الجزء الثامن عشر
في أحد عنابر مستشفى السلمانية .. و في وحدة من الغرف .. برودة فضيعة فالغرفة .. قامت مريم من النوم .. و فراسها صداع فضيع .. و فايدها واير المغذي .. قامت و ما تتذكر شي من امس .. كل اللي تتذكره .. انها فالمستشفى .. بس ليش ما تدري .. لفت و شافت جواهرو هنادي قاعدين بصوب و هنادي كانت منهارة .. و عالكرسي الثاني كانت قاعدة خالتها منيرة و تصيح و تقرى قران ..
مريم: خالتي
منيرة و هي تصك القران: صدق الله العظيم .. ها يما مريم قمتي .. يعورج شي .. تبين انادي لج الدختر؟؟
مريم: انا شفيني .. متى ييت هنيه .. صوت مريم قام يعلى: وين امي ابي امي
هنيه هنادي انهارت اكثر بالصياح و جواهر معاها تصيح و تحاول تهديدها
منيرة: لا حول و لا قوة الا بالله .. لا تسوين بنفسج جذيه .. ذكري الله
مريم و هي تصيح: انتوا شفيكم انا ابي امي نادوا امي .. سكتت شوي و جنها تذكرت شي
مريم: شلونها امي الحين .. هيه بخير ؟؟ ردوا عليي ؟؟
منيرة: امج مرتاحة ادعي لها يا بنتي ادعي لها
مريم: انزين ابي اشوفها
منيرة: ما يصير يا بنتي ما يخلونج .. انتي استهدي بالله بس
مريم و هي تصيح: ليش ما يخلوني؟؟ توج تقولين ما فيها شي و مرتاحة!!
منيرة: امج راحت عند ربها يا مريم .. لا تعذبينها و ادعي لها
مريم بويه باهت: خالتي انتي شتقولين .. امي ما فيها شي انا متاكدة
و ان خالها بو طلال توه داخل الغرفة
مريم: خالي .. ابي اشوف امي .. الله يخليك
بوطلال: لا يا بنتي ما يخلونج ..
مريم تبي تتاكد: خالي يعني امي صج ماتت؟؟.. و انهارت صياح
بو طلال: يا بنتي قومي توضي و صلي لج ركعتين و ادعي لامج
مريم و هي تتشبص بخالها: و اللي يعافيك يا خالي .. عشان خاطري ابي اشوف امي .. الله يخليك .. ابي اشوفها
بوطلال و دموعه بعينه: مريم حبيبتي امج بالثلاجة خلاص و ما يصير تشوفينها .. ادعي لها .. و أمج بتتم بقلبج
مريم: يعني خلاص ما راح اشوفها مرة ثانية ما راح اشوفها
و طاحت منهارة عالارض تصيح و تصيح .. مريم خلاص مو متصورة انها ما راح تشوف امها مرة ثانية .. امها كانت اقرب انسانة لها و كانت لها الام و الابو .. و اليوم فقدت هالاحساس لانه امينة خلاص راحت عند ربها و صارت جثة هامدة و ما راح ترجع للأبد!!
..........
خليفة بصدمة: شو .. شو تقول انته؟؟!!
سلمان: هذا اللي صار توها لولوة متصلة و تقول انها بتروح لها المستشفى
خليفة بحزن: لا حول و لا قوة الا بالله .. اهي شحالها الحين؟؟
سلمان: ما ادري تقول لولوة وايد تعبانة و منهارة
خليفة: انته بتسير العزى
سلمان: هيه تراني بودي لولوة و بنزل عزى الرياييل
خليفة: خلاص انته قولي وين البيت و انا بيي
سلمان: صار .. يلا فمان الله
خليفة: سلمان .. اقول مريم باي مستشفى
سلمان باستغراب: ليش؟؟
خليفة: ابا اسير اتطمن عليها
سلمان: خليفة شفيك؟؟ لا تمشكل البنت ترى اهلها دووم عندها .. و اللي فيها مكفيها .. مو ناقصة تراها
خليفة: سلمانو لا تنرفزني .. يعني انته بتخاف عليها اكثر مني .. انا ما ابي لها المشاكل بس بسال عنها
سلمان: اكيد؟؟؟؟؟
خليفة و هو يتافف: هيه اكيد
سلمان: اهي بالسلمانية .. بس ما اعرف أي عنبر و جذيه
خليفة: خلاص برايك سلمان مشكور .. اشوفك عقب فالعزى
سلمان: فمان الله
.......
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية .. فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي"
مرت ايام العزى ثقيلة على كل هل البحرين .. المكان كان كئيب وايد .. البيت اللي كان كله ضحك و هواش تحول الى مكان هادي و كئيب .. و يملاه اصوات المعزين و اللي يصيحون .. امينة كانت انسانة طيبة و كل اللي يعرفونها يحبونها .. و الكل زعلتهم وفاتها
طبعا مريم كانت بعيد جدا عن كل هالاجواء .. لانها من عقب ذاك اليوم .. نايمة بالمستشفى .. حالتها كل يوم تزيد عن اللي قبله .. خصوصا انه صادها انهيار عصبي
بخصوص عزى الرياييل كان زحمة واااايد .. بو طلال ما شاءالله معارفه وااايد .. و الكل حب انه يواسيه في فقدانه اخته الوحيده
في زاوية من زوايا الميلس .. كان قاعد بروحه بويه حزين .. و لا حاس باللي حواليه .. من يوم ما صار اللي صار و راحت المرحومة اللي كانت وايد غالية على قلبه .. و هو ما نطق بولا حرف .. و لا قال أي شي .. كل الوقت ساكت و يطالع تحت .. الشي الوحيد اللي يسويه ان يطلع حق المسيد للصلاة و بس .. الكل خايف عليه خصوصا انه صاده هبوط اكثر من مرة
طلال: يبا لي متى بنخلي يدي على هالحال .. ما يصير .. 3 ايام لا كل و لا شرب شي
بو احمد بحزن: و الله ما ادري شقولك .. الكل يدري شكثر امينة الله يرحمها غاليه على قلبه .. انا وايد خايف عليه .. و الدكاترة يقولون هذي صدمة ..بس لي متى ما ادري .. من ذاك اليوم و هو حتى ما يتحجى .. حتى مع امي
طلال: يدي .. يدي قوم الله يهديك قوم كل لك شي
طبعا بو احمد كالعادة ما رد عليه .. و تم منزل راسه و سارح
...........
في الريسيبشون تحت في مستشفى السلمانية .. كان خليفة واقف .. يتكلم مع الموظفة .. يبي يسال عن مريم
خليفة: اختي حبيت اسالج عن مريضة دخلت من يومين اسمها مريم؟؟
الموظفة: عفوا اخوي بس عطني اسمها الثلاثي على الاقل
خليفة: مم و الله ما اعرف كل اللي اعرفه انه اسمها مريم
الموظفة: عفوا اخوي اول امس مدخلين ثلاث وحدات اسمهم مريم .. شلون بعرف اهي أي وحدة؟؟
خليفة: مم هي امها كانت متوفية بحادث .. و بسبتها هي انهارت
الموظفة: لحظة .. ايه قصدك مريم يوسف خليفة ال..... ؟؟
خليفة: شو .. ممكن تعيدين الاسم!!
الموظفة: ترى هذي داخلة من يومين .. و كانت امها متوفية هنيه عندنا .. و اهيه للحين مرقدة
طلع خليفة من المستشفى بسرعه حتى ان الموظفة استغربت و رفعت كفوفها مستغربة من حركته
اما خليفة فعلى طول ركب سيارته و اتصل بسلمان
سلمان: هلا .. وينك ما شفتك يوم طلعت من العزى
خليفة: تراك يوم ظهرت حق لولوة انا سرت .. سلمان اباك فخدمة
سلمان: امر
خليفة: ما يامر عليك عدو .. اباك تسال لولوة عن اسم مريم الكامل
سلمان باستغراب: ليش؟؟
خليفة: لا تسالني ليش .. لو لي عندك غلاة اسالها و بترياك
سلمان لاحظ ان خليفة جاد: خلاص انت خلك عالخط دقايق بحاجي لولوة من الحجرة و ارد عليك خبر
عقب ثلاث دقايق
سلمان: هلا
خليفة: ها عرفت؟؟
سلمان: ايه تقول ان اسمها .. مريم يوسف خليفة ال.....
خليفة بصدمة: خلاص برايك سلمان مشكور
سلمان: خليفة شفيك؟؟
خليفة: برايك الحين
استغرب سلمان من حركة خليفة .. و ما لاحظ ان اسم مريم هو نفسه اسم خليفة مع اختلاف اسم الابو بس!!
...........
اليوم اول يوم مريم تدخل فيه البيت من عقب وفاة امها .. اليوم رخصوها الدختر عقب اسبوعين نامت فيهم هناك و كانت معاها هنادي و منيرة مرت خالها
دخلت مريم البيت و شي عصر قلبها .. تعودت لما اتدش البيت تشوف سيارة امها موقفة في الكراج .. بس اليوم لا السيارة و لا امها موجودين .. عورها قلبها .. و تجمعت دموعها في عينها .. بس حاولت تتماسك و دخلت داخل .. يالله يا هالبيت تعودت من صغري ادش و اشوف امي الغالية تنتظرني .. بس وينها الحين .. سرحت شوي بخيالها و تخيلت طيف امها موجود بالصالة .. الله يصبرني .. و تمت دموعها تنزل ..
منيرة: مريم حبيبتي بسج عاد .. يدج بروحه حالته حاله إذا شافج جيه بيتعب
مريم: غصب عني خالتي
هنادي بصوت مبحوح: مريم تعالي قعدي معانا بالصالة
مريم: لا انا بروح حجرتي فوق
ركبت مريم بس و هي راكبة شافت غرفة امها فوق كانت يم غرفتها .. عورها قلبها زوووود .. بس تعوذت من الشيطان و دشت غرفتها
......
الساعة وحدة بالليل و جواهر للحين ما ياها نوم .. تنطر طلال اللي مسكر جهازه و تاخر وايد ..
جواهر: يا ربي اكيد هو معاها الحين .. مو عارفة شسوي يا رب ساعدني .. الحين صار اسبوعين من توفت المرحومة .. بس احس الجو بعده حزين و متوتر .. فما اعرف شلون اكلمه
اه .. تنهدت جواهر و سرحت بافكارها بعيد .. تذكرت اول يوم عرس لهم
طلال: و ليش هالدموع .. كل هذا فرح عشان تزوجتيني؟!
جواهر: هههه .. اول مرة افارقهم
طلال: كلها شهر و نرجع لهم .. بعدين لا تخافين انا بحاول قد ما اقدر اسعدج .. و اكون لج مثل اهلج و احسن
جواهر: اه يا طلال .. شاللي غيرك عليي .. و غصب عنها نزلت دموع من عينها و غفت .. و ما حست بطلال يوم يه و وقتها الساعه كانت 2 و نص!!
..............
في بيت بو أحمد فوق .. في ليت مفتوح .. مشت ام احمد و تبعت الليت .. دخلت شافت مريم قاعدة بغرفة امها و تصيح و ماسكة صورة امها و تكلمها
مريم: يما ردي عليي .. قوليلي انا شسوي الحين .. مو متخيلة البيت من غيرج و الله
ام احمد عورها قلبها على هالبنت اللي لا لها لا ام و لا ابو .. و دخلت داخل
أم أحمد: مريم بنيتي .. مو زين اللي تسوينه بروحج مو زين
مريم و هي تصيح: يا يدتي امي راحت خلاص .. راحت من غير ردة .. من غير ما تودعني حتى
ام احمد بحنان: حبيبتي هذي ارادة ربج .. و انتي مو ياهل عشان تعترضين على ارادة ربج .. قومي حبيبتي قومي صلي لج ركعتين .. و اقري قران باقي على الاذان نص ساعه
مريم و هي للحين تصيح: يدتي مو قادرة اتخيل البيت بدونها احس عمري بحلم .. و بقوم و بحصلها جدامي
اليدة: بتلاقينها فالجنة ان شاءالله .. انتي بس قومي معاي .. لا تعذبيني يا بنتي .. تراني راكبة لج لي فوق .. و كفاية يدج و الحالة اللي اهو فيها .. سكتت شوي و نزلت دموعها غصبن عنها و قالت: انا بعد حالي مو احسن عنكم و قلبي محروق على بنتي الوحيدة .. بنتي اللي راحت فغمضة عين .. بس هذي ارادة ربج .. قو مي معاي صلي و بننتظر الاذان .. و تعالي رقدي معانا فالغرفة
قامت مريم مع يدتها .. و قلبها عورها لانها نزلت دموع يدتها
اليوم اول يوم لمريم بالبيت من عقب امها و هاي حالها .. و الله يعينها بباقي الايام الياية
|