دائما أو في معظم الأحيان كان الرائع الراحل عبد الوهاب مطاوع رحمه الله يبدأ الرد على رسالة جيدة بعبارة قوية
وهي ( أن الأدب الجيد هو الذي يجعلك انسانا أفضل بعد قرائته )
و هنا استوقفتني عبارتك غاليتي فاطمة كرم و التي لا تقل روعة وهي هناك كُتب مبهرة تشعر وأنت في حضرة كُتابها , بأنك يجب أن تتصرف بلباقة , تنتبه لكلماتك ,لأفكارك الشاردة والواردة حولها و بعدها العبارة التالية لكن الكُتب الصديقة أو الكاتب الصديق , لا تهتم كيف تنفعل مع سطوره , لا تكترث بكونك تلهث معه حتى السطر الأخير حيث قارنتِ ما بين نوعين من الأدب في عبارتين بسيطتين شديدتي الروعة
و يبدو أن الكاتب الذي أبهرك هو كاتب بعض الكتب الصديقة كما ذكرتِ .... ذلك الأدب العفوي الذي يجعلك ترتبط بالكاتب و بالأبطال على حدٍ سواء ....
لتنفعل مع تلك الحياة البسيطة دون تعقيد و التي رسم الكاتب زواياها ببساطةٍ صعبة ...
و هو ما يجعل القارىء ينفعل بكل الانفعالات الممكنة ... الحمقاء منها و المتهورة قبل التعقل ...
ليخرج منه في النهاية شخصا أفضل ...
اكتسب ذلك الصديق الورقي ... الذي ربما لن يقابله أبدا , لكنه رسم حياة مؤقتة و لونها بألوان عفوية مبهجة دافئة .....
ليشعرنا بأن العالم مكانا أفضل .....
واقعية بسيطة ... تتأرجح ما بين الواقع المؤلم , و وواقع مختلف من منظور آخر ...
لينتج عالم ربما نطلق عليه عالم خيالي على الرغم من واقعيته ...
..............................................
احببت جدا وصف المشاعر المدرجة في تلك الروايات و تحليلها في أسطر قليلة أبدعتِ بها يا فاطمة
و شوقتني لأنزل الروايات و أنا لا أطيق صبرا على قرائتها ...
و اضيف أن القاريء الجيد ... هو القاريء الذي يستطيع نقل احساس الكاتب لقاريء آخر فيجتذبه لتلك الحياة المؤقتة بمنتهى السلاسة و اليسر ....
حينها تكون رسالة الكاتب قد اكتملت بين أركان كتابه .....
الف شكر غاليتي فاطمة كرم على المقال الرائع .. و انتظر بفارغ الصبر ان أنقل لكِ رأيي في الروايات
قبلاتي |