهر وذهب ليتفقد المواقع...

استيقظ جاسم من نومه وبحث بيده اليمنى على الطاولة التي بجانب سريره ووجدد
ساعة يده التي اشتراها له ناصر من باريس بعد أن عرف عنها من الاخصائي
النفسي الذي تم تحويلهم عليه من قبل استشاري العيون .. أمسكها وضغط على
مفتاحها ثم تلمس زجاجها بحذر فوجد الحبيبات البارزه والتي تحل محل الارقام
وأحس بأهتزاز متواصل فعرف أن عقرب الساعة يشير الى العاشرة واكمل تلمسه
فأحس باهتزاز متقطع فعرف انها 5 دقائق .. أعادها لمكانها وجلس على
سريره..وضع يديه على صدره وأخذ يتذكر يوم أمس...كانت المره الاولى له في
بيته بعد أن فقد نظره ...تلمس طريقه بصعوبه في الظلام بعد أن كان يمشي مسرعاً
واثقاً من خطوته وواثقاً من طريقة...سبحان الله...كم الانسان ضعيف ...لم يقدر أن
يتكيف مع الظلام الذي عم حياته بعد الحادث...لأنه حينها لم يهتم...لم يهتم بنفسه
اطلاقاً...كان المهم عنده أن تنجو هي منه...فقط أن تنجو منه...لم يهتم ببكاء أمه أو
اخواته ...لم يكترث بحالة ابيه...كان صامتاً ينتظر أن يعود له ناصر بخبر
عنها...أي خبر...وما اصعب الانتظار حينها...كان يتعلق بخيط رفيع من الامل مع
أنه شاهد بأم عينه ماجرى...شاهد كل شي قبل أن يفقد وعيه...لم يحزن عندما
سمع الطبيب وهو يشخص حالته بعدها... كان يحس بأن ماحصل له عقاب من
الله...واقنع نفسه بأنه يستحق هذا العقاب...ورضى بواقعه ولم يبد أي تذمر مثل أي
شخص في مكانه...

سمع اكرة الباب تتحرك والباب يفتح بهدوء وسمع صوت اخته عائشه وهي تناديه:
جاسم حبيبي أنت قعدت؟؟
جاسم بسخريه: ماتشوفيني قاعد؟؟؟ والا صرتي مثلي؟؟؟

تفاجأت اخته برده ولكنها قررت أن تتجاهله وقالت وهي تدخل الغرفه: قاعد في
الظلام بفتح لك الستاره والدريشه...خل حجرتك تتهوى...
جاسم بحده: لا...مشكورة...ما احتاج النور الحين...يمكن بكره...
عائشه: جاسم شفيك؟؟
جاسم: وش فيني؟؟ شايفه فيني شي؟؟؟
عائشه: جنك معصب من الصبح...!!!
جاسم: انتي الحين ليش جايه؟؟؟

عائشه وهي تحاول الجلوس على سريره وقد احس بها: أمي مطرشتني اتطمن عليك...
جاسم وهو يلمسها من ظهرها : لا تقعدين...يلا عطيني مقفاج بروح اتسبح...
عائشه: بوصلك للحمام...
جاسم بغرور: مشكوره دليته خلاص من البارحه...
ودفعها برجله حتى وقفت ثانية وقالت: يمه منك....نحوسي...الله ياخذ اللي عكر
مزاجك...
جاسم وهو يتذكر: خلاص خذاه ...ارتاحي...
انصرفت عائشة وهي تفكر بتغير جاسم...

جلست عائشة على اعلى الدرج واخذت تنظر للسماء من النافذه العلوية للحائط
المواجه لها وهي تنتظر ...انها تعلم انه سيخرج في اي وقت ويجب أن تكون
بجانبه لئلا يتعثر بشيء او يسقط مثلاً...تذكرت تحذير ناصر لهم بعدم اظهار الشفقة
له وان يكونوا دوماً بالقرب منه ...سمعت صوت الباب يفتح وصوت طقطقة عصاه
فوقفت والتصقت بالحائط وعندما وصل لها جاسم توقف لوهله ثم استكشف المكان
بعصاه ثم تلمس درابزين الدرج الخشبي وقاس حجم اول درجة والمسافه بينها
وبين التي تليها ثم تجرأ ونزل ببطء وخلفه نزلت عائشه وهي حزينه الى أن وصل
للدور الارضي ...التفت اليها فجأه وسألها : تطمنتي الحين؟
عائشة وهي مندهشه: شلون عرفت؟؟؟
جاسم: عَمي ...ارادة الله...بس اسمع خطواتج واشم بعد...متسبحه بعطر برتقال
وشميته فيج وانتي تقعديني ياذكيه...
عائشه: مهب قصدي... تمللت وقعدت على الدرج..تدريبي احب اقعد عليه...
جاسم: في هذي صدقتي...طول عمرج ما تحلى لج القعده الا على الدرج كن البيت
مافيه كراسي...
عائشة وهي تضع يده على مرفق ذراعها : اريح...ولي بروحي...
اقتربت امه من الدرج ما أن سمعت صوته ووقفت بأنتظاره وهي تقول: صبحك الله
بالخير ياولدي..
جاسم وهو يبتسم : صبحج الله بالخير...هاذي الوجيه الي نصطبح فيها مهب ذي
(مشيراً الى عائشه )
عائشة : فديتني ...أصلاً مايحصلك مثل وجهي ..
جاسم : يالله... تتفدى عمرها الحمد لله والشكر...
عندما جلس على المقعد سمع صوت اباه فسلم : السلام عليكم ..
سمع اصوات اخرى ترد السلام فعرف أنه عمه وزوجته فوقف ثانية واتجه نحو
الصوت ليسلم عليهم واقترب منه اكثر ومد يده وهو يقول : الحمدلله على سلامتك
ياجاسم .

احس جاسم بالاحراج ...فلم يعرف كيف سيسلم على عمه لأنه لا يقدر أن يتحسس
وجهه ليعرف المسافه ويقبله على انفه ..ولكن عمه جنبه الاحراج وبادر بتقبيله
ودعا زوجته لتسلم عليه ...والتي بدورها مدت يدها لتسلم عليه منتظرة أن يصل
لها بنفسه الى أن انتبه زوجها وسحب يدها بقوه ووضعها في يد جاسم وقال له:
هذي مرت عمك تسلم عليك ياجاسم...

سلمت عليه وابتسامة خبيثة على وجهها : خطاك الشر جاسم..
جاسم وهو يجلس ثانية : خطاج اللاش... يا أم حسن...
ام حسن: عيل سافرتوا على الفاضي!!!
ابوجاسم : شهالكلام يامره....المهم تطمنا عليه ورجع لنا بالسلامه...
ام حسن: مهب قصدي ...بس يعني عشان الفلوس اللي انصرفت ...
ابوجاسم: والله لي خذتها من عندج ذيك الساع تكلمي ...ما تشوف مرتك يابوحسن؟
ابوحسن: ماتسكتين يامره احسن ...
وضعت كفها على فمها وقالت: سكتنا..

اخذت ام جاسم دلة القهوة وصبت فنجان لأخو زوجها واخر لزوجته..
سرح جاسم وتذكر كره زوجة عمه له منذ صغره كانت تغار منه لأن جده كان
يفضله على ابنها حسن..وحتى عندما جاءهم ناصر ولازمه في كل مكان فكرهته
ايضاً....تذكر مره عندما كان في السادسة من عمره أراد حسن أن يلعب معهم ولم
يوافقوا لأن اباه ارسلهم ليحضروا له شيئاً وبعد أن انتهوا عادوا للفناء سمع صوت
يناديه وعندما التف وجد أم حسن واقفه عند باب منزلها وتؤشر له فذهب لها..
ادخلته للداخل وضربته بقوه الا أن ابكته وهي تحذره من رفض اللعب مع ابنها مرة
اخرى...بعدها لم يلعب معه ابداً حتى لو انضم لهم مع اطفال الجيران كان ينسحب
بهدؤ ويجلس ليتفرج ...ولم يتح لها الفرصة لفعل ذلك له مرة اخرى...ابداً...ابداً..
كانت عائشة تراقب الموقف ويبدو عليها الضيق واخذت تنفخ بحده ثم تحركت من
مكانها وعادت للدور العلوي وطرقت باب غرفة العنود ودخلت مسرعه بدون أن
تنتظر الجواب...وجدتها لازالت مستلقية على فراشها وتتأمل السقف جلست
بجانبها ورفعت رأسها ولم ترى شيئاً غير الطلاء..فقالت: عندوه...شتطالعين؟؟

لم ترد عليها فهزت ذراعها بقوه ونادتها ثانيه بصوت اعلى: عندوههههههههههه
العنود وهي تلفت ببطء وعيونها نعسه: نعم...
عائشة: سنه لين تردين...اكيد سرحانه....فيه...
العنود وهي تتنهد: ايييييييييييه..
عائشة: مالت عليههههه بلا مالت عليه وعلى امه فوقه...
العنود: وشدخل امه الحين؟؟؟
عائشة: لأنها تحت تنغص على جاسم يابلفيت جايه تتحمدله بالسلامة...
العنود: مسكينه لا تظلمينها...
عائشة: يعلها السكين...هي ويا بنتها وولدها بعد...
العنود بغضب:بل.بل..ليش تدعين؟؟ شفيج عليه ؟؟؟ سوى لج شي؟؟؟
عائشة: يخسي والله اخليه يتحسف...بس ما ادانيه في عيشة الله مادري شتشوفين
فيه..صج الحب عمي...
العنود: اشوف فيه كل شي حلو...
عائشة: عميا شسوي فيج ...مادري شلون بتستحملين امه هالضبعه
العنود: لأجل عين تكرم مدينة...
عائشة: عاد من زين العين...صغيره وكنه حول...
العنود وهي تضربها على كتفها: عمى...لا تقولين عنه جذيه...ما ارضى عليه..
عائشة: يعلج ماترضين...والا انا هامني...انتي مصدقه انه يحبج؟؟؟ هو اصلاً ما
يعطيج ويه الا اذا احتاج شي...
العنود: يستحي...
عائشة: ماخلى من الحيا...ولا يدله هذا ....
العنود: عوش...اذلفي عن ويهي....ماحب اسمع هالكلام...
عائشة: لأنه الصج... لأني اواجهج بالشي اللي ما تبغين تشوفينه...
العنود وهي تغلق اذنيها بيدها: ددددددد.....نننننننننن ما اسمع اي شي....نننننن
عائشة: بتشوفين...بتتحسفين...

خرجت عائشة من عند اختها وهي مندهشه من غباء اختها من حقيقة حسن ابن
عمها...لطالما كان يعرف كيف يتلاعب بمشاعرها...كان يعرف كيف يبكيها وكيف
يضحكها...كان دائماً ينتهز فرصه خروج ناصر ليبدأ بفرض شخصيته عليها وبما
انها تصغره بسنوات فكان يستغل حبها للعب معه اسوأ استغلال...ولا زال... ولكن
وبمجرد وصول ناصر ينقلب الى شخص اخر...خبيث...مثل نوال اخته تماماً كانا
توأمان متماثلان في كل شي ...كل شي حتى في الشكل والطباع والخبث...واللؤم
ايضاً...






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس