عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-14, 11:36 PM   #3917

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
Elk



الفصل الواحد والثلاثون


وكما في ذلك اليوم المشؤوم عندما رحل كبار عائلتهم الملكية من قصرهم السري فتداولت أخبارهم في القصر عن انهم خرجوا اخيرا عرينهم للانتقام ولاسترداد حقهم الملكي الذي سلبتهم اياه العائلة التي كانت تحكم بلادهم حاليا, هي في أعماقها لم تكن تدري من هو الاحق بالحكم هي لم ترى ما راوه الكبار ولم تشهد على تاريخ العائلتين المليء بالمآسي والتي كل واحدة فيهما كانت تؤكد بأن الملكية من حقها هي...


ولكنها تربت منذ نعومة اظافرها على كره عائلة الكسندر والسعي لتضحية حتى بالحياة من اجل استرجاع شرف ملكيتهم الضائع, وقد نجحت عائلتها في تشبيعها كرها وحقدا تجاه أعدائهم الذي سجله التاريخ بحبر من دمٍ حارٍ الا أن الامر كان يختلف عندما يتعلق الامر بملكهم الشاب والذي كانت تتأمل إحدى صوره المنتشرة عند العامة وهو بجانب زوجته الساحرة الجمال والشخصية كما يحكى عنها دوما, كانت قد قصت صورة زوجته من جانبه وحرقتها, فهي كرهتها ليس فقط لأنها من العائلة المعادية بل هي تأكدت من السبب الثاني وهي في زنزانة الموت أنها كرهت فيكتوريا لحبها للألكسندر قبل حتى ان تقابله مباشرة, فقد كانت تشعر بالغيرة من زواجه دون ان تدري, كانت تتأمل صورته بحزن لم تعترف به حينها, لأن عائلتها كانت في طريقها لإبادته هو وعائلته الصغيرة.


تحدثت بصوت خافت لصورة وهي تمرر اناملها بنعومة على جسده:


-شيء فيك يشدني بقوة اليك, رغم انك عدوي, لا ادري اهي الكريزما الملكية التي تتمتع بها؟ وسامتك؟ ام نبلك وشهامتك الغريزية التي لا أراها في عائلتي الملكية.


كل ذلك لم يقنعها ولم يجب عن افكارها التائهة التي كانت تتربص بها في كل مكان وزمان وتهجم عليها بلا رحمة أثناء خلوتها بنفسها.


فالحقيقة أن سر الكسندر حينها كان يكمن في اختلافه عن عائلته وعن عائلتها, هو كان رجلا مستقلا بمشاعره وبأهدافه, لم يكن يحقق أهداف عائلته ولم يرث حقدها ووحشيتها, كان أمره شبيها بالنبتة الخضراء التي تنبت بمعجزة وسط أرض صحرواية بكل قسوتها وتجردها من الحياة.


-عزيزتي ما الذي يجلسك في هذا الجو القارص هكذا؟


رمت باتريسيا الصورة بسرعة خلفها حيث الشجيرة العارية من أوراقها, ونظرت لعمتها التي كانت قادمة اليها بسرعة, في الحديقة الجرداء التي لا تغطيها سوى الثلوج كتجرد قلوب سكان قصرها المعزول عن العالم الخارجي من المشاعر الانسانية, وقفت هي على قدميها بعد ان كانت جالسة على مقعد حديدي هو الوحيد الذي تبقى في تلك الحديقة البشعة, وحيت عمتها وهي تجيبها:


-لا شيء سموك, كنت فقط أحتاج لبعض الهواء البارد.


جذبتها عمتها من معصمها بفرح كبير اثار ذهول باتريسيا, فمنذ ان فتحت عينيها على الحياة لم ترى عمتها الحزينة والمريضة طوال الوقت تنشرح ملامحها بابتسامة سعيدة وهي تهرول بحماس كبير كما لو ان سنوات عمرها العديدة قد تقلصت بسرعة البرق حتى عادت بها لمراهقة مجنونة:


-بعد أن تري ما جلبه كبار العائلة الملكية معهم الان, سنستطيع كلنا أخيراً استنشاق الهواء بحُرية وسلامٍ.


تبعت عمتها بقلب وجل, ولم تدري لما أصابها القلق من كلام عمتها الذي كان يحمل أخباراً سارة للعودة الحميدة للعائلة, وهي التي كانت خائفة طوال الوقت من ان يلقوا حتفهم في القصر الصيفي. اوقفت خطواتها السريعة عندما توقفت عمتها عند نوافذ واسعة وهناك اطلقت سراح معصمها و أزاحت الستائر جانبا وهي تقول لها:


-انظري, وشاهدي بأم عينيك الوريث الوحيد لأعدائنا وهو يقاد ذليلا ومُهانا الى قصرنا.


نظرت باتريسيا الى حيث كانت تشير عمتها, سيارات العائلة السوداء متوقفة اسفل الشرفة, لقد عادوا بأيدٍ مليئة, فقد رأت باتريسيا الكسندر بشحمه ولحمه ينزف من مؤخرة رأسه وقد بللت الدماء ظهر قميصه وهو معصب العينين يجره حرسهم الى حيث توجد سراديب القصر التعذيبية, ثم لمحت ارتعاشة اصابعها فاخفت يديها خلف ظهرها قبل ان تراهم عمتها التي قالت بحقد شديد وهي لا تحيد أنظارها عن والد باتريسيا في الخارج الواقف مع حراسه الاشداء:


-وأخيرا حطمنا امبراطورية ظالمة, وأخيرا سنستعيد حقنا المسلوب.


ظلت باتريسيا صامتة وقد شعرت بأنها لا تريد الحديث ولا تدري ما عليها قوله, في داخلها لم تسعد لنصرهم, وذلك الرجل الذي كان يحتل أحلامها رغما عنها قد وقع في آسرهم, واستدارت باتريسيا الى والدها عندما صعد اليهم وعمتها كانت اول من سألته عن الحارس الذي كان خلفه يحمل بين ذراعيه طفلا ملتحفا بغطاء مخملي احمر, يبكي صراخا دون توقف:


-من هذا؟


-لقد تمكنت تلك الحقيرة من انجابه قبل موتها, كاد ابنهما ان يفلت من قبضتنا لولا انني وجدت الخرقاء التي كلفتها تلك الحية السوداء بإنقاذ وريث عائلتهم, وجدتها تحاول الخروج من القصر عبر الممر السري, لا ادري ما افعل به, خفت ان اقتله ساعتها كما فعلت مع الخادمة فأكتشف بعد فوات الاوان أنني تصرفت بتسرع خاطئ.


نظرت باتريسيا لجانب وجه عمتها الذي تحول بياضه الى الأسود لكراهية قلبها الشديدة التي طفت على ملامحها وهي تكز على اسنانها قائلة:


-اقتله, اقتله وامام ابيه حتى نحرق قلبه على ابنه كما احرقوا قلبي على ابنتي, وضاعت مني الى الابد.


-اهدئي اختي نحن سننتظر حتى تسمح لنا جلالة الملكة بهذا.


لكن أخته عاشت مع الحقد بما يكفي لكي تقفز على اخيها تحاول اخذ الطفل الحديث الولادة منه ونهشه بأنيابها حتى الموت, غير ان والد باتريسيا ابتعد بسرعة عن اخته الاكبر منه سنا وهو يحيط الطفل بكلا ذراعيه حتى يحميه منها, وباتريسيا تصرفت بغريزية لم تعرف من اين واتتها لطفل المراة التي تغار منها حد الموت, الا انه ظل قطعة حية من رجل أحلامها, ولذلك تجرأت وامسكت بذراع عمتها تمنعها من التقدم ناحية الطفل وهي تتوسلها:


-ارجوك عمتي تريثي.


لم تهدأ عمتها حتى صدح صوت وقور تردد صداه في ذلك القصر الخالي من الحياة, وظهرت في اخر الممر اليد اليمنى للملكة الام, اكبر والامراء وأعلاهن شئنا, فقام الجميع بتحيتها بسرعة حتى اختها المجنونة والتي صمتت وهدأ غضبها حال حضور سمو الاميرة التي وجهت كلامها الصارم إليها أولا:


-أنت لن تلمسي ذلك الطفل يا أختي, نحن نحتاجه, فللأسف نحن لم نربح الحرب بعد.


صاحت اختها غير مصدقة ما سمعته:


-بعدكل هذا الانتظار والجهد والتعب تخبريني أننا لم نربح الحرب؟


-الكسندر عنيد ولا اتوقع استسلامه لتعذيب وإفشائه لسر الملكية, لذلك ربما يأتي وقت ونحتاج ابنه هذا.


-انا لا أفهم شيئا يا سمو الاميرة, اوضحي لي ارجوك.


التفتت كبيرة الاميرات الى ابنة أخيها الشقراء وامرتها قائلة:

-خوذي الطفل من هنا الى جناحك.


يتبع...



maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس