عرض مشاركة واحدة
قديم 13-01-14, 12:39 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع


ظلت شمس الظهيرة تصلي الأرض بشواظ من نار.. جلس محمد أحمد على عنقريب متهالك في برندة دكان حاج إبراهيم.. الذي كان يغلق أبواب متجره على عجل، يبدو أنهما ظلا يتحدثان لفترة طويلة.. في الموضوع المزمن، الجازولين.. أخذ محمد أحمد يترجاه أن يجود له ببرميل حتى لا يفشل المحصول.


- يا حاج إبراهيم.. أني أعلم تماماً والكل في القرية يعرفون أنك تبيع حصلة البلدة من الجازولين في السوق الأسود.. اعطني برميل واحد على الأقل.


نظر حاج إبراهيم إلى صديقه اللدود في امتعاض، كان يكره صراحة محمد أحمد الجارحة، فأنبرى له قائلاً:


- أنت لا تفتئ تتهمني بالباطل، أنا رجل أخاف الله وأنت رجل سكير.


- نعم أنا أتعاطى الخمر، هذا شيء شخصي وأنت تضر أهل البلدة.


- أنت المخمور دائماً، ماذا تقول يوم يحشر الناس عندما تسأل فيما انفقت عمرك؟!


- إن الله يغفر الذنوب جميعاً إلا حقوق الناس.


- سبحان الله هكذا تقول !!


- تعساً لك .. وماذا ستقول أنت ؟!


باغت الاستفسار حاج إبراهيم وبان الامتعاض على وجهه.


- ماذا أقول؟


- نعم .. هل ستعترف بأنك تتلاعب بأقوات الناس وتستغلهم ؟!


- عفا الله عنك أيها السكير.


- يمكنك أن تنكر ذلك أمامي الآن، لكن هناك لن يسعك الإنكار لأنه يعلم تماماً ماذا كنت تصنع.


بلغ الاستياء مداه بحاج إبراهيم، إنه لا يرضى أن يواجهه أحد بأعماله المنكرة ولكنه تقبل ذلك من صديقه لشيء ما.ادخل يده في جيبه وأخرج رزمة كبيرة من النقود وهو ونظر إلى محمد أحمد في ود.


- دعك من هذا.. أنا لم أدعوك له.. أود محادثتك في موضوع عائلي.


نظر محمد أحمد إلى غريمه في توجس.


- ماذا تريد ؟!


- هدئ من روعك، لماذا أنت حانق علي هكذا ؟!


- قلت لك ماذا تريد ؟!


- هون عليك، أنت تعلم مدى حبي لك، حتى أني احتمل اهاناتك لي دون خلق الله أجمعين.


- تعساً لك .. لابد أنك عازم على أمر جلل.


ابتسم ابراهيم إبتسامة عريضة ومد رزمة النقود إلى صديقه .


- خذ هذه المصاريف، حتى تتحسن الأحوال.نهض محمد أحمد في غضب وازاح النقود بعيداً.


- لا أريد نقودك القذرة.. أريد جازولين.


أعاد حاج إبراهيم النقود إلى جيب جلبابه الواسع، حاول رسم ابتسامة على شفتيه.. فقد كان يبيت أمراً جعله يحتمل كل الإذلال الذي أذله له محمد أحمد.


- يا عزيزي .. كنت أريدك في موضوع هام، شغل بالي منذ مدة.


رمقه محمد أحمد في ارتياب، بعد أن لاحظ تغيير في نغمة الحوار، وظهور نبرة جديدة.


- إياك أن تكون في مزمع على إدخالي معك في أجهزة الحكومة الخربة.رد حاج إبراهيم في صبر نافذ.


- ابداً.. انه موضوع عائلي.باغت الرد الغريب محمد أحمد ، أخذ يحملق في صديقه في ذهول.


- ماذا تعني بموضوع عائلي؟!تنحنح حاج إبراهيم ورد في خنوع.


- أريد تزويج ابنتك محاسن.نظر محمد إلى صديقه كالمشدوه.


- لمن .. لابنك كمال؟!


- لا ليس لإبني.. أريد أن أتزوجها لنفسي.وجه محمد أحمد إلى صديقه نظرة احتقار.. إذا هذه كانت المناورة، واطلق الساحر تعاويذه.


- اسمع أيها المتعجرف.. ابنتي محاسن في سن بنتك ايمان ثم أنك متزوج من امرأتين..


كان رد حاج إبراهيم على غير ما يتوقع محمد أحمد، في خنوع شديد.


- إذا غديت صهري، سأفتح لك مخازني تعب منها ما تشاء الجازولين.. الدقيق، السكر، بل سأشتري لك زجاج الخمر التي تحبها بنفسي.- قلت لك دعك من هذا!!


- لماذا أنت حانق علي هكذا؟! .. شاور ابنتك قد ترضى بذلك والشرع أباح الزواج من أربعة.


كانت هذه آخر كلمات حاج إبراهيم، قبل أن يستأذن صديقه اللدود اللحاق بصلاة الجمعة في المسجد الذي كان يتعالى منه الأذان.. نهض محمد أحمد مطرقاً.. يفكر في هذه المعادلة الصعبة، لقد عرف هذا اللعين كيف يلعب على أوتار قلبه، خاصة أن العرض الأخير كان مغرياً، ظل محمد أحمد يقلب الأمر في رأسه " لماذا لا يحاول أبنته، قد تكون راضية .. هذا الرجل الذي سيكفل لها حياة كريمة، عجز هو نفسه أن يكفلها لأبنائه.. هذا العرض سينقذها من الفقر وويلاته، كما أنقذ صابر، الذي تتوارد الأنباء بأنه يصعد في سلم الحياة الاجتماعية بسرعة.. ظلت فقط رسائله تقول ذلك.. " إذا كان لا بد من تضحيات فلا بد أن يضحي أحد ما" .. فاليؤجل هذا الأمر إلى المساء.. وانطلق في طريقه إلى هوامش القرية..


* * *


عند الغروب دفع باب منزلهم ودلف إلى الداخل في تثاقل. كأنه يحمل العالم على كتفيه، جلس على حافة العنقريب الذي كانت تجلس عليه ابنته محاسن، تحيك قطع الملابس الممزقة.. استلقت ملكة على فراشها في الفناء بين ولديها وليد وزينب، كان يبدو عليها الإعياء وقد استسلمت لمداعبات ابنها وليد بشعرها الطويل.. نظر محمد أحمد إلى ابنته محاسن في توجس، لابد من إلقاء قنبلته الآن. التفتت محاسن إلى والدها في قلق.. شعرت أن والدها اليوم يتصرف بطريقة غير طبيعية ولا بد أنه يبيت أمراً.


- محاسن أبنتي، أنت أدرى بالشظف الذي نعيشه.


أزاحت محاسن القميص التي تحيكه جانباً ووجهت نظرة متسائلة إلى والدها.. لم تخمن بعد ماذا يقف خلف هذه المقدمة، من سياق الأمر يبدو أن الأمر سيكون في غير صالحها.


- ماذا تعني يا أبي؟والقى محمد أحمد قنبلته التي نسفتهم جميعاً.


- طلب حاج إبراهيم الزواج منك.


شعرت محاسن كأن هناك خنجر انغرز في صدرها.


- حاج إبراهيم! لا يا أبي لا أصدق ذلك..!!


نظر إليها والدها في إشفاق.


- نعم .. أنه رجل ثري، سوف ترفلين في نعيم، قلما يجود الزمان بمثله إن فتيات كثيرات يحلمن بهذا.


قال محمد أحمد ذلك ثم وجه نظرة تحدي إلى ملكة التي استوت جالسة تحملق فيهما في ذهول مشوب بالسخط.. اردف محمد أحمد.


- أخبريها أيها التعسة، ماذا يعني الزواج من حاج إبراهيم.


كانت هذه عادته دائماً يصب لعناته على زوجته المسكينة.


- لن ألزمها بزواج إبراهيم قسراً حتى ولو كان له مثل ما أوتي قارون.. ثم إن إبراهيم هذا لص قذر !!


جاء رد ملكة المتحدي نصلاً بارداً يشق صدره. انه يقبل أن يتحداه أي شخص إلا ملكة، هذا مالا يقبله أو يرضاه، ثارت فيه نخوة الرجولة واستبد به الغضب الشديد.


- أخرسي أيتها البلهاء.. الجدران لها آذان.ردت ملكة في تحدي.


- أنا لا أخشاه ولا أخشى أي مخلوق يدب في هذه الأرض إذا ابنتي قالت لا هذا يعني لا ...


نهضت محاسن من جوار والدها والدموع تنهمر من عينيها واندست في صدر أمها تنتحب بشدة.. نهض والدها يرغي ويزبد وقد عصف به الغضب.. ها هي زوجته العنيدة تلقي قفاز التحدي في واجهه..


- تعساً لكم جميعاً .. أنا رجل هذا البيت وإن لي الكلمة العليا سيكون الزواج شاءت أم رفضت.


استدار محمد أحمد منصرفاً ليواجه على باب الخارجي ابنه شريف وصديقه كمال، قادمين من الخارج، تسمر الصديقان في فناء المنزل وقد شعرا ببرودة الجو المكهرب الذي يعم المنزل كما كان عويل محاسن يصم الآذان، نظر شريف إلى شقيقته في توجس وقف كمال جواره مطرقاً.


- ماذا بها يا أماه.. لماذا تبكي شقيقتي محاسن.


رفعت محاسن رأسها ونظرت إلى كمال الذي وقف في ارتباك.


- أبوك حاج إبراهيم يريد أن يتزوجني يا كمال.اكتسى وجه كمال بالغضب الشديد.. "اللعنة!! محاسن التي يحبها منذ الصغر، يريد أن يتزوجها والده، "يا لسخرية الأقدار". استدار كمال منصرفاً، تاركاً خلفه جو من الوجوم ملبد بالغيوم، جلس شريف جوار شقيقته يطيب خاطرها.. أنه يعرف أنها صفقة تجارية جديدة يعد لها حاج إبراهيم الذي لا تنتهي ألاعيبه..نهضت ملكة وتلفحت ثوبها وخرجت صافقة الباب خلفها تحصد الأرم "إذاً أراد حاج إبراهيم تدمير حياتها وأسرتها" اندفعت ملكة تشق طرقات القرية المظلمة قاصدة بيت حاج إبراهيم، ما أن أقتربت من المنزل حتى ترامى إلى أذنيها الشجار العنيف الدائر بين كمال ووالده.


- يا أبي ما تفعله عمل مشين.. إن محاسن في عمر أختي إيمان.


- قلت لك مراراً لا تدخل في شؤوني الخاصة.


- إنك لا تهمك إلا مصالحك فقط.


- تشتم أباك يا كلب .. أخرج وأغرب عن وجهي لا أريد أن أراك ثانية.


- نعم سأرحل.. وسيأتي يوم تدفع فيه ثم كل ذلك..


كانت هذه آخر كلمات كمال واستدار منصرفاً.. التقى بملكة في الخارج نظر كمال إليها خلال الدموع الغزيرة التي غطت عينيه . ثم اشاح عنها واندفع في طرقات القرية، دخلت ملكة المنزل لتواجه حاج إبراهيم الذي كان لا يزال ثائراً يخور كالثور استدار إليها إبراهيم، جاهد نفسه ليبدو أكثر تهذيباً أمامها إنه يعرف ملكة تماماً.. رفيقة صباه، يحبها بجنون في ذلك الزمن الغابر.. أجمل بنات القرية ولكم أزله حبه لها ظل لا يعرف لماذا اختارت محمد أحمد غير المبالي، محمد أحمد معشوق النساء في القرية، رجل عنيد وغير آبه، كثيراً ما كانت فتيات القرية يتسللن ليلاً إلى شاطئ النهر يراقبنه وهو يتعرى عن ملابسه تماماً وجسده الأسمر يتلامع تحت ضوء القمر، يلقى بنفسه بالنيل، كان الوحيد الذي يستطيع عبور النيل سباحةً.. يعبر إلى البر الشرقي ويقضي لياليه الماجنة ويعود في الفجر ظافراً منتشياً من غزواته النسائية، كم كان يحسده.. ولا يدري لماذا تتعلق به الفتيات، بل يجعل ملكة تتزوجه، مسجلة الضربة القاضية له وهو الشاب الثري ابن سر التجار منذ عهد التركية السابقة. جالت هذه الخواطر في عقل إبراهيم المنكدر، حدق في ملكة التي نظرت إليه في احتقار جعلته يشعر بضآلته أمامها.


- ما هذه اللعبة الجديدة التي جادت بها قريحتك المتعفنة ؟!


نظر إليها حاج إبراهيم في حب وخنوع


- أي لعبة تعني يا عزيزتي.. ارجو أن تقدري موقفي.


وجهت إليه ملكة نظرة باردة كالثلج.


- أنت متزوج من امرأتين ألا يكفيك ذلك، أم أن هذا الزمن الرديء يتسع للزواج من ثالثه.. كان الأجدى بك أن تزوجها كمال ابنك.


قفز حاج إبراهيم كالملسوع عند سماع كلماتها الأخيرة.


- كمال ! ذلك العقرب.. لقد طردته الآن لم يعد أبني .ردت ملكة في إزدراء.


- أنت العقرب وليس هو ابتلع ابراهيم إهاناتها بصعوبة وقد اشتعل حبه القديم لها.. ملأ الشبق عينيه، اقترب منها يرتجف.


- يا عزيزتي لماذا كل هذا أريد الزواج منها على سنة الله ورسوله.نظرت إليه في تحدي.


- إبراهيم لا تتحداني.. أنت تعرفني جيداً.نفذ صبر إبراهيم تماماً وانفجر فيها غاضباً.


- أنت لا شيء .. أصبح الأمر من شأن الرجال وأنت مجرد امرأة.


- امرأة!! ستعرف من أنا.. وتركع أمامي متوسلاً كما كنت تفعل في الماضي.


اشعل هذا الكلام المؤلم فتيل الغضب وانفجر فيها وقد تحول كل حبه القديم لها إلى كراهية عارمة.


- أخرسي.. اخرجي من هنا أيتها اللئيمة.


استدار إلى داخل احدى الحجرات وصفق الباب خلفه بقوة، لمحت ملكة أوراق على منضدة ودفاتر تركها إبراهيم، أخذتها وكانت تحس بحسها الوطني إن لهذه المستندات أهمية، وسيأتي يوم تشهرها في وجه إبراهيم وهذا اليوم ليس بعيد وقد غدا قاب قوسين أو أدنى، أخذتها ودستها في طيات ملابسها وانصرفت في هدوء.. تسللت إلى بيتهم وتفقدت أولادها للنائمين ثم اتجهت نحو فراش بعلها اللدود كانت تفوح منه رائحة الخمر يغط في نوم عميق، أخذت تتأمله بحب عظيم، إنها تحب زوجها حب لا ينتهي رغم الشراسة التي تتسم بها تصرفاته، كان يختبئ داخله إنسان أصيل والروح السودانية الطيبة. قد لمست ذلك بحسها الأنثوي الذي لا يخيب ابداً، تزوجته رغم أنف الجميع.. سحبت ملكة غطاءه عليه لتقيه برد الأسحار.. عادت إلى فراشها واستسلمت للنوم.


* * *


أرسل القمر الحزين أشعته الفضية تتسلل بين أوراق أشجار النخيل وتلقي ظلال موحشة على الشاطئ الممتد في الأفق، كان هناك شبحان صغيران لرجل وامرأة، يسيران معاً وقد القت عليهما الظلال الشاحبة معاطفها، لم يكن هذان الشخصان سوى محاسن وكمال، لقد نزل عليهم الخبر البغيض نزول الصاعقة، كاد يخنق الحب الذي ولد بينهما منذ الصغر، تنهد كمال واطلق زفرة حارة، كان يسير مطرقاً إلى الأرض.


- طردني أبي.. قررت أن أترك القرية.


نظرت إليه محاسن في توجس.


- لا يا كمال لا ترحل وتتركني وحدي.. هل تريد أن يتزوجني أبوك.


- أبداً .. أبداً عندما عرفت هذا الخبر أظلمت الدنيا في عيني تمنيت أن يكون كابوس مزعج استيقظ لأجده تبخر..


توقفا عن شجرتهما المفضلة.. وقد تيبست أغصانها مثل كل شيء هذا البلد الذي خبث، وجهت محاسن نظرة حب طويلة إلى كمال حافلة بالشجن.


- أنت كل ما عندي في هذه الدنيا سأرحل معك.


باغت هذا الاقتراح كمال وبدأ عليه الإنزعاج.. كان يعرف ماذا يعني أن تهرب فتاة عذراء في هذا المجتمع المتخلف، الأساطير التي ستروج وتملأ البلدة، صديقه شريف.. الذي يحبه .. ستكون طعنة في الظهر وملكة ومحمد أحمد كل هؤلاء " رباه ما هذه المعادلة الرهيبة التي تدور في رأسه الآن، في كلا الحالين الخاسر الوحيد هو".


- لا يا محاسن.. يجب عليك البقاء، ضميري لا يحتمل الاضرار المعنوية التي تحيق بأهلك.


لكن محاسن التي اكتسبت العناد من والديها.. كانت مصرة على الرحيل معه مهما كلف الأمر.


- لم يعد يهمني ماذا يقول الناس.. سيتكلمون فترة ثم ينسوني.


- إذا كان هذا رأيك النهائي، دعيني أخبر شريف علىالأقل.


- لا .. لا دعه ، انهم سيفهمون وضعي جيداً وينسوني مع مرور الزمن كما نسوا صابر.. دعنا نذهب قبل أن يدركنا الفجر.


كانت هذه آخر كلمات محاسن وهي تبتعد مع كمال صوب المرسى حيث كان ينبعث غناء عبد الجواد المراكبي بصوته شجي.. ظلا يسيران بخطى سريعة بعيداً عن مرمى نظر شريف الذي حضر يبحث عن شقيقته، عرف شريف ما سيفعل صديقه واخته.. سيهربا.. ويتزوجها كمال في مكان ما في دنيا الله الواسعة، أدرك أن هذا الحل المؤلم هو الحل الصحيح وما كان بالإمكان ابدع مما كان.. ظل هذا الصراع الحاد يعتمل في نفس شريف الطيبة، كانت تتنازعه رواسب المجتمع المتخلف الذي يعيش فيه ونظرته الواعية لمفهوم الزواج، هذه المفاهيم التي غزت رأسه من الكتب التي يمده بها صديقه معاوية من مكتبة والده، تغلب عليه الشعور الثاني. قفل راجعاً وعيناه تذرفان الدمع المر. عاد إلى المستنقع والأيام المملة الرتيبة التي تتوالى مخلفة وراءها خيوط واهنة من الذكريات.


*****



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس