عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-14, 11:38 PM   #3918

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
Elk

تحت صمت الجميع ونظرات الغيظ من عمتها الحاقدة اخذت باتريسيا الطفل الملكي من بين ذراعي والدها القوي الجسد, ثم اسرعت به تبتعد عنهم وحال ان دخلت غرفتها حتى ازاحت الغطاء عنه وابتسمت في وجهه الباكي ابتسامة واسعة, وقعت في حبه عند اول نظرة كما وقعت في حب والده في الصور المسروقة.


ويا ليته انتهى الامر عند ذلك الحد, كانت تمر الايام وتزداد باتريسيا تعلقا بالطفل, حتى انها كانت تحميه وتبعده عن طريق عمتها دوما, لم تعرف بان حبها لإبن حبيبها السري الذي كانت تبكي عليه الليالي الطويلة الباردة وهي تعلم بانه يوجد معها تحت سقف واحد يتعرض لتعذيب عائلتها, سينقلب ضدها بشكل عجيب, وسيؤذي لنهايتها التي أصبحت تنتظرها في زنزانة برجه الجنوبي, فذلك كله لم يفت العيون الحادة لكبيرة الاميرات, عمتها الكبرى والتي عندما يئست من تعذيب الكسندر الذي لم يلحق بهم سوى المزيد الخسائر كوقتهم الثمين وجهدهم ومزيدا من غضب الام الملكة بعد أن فشلت اكبر محاولاتهم لاسترجاع الملكية.


حتى جاء اليوم الذي استدعيت فيه باتريسيا لمقر الام الملكة, جدتها التي لا تراها الا اذا طلبت جلالتها ذلك شخصيا, وبما أنها كانت فتاة العائلة الخرقاء, التي لا تفيدهم بالكثير في القصر, فكانت رؤيتها لجدتها شبه معدومة, تلك المرأة لا تعرف معنى العلاقات العائلية الحميمية, هي ترى وتحدث وتمنح وقتها فقط لمن سيفيدونها في استرجاع عرشها وعرش اجدادها الذي كان بالنسبة لها عارا كبيرا ان يحتله شاب من أعدائها, تركت باتريسيا الطفل في غرفتها واقفلت عليه الباب بالمفتاح, لا تريد لأحد ان يراه ويؤذيه وخصوصا عمتها الحاقدة بشدة على عائلته ولا تريد الانتقام منهم سوى بولي عهدهم. انتظرت باتريسيا عند باب الجناح الملكي بصمت حتى خرج اليها حارس الملكة يخبرها بأن صاحبة الجلالة في انتظارها بالداخل, وعندما ولجت الى هناك قامت بتحيتها وهي تسترق النظر اليها تحت رموشها المسبلة احتراما, كانت العجوز جالسة على الكرسي المتحرك, وعلى جانبها الايمن تجلس صاحبة السمو الملكي الاميرة الخبيثة أكبر بناتها, اما والدها فكان يجلس على يسار العجوز كأصغر أبنائها بعد اخته الثانية التي فقدت مكانتها وحضورها أمام والدتها الملكة لاصابتها بهوس الانتقام فأصبحت منذ سنين طويلة لا تعيش سوى على ذكرى ابنتها الراحلة, ضعيفة العقل وحشية الافعال. كاد قلب باتريسيا ينفجر بين ضلوع صدرها عندما اقتربت منها الملكة الام بكرسيها المتحرك منها, حبست باتريسيا انفاسها من العجوز التي كانت ملامحها تخيفها من كثرة تجاعيدها وقسوة ملامحها رغم هشاشتها وضعف جسدها الهزيل, وظلت تنظر لباتريسيا بعيون حادة, وعندما تكلمت اخيرا طرحت على باتريسيا سؤالا جعلها تفغر فاهها:


-تحبينه؟


بدأت أنفاس باتريسيا ثقيلة جدا وهي تشعر بنفسها محاصرة من ازواج لعيون كثيرة حولها قاتلة النظرات, حتى اتاها صوت ماكر فنظرت للاميرة التي قالت لها بابتسامة غريبة:


-تقصد جلالتها هل تحبين ابن الكسندر؟


ومع أنها لم تأتمن لنظرات عمتها كحال كل الايام, فهي تعلم بأن الراس المخطط لهذه العائلة هي تلك المرأة الخطيرة القادرة على فعل ما لا يتوقعه عقل ولا يتحمله قلب, ولأنها دوما كانت تخاف النظر في عينيها لشعورها بانها تقرأ اسراراها المحرمة, أبعدت نظراتها بسرعة عنها ونظرت لجدتها التي تجاوز عمرها السنين المعقولة ثم أجابتها:


-انا فقط أنفذ الاوامر يا جلالة الملكة, لقد كانت رغبتكم في الاعتناء بذلك الرضيع.


-هل تحبينه؟


خرج صوتها مبحوحا وخافتا ولكنه ارسل الرهبة في قلب باتريسيا التي كانت تلوم نفسها وتلعنها في سرها, فلابد انها بالغت في الاعتناء بذلك الطفل حتى بدأت العائلة تشك في مشاعرها نحو صغير عدوهم, وهل تخبرهم بالمصيبة الكبرى انها تحبه لأنه يحمل دماء خاطف قلبها؟


رأت سمو الاميرة تنهض من مكانها وتقترب منها, فاخفضت انظارها عندما شعرت بيدها على كتفها تربتها عليها وتقول لها أمام الجميع:


-لا تخافي, اخبريهم الحقيقة, نعلم انك تحبينه وتعلقتي به كثيرا.


شعرت باتريسيا كما لو أن عمتها تلعب بأعصابها المتوترة, ولكنها تفاجأت عندما قالت لها الملكة الام:


-صحيح بأنني لم أحب تعلقك بذلك الطفل وإني غاضبة أشد الغضب لهذا, ولكن عمتك تقول بأن هذا في صالحنا وانت تعلمين بأنني اثق في مخططات عمتك.


حينها نظرت باتريسيا لعمتها عندما قالت تلك الاخيرة لوالدتها:


-مع فائق احتراماتي جلالتك, دعيني اخبرها بنفسي بالمخطط الجديد.


وباتريسيا تستمع الى خبث كلامها, كان وجهها يتلون من االصدمة وعدم التصديق وصولا الى استيعاب هاوية الجحيم التي تريد عائلتها جعلها ترقص بمحاذاتها واقل هفوة منها ستسقطها في نار ذلك الجحيم التي لن ترحمها أبدا, نظرت لوالدها بنظرات ان يقول شيئا, ان يقف في وجه مخططهم, ان يخبرهم بأن هذا خطير جدا على ابنته الوحيدة, أن يأكد لهم بأنها فتاة ضعيفة وصغيرة لكي تستطيع اللعب بقلب رجل محنك وشرس كذلك الملك الاسير الذي تعمي عينيه نار الانتقام...


ولكن والدها لم يفعل وظل كالجلمود يركز أنظاره بعيدا عن ابنته بينما اخته الكبرى اضافت قائلة:


-انت الان أمل عائلتنا الملكية من جذورها حتى اصغر اغصانها.


حاولت باتريسيا الاعتراض والاعتذار عن اداء تلك المهمة, ولكن الكلمات كانت تعلق عند طرف لسانها تأبى الخروج, كانت تهاب عائلتها كثيرا كما تهاب عائلة الكسندر, وهي الواقفة بين نارين, لم تستطع سوى الحفاظ على صمتها الذي ظنوه هم علامة لموافقتها وهل يستطيعون تخيل انفسهم وهم يقفون امام من يعترض على قرارتهم المصيرية؟؟


فمن يفعل يكون مصيره فقط العذاب الشديد قبل ان يقترن بالموت.


-عليك ان تكوني سعيدة لأننا لأول مرة نفتخر بخصالك الغريبة والتي كانت عارا على عائلتنا القوية, خصالك الضعيفة والرقيقة ذو الهشاشة الذليلة والبراءة الساذجة التي تملكينها منذ ولادتك, اخيرا تستطيعين ان تفيديننا بشخصيتك الضعيفة هذه وتجعلي الكسندر يقع في سحر الانثى الضعيفة عكس الانثى القوية التي عرفها طوال حياته.


رات باتريسيا الام الملكة وهي ترفع يديها ببطء كبير, كانت اصابعها ترتعش وتعلم كم قامت حينها بمجهود كبير حتى تستطيع ان ترفع سبابتها امام وجهها تحذرها بصوتها المهيب المتقطع قائلة:


-تذكري نحن نرسلك حتى توقعيه انت تحت رحمتك لا ان تقعي تحت رحمته. ثم اكملت وهي تحرك سبابتها المتجعدة:-تعلمين بأنني امقث الخيانة وخصوصا لو كان صاحبها قريب لعائلتي فحينها لن ارحمه أبدا.


أومأت باتريسيا ناكسة رأسها, تعلم قسوة قلوب عائلتها, هم لن يرحموها كما لن يحرمها هو ان اكتشفها.


وبعد ذلك اليوم دخلت باتريسيا في دوامة من التدريبات القاسية لم تكن جسدية, بل كانت نفسية, كان عليها ان تتقمص الشخصية التي حددوها لها, كفستان يُخاط حسب رغبة المصممة وترتديه العارضة بآلية, لا يُسأل عن رايها او شعورها بل فقط أن تستعرضه وتؤذي مهمتها العملية, هكذا كانت هي, فتحملت ان تتحول حياتها من حياة رغيدة لأصغير اميرة لعائلة ملكية عريقة الى حياة زهيدة قاسمتها لشهور طويلة مع طفل صغير حتى تصدق نفسها انها خادمة, تدهورت صحتها وبهت جمالها وظهر عليها التعب والفقر وصرت شبيهة بالمتشردين وكل ذلك حتى تلتقي بالملك الذي أطلق سراحه من قصرهم بعد ان ارسلوا رسالة غريبة مجهولة تداولها حراسه عن مكان الملك حتى تجمع الكونتيسة جيشا من حراسه المحترفين وتركض لتحريره, دون أن يعلم أحد بأن الملك حُرر بإرادة آسيريه.


نزل شلال اخر متمرد من الدموع الحزينة من عينيها المتورمتين, وهي تزيد من ضم ساقيها اليها, تتذكر العذاب الذي قاسته من عائلتها المتحجرة القلب ومن الرجل الذي وقعت تحت رحمته رغم محاولتها مقاومة حبها فإذا بقلبها يزيد تمردا وتعنتا عليها ويزيد حبا به واستلقاءً بروح مستسلمة تحت رحمة عشقه, لم تستطيع ان تكون قوية كما وعدت عائلتها ولم تستطع الا ان تخون ثقتهم وتخون عهد عائلتها, وتخونه هو ايضا وتخون نفسها وتضحي بكل شيء من اجل قلب عاشق.


اااه


اهة خرجت متقطعة من بين شفتيها وهي تسمع اصوات الاقفال الصدئة تفتح لجلالته, جلالته الذي آتى اليها أخيراً .


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس